فالنوم بعد العصر سباحة ضد تيار الحياة، لأنه سكون في وقت النشور. ولا تعارض بين أن يكون السكون (والنوم خاصة) بالليل والحركة بالنهار سنة من سنن الحياة، وأن يكون النوم بالليل والنهار معا آية من آيات اللـه طبقا لقوله تعالى: {ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله}، فالنوم أيا كان ظرفه الزماني والمكاني آية من آيات اللـه، وحدوثه في وقت غير معهود له زيادة في الدلالة على عظم شأن هذه الآية، ولا يبعد أن يكون عطف النهار هنا على الليل تنبيها إلى أن في النهار وقتا يحمد فيه النوم ويكون له فيه أثر طيب على صحة الإنسان ونشاطه في بقية أوقاته، كما هو الحال في نوم القيلولة. وقد ورد أن النعمان بن المنذر (وهو غير الملك المعروف) كان نائما فأتاه مكحول الشامي، وكان شيخا له، فركسه برجله وقال: قم فقد عوقبت! فقال وما ذاك يا أبا عبد اللـه؟ قال إن هذه الساعة فيها خروج القوم وفيها انتشارهم، يعني الجن. وفي هذه الرقدة تكون الخبلة.. وقد عد أبو عبد اللـه محمد بن عبد القوي المرداوي في منظومة الآداب النوم بعد العصر من المكروهات فقال:
ونومك بعد الفجر والعصر أو على قفاك ورفع الرجل فوق اختها امدد
وفي نحو ذلك يقول آخر:
ألا إن نومات الضحى تورث الفتى خبالا ونومات العصير جنون
وبالنظر في الآثار الصحية للنوم في بعض الأوقات، نجد ابن القيم يقول في زاد المعاد إن نوم النهار رديء يورث الأمراض والنوازل ويفسد اللون ويورث الطحال ويرخي العصب ويكسل البدن ويضعف الشهوة إلا فى الصيف وقت الهاجرة، وأردؤه نوم أول النهاروأردأ منه النوم آخره بعد العصر.
- حكم النوم بعد العصر الرياض
- حكم النوم بعد العصر جدة
- القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة طه - الآية 82
- القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة طه - الآية 82
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة طه - الآية 82
- الجمع بين: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} و {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ}
حكم النوم بعد العصر الرياض
ويمكن التوفيق بين ما ذكر أعلاه مما يقتضي كراهة النوم بعد العصر ومما يقتضي عدمها بأنه لا حرج، شرعا، في النوم في ذلك الوقت لمن احتاج إليه لعذر، مثل تعب في سالف يومه أو حاجة إلى السهر لوجه شرعي في ليلته القادمة، خاصة إن علم أو ظن أن نومه بعد العصر لا يفوت عليه صلاته، فلا تعارض في مثل هذه الأحوال بين ما يقتضيه الشرع وما يقتضيه الطبع. أما من لم تدعه إلى ذلك ضرورة أو حاجة مما ذكر ونحوه، فالأولى له أن يجتنب النوم في هذا الوقت، مراعاة لما ورد في الآيات الداعية إلى ذكر اللـه بالأصيل والعشي وقبل غروب الشمس، وعملا في الفضائل بما ورد من أحاديث وإن ضُعّفت، وأخذا بأقوال بعض الصالحين، ونظرا إلى ما يمكن أن يؤدي إليه النوم في هذا الوقت من تأخير نوم الإنسان في الليل على نحو قد يؤثر على قيامه في السحر أو قيامه لصلاة الصبح في وقتها، هذا فضلا عما يقوله الأطباء وتؤيده التجربة من آثار جانبية غير محمودة لنوم النهار، وخاصة نوم الصبيحة وما بعد العصر. واللـه أعلم. الخليل النحوي
تيب عليه وعلى والديه
حكم النوم بعد العصر جدة
حديث " من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه ". حديث ضعيف، قال عنه الشيخ الألباني:-
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء و المجروحين " ( 1 / 283) من طريق خالد بن القاسم عن الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا. أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 69) و قال: لا يصح ، خالد كذاب ،
و الحديث لابن لهيعة فأخذه خالد و نسبه إلى الليث. قال السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 150): قال الحاكم و غيره: كان خالد يدخل على الليث من حديث ابن لهيعة ، ثم ذكره السيوطي من طريق ابن لهيعة فمرة قال: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا ، و مرة قال: عن ابن شهاب عن أنس مرفوعا. و ابن لهيعة ضعيف من قبل حفظه ، و قد رواه على وجه ثالث ، أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 211 / 1) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 53) عنه عن عقيل عن مكحول مرفوعا مرسلا ، أخرجاه من طريق مروان ، قال: قلت لليث بن سعد – و رأيته نام بعد العصر في شهر رمضان – يا أبا الحارث مالك تنام بعد العصر و قد حدثنا ابن لهيعة.. ؟ فذكره ، قال الليث: لا أدع ما ينفعني بحديث ابن لهيعة عن عقيل! ثم رواه ابن عدي من طريق منصور بن عمار حدثنا ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
21728
تاريخ النشر: 13-08-2001
المشاهدات:
9871
السؤال
ما هي درجة حديث " من نام بعد العصر ، فاختُلس عقله، فلا يلومنَّ إلا نفسه " ؟. الحمد لله. هذا الحديث ضعيف جدّاً. انظر: "الموضوعات" لابن الجوزي (3/69) ، و"اللآلئ المصنوعة" للسيوطي (2/279) و"ترتيب الموضوعات" للذهبي (839). هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الشيخ محمد صالح المنجد
- ثالثها: عن الحارث بن يحيى ، عن الباقر (ر) قال: يا حارث ألا ترى كيف إشترط الله ، ولم تنفع إنساناًً التوبة ولا الإيمان ولا العمل الصالح حتى يهتدى إلى ولايتنا. - رابعها: عن عيسى بن داود النجار ، عن موسى الكاظم ، عن أبيه جعفر الصادق (ع) قال: في هذه الآية: إهتدى إلى ولايتنا. القندوزي - ينابيع المودة - الجزء: ( 2) - رقم الصفحة: ( 444)
الآية الثامنة: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاًً ثم إهتدى - ( طه: 82)
- [ 222] - قال ثابت البناني ، عن أنس: إهتدى إلى ولاية أهل بيته (ص). محمد بيومي - السيدة فاطمة الزهراء (ع) - رقم الصفحة: ( 42)
- ( طه: 82): قال تعالى: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاًً ثم إهتدي ، قال ثابت البناني: إهتدي إلى ولاية أهل البيت.
القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة طه - الآية 82
وراجع بخصوص كيفية قضاء الفوائت الفتويين رقم: 61320 ، ورقم: 96477. وأما تفسير الآية: فننقل لك فيه كلام بعض المفسرين، جاء في تفسير الجلالين: وإني لغفار لمن تاب ـ من الشرك: وآمن ـ وحد الله: وعمل صالحا ـ يصدق بالفرض والنفل: ثم اهتدى ـ باستمراره على ما ذكر إلى موته. وقال الجزائري في تفسيره: وقوله تعالى: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ـ يعدهم تعالى بأن يغفر لمن تاب منهم ومن غيرهم، فآمن وعمل صالحا أي أدى الفرائض واجتنب المناهي، ثم استمر على ذلك ملازما له حتى مات. والله أعلم.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة طه - الآية 82
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ (82) قوله تعالى: وإني لغفار لمن تاب أي من الشرك. وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى أي أقام على إيمانه حتى مات عليه ؛ قاله سفيان الثوري وقتادة وغيرهما. وقال ابن عباس: أي لم يشك في إيمانه ؛ ذكره الماوردي والمهدوي. وقال سهل بن عبد الله التستري وابن عباس أيضا: أقام على السنة والجماعة ؛ ذكره الثعلبي. وقال أنس: أخذ بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر المهدوي ، وحكاه الماوردي عن الربيع بن أنس. وقول خامس: أصاب العمل ؛ قاله ابن زيد ؛ وعنه أيضا: تعلم العلم ليهتدي كيف يفعل ؛ ذكر الأول المهدوي ، والثاني الثعلبي. وقال الشعبي ومقاتل والكلبي: علم أن لذلك ثوابا وعليه عقابا ؛ وقاله الفراء: وقول ثامن: ثم اهتدى في ولاية أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ قاله ثابت البناني. والقول الأول أحسن هذه الأقوال - إن شاء الله - وإليه يرجع سائرها. قال وكيع عن سفيان: كنا نسمع في قوله - عز وجل -: وإني لغفار لمن تاب أي من الشرك وآمن أي بعد الشرك وعمل صالحا صلى وصام ثم اهتدى مات على ذلك.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة طه - الآية 82
تحريم الإسراف في الأكل، في الشرب، في الكلام، في النكاح في كل شيء. الإسراف: مجاوزة الحد، فلابد من الاعتدال والقصد حتى في الكلام، والإسراف ممنوع، لكن في الأكل والشرب بصورة خاصة وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31]. أيضاً: الظلم محرم على الإطلاق، فإن الله حرم الظلم وفي الحديث: ( الظلم ظلمات يوم القيامة)، فلا يحل لمؤمن أن يضع شيئاً في غير موضعه، فالظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، فمن وضع شيئاً في غير موضعه فقد ظلم. الآن لو تنام في الشارع وتعترض الطريق فقد نمت في مكان لا يحل لك وظلمت. مثلاً: تقول كلمة لمؤمن تؤذيه فقد ظلمته. فالظلم وضع الشيء في غير موضعه والظلم حرام أبداً. نسأل الله العافية. أيضاً: كفر النعم بعدم شكرها. وهذه أكثر الأمة واقعة فيها. يجب إذا أكلنا أن نقول: الحمد لله. إذا شربنا، إذا ركبنا، إذا لبسنا، إذا تكلمنا، إذا مشينا دائماً نقول: الحمد لله. كيف نأكل؟ كيف نشرب؟ كيف نلبس؟ كيف نركب؟ كيف نسكن؟ كيف كيف.. ؟ يعيش إنسان طول النهار ما يعرف الحمد لله ولا هذا فضل الله والعياذ بالله تعالى، مع أن علة وجودنا: أن نشكر الله عز وجل ونذكره. إذاً: فعلينا دائماً أن نردد كلمة: الحمد لله.. الحمد لله.. لا تفارق ألسنتا، وكذا الشكر لله.
الجمع بين: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} و {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ}
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ (82) ومع هذا، فالتوبة معروضة، ولو عمل العبد ما عمل من المعاصي، فلهذا قال: { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ} أي: كثير المغفرة والرحمة، لمن تاب من الكفر والبدعة والفسوق، وآمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وعمل صالحا من أعمال القلب والبدن، وأقوال اللسان. { ثُمَّ اهْتَدَى} أي: سلك الصراط المستقيم، وتابع الرسول الكريم، واقتدى بالدين القويم، فهذا يغفر الله أوزاره، ويعفو عما تقدم من ذنبه وإصراره، لأنه أتى بالسبب الأكبر، للمغفرة والرحمة، بل الأسباب كلها منحصرة في هذه الأشياء فإن التوبة تجب ما قبلها، والإيمان والإسلام يهدم ما قبله، والعمل الصالح الذي هو الحسنات، يذهب السيئات، وسلوك طرق الهداية بجميع أنواعها، من تعلم علم، وتدبر آية أو حديث، حتى يتبين له معنى من المعاني يهتدي به، ودعوة إلى دين الحق، ورد بدعة أو كفر أو ضلالة، وجهاد، وهجرة، وغير ذلك من جزئيات الهداية، كلها مكفرات للذنوب محصلات لغاية المطلوب.
وبما بيناه تبين سر تغيير السياق في المتعاطفات وعطف " اهتدى " ب " ثم " دون " آمن وعمل ". كما تبين أن تفسير الاهتداء بلزوم الإيمان إلى الموت ، أو عدم الشك في إيمانه، أو الأخذ بالسنة وعدم سلوك سبيل البدعة ، في غير محله، لأن مرجع الأولين إلى بقاء الإيمان لا إلى اهتداء مترتب عليه وعلى العمل الصالح كما أن مرجع الثالث إلى الثالث وهو العمل الصالح. ثم إنه اختير " ثم " على الفاء، لأنه أوفى وأبلغ بخصوصية المقام من الفاء، إذ قد تأتي للتفريع ومع احتمال إرادته لا يستفاد أن الاهتداء أمر آخر وراء الإيمان والعمل الصالح، بخلاف لفظة " ثم " فإنها لعدم تطرق التفريع فيها صريحة. [في أن ما بعد ما أمر مستقل مترتب على ما قبلها]. وما يكون لاحقا على الإيمان والعمل الصالح بحيث يتحقق بتحققه الاهتداء وبفقده الضلالة، ولم ينفعه إيمانه وما عمله من الصالحات إلا بقبوله، ليس إلا ولاية أهل البيت عليهم السلام ، ضرورة عدم اعتبار ما عدا الولاء. منه " ره ". هذه التعليقة بطولها موجودة في الطبعة الأولى، والمؤلف رحمه الله قد أدرجها في المتن في الطبعة الثانية مع تصرف فيها ومع ذلك نحن نقلناها لبعض الفوائد فيها. (٩٤)
الذهاب إلى صفحة:
««
«...
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99...
»
»»