الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد عرفنا القرآن الكريم من هم أولياء الله، فقال تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ {يونس:26-63}، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الأصل في هذا الباب أن يعلم الرجل أن أولياء الله هم الذين نعتهم الله في كتابه حيث قال: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ. معنى : الكرامة. فكل من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا، وفى الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول الله تعالى: من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها... انتهى. وقال السعدي في بهجة قلوب الأبرار: أولياء الله قاموا بالفرائض والنوافل، فتولاهم وأحبهم وسهل لهم كل طريق يوصلهم إلى رضاه، ووفقهم وسددهم في جميع حركاتهم، فإن سمعوا سمعوا بالله، وإن أبصروا فلله، وإن بطشوا أو مشوا ففي طاعة الله، ومع تسديده لهم في حركاتهم جعلهم مجابي الدعوة، إن سألوه أعطاهم مصالح دينهم ودنياهم، وإن استعاذوه من الشرور أعاذهم... ووصف النبي صلى الله عليه وسلم لأولياء الله بأداء الفرائض والإكثار من النوافل مطابق لوصف الله لهم بالإيمان والتقوى في قوله: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ.
ما معنى الكرامه من مفهومك؟
وقام الإعلان الإسلامي لحقوق الإنسان بتكريس جهودهِ على مبدأ احترام الكرامة الإنسانية، وأكدت على أنّ عقيدة التوحيد الخالصة والتي قام عليها بناء الإسلام هي أنّ الله تعالى خلق الإنسان في أحسن هيئه وكرمه وجعلهُ خليفةً في الأرض، وأكدت نصوص القانون أنّ الكرامة الإنسانية أنّ جميع الناس متساوون في أصل الكرامة دون التفريق والتمييز بينهم سواء كان بالعرق أو اللون، أو الدين [٤]. مظاهر الكرامة الإنسانية في التصور الإسلامي
تتمثَّل مظاهر الكرامة الإنسانيَّة في التصور الإسلامي بعدة أمور كالتكريم بالنطق والفهم والتمييز، والصورة الحسنة، ويشير المفسرون أنَّ العقل من أفضل مظاهر خلق الإنسان ، ومن أهم المظاهر للكرامة الإنسانيَّة ما يلي [٥]:
خلق الإنسان في أحسن صورة، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن تقويم قائمًا معتدلًا، ويتناول بيده عكس الحيوانات، ومتناسب الأعضاء، وخلقهُ في أفضل صوره وأحسن عقل قادر على التفكير ومعرفة الصح من الخطأ. نفخ الله في الإنسان من روحه، فروح الإنسان قبس ونفخة من نور الله سبحانه وتعالى، وأمر الملائكة بالسجود للإنسان، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه النفخة الروحيَّة الإلهيَّة ليست خاصَّة بسيدنا آدم فقط بل أنَّ البشريَّة جميعها نالها الحظ من هذه النفخة الإلهيَّة.
معنى : الكرامة
معنى الكرامة - YouTube
مفهوم الكرامة الإنسانية
عُرفت الكرامة الإنسانيَّة في عصر النهضة، وصيغ التعريف بناءً على ثلاث مُثل عليا، وهي الحق في الرأي المخالف، واحترام التنوع الثقافي والديني، والحق في النماء وإثراء الحياة، وتطوَّر مفهوم الكرامة الإنسانيَّة، فأصبحت الكرامة ترتبط بصورة مباشرة بمفهوم المساواة، ويحق لكل كائن بشري التمتع بالاحترام، وتجدر الإشارة إلى أنَّه ورد مفهوم الكرامة في العديد من الصكوك، ومنها الاتفاقيَّة الدوليَّة للقضاء على أشكال التمييز العنصري، والعهد الدولي المتخصص بالحقوق المدنيَّة والسياسيَّة أنَّ الكرامة ليست مجرد أساس للحقوق بل هي جانب من جوانب الحقوق الأساسيَّة. تمتلك الكرامة مبدأ أساسي في أحكام القضاء والدساتير الوطنية في عدة دول، ومن ضمنها دولة إفريقيا، إذ أقرّت المحكمة الدستورية لجنوب البلاد بأنّ حماية التنوع هي الصفة التي تميز المجتمعات المنفتحة، وتساهم في الاعتراف بحق الكرامة الإنسانية لجميع الأفراد، وأنّ الحرية مكون أساسي من مكونات الكرامة الإنسانية، وتجدر الإشارة أنّ القانون الأوغندي ينص على أنّ القوانين والثقافات والأعراف والتقاليد التي تمس بكرامة المرأة ومصالحها وسلامتها محظورة بموجب الدستور [١] [٢].
وقال الإمام أحمد; حدثنا سليمان الهاشمي أنبأنا إسماعيل بن جعفر أخبرني عمرو بن أبي عمرو عن عبدالله بن عبدالرحمن الأشهلي عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم " ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث عمرو بن أبي عمرو به وقال الترمذي; حسن والأحاديث في هذا الباب كثيرة مع الآيات الكريمة كما سيأتي تفسيرها في أماكنها. القرآن الكريم - آل عمران 3: 104 Ali 'Imran 3: 104
تفسير قوله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ...)
وقيل «من» للتبيين، بمعنى: وكونوا أمة تأمرون، كقوله- تعالى- كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ. وقوله- تعالى- وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ معطوف على قوله: يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ من باب عطف الخاص على العام. وفائدة هذا التخصيص ذكر الدعاء إلى الخير عاما ثم مفصلا على هذين الوجهين وهما الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، لأنهما أشرف ألوان الدعوة إلى الخير. وقوله: يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ المفعول فيه محذوف وكذلك في قوله: يَأْمُرُونَ ويَنْهَوْنَ والتقدير يدعون الناس إلى الخير ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر. وحذف المفعول للإيذان بظهوره. أو للقصد إلى إيجاد نفس الفعل. آل عمران الآية ١٠٤Ali 'Imran:104 | 3:104 - Quran O. أى يفعلون الدعاء إلى الخير، أو لقصد التعميم أى يدعون كل من تتأتى له الدعوة. وقد ختم- سبحانه- الآية الكريمة بتبشير هؤلاء الداعين إلى الخير بالفلاح فقال وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ والفلاح هو الظفر وإدراك البغية. أى: وأولئك القائمون بواجب الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هم الكاملون في الفلاح والنجاح، ولا يمكن أن يفلح سواهم ممن لم يقم بهذا الواجب الذي هو مناط عزة الجماعات والأفراد، وأساس رفعتهم وقوتهم وسعادتهم.
ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك . [ آل عمران: 104]
ومنشأ الخلاف في ذلك أن العلماء اتفقوا على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات ، ولم يخالف في ذلك إلا النزر ، ومنهم الشيخ أبو جعفر من الإمامية قالوا: إنها من فروض الأعيان ، واختلفوا في أن الواجب على الكفاية هل هو واجب على جميع المكلفين ، ويسقط عنهم بفعل بعضهم أو هو واجب على البعض ، ذهب الإمام الرازي وأتباعه إلى الثاني للاكتفاء بحصوله من البعض ، ولو وجب على الكل لم يكتف بفعل البعض ، إذ يستبعد سقوط الواجب على المكلف بفعل غيره ، وذهب إلى الأول الجمهور وهو ظاهر نص الإمام الشافعي في الأم ، واستدلوا على ذلك بإثم الجميع بتركه ولو لم يكن واجبا عليهم كلهم لما أثموا بالترك. وأجاب الأولون عن هذا بأن إثمهم بالترك لتفويتهم ما قصد حصوله من جهتهم في الجملة لا للوجوب عليهم ، واعترض عليه من طرف الجمهور بأن هذا هو الحقيق بالاستبعاد أعني إثم طائفة بترك أخرى فعلا كلفت به. [ ص: 22] والجواب عنه بأنه ليس الإسقاط عن غيرهم بفعلهم أولى من تأثيم غيرهم بتركهم يقال فيه: بل هو أولى لأنه قد ثبت نظيره شرعا من إسقاط ما على زيد بأداء عمرو ، ولم يثبت تأثيم إنسان بترك آخر فيتم ما قاله الجمهور.
آل عمران الآية ١٠٤Ali 'Imran:104 | 3:104 - Quran O
الدعوة إلى الخير تشمل كل شيء فيه مصلحة للناس في معاشهم ومعادهم؛ لأن الخير كما يكون في عمل الآخرة يكون في عمل الدنيا، كما قال الله تعالى: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ﴾ [البقرة: 201]. وما ينفع الناس من الأمور الدنيوية فهو خير، ولهذا سمى الله - سبحانه وتعالى- المال خيرًا، فقال ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾ [العاديات: 8]. وقوله: ﴿ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 104]، المعروف ما عرفه الشرع وأقره، والمنكر ما أنكره ونهى عنه، فإذًا يكون الأمر بالمعروف هو الأمر بطاعة الله، والنهي عن المنكر هو النهي عن معصية الله، فهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. لكن لابد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شروط هي:
الشرط الأول: أن يكون الآمر أنه الناهي عالمًا بأن هذا معروف يأمر به، وهذا منكر ينهى عنه، فإن لم يكن عالمًا فإنه لا يجوز أن يأمر أو ينهى، لقوله تعالى: ﴿ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ [الاسراء: 36]، والتحريم والتحليل لا يكون بحسب العاطفة؛ لأنه لو كان بحسب العاطفة والهوى لوجدنا من الناس من يكره كل شيء يستغربه، حتى لو حصل شيء ينفع الناس وهو مستغرب له قال هذا منكر، ومن الناس من هو بالعكس يتهاون ويرى أن كل شيء معروف، فالمعروف والمنكر أمرهما إلى الشارع.
والأمة بمعنى الملة مثل قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾ [المؤمنون: 52] أي: دينكم دين واحد. والأمة بمعنى السنين؛ مثل قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ﴾ [يوسف: 45] أي بعد زمن.
وتكن إما من كان التامة أى: ولتوجد منكم أمة. فيكون قوله: أُمَّةٌ فاعلا لتكن وجملة يَدْعُونَ صفة لأمة، ومِنْكُمْ متعلق بتكن. وإما من كان الناقصة فيكون قوله: أُمَّةٌ اسمها، وجملة يَدْعُونَ خبرها، وقوله مِنْكُمْ متعلق بكان الناقصة، أو بمحذوف وقع حالا من أمة. ومن في قوله- تعالى- وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يرى أكثر العلماء أنها للتبعيض. أى: ليكن بعض منكم أمة أى طائفة تبذل جهدها في تبليغ رسالات الله وفي دعوة الناس إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. وفي هذا التبعيض وتنكير أمة تنبيه على قلة العاملين بذلك وأنه لا يخاطب به إلا الخواص. ومن هذا الأسلوب قوله- تعالى-: اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ فقد وجه الخطاب إلى نفس منكرة تنبيها على قلة الناظر في معاده. وعلى هذا فكأن الآية الكريمة قد اشتملت على طلبين:أحدهما: وجه إلى الأمة كلها يطالبها بأن تعد طائفة من بينها لهذه المهمة السامية وهي دعوة الناس إلى الخير وأن تزود هذه الطائفة الصالحة لهذه المهمة بكل ما يمكنها من أداء مهمتها. وثانيهما: موجه إلى تلك الطائفة الصالحة لهذه المهمة، بأن تخلص فيها، وتؤديها على الوجه الأكمل الذي يرضى الله- تعالى- ويرى بعض العلماء أن «من» في قوله- تعالى- وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ بيانية.