لهذا سأل ربه تبارك وتعالى التوفيق للقيام بشكر نعمه الدينية، والدنيوية، وهذا من كمال الشكر وأحسنه؛ فإن النعم من اللَّه على عبده المؤمن لا تعدّ ولا تحصى, والتي أعظمها نعمة الإسلام التي مغبون فيها كثير من الناس. ﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾: صالحاً - بالتنوين والتنكير-: للتفخيم والتكثير، فسأل اللَّه تعالى التوفيق بالقيام بالأعمال الجليلة والكثيرة التي تستوجب رضاه الذي هو أمنية كل مؤمن، فإن تمام الشكر وأكمله، أن يكون باللسان، والقلب، والأركان. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النمل - الآية 19. وقوله: ﴿ تَرْضَاهُ ﴾: فيه نكتة مهمة: أن ليس كل عمل يعمله العبد الصالح، وإن كان ظاهره صلاحاً، بل قد لا يكون مرضياً عند اللَّه عز وجل لما فيه من المنقصات من الرياء والعجب والشرك. والثاني: غير موافق لشريعته الحكيمة التي أنزلها تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من المتابعة. وفي هذا بيان على الحثّ في تصحيح الأعمال، والأقوال، والنيات، وعلى السبق إلى أفضل الأعمال التي توجب رضا اللَّه تعالى الذي هو أعظم مطلوب، وأهمّ مقصود. وقوله: ﴿ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾: أي وأدخلني الجنة دار رحمتك التي لا يدخلها أحد إلا أن تتغمَّده برحمتك وفضلك.
ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي
وقد مضى في ( الأعراف). فالنملة أثنت على سليمان وأخبرت بأحسن ما تقدر عليه بأنهم لا يشعرون إن حطموكم ، ولا يفعلون ذلك عن عمد منهم ، فنفت عنهم الجور; ولذلك نهي عن قتلها وعن قتل الهدهد; لأنه كان دليل سليمان على الماء ورسوله إلى بلقيس. وقال عكرمة: إنما صرف الله شر سليمان عن الهدهد لأنه كان بارا بوالديه. والصرد يقال له الصوام. وروي عن أبي هريرة قال: أول من صام الصرد ولما خرج إبراهيم عليه السلام من الشام إلى الحرم في بناء البيت كانت السكينة معه والصرد ، فكان الصرد دليله على الموضع والسكينة مقداره ، فلما صار إلى البقعة وقعت السكينة على موضع البيت ونادت وقالت: ابن يا إبراهيم على مقدار ظلي. وقد تقدم في ( الأعراف) سبب النهي عن قتل الضفدع وفي ( النحل) النهي عن قتل النحل. والحمد لله. رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين- مكتبة الفجر الصورية - مكت… | Doa, Kekuatan doa, Kutipan doa. الثانية: قرأ الحسن: ( لا يحطمنكم) وعنه أيضا ( لا يحطمنكم) وعنه أيضا وعن أبي رجاء: ( لا يحطمنكم) والحطم الكسر. حطمته حطما أي كسرته وتحطم; والتحطيم التكسير ، وهم لا يشعرون يجوز أن يكون حالا من سليمان ، وجنوده ، والعامل في الحال يحطمنكم. أو حالا من النملة والعامل " قالت " أي قالت ذلك في حال غفلة الجنود; كقولك: قمت والناس غافلون.
وأصله من وزع فكأنه قال: كفني عما يسخط. وقال محمد بن إسحاق: يزعم أهل الكتاب أن أم سليمان هي امرأة أوريا التي امتحن الله بها داود ، أو أنه بعد موت زوجها تزوجها داود فولدت له سليمان عليه السلام. وسيأتي لهذا مزيد بيان في سورة ( ص) إن شاء الله تعالى. وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين أي مع عبادك ، عن ابن زيد. وقيل: المعنى في جملة عبادك الصالحين.
أصحو على شمس "الكرامة"؛ قريتي التي تتغنّون بها الآن.. تقريباً كلّ يوم أرى مئذنة "مسجد الشهداء" التي ما زالت شاهدةً على عدوان "إسرائيل اللقيطة" وكيف تناثر الرصاص عليها طولاً بعرض.. كل يوم تراب خدودها في كل شارع.. هنا كان الناس الذين رحل أغلبهم مدجّجين بالذكريات والمقاومة والسلاح والأماني الصغيرة والأحلام التي أورثوها لمن بعدهم.. هنا كانت المعركة.. هنا كان الانتصار. يا وجع "الكرامة" الطافح؛ بل يا وجع الكرامتين.. يا وجع المنسيّين وهم في أتمّ كرامتهم..! يا ذاك العسكريّ الذي نزف فوقها عرقاً ودماً.. يا ذاك الفلسطيني الذي كان يتكحّل في فلسطين كلّ لحظم ويغمض عينيه ويرى نفسه قد عاد إلى بيته هناك..! وزير المالية يشدد على إعادة النظر في توزيع الكهرباء - النيلين. يا كلّ " قايش" و "بسطار" كان شاهداً على نكوص الأعداء.. يا الشهداء الذين ما زالت ترفرف أرواحهم هنا ويشبّون من جديد كلما صار هناك نقص في المقاومة أو حاول النسيان أن يطوي الحكاية التي لا تُطوى..! اليوم أنظر لوجوه الناس في قريتي"الكرامة"؛ متعبون؛ يبحثون عن بقايا حياة.. انظر للشوارع؛ للأزقة؛ لماتور الجمعيّة؛ للبيوت التي أكلها "مَلَح" السنين.. أنظر للوارثين أرض الانتصار وكيف "يروجون ولا يقعون" لكن الهزائم تمور بهم وهم يتمسّكون بكلّ حبال كي لا يجبرهم النسيان على الانبطاح..!
وزير المالية يشدد على إعادة النظر في توزيع الكهرباء - النيلين
سوق الليل الرواية التي تنتمي إلى تاريخ 1962 م، تروي حكاية مطوف ورث المهنة عن والده، ويريد أن يكمل المسيرة ويخدم حجاج بيت الله الحرام، فتنقل لنا الرواية بعضاً من تلك المظاهر في العاصمة المقدسة، ورسم صورة الحج الذي يحرك الحياة، ويجعل النشاط يدبُ في كل جوانبها، فينتشر سكان مكة في شوارعها، ينفضون التراب عن حوانيتهم ويجددون واجهاتها، وتسعدُ الأسواق لجذب المشترين إليها، وتجهز المطاعم الأطعمة من كل لون من طعام وشراب، وينتشر الصيارفة في الطرقات لتبادل العملات، وتضاء الشوارع بالأتاريك والسقاءون يجهزون قربهم وأوانيهم، ليسقوا الحجاج من عين زبيدة التي تسيل في معظم شوارع مكة. لكن الرواية التي تحمل إشارة إلى أنها اجتماعية، سرعان ما تتحول في نسيجها إلى رواية سياسية، وبطل الرواية الذي كان طموحه أن يحمل همّ الطوافة، وينجح في المهنة التي ورثها عن والده، وكان جلّ حجاجه من مصر كالعادة وهي إشارة ذكية من الكاتب، تُنبئ عن العلاقة التاريخية الوثيقة بين مصر والحجاز، وربما وجدت كثير صور من هذه العلاقات التاريخية في كتب المؤلف التوثيقية، لكن أن تتسلل عبر عمل سردي فلا بد أن نتأمل ونحلل هذه الدلالة. عبد العزيز علي بطل رواية سوق الليل، ارتبط بزواج من ابنة حاج صعيدي مصري وتاجر بالقطن، والكاتب يراوح بالمتلقي بين الصعيد والإسكندرية ومكة والسويس، يورد حكايات متنوعة مزيج العادات والأعمال المجتمعية والتجارية، ولكن تلك السعادة لم تتم بعد إنجاب ابن لزوجين متحابين، إذ يضعنا المؤلف في عمق التأميمات الشاملة في مصر، وكأن التاريخ يعيد نفسه يذهب ضحيتها، بطل روايتنا وابنه الذي كان فجأة في مستوى الرجولة، وتصادر أملاكه ولم تسلم زوجته من سلب ذهبها، وقد فرضت على العائلة الحراسة بعد سلب أملاكها، وكانت تتم بفعل القوانين الاشتراكية وتهمة الانتماء إلى الإخوان المسلمين.
العتامنة قريتي التي أحببت
صباح الخير يا قريتي.. مساء الخير أيها الطيّبون الوارثون..
أعلام وأقلام من قريتي - مكتبة نور
كيف تبدو الطبيعة في القرية؟
تغلُب على القرية مَظاهر الطّبيعة الفاتنة؛ فالبُحيرة التي تبعد بضع دقائق عن وسط القرية تتجمّع حولها العائلات مساءً، صحيح أنَّها بحيرة صغيرة لكنَّها تبقى بُحيرة على أيّ حال، الورود لا تفرق في هذه القرية ما بين الصيف والشتاء، فأنا أراها في الفصلين معًا إذ لا تسقط وردة حتى تنبُت أختها وهكذا طيلة العام، عندما يقف النَّاظر على شرفة القرية يرى الوادي تحت قدميه تمامًا فتضارب الحياة أمامه ويختلط في عينيه سواد العمق ببياض الغيوم، لم يجرؤ أحد حتّى الآن أن ينزل ليرى ما في أسفل الوادي فهو مجهول للجميع. عادة ما تُرى مَحاصيل الخضراوات في الصيف فتتربّع حقول البندورة على المشهد والفليفلة والبطاطا والدرة وغيرها من الخضروات التي يكتفون بها ذاتيًا، وما أجمل الغيوم حين تتشابك مع بعضها لِتصنع لوحة فنيّة يَراها النّاظر فيُفتَتن فيها، لم يكُن لأهل القرية نصيب من رؤية اللوحات الفنيّة العالميّة مثل لوحة الموناليزا أو الجوكاندا، لكنَّهم كانوا يستطيعون تعويض ذلك عن طريق اللّوحات الحيَّة التي يُعاينونها في كلّ آن. لا شيء يعلو صباح الديك الذي ينطلق كلّ فجر مُعلِنًا ميلاد يوم جديد، والطبيعة الخلّابة تتشابك مع ذلك الصوت لِرسْم ما لم تسمعه الآذان إلّا في الروايات العالمية التي يختطّها دوستويفسكي باسطًا التفاصيل أمام قرّائه مُغرقهم فيها، الأزهار في هذه القرية لا تُشبه الأزهار الأخرى فهي تعقد في كلّ يومٍ جلسة تتحدث فيها عن الأمور التي رأتها وتُعايشها كلّ يوم مع أهل القرية، ودائمًا ما تكون أزهار النرجس على رأس ذلك الاجتماع فهي مُوزّعة في أرجاء القرية بأكملها وتُشاهد كلّ شيء عيانًا.
الأستاذ عبد الكريم الخطيب يجسّد نوعية المثقف الموسوعي، هذه النوعية من المثقفين كانت هي السائدة، المثقف الذي يلم بطرف من كل شيء، فالأستاذ الخطيب كتب عن فضاء الساحل الغربي الشمالي من المملكة، وتناولها بالتوثيق بالذات مسقط رأسه في مدن منطقة ينبع، وسجل لبعض رجالاتها الذين تعاقبوا على إدارتها من الأشراف، والتحولات التي شهدتها تلك المنطقة عبر العصور، وقد أصدر عدداً من الكتب القيمة المتنوعة، لا شك ستصبح مصدراً تاريخياً مهماً للأجيال لهذه المنطقة.