والمُرادُ بِالأوْلادِ خُصُوصُ البَناتِ؛ لِأنَّهُنَّ اللّاتِي كانُوا يَقْتُلُونَهُنَّ وأْدًا، ولَكِنْ عَبَّرَ عَنْهُنَّ بِلَفْظِ الأوْلادِ في هَذِهِ الآيَةِ، ونَظائِرِها؛ لِأنَّ البِنْتَ يُقالُ لَها: ولَدٌ، وجَرى الضَّمِيرُ عَلى اعْتِبارِ اللَّفْظِ في قَوْلِهِ ﴿نَرْزُقُهُمْ﴾. والخِطْأُ بِكَسْرِ الخاءِ وسُكُونِ الطّاءِ مَصْدَرُ خَطِئَ بِوَزْنِ فَرِحَ، إذا أصابَ إثْمًا، ولا يَكُونُ الإثْمُ إلّا عَنْ عَمْدٍ، قالَ تَعالى ﴿إنَّ فِرْعَوْنَ وهامانَ وجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ﴾ [القصص: ٨] وقالَ ﴿ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ﴾ [العلق: ١٦]. نحن نرزقكم واياهم ونحن نرزقهم واياكم. (p-٨٩)وأمّا الخَطَأ بِفَتْحِ الخاءِ والطّاءِ فَهو ضِدُّ العَمْدِ، وفِعْلُهُ: أخْطَأ واسْمُ الفاعِلِ مُخْطِئٌ، قالَ تَعالى ﴿ولَيْسَ عَلَيْكم جُناحٌ فِيما أخْطَأْتُمْ بِهِ ولَكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ [الأحزاب: ٥]. وهَذِهِ التَّفْرِقَةُ هي سِرُّ العَرَبِيَّةِ، وعَلَيْها المُحَقِّقُونَ مِن أئِمَّتِها. وقَرَأ الجُمْهُورُ ﴿خِطْئًا﴾ بِكَسْرِ الخاءِ وسُكُونِ الطّاءِ بَعْدَها هَمْزَةٌ، أيْ إثْمًا، وقَرَأهُ ابْنُ ذَكْوانَ عَنِ ابْنِ عامِرٍ، وأبُو جَعْفَرٍ (خَطَأً) بِفَتْحِ الخاءِ وفَتْحِ الطّاءِ، والخَطَأُ ضِدُّ الصَّوابِ، أيْ أنَّ قَتْلَهم مَحْضُ خَطَأٍ لَيْسَ فِيهِ ما يُعْذَرُ عَلَيْهِ فاعِلُهُ.
- إعراب "لولا المشقّةُ ساد الناس كلّهم .... الجود يفقر والإقدام قتَّّالٌ"
وقرأ ابن كثيرخطاء بالمد والكسر وهو إما لغة فيه أو مصدر خاطأ وهو وإن لم يسمع لكنه جاء تخاطأ في وقوله:
تخاطأه القاص حتى وجدته وخرطومه في منقع الماء راسب
وهو مبني عليه وقرئ خطاء بالفتح والمد وخطا بحذف الهمزة مفتوحاً ومكسوراً. 31. Slay not your children, fearing a fall to poverty, We shall provide for them and for you. Lo! the slaying of them is great sin. 31 - Kill not your children for fear of want: we shall provide sustenance for them as well as for you. verily the killing of them is a great sin.
وأما قوله ( إن قتلهم كان خطئا كبيرا) فإن القراء اختلفت في قراءته; فقرأته عامة قراء أهل المدينة والعراق ( إن قتلهم كان خطئا كبيرا) بكسر الخاء من الخطإ وسكون الطاء ، وإذا قرئ ذلك كذلك ، كان له وجهان من التأويل: أحدهما أن يكون اسما من قول القائل: خطئت فأنا أخطأ ، بمعنى: أذنبت وأثمت. ويحكى عن العرب: خطئت: إذا أذنبت عمدا ، وأخطأت: إذا وقع [ ص: 437] منك الذنب خطأ على غير عمد منك له. والثاني: أن يكون بمعنى خطأ بفتح الخاء والطاء ، ثم كسرت الخاء وسكنت الطاء ، كما قيل: قتب وقتب وحذر ، ونجس ونجس. والخطء بالكسر اسم ، والخطأ بفتح الخاء والطاء مصدر من قولهم: خطئ الرجل; وقد يكون اسما من قولهم: أخطأ. فأما المصدر منه فالإخطاء. وقد قيل: خطئ ، بمعنى أخطأ ، كما قال: الشاعر: يا لهف هند إذ خطئن كاهلا
بمعنى: أخطئن. وقرأ ذلك بعض قراء أهل المدينة: ( إن قتلهم كان خطأ) بفتح الخاء والطاء مقصورا على توجيهه إلى أنه اسم من قولهم: أخطأ فلان خطأ. وقرأه بعض قراء أهل مكة: ( إن قتلهم كان خطاء) بفتح الخاء والطاء ، ومد الخطاء بنحو معنى من قرأه خطأ بفتح الخاء والطاء ، غير أنه يخالفه في مد الحرف. وكان عامة أهل العلم بكلام العرب من أهل الكوفة وبعض البصريين منهم يرون أن الخطء والخطأ بمعنى واحد ، إلا أن بعضهم زعم أن الخطء بكسر الخاء وسكون الطاء في القراءة أكثر ، وأن الخطأ بفتح الخاء والطاء في كلام الناس أفشى ، وأنه لم يسمع الخطء بكسر الخاء وسكون الطاء ، في شيء من كلامهم وأشعارهم ، إلا في بيت أنشده لبعض الشعراء: الخطء فاحشة والبر نافلة كعجوة غرست في الأرض تؤتبر [ ص: 438]
وقد ذكرت الفرق بين الخطء بكسر الخاء وسكون الطاء وفتحهما.
وأولى القراءات في ذلك عندنا بالصواب ، القراءة التي عليها قراء أهل العراق ، وعامة أهل الحجاز ، لإجماع الحجة من القراء عليها ، وشذوذ ما عداها. وإن معنى ذلك كان إثما وخطيئة ، لا خطأ من الفعل ، لأنهم إنما كانوا يقتلونهم عمدا لا خطأ ، وعلى عمدهم ذلك عاتبهم ربهم ، وتقدم إليهم بالنهي عنه. وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( خطأ كبيرا) قال: أي خطيئة. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ( إن قتلهم كان خطأ كبيرا) قال: خطيئة. قال ابن جريج ، وقال ابن عباس: خطأ: أي خطيئة.
تريدين لقيان المعالي رخيصة لا بُدَّ دون الشهد من إبر النحل. وَعادَ في طَلَبِ المَتْروكِ تارِكُهُ إنَّا لَنَغفُلُ والأيَّامُ في الطَلَبِ. لقد أباحَكَ غشاً في معاملة من كنتَ منه بغيرِ الصدق تنتفعُ. وأني من قوم كأن نفوسهم بها أنف أن تسكن اللحم والعظما. وما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخراً للهلال. ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ. تصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ وَلمَنْ يُغالِطُ في الحَقائِقِ نفسَهُ
وَيَسومُها طَلَبَ المُحالِ فتطمَعُ. ما كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. دونَ الحلاوة في الزمانِ مرارةٌ لا تُختطى إِلّا على أهوالهِ. لا خير في خل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة بالجفا وينكر عيشاً قد تقادم عهده
ويظهر سراً كان بالأمس في خفا. رُبَّ كئيبٍ ليس تنَدى جفونهُ وَربَّ كثيرِ الدمعِ غير كئيبِ. لولا المشقةُ سادَ الناسُ كُلَهم الجودُ يُفقِر والإقدامُ قَتَّالُ. إعراب "لولا المشقّةُ ساد الناس كلّهم .... الجود يفقر والإقدام قتَّّالٌ". أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم. أَتعَبُ مَن ناداكَ مَن لا تُجيبُهُ وأَغَيظُ مَن عاداكَ مَن لا تُشاكِلُ. خذ ما تَراه ودَع شَيئاً سمِعتَ بهِ في طَلعة البدرِ ما يُغنِيكَ عن زُحَلِ.
إعراب &Quot;لولا المشقّةُ ساد الناس كلّهم .... الجود يفقر والإقدام قتَّّالٌ&Quot;
ومع ذلك، ينفسون على غيرهم، ممن تسنموا ذروة المجد، وينظرون إليهم بحقد وحسد، متسائلين: أما كنا الأولى منهم؟ ماذا ينقصنا حتى نكون مثلهم؟و.. و.. ؟
نسوا أنهم ناموا في الوقت الذي فيه سهرمنافسوهم، وتلكأوا فيما عزم الآخرون وشمروا عن سواعد الجد، وتحدوا الصعاب حتى وصلوا المجد، وأصبحوا يشار إليهم بالبنان ، وأضحت أسماؤهم أجراساً تدق في عالم النسيان، ومنارات هادية للأجيال. ولولا أن الطريق إلى المعالي محفوفة بالمشاق، مليئة بالتضحيات، حافلة بالعقبات، لساد كل الناس، وتساوى الشجاع والجبان والمجدّ والكسلان، وماتت المروءة وتهدم البنيان. لا مكان في الحياة للكسالى الجبناء، أو المتخاذلين الضعفاء ، المنتظرين رزقاً من السماء بلا كد أو عناء. إنهم بذلك يحكمون على أنفسهم بالتلاشي والفناء بعيداً عن عالم لا يقدر إلا الأقوياء ذوي الهمم القعساء التي تتخطى حدود الفضاء، وألسنتهم تردد بشموخ وإباء:
تعالوا نقل للصعب أهلاً،فإننا شباب ألفنا الصعب والمطلب الوعرا
شباب نزلنا حومة المجد كلنا ومن يغتد للنصر ينتزع النصرا
الحياة كلها تعب وشقاء، ولله در أبي العلاء المعري إذ يقول:
تعب كلها الحياة فما أعجب إلا من راغب في ازدياد
لكن في سبيل المعالي، يهون التعب و يتضاعف العمل، ويتحقق الأمل.
والإقدام: الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. الإقدام: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. قتال: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. والجملة لا محل لها من الإعراب معطوفة على سابقتها. شكرا لمروركم والسلام وجه البدر عبد المالك وحيدي عدد المساهمات: 96 نقاط: 21779 السٌّمعَة: 0 تاريخ التسجيل: 30/06/2010 مساهمة رقم 2 شكرا يا وجه البدور من طرف عبد المالك وحيدي الخميس أكتوبر 07, 2010 2:53 pm شكرا على هذه المعلومة الإعرابية يا وجه البدر تحياتي عبد المالك وحيدي