[3] [4]
مواقفه
موقفه في السقيفة
في يوم السقيفة ، إثر وفاة رسول الله حيث أعلن فريق من الأنصار ، وعلى رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة ، وطال الحوار، واحتدمت المناقشة، فكان موقف أسيد - وهو زعيم أنصاري كبير - فعالًا في حسم الموقف، وكانت كلماته كفلق الصبح في تحديد الاتجاه، فقد وقف مخاطباً فريق الأنصار من قومه: « تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين فخليفته إذًا ينبغي أن يكون من المهاجرين، ولقد كنا أنصار رسول الله، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته ».
أسيد بن حضير رضي الله عنه
فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء فإذا هي مثل الظلة، فيها أمثال المصابيح، عَرجتْ إلى السماء، حتى ما يراه فلما أصبح حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رأى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، اقرأ ابن الحضير ثلاث مرات، ثم قال تدري ما ذاك؟ قال: لا يا رسول الله، قال: تلك الملائكة دَنتْ لصوتك بالقرآن، ولو قرأت لأصبح الناس حتى ينظروا إليها، لا تتوارى منهم، رواه أبو نعيم في الدلائل (كنز العمال 13: 277)، وقد رويت هذه المسألة بعدة روايات، مما يدل على أنها من الحالات المتواترة. كما أنه رضي الله عنه لديه حِساً إيمانياً، مبعثه صدق الإلتزام، والإخلاص في العمل، فقد روت عائشة رضي الله عنه قائلة: كان أُسيد بن حضير من أفاضل الناس، وكان يقول: لو أني أكون كما أكون، على حال من أحوال ثلاث، لكنت من أهل الجنة، وما شككت في ذلك، حتى اقرأ القرآن، وحتى أسمعه، وإذا سمعت خطبة رسول الله، وإذا شهدت جنازة، وما شهدت جنازة قط، فحدثتُ نفسي سوى ما هو مفعول بها، وما هي صائرة إليه، إلا ذكرت وصليت على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن فقهه رضي الله عنه ما رواه عروة: أن أسيداً بن حضير اشتكى، وكان يؤم قومه جالساً (السابق 79).
أسيد بن حضير.. الصحابي الذي استمعت إليه الملائكة وهو يقرأ سورة البقرة
وفي ذات يومٍ خرج أسعدُ بن ُزرارة بضيفه الداعية مُصعب بـن عُميرٍ ليلقى جماعة من بني عبدِ الأشهلِ ويعرضَ عليهم الإسلام فدخلا بُستاناً من بساتين بني عبد الأشهل وجلسا عند بئرها العذبةِ في ظلال النخيل ، فاجتمعَ على مُصعبٍ جماعة قد أسلموا وآخرون يريدون أن يسمعوا فانطلق يدعو ويُبشـرُ والناسُ إليه مُنصِتين وبروعة حديثه مَأخوذون. فجاءَ من أخبر أسَيد بن الحُضيـر وسعد بن معاذٍ وكانا سيِّدي الأوس ، بأن الداعية المكيَّ قد نزل قريباً من ديارهما وأن الذي جرِّأهُ على ذلك أسعد ابن ُزرارة ، فقال سعدُ بن معاذٍ لأسيد بـن الحُضير: لا أبا لك يا أسيد ، انطلق إلى هذا الفتى المكي الذي جاء إلى بيوتنا ليُغري ضعفاءنا ويُسفه آلهتنا وازجُرْهُ وحذرهُ من أن يَطأ ديارنا بعد اليوم. ثم أردف يقول: ولولا أنهُ في ضيافة ابن خالتي أسعد بن ُزرارة وأنه يَمشي في حمايته لكفيتك ذلك ، أخذ أسيدٌ حربتهُ، ومضى نحوَ البُستان فلمَّا رآهُ أسعد بن ُزرارة مُقبلاً قال لمُصعبٍ: ويحك يا مُصعبُ هذا سيدُ قومِه وأرجحُهُم عـقلاً وأكملهُم كمالاً ، أسيدُ بـن الحُضيـر. رجال صدقوا : أُسَيْد بن حُضَيـْر. فإن يُسلم تبعهُ في إسلامهِ خلقٌ كثيرٌ فاصْدُق الله فيه، وأحسن التأتيَ له (أحسن عرض الأمر عليه) وقف أسيدُ بن الحُضير على الجمع والتفت إلى مُصعبٍ وصاحبه وقال: ما جاء بكما إلى ديارنا وأغركما بضعفائنا ، اعتزِلا هذا الحيَّ إن كانت لكما بنفسيكما حاجة (كناية عن التهديد بالقتل).
رجال صدقوا : أُسَيْد بن حُضَيـْر
موقفه رضي الله عنه مع آل أبي بكر:
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أنها قالت: سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون إلى المدينة فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجري راقد أقبل أبي فلكزني لكزة ثم قال: حبست الناس! ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد ونزلت: { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة} الآية قال أسيد بن حضير: لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر! ما أنتم إلا بركة. مدرسة اسيد بن حضير. موقفه رضي الله عنه عند وفاة امرأته:
عن عائشة قالت قدمنا من حج أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة وكان غلمان من الأنصار تلقوا أهليهم فلقوا أسيد بن حضير فنعوا له امرأته فتقنع وجعل يبكي قالت فقلت له غفر الله لك أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك من السابقة والقدم ما لك تبكي على امرأة فكشف عن رأسه وقال صدقت لعمري حقي أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال قالت قلت له ما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ قالت وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فكان لا يُرى إلا مُجاهداً غازياً في سبيل الله أو عاكفاً يتلو كتابَ الله وكان رخيم الصوت مُبين النطق مُشرق الأداء تطيبُ له قراءة القرآن أكثر ما تطيبُ إذا سكن الليلُ ونامتِ العيون وصَفتِ النفوسُ وكان الصحابة الكرامُ يتحينون أوقات قراءتهِ ويتسابقون إلى سماع تِلاوته فيا سَعدَ من يُتاح له أن يسمع القرآن منهُ رطباً طرياً كما أنزل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم وقد استعذبَ أهلُ السماءِ تلاوتهُ كما استعذبها أهلُ الأرض. ففي جوفِ ليلةٍ من الليالي كان أسيدُ بن الحُضير جالساً في مِربدهِ (فضاء وراء البيت) وابنه يحيى نائمٌ إلى جانبه وفرسُه التي أعدَّها للجهاد في سبيل الله مُرتبطة غيرَ بعيدٍ عنه وكان الليلُ وادعاً ساجياً وأديمُ السماء رائقاً صافياً وعيون النجوم ترمق الأرض الهاجعة بحنانٍ وعطفٍ. فتاقت نفسُ أسيد بن الحُضير لأن يُعطرَ هذه الأجواء النديّة بطيُـوب القرآن فانطلق يتلو بصوته الرخيم الحنون:﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾ سورة البقرة ، فإذا به يَسمعُ فرسهُ وقد جالت (دارة دورة) جَولةً كادت تقطع بسببها رباطها فسكت فسكنتِ الفرسُ وقرَّت.
مولد حسان بن ثابت كان قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بثماني سنوات، وعاش في الجاهلية ما يقرب من ستون عامًا. ومكث في الإسلام ما يقارب من ستون عامًا أخرى، وكان أبوه ثابت بين المنذر الخزرجي من سادة القوم ومن الأشراف. وأمه هي الفزيعة بنت خنيس بن لوزان وهي أيضًا من قبيلة الخزرج، وكان الشعر قبل الإسلام له مكانة كبيرة بين القبائل. وكان لكل قبيلة شاعر يشتهر فيها ببلاغته وفصاحته الشعرية لما للشعر من قوة في اللغة والفصاحة والبلاغة. اقرأ أيضا: من هو النبي الذي كان يسمى بشرى؟
حياة حسن بن ثابت واعتناقه الإسلام
كان حسان بن ثابت له علاقة كبيرة بالغساسنة وكان يمدحهم بشعره وكانوا يعطونه الكثير من العطايا والهدايا لمدحه لهم. ثم وصل إلى أنه أصبح شاعر بلاط الملك النعمان بن المنذر في الشام، وفاده احتكاكه بالملوك وكبار القوم وعليتهم فائدة كبيرة في تمكنه من شعر المديح وإتقانه لأساليبه ونقاط القوة والضعف فيه. وأيضًا بلغ وبرع في شعر الهجاء بصورة كبيرة وكان على دراية كبيرة بعلمه ومذاهبه المختلفة، وكان يتميز أداء حسان بن ثابت الشعري بالتضخيم والتعظيم. وكانت أساليبه قوية وألفاظه جزلة، إلى أن دخل في الإسلام وأصبح شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم.
شاعر الرسول صلي الله عليه وسلم هي
[3]
شاهد أيضًا: حديث يدل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للانصار
وفاة شاعر الرسول
عاش هذا الصّحابيّ الجليل نصف عمره في ظلّ الإسلام وقد حمل لقب شاعر الرسول صلّى الله عليه وسلم، يدافع عن الإسلام وعن رسوله الله ويؤيّده في جهاده روح القدس بأمر ٍمن الله –سبحانه وتعالى، وحسب ما ورد في سيرته أنّه قد عاش ستّين عاماً قبل الإسلام وستّين عاماً بعد دخوله الإسلام، أي أنّه قد عاش مئةً وعشرين عاماً كاملةً وورد أنّه قد توفّي في عهد معاوية بن أبي سفيان، في المدينة المنورة سنة أربعٍ وخمسين للهجرة النّبويّة المباركة ودفن فيها والله أعلم.
حيث أن حسان بن ثابت حين بلغ الستون من عمره سمع عن الإسلام وظل يهجو قريش والقرشيين الذي كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخذ يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعره، وكان النبي يثني على شعره إلى أن دخل في الإسلام وقربه رسول الله صلى الله عليه وسلم له. وكان يتقاسم الغنائم مع المسلمين، وكان يهجو قريش بهزائمهم ومثالبهم والأنساب. وكان من الأنصار المحببين إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم. مقالات قد تعجبك:
وتوفي حسان بن ثابت في المدينة في ما بين عامي 35هـ و 40 هــ، وذلك في عهد سيدنا علي بن أبي صالب رضي الله عنه. وكانت وفاته عن عمر مائة وعشرون عامًا وخلد تاريخه في التاريخ الإسلامي كعلامة بارزة واشتهر بانه شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم. الشعر بعد ظهور الإسلام
دخول الإسلام وعصر الإسلام يعتبر مرحلة تاريخية مهمة وكبيرة وفارقة في حياة العرب. حيث أن العصر الإسلامي يبدأ بظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وينتهي هذا العصر بانقضاء وسقوط الدولة الأموية وذلك حسب مؤرخين التاريخ الإسلامي. ويقسم العصر الإسلامي إلى مرحلتين حيث أن الأولى هي من بعد ظهور نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم حتى أخر الخلفاء الراشدين وهو يسمى عصر صدر الإسلام.