ثالثا: تطبيقات القاعدة في العمل التطوعي. إن لهذه القاعدة عدة تطبيقات في المجال الخيري التطوعي، منها ما يلي: 1 ـــــ لو دفع الأب لابنته العروس حلياً أو بعض جهاز لبيتها ثم ادعى بعد العرس أنه عارية، فإن كان المتعارف في مثل هذه الأحوال أن ما يعطيه الأب يكون عارية يحكم برده إليه وإلا فهو هبة. 2 ـــــ على ناظر الوقف والصدقات أن يأكل من الصدقات والوقف بالمعروف أي حسب العرف، ولكن في وقتنا المعاصر لابد أن نشير إلى أن هناك وزارات تشرف على هذه الأمور، وتحدد رواتب مخصوصة للموظفين. المادة رقم 43 من مجلة الأحكام العدلية. 3 ــــ والعمل التطوعي من خلال القاعدة يتبين أن العمل التطوعي يرتبط بالعرف؛ فما عده تطوعاً فهو كذلك، وإلا لم يكن عملا تطوعياً ومن ثم ترتب عليه أجر أو الضمان أو رد الشيء إلى صاحبه. 4 ـــــ من المعلوم لدى مؤسسات الخيرية التطوعية، أنها تأخذ نسبة إدارة من التبرعات المدفوعة لها، نظير الإشراف على العمل الخيري، أيضا يكون مقدار هذه النسبة بحسب عرف المؤسسات الخيرية، ولا يحتاج لبيان تفاصيل ذلك للمتبرعين، لأن الثابت بالعرف، كالثابت بالنص. نخلص مما سبق أن قاعدة "المعروف عرفا كالمشروط شرطا" لها ارتباط وثيق بتأصيل قضايا العمل التطوعي، وترشيد مناهجه للوصول إلى حكم شرعي لكل ما يستجد من أمر في هذا المجال.
- المادة رقم 43 من مجلة الأحكام العدلية
- حكم استخدام بعض أدوات العمل في الأغراض الشخصية
- الجمع بين عدم المجاهرة بالمعصية وحال المنافق
- المجاهرة بالمعاصي.. "كلُّ أُمَّتي معافًى إلا المجاهرين"
- داعية إسلامي: المجاهر بالإفطار في نهار رمضان أشر من الزاني ومدمن الخمر
المادة رقم 43 من مجلة الأحكام العدلية
وتستند إلزامية القاعدة العرفية إلى كونها تعبيرًا عن ممارسة الدول على نطاق واسع وشامل لجميع مناطق العالم وعلى درجة من الاتساق مما يجعلها مقبولة بصفتها قانونًا. تشمل إلزامية القاعدة العرفية جميع الدول دون اعتبار لموافقتها على المعاهدات ذات الصلة أو عدم موافقتها. وبالنظر إلى قانون النزاعات المسلحة، من المعلوم أنه لا يقتصر على اتفاقيات جنيف الأربع لسنة 1949، التي حظيت بقبول عالمي لا يضاهى، من حيث عدد الدول المصادقة عليها، خلافًا لمعاهداته الأخرى مثل بروتوكولي 1977 الإضافيين إلى اتفاقيات جنيف. وهنا تكمن قيمة القاعدة العرفية خاصة بالنسبة للنزاعات المسلحة الداخلية أو حروب التحالف (مجموعة دول ضد دولة أو دول) أو العمليات المسلحة التي تقوم بها منظمات دولية عالمية أو إقليمية. باستعراضنا للقواعد التي تضمنتها الدراسة نلاحظ أنها متصلة اتصالًا وثيقًا بأهم أسس القانون الإنساني وهي الإنسانية والضرورة الحربية والتفرقة بين المقاتلين وغير المقاتلين والأهداف العسكرية والأعيان المدنية والتناسب. حكم استخدام بعض أدوات العمل في الأغراض الشخصية. ونجد الأسس ذاتها في بطون مراجع الفقه الإسلامي، وإن اختلفت الألفاظ والمصطلحات. أما القواعد التفصيلية فليس فيها ما يعارض جوهر الأحكام الشرعية ذات الصلة.
حكم استخدام بعض أدوات العمل في الأغراض الشخصية
إن الدراسة الجديدة تمثل حدثًا في تاريخ القانون الدولي الإنساني، وستتقفها الأيدي والأقلام ويتناولها الخبراء وفقهاء القانون الدولي بالتحليل والمناقشة، ونأمل أن تساهم القواعد التي طال انتظار صياغتها في تسهيل تنفيذ القانون الدولي الإنساني واحترامه وفرض احترامه في هذه الأيام التي تُنتهك فيها مبادئ الأحكام الإنسانية تحت ستار الحرب المزعومة على الإرهاب وحروب أخرى. ويتعرض فيها العمل الإنساني والقائمون به للتهديد وشتى أنواع المضايقات. وفي ذلك إضرار لا يخفى بحقوق الضحايا في الحماية والمساعدة. ومع ذلك، لا مجال للتخلي عن تلك الحقوق، لأن كرامة من يحتاجون المساعدة زمن الحرب، وبعدها، تقتضي التمسك بمبادئ القانون الراسخة والمتفق عليها عالميًا. وما القواعد العرفية التي أوضحتها الدراسة الجديدة إلا دعم لقوة القانون أمام صلف قانون القوة وجبروته. نُشر هذا النص في العدد 32 من « مجلة الإنساني » الصادر في صيف العام 2005. وقد شغل كاتب المقال الدكتور عامر الزمالي آنذاك منصب مستشار شؤون العالم الإسلامي باللجنة الدولية للصليب الأحمر. *الكلمات الموضوعة بين القوسين المعقوفين [] من وضع المحرر. نشرنا في السنوات الأخيرة مساهمات عدة حول قواعد الحرب في الإسلام.
اترك تعليقًا
ضع تعليقك هنا...
إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:
البريد الإلكتروني (مطلوب) (البريد الإلكتروني لن يتم نشره)
الاسم (مطلوب)
الموقع
أنت تعلق بإستخدام حساب
( تسجيل خروج /
تغيير)
أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. إلغاء
Connecting to%s
أبلغني بالتعليقات الجديدة عبر البريد الإلكتروني. أعلمني بالمشاركات الجديدة عن طريق بريدي الإلكتروني
خطبة خطورة المجاهرة بالمعاصي... المجاهرة بالمعاصي.. "كلُّ أُمَّتي معافًى إلا المجاهرين". وبعد:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه). حذر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف من المجاهرة بالمعاصي، والمجاهرة بالمعاصي هي أن يرتكب الإنسان معصية ثم يقوم بالإخبار والتحدث عنها بين الناس، وربما يتباهى ويتفاخر بها، وربما يدعو الناس إليها لارتكابها، فبدلاً من أن يتوب إلى الله عز وجل، ويحمده على ستره، يقوم بالمجاهرة بذنبه ومعصيته، وكأنما يستهزئ بدين الله تعالى، ويستهين بأحكام شرعه ونواهيه، ولا يقيم لها وزنا ولا قيمة في نفسه ولا بين الناس. لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يقوم بالمجاهرة بالمعاصي بعيد عن العافية، قال صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) كل أمتي معافى: أي تنالهم العافية والمغفرة والرحمة، فهم أهل لأن يعافيهم الله تعالى برحمته وكرمه وجوده، فمن أسباب العافية، أن يحرص المسلم على ستر نفسه إذا ارتكب ذنباً أو معصية، فإن الله تعالى حيي ستير، يحب الستر، ولا يحب لعبده أن يفضح نفسه، فالذي يستر نفسه مستحق لعافية الله تعالى، أما المجاهر الذين هتك ستر الله عليه، فبعيد عن العافية، ولا يستحقها، إلا إذا تاب توبة نصوحاً، فإن الله يتوب عليه.
الجمع بين عدم المجاهرة بالمعصية وحال المنافق
معنى «كل أمتي معافى»: أي تنالهم العافية والمغفرة والرحمة، فهم أهل لأن يعافيهم الله تعالى برحمته وكرمه وجوده، فمن أسباب العافية، أن يحرص المسلم على ستر نفسه إذا ارتكب ذنباً أو معصية، فإن الله تعالى حيي ستير، يحب الستر، ولا يحب لعبده أن يفضح نفسه، فالذي يستر نفسه مستحق لعافية الله تعالى، أما المجاهر الذين هتك ستر الله عليه، فبعيد عن العافية، ولا يستحقها، إلا إذا تاب توبة نصوحاً، فإن الله يتوب عليه. عواقب وخيمة: وأخبر النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ المجاهرة بالمعاصي لها عقوباتٌ في الدنيا قبلَ الآخرة.
السؤال:
هذا سائل للبرنامج أرسل الحقيقة بمجموعة من الأسئلة يقول: الجهر بالمعصية يعتبر معصية والمنافق هل من يخالف ظاهر ذلك يأثم؟ فكيف يمكن التوفيق بين ذلك جزاكم الله خيرًا، بمعنى أن يخفي المعاصي ويظهر الصلاح وذلك من النفاق؟
الجواب:
الواجب على المسلم أن يتستر بستر الله، وألا يجاهر بالمعصية، بل إذا فعلها فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله؛ لقول النبي ﷺ: كل أمتي معافى إلا المجاهرين جعلهم من غير أهل العافية، كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يفعل العبد معصية في الليل، ثم يصبح وقد ستره الله، فيفضح نفسه ويقول: فعلت كذا وفعلت كذا. فالواجب على المسلم التستر بستر الله، وعدم إظهار المعاصي، والتوبة إلى الله، فإن المعصية إذا كانت خفيت ما تضر إلا صاحبها، فإذا ظهرت ولم تنكر ضرت العامة. فالواجب على من عصى أن يتقي الله، وأن يسر معصيته، وأن يتوب إلى الله منها، ويجاهد نفسه، وألا يتجاهر بالمعاصي، فإن المجاهرة فيها شر عظيم: تجرئة لغيره على المعاصي؛ ليتأسوا به، وعدم مبالاة بالمعصية، فإذا فعلها خفية كان أقرب إلى أن يتوب، فيتوب الله عليه، وليس هذا من النفاق، النفاق هو أن يسر الكفر، ويظهر الدين، هذا النفاق، نسأل الله العافية، نعم.
المجاهرة بالمعاصي.. &Quot;كلُّ أُمَّتي معافًى إلا المجاهرين&Quot;
روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(كل أمتي معافىً إلا المجاهرين،
وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول:
يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه)
الذي يأتي ويحلق لحيته في مكان عام أمام الناس وهم داخلون وخارجون، هذه مجاهرة، وقل مثل ذلك فيمن يجر ثوبه، ويخرج به أمام الناس، فهذه مجاهرة بالمعصية، الذي يذهب ويشاهد صورًا ويتصفح مجلات سيئة في السوق أمام الناس، فهذا مجاهر. ومن المجاهرة: أن يُخرج هذا في كلام يقوله في شريط، أو في مقابلة في قناة فضائية، أو يكتب هذا في الانترنت، أو في صحيفة، ويُخرج هذه الأشياء، والمعاصي والذنوب من ضمن أعماله التي يتزين بها أمام الناس، فهذا كله من المجاهرة، فالمجاهرة: من الجهر الذي يقابل الإسرار والخفاء بالشيء. هذا الذي قال فيه النبي ﷺ ما قال، لماذا خصه النبي ﷺ سواء عمله سرًّا ثم أخبر الناس، أو أنه عمله أمامهم؟. لأن هذا مستخف بحق الله لا يبالي، يعني: المؤمن إذا عمل ذنباً يخاف ويستحي من الله ، ويختفي، فلو فاتته صلاة الجماعة لا يستطيع أن يرى الناس ذاك اليوم حياء من الله، فهذا حذيفة بن اليمان خرج ورأى الناس قد صلوا فاختفى، فسأله بعض الناس، فقال: لا أستطيع أن ألقى أحداً. يستحي من الله ويستحي من الناس أن تفوته صلاة الجماعة، أو تفوته صلاة الفجر، وجهه يظلم سائر ذلك اليوم؛ حياء من الله كيف وقع هذا؟ مع أن النبي ﷺ يقول: أما إنه ليس في النوم تفريط [2].
داعية إسلامي: المجاهر بالإفطار في نهار رمضان أشر من الزاني ومدمن الخمر
قال بعض أهل العلم: المجاهر: « هو الذي أظهر معصيته وكشف ما ستر الله عليه فيحدث بها» وقوله صلى الله عليه وسلم: «وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه». جاء في رواية: (وإن من المجانة) بدل قوله: (وإن من المجاهرة) قال عياض: لأن الماجن هو الذي يستهتر في أموره وهو الذي لا يبالي بما قال وما قيل له. ذكره ابن حجر، ثم قال: «وأما الرواية بلفظ الَمجانَة فتفيد معنى زائداً وهو أن الذي يجاهر بالمعصية يكون من جملة المُجّان، والمجانة مذمومة شرعاً وعرفاً، فيكون الذي يظهر المعصية قد ارتكب محذورين: اظهار المعصية، وتلبسه بفعل المُجّان». وقد أخرج الحاكم في مستدركه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله». قال ابن بطال: في الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين، وفيه ضرب من العناد لهم، وفي الستر بها السلامة من الاستخفاف، لأن المعاصي تذل أهلها، ومن إقامة الحد عليه إن كان فيه حد، ومن التعزير إن لم يوجب حداً، وإذا تمحض حق الله فهو أكرم الأكرمين ورحمته سبقت غضبه، فلذلك إذا ستره في الدنيا لم يفضحه في الآخرة، والذي يجاهر يفوته جميع ذلك، قال ابن حجر رحمه الله: «الحديث مصرح بذم من جاهر بالمعصية فيستلزم مدح من يستتر، وأيضاً فإن ستر الله مستلزم لستر المؤمن على نفسه، فمن قصد اظهار المعصية والمجاهرة بها أغضب ربه فلم يستره، ومن قصد التستر بها حياء من ربه ومن الناس من الله عليه بستره إياه».
عن الموسوعة
نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم