قال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن خباب بن الأرت قال: كنت رجلا قينا، وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، فقال: لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، قال: فإني إذا مت ثم بعثت جئتني ولي ثم مال وولد فأعطيتك، فأنزل الله: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا. أخرجه صاحبا الصحيح وغيرهما من غير وجه عن الأعمش به، وفي لفظ البخاري: كنت قينا بمكة، فعملت للعاص بن وائل سيفا، فجئت أتقاضاه، فذكر الحديث وقال: أم اتخذ عند الرحمن عهدا، قال: موثقا. قال عبد الرزاق: أخبرنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: قال خباب بن الأرت كنت قينا بمكة، فكنت أعمل للعاص بن وائل، قال: فاجتمعت لي عليه دراهم، فجئت لأتقاضاه، فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، قال: فإذا بعثت كان لي مال وولد، قال: فذكرت ذلك لرسول الله فأنزل الله: أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا.
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة مريم - الآية 77
- القرآن الكريم - تفسير القرآن العظيم لابن كثير - تفسير سورة مريم - الآية 77
- تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ١٠٣
- هل الاستغفار يرجع لي طليقي - إسألنا
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة مريم - الآية 77
27 شوال 1428 ( 08-11-2007)
في سورة مريم نقف على صورة من صور العناد والإنكار التي يتشبث بها أصحاب الكفر والضلال، وهي صورة تتكرر عبر العصور والأزمان، واختلاف البقاع والأيام، وهي تدل على نموذج استشرى فيه الغي والضلال، واستمرأ الكفر والعصيان، بحيث لم يعد يعرف غير طريق الضلال طريقًا، ولا يريد أن يسلك سواه سبيلاً. وقد أخبرنا القرآن الكريم صورة هذا النموذج، فقال: { أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالاً وولدًا} (مريم:77) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: أفرأيت يا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي كفر بآياتنا، أي: حُجَجَنا وما أنزلناه من الهدى والبينات، فلم يصدِّق بها، بل أعرض عنها، وأنكر وعيدنا يوم القيامةº وقال - وهو بالله كافر، وبرسوله جاحد -: لأوتين في الآخرة مالاً وولدًا. وقد رويت في سبب نزول هذه الآية، عدة رواياتº من ذلك ما رواه الإمامان البخاري و مسلم في \"صحيحهما\" عن خبَّاب رضي الله عنه قال: كنت قينًا - أي عبدًا - في الجاهلية، وكان لي على العاص بن وائل دَينٌ، فأتيته أتقاضاه، قال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، فقلت: لا أكفر حتى يميتك الله، ثم تُبعَث، قال: دعني حتى أموت وأُبعث، فسأوتى مالاً وولدًا، فأقضيك.
القرآن الكريم - تفسير القرآن العظيم لابن كثير - تفسير سورة مريم - الآية 77
وَأخرجه مُسلم فِي ذكر الْمُنَافِقين عَن أبي بكر وَأبي سعيد الْأَشَج وَعَن أبي كريب وَعَن ابْن نمير وَعَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعَن إِبْرَاهِيم بن أبي عمر بِهِ. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير عَن ابْن أبي عمر بِهِ، وَعَن هناد بن السّري. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن مُحَمَّد بن الْعَلَاء بِهِ. ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (كنت قينا) أَي: حدادا. قَوْله: (على الْعَاصِ بن وَائِل) ، بِالْهَمْزَةِ بعد الْألف، وَذكر ابْن الْكَلْبِيّ عَن جمَاعَة فِي الْجَاهِلِيَّة أَنهم كَانُوا زنادقة، مِنْهُم الْعَاصِ بن وَائِل وَعقبَة بن أبي معيط والوليد بن الْمُغيرَة وَأبي بن خلف. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ١٠٣. قَوْله: (فَأَتَيْته أَتَقَاضَاهُ) ، أَي: فَأتيت الْعَاصِ أطلب مِنْهُ ديني، قَالَ مقَاتل: صاغ خبابُ للعاصي شَيْئا من الْحلِيّ، فَلَمَّا طلب مِنْهُ الْأجر قَالَ ألستم تَزْعُمُونَ أَن فِي الْجنَّة الْحَرِير وَالذَّهَب وَالْفِضَّة والولدان؟ قَالَ خبابُ: نعم. قَالَ الْعَاصِ: فميعاد مَا بَيْننَا الْجنَّة. وَقَالَ الواحدي: قَالَ الْكَلْبِيّ وَمُقَاتِل: كَانَ خبابُ قينا، وَكَانَ يعْمل للعاص بن وَائِل، وَكَانَ العَاصِي يُؤَخر حَقه، فَأَتَاهُ يتقاضاه، فَقَالَ: مَا عِنْدِي الْيَوْم مَا أقضيك، فَقَالَ خبابُ: لست بمفارقك حَتَّى تقضيني، فَقَالَ العَاصِي: يَا خبابُ مَالك؟ مَا كنت هَكَذَا؟ وَإِن كنت لحسن الطّلب {} قَالَ: ذَلِك إِذا كنت على دينك، وَأما الْيَوْم فَأَنا على الْإِسْلَام.
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ١٠٣
{ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا * كَلا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا * وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا * وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} [ مريم 77 - 82]. قال السعدي في تفسيره: أي: أفلا تتعجب من حالة هذا الكافر، الذي جمع بين كفره بآيات الله ودعواه الكبيرة، أنه سيؤتى في الآخرة مالا وولدا، أي: يكون من أهل الجنة ، هذا من أعجب الأمور، فلو كان مؤمنا بالله وادعى هذه الدعوى، لسهل الأمر. وهذه الآية -وإن كانت نازلة في كافر معين- فإنها تشمل كل كافر، زعم أنه على الحق، وأنه من أهل الجنة، قال الله، توبيخا له وتكذيبا: { أَطَّلَعَ الْغَيْبَ} أي: أحاط علمه بالغيب، حتى علم ما يكون، وأن من جملة ما يكون، أنه يؤتى يوم القيامة مالا وولدا؟ { أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} أنه نائل ما قاله، أي: لم يكن شيء من ذلك، فعلم أنه متقول، قائل ما لا علم له به.
وقال مجاهد: أعلم الغيب حتى يعلم أفي الجنة هو أم لا ؟! أم اتخذ عند الرحمن عهدا قال قتادة والثوري أي عملا صالحا ، وقيل: هو التوحيد ، وقيل: هو من الوعد ، وقال الكلبي: عاهد الله تعالى أن يدخله الجنة كلا رد عليه ، أي لم يكن ذلك ؛ لم يطلع الغيب ولم يتخذ عند الرحمن عهدا ، وتم الكلام عند قول كلا وقال الحسن: إن الآيات نزلت في الوليد بن المغيرة ، والأول أصح ؛ لأنه مدون في الصحاح وقرأ حمزة والكسائي. ( وولدا) بضم الواو ، والباقون بفتحها. واختلف في الضم والفتح على وجهين: أحدهما: أنهما لغتان معناهما واحد يقال ولد وولد كما يقال عدم وعدم وقال الحارث بن حلزة: ولقد رأيت معاشرا قد ثمروا مالا وولدا وقال آخر: فليت فلانا كان في بطن أمه وليت فلانا كان ولد حمار والثاني: أن قيسا تجعل الولد بالضم جمعا والولد بالفتح واحدا قال الماوردي وفي قوله تعالى: لأوتين مالا وولدا وجهان: أحدهما أنه أراد في الجنة استهزاء بما وعد الله تعالى على طاعته وعبادته ؛ قاله الكلبي. الثاني: أنه أراد في الدنيا وهو قول الجمهور ؛ وفيه وجهان محتملان: أحدهما: إن أقمت على دين آبائي وعبادة آلهتي لأوتين مالا وولدا. الثاني: ولو كنت على باطل لما أوتيت مالا وولدا.
إذ على الرغم من كل الآيات الكونية والسمعية، المبثوثة في كل مكان من العالم، يظل هذا الكافر يتمادى في غيِّه غاية التمادي، ويسترسل في كفره ويتطاول على خالقه، ولا يأبه بعواقب ذلك. ثم تأتي الآيات اللاحقة لترد على صاحب هذا الموقف المستعلي، وتنـزله من علياء عرشه؛ يقول تعالى: { أطَّلع الغيب} (مريم:78) يقول عز ذكره: أَعَلِم قائل هذا القول علم الغيب؟ فعلم أن له في الآخرة مالاً وولدًا، باطلاعه على الغيب! { أم اتخذ عند الرحمن عهدا} (مريم:78) أم آمن بالله وعمل بما أمره به، وانتهى عما نهاه عنه، فكان له بذلك عند الله عهد ووعد أن يؤتيه ما يقول من المال والولد؟!! { كلا سنكتب ما يقول} (مريم:79) من طلبه ذلك، وحكمه لنفسه بما يتمناه، وكفره بالله العظيم، { ونمد له من العذاب مدا} (مريم:79) أي: في الدار الآخرة على قوله ذلك، وكفره بالله في الدنيا، { ونرثه ما يقول} (مريم:80) أي: من مال وولد نسلبه منه، عكس ما قال إنه يؤتى في الدار الآخرة مالاً وولدًا، زيادة على الذي له في الدنيا، بل في الآخرة يسلب منه الذي كان له في الدنيا، ولهذا قال تعالى: { ويأتينا فردا} (مريم:80) أي: خالي الوفاض من المال والولد، وما جمع من الدنيا، وما عمل فيها؛ لا يتبعه مال ولا ولد، ولا قريب ولا بعيد، ولا قليل ولا كثير.
كيف_ اجلب _شخص غصب عنه؟ كيف_ اجلب _شخص غصب عنه؟ لطالب العمل بالنتيجة الحقيقة […]
هل الاستغفار يرجع لي طليقي - إسألنا
بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط تحميل تطبيق جواب
إسأل دكتورة نفسية
100% ضمان الرضا
انضم الى 8 مليون من العملاء الراضين
"تعال الآن، الفراش بارد جداً من دونك": من شأن هذه الرسالة أن تشوق زوجك للعودة اليك والوجود بقربك في الفراش.
" أريدك معي الآن... احبك": هذه الكلمات التي تعبرين من خلالها عن مشاعرك الصادقة من شأنها أن تخلق له شعور الحب والحنان وتعيد للعلاقة روح شهر العسل مرة أخرى. اقرئي أيضاً: كيف انسى شخص تركني