على النقيض من ذلك نجد البطالين وأصحاب الهِمَم الدنية؛ فمِن الناس من شُغله الشاغل محاربة الدين جهارًا نهارًا بشتى السبُل؛ بالمكر والكيد، بالبطش والقهر، بإثارة الشُّبه، وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، بنشر الفتن والشهوات، وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا... إلى غير ذلك من وسائل الحرب على الله ورسوله والإسلام، ومنهم المُنبطِحون الخاملون المهزومون من المسلمين، الذين تشبَّعوا بأمثال هذه الأمور، فهُزمت نفوسهم قبل أن تنطق أفواههم! ومن الناس مَن عاش سُدًى وسبهللاً! ليس له هدف، ولا عنده مطمَح، ولا يعرف حتى ماذا يُريد، ومنهم من انغمس في شهواته وأتبع نفسَه مُناها حتى غرق في بحار الهوى، وأذلَّته المعصية، فانغمس في وحل إدمان مُشاهَدة الحرام، وممارسته كذلك، حتى تشبَّع بالحرام، وكَثُرت النكات السوداء في قلبه والعياذ بالله، حتى صار كما وصف سيد البشرية؛ لا يعرف معروفًا، ولا يُنكر منكَرًا، إلا ما أُشرِب من هواه، كالكوز المقلوب! ومن الناس صنف غريب، قد يعجز المرء أحيانًا عن تفسير همَّته، فضلاً عن معالجته إن أراد علاجه! إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة الليل. ذاك الصنف هم أناس غريبة، ولهم أمور وشؤون غريبة، حقًّا غريبة! يهتمُّون بأشياء غريبة عجيبة، في أوقات من حياة الأمَّة عَصيبة؛ يَتكلَّفون ويتنطعون في الطَّعن على المُسلمين، وعلى الدعاة خصوصًا، ويتلمَّسون العثرات لهم، ويتصيَّدون الأخطاء لاتِّهامهم بكل نقيصة، ويُلصقون بهم كل رذيلة، ويرَوْن أن هؤلاء الدعاة هم الدَّاء، ولا داء للأمَّة سواهم؛ لأنهم - في ظنهم - مبتدعون، ولمعالِم الشريعة مغيرون مُبدِّلون!
إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة الليل
سبّق العمل اللذي في الاصل يكون نتيجة جاء الترتيب هنا معكوسا لتبيين قيمة العطاء كما أن الٱية السابقة إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى تتناسب مع فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى: فالسعي عمل و العطاء عمل.
تفسير و معنى الآية 4 من سورة الليل عدة تفاسير - سورة الليل: عدد الآيات 21 - - الصفحة 595 - الجزء 30. ﴿ التفسير الميسر ﴾
أقسم الله سبحانه بالليل عندما يغطي بظلامه الأرض وما عليها، وبالنهار إذا انكشف عن ظلام الليل بضيائه، وبخلق الزوجين: الذكر والأنثى. إن عملكم لمختلف بين عامل للدنيا وعامل للآخرة. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«إن سعيكم» عملكم «لشتى» مختلف فعامل للجنة بالطاعة وعامل للنار بالمعصية. ﴿ تفسير السعدي ﴾
إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى هذا [هو] المقسم عليه أي: إن سعيكم أيها المكلفون لمتفاوت تفاوتا كثيًرا، وذلك بحسب تفاوت نفس الأعمال ومقدارها والنشاط فيها، وبحسب الغاية المقصودة بتلك الأعمال، هل هو وجه الله الأعلى الباقي؟ فيبقى السعي له ببقائه، وينتفع به صاحبه، أم هي غاية مضمحلة فانية، فيبطل السعي ببطلانها، ويضمحل باضمحلالها؟
﴿ تفسير البغوي ﴾
جواب القسم قوله: ( إن سعيكم لشتى) إن أعمالكم لمختلفة ، فساع في فكاك نفسه ، وساع في عطبها. روى أبو مالك الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كل ، الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ". ﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله- تعالى-: إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى هو جواب القسم.
If the plan doesn't work, change the plan, but never the goal دعاء سيدنا أيوب عليه السلام صفحة 1 من اصل 2 انتقل الى الصفحة: 1, 2 صلاحيات هذا المنتدى: لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى منتدى الابداع العربي:: كافيه الإبداع:: الاقسام العامة:: القسم الأسلامي انتقل الى:
دعاء سيدنا أيوب عليه السلام - سطور
شروط استجابة الدعاء
بعد الحديث عن دعاء سيدنا أيوب -عليه السلام- فإنّه من الجدير المرورُ على شروط استجابة الدعاء في الإسلام، ولذلك فإنَّ الدعاء من أعظم العبادات في الإسلام فهو -كما وردَ سابقًا- يقرّب العبد إلى ربّهِ ليسأله بقدرته أن يحلَ مسألته وأن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولكنَّ للدعاء شروط لا تكون الاستجابة من الله العزيز الحكيم إلّا بها، وهذه الشروط هي:
الإخلاص: فعلى المسلم أن يخلص الدعاء لله العزيز الحكيم، وأن يكون نقيَّ القلب في توجهه لله تعالى. الخضوع لله: لأن الدعاء هو طلب الأدنى من الأعلى، فعلى المسلم أنْ يتضرع إلى الله ويخضع له من باب طلب الأدنى من الله العلي، والإلحاح في الدعاء والطلب منه -سبحانه وتعالى-. تجنّب المعاصي: فإذا دعا ربّه، فعليه أن يكون سليم القلب وطاهرًا من المعاصي والآثام، وطاهرًا من المال الحرام، وهذا ما يتضح في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "أيها الناسُ! دعاء سيدنا ايوب عليه السلام. إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّبًا، وإنَّ اللهَ أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: "يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ" 5)، وقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ" 6)، ثم ذكر الرجلَ يطيلُ السَّفرَ، أشعثَ أغبَرَ، يمدُّ يدَيه إلى السماءِ: يا ربِّ!
( تحرير ومراجعة نادية راضي)