تفسير قوله تعالى قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم
قال الله تعالى: ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا - بيت الحلول
فلولا دعاؤنا، أي: دعوتنا
إلى سلوك الصراط المستقيم لسعادتنا ونجاتنا، ما كان ربنا سبحانه يعبأ بنا. فعناية الله
بنا هي من أجل مصلحتنا، واستيفاء شروط دعوتنا في رحلة امتحاننا في هذه الحياة
الدنيا، ولولا ذلك لم يعبأ الله بنا من أجل نفسه وذاته، فهو سبحانه الغني العزيز
مالك الملك، وهو على كل شيء قدير. إلا أن الإنسان
على الرغم من هذه العناية الإلهية البالغة بعباده من أجل نجاتهم لم يستجب لدعوته
سبحانه، بل أصر على كفره، وعناده. وعلى الرغم من
هذه العناية الإلهية كذبتم الرسول المبعوث إليكم، وكذبتم بالقرآن، وكذبتم بالجزاء
وبيوم الدين، وأصررتم على مواقف الكفر، وما لكم بذلك حجة تحتجون بها لدى ربكم، ولا
عذر تعتذرون به ساعة حسابكم. {فسوف يكون
لزاماً} أي: سوف يكون تكذيبهم لزاماً لكم، أي: لازماً لكم، لا انفكاك لكم منه. وهذا تهديد بعواقب التكذيب تهديداً مخيفاً بما فيه من الإبهام، كما يقال للجاني:
قد فعلت كذا، فسوف تتحمل ما فعلت. وقال جمهور
المفسرين إن المراد بـ (اللزام) هنا ما نزل بقريش يوم بدر، وهو قول عبد الله ابن
مسعود، وأُبي بن كعب، ومجاهد، وغيرهم. القران الكريم |قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا. وفي "صحيح مسلم" عن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه: (الدخان، والقمر، والروم، والبطشة، واللزام) يعني أن (اللزام)
غير عذاب الآخرة.
القران الكريم |قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا
الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يخاطب الكافرين أن الله تعالى لا يبالي بقبول دعاؤكم في وقت الشدائد ويستجيب لكم رحمة بكم لتنقذوا أنفسكم من النار وتستجيبوا لله تعالى وتؤمنوا به. - ولكنكم كذبتم بالله وبرسله فسوف يكون لزاماً على الله تعالى أن يعاملكم بجنس عملكم وأن يكون مصيركم النار ، والعذاب الشديد. - وهذه الاية فيها إنذار لمن كذب وأنكر حقيقة الرحمن سبحانه وتعالى.
ما تفسير آية&Quot; قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما&Quot; - أجيب
وإنما يحمل العقلاء ما له قيمة، أو لهم به مصلحة أو منفعة، أما ما لا
مصلحة لهم به، فإنهم يُهملونه فلا يحملونه، ولا يجعلونه في أوعيتهم. ومن هنا يأتي
قولهم: ما عبأت بك شيئاً: أي ما عددتك شيئاً. وقولهم: ما عبأت بفلان، أي: ما باليت
به، أي: ما كان له عندي وزن ولا قدر، فصار المقصود: ما يهتم وما يكترث، وهو كناية
عن قلة العناية. وفي قوله
تعالى: {لولا دعاؤكم} (الدعاء) الدعوة إلى شيء، والفاعل يدل عليه قوله سبحانه في
الآية: {ربي} أي: لولا دعوة الله إياكم إلى دينه وطاعته، وشرعه فوقع منكم الكفر
والإعراض، فتعين أن (الدعاء) في الآية الدعوة إلى الإسلام. والمعنى: أن الله لا
يلحقه من ذلك انتفاع، ولا اعتزاز بكم. وهذا كقوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس
إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون} (الذاريات:56-57). ما تفسير آية" قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما" - أجيب. فهل لله عز وجل
مصلحة لذاته لدى عباده؟
يقول العلماء
إن الله سبحانه وتعالى تنزه سبحانه عن ذلك؛ فإن عبادة عابديهم لا تنفعه بشيء،
وكُفْر كفارهم، وفجور فجارهم لا يضره بشيء، فهو سبحانه لا تنفعه عبادة العابدين،
ولا يضره كفر الكافرين، ولا جحود الجاحدين، أو فجور الفاجرين. هذه الحقيقة جاء
بيانها في الحديث القدسي فيما يرويه صلى الله عليه وسلم عن ربه، قال: (يا عبادي!
آخر تفسير سورة الفرقان ولله الحمد والمنة. القرآن الكريم - الفرقان 25: 77 Al-Furqan 25: 77
فقال: يا عمّ نكست برؤوسنا وفضحتنا؛ قال: وما ذلك يا بن أخي؟ قال: صبوت إلى دين محمّد. قال: ما صبوت وإنّي على دين قومي وآبائي ولكنّي سمعت كلاماً صعباً تقشعرّ منه الجلود. قال أبو جهل: أشعر هو ؟ قال: ما هو بشعر؛ قال: فخطب هي؟ قال: لا إنّ الخطب كلام متّصل وهذا كلام منثور، لا يشبه بعضه بعضاً، له طلاوة. قال: فكهانة هو؟! فكأنّه هي؛ قال: لا؛ قال: فما هو؟ قال: دعني اُفكّر فيه. فلما كان من الغد، قالوا: يا عبد شمس ما تقول؟ قال: قولوا: هو سحرٌ فإنه أخذ بقلوب الناس، فأنزل الله تعالى فيه: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا} [المدثر: 11 - 13] إلى قوله {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} [المدثر: 30]. وفي حديث حمّاد بن زيد، عن أيّوب، عن عكرمة قال: جاء الوليد بن المغيرة إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال له: اقرأ عليّ، فقرأ عليه { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] فقال: أعد، فأعاد. فقال: والله إنّ له لحلاة، وإنّ عليه لطلاوة، وإنّ أعلاه لمثمر، وإنّ أسفله لمغدق، وما يقول هذا بشرٌ.
قصة الوليد بن المغيرة
الوليد بن المغيرة | اغنى اغنياء قريش - الرجل الذي توعده الله في سقر! - YouTube
قصة الوليد بن المغيرة مع الرسول
لم يعرف الوليد بن المغيرة كيف يمكن أن يذم القرآن وقال لأبي جهل " والله إن قوله الذي يقول إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وأن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو وما يُعلى عليه". قرر الوليد بن المغيرة أن يقوم بذم القرآن فذهب إلى قريش أثناء اجتماعهم في دار الاجتماع المسماة بدار الندوة فسألهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف آرائهم فيه وبعد أن استمع إليهم جميعًا قال لهم إن الرسول ما هو إلا ساحر لأنه يحدث الفرقة بين الاولاد وأبويهم والزوجين وبعضهما البعض. شاهد أيضًا: من صور التجسس على الاخرين
ما هي مكانة الوليد بن المغيرة بين سادة قريش
كان يعد الوليد من أهم زعماء قبيلة قريش وكان من أسيادها كما عُين قاضي العرب في الجاهلية وذلك نظرًا لأنه عرف بأنه يتصف بالبلاغة والحكمة، ومن أهم المعلومات عنه ما يلي:-
كان يطلق على الوليد بن المغيرة لقب العدل وذلك لأنه كان يعدل مع قريش في كسوة الكعبة حيث أن قبيلة قريش كانت تقوم بكساء الكعبة سنة والوليد بن المغيرة يقوم بكسائها سنة. كانت مكانته كبيرة جداً في الجاهلية وكان يعد من أكثر الأشخاص في قريش الذي يتمتع بالمال والولد. على الرغم من أن الوليد بن المغيرة مشرك لأنه إن حرم شرب الخمر لنفسه ولأولاده.
قول الوليد بن المغيرة في القرآن
لماذا توعد الله الوليد بن المغيرة حيث أن التراث الإسلامي هو تراث كبير ومتشعب يحتوي على الكثير من الأحداث والقصص نظرًا لأن الدين الإسلامي في بدايته قد تم رفضه من قبل قوم الرسول صلى الله عليه وسلم وكان له الكثير من الأعداء الذين يريدون طمس دعوته المضيئة وقد توعد الله الكثير من الكفار وكان منهم أبو لهب وغيره من المنافقين في القرآن الكريم بالنار والعذاب الأبدي. لماذا توعد الله الوليد بن المغيرة
لقد حاول الوليد بن المغيرة أن يكون شوكة في ظهر الدعوة الإسلامية وهادمًا للرسالة الإسلامية وكان ذلك عن طريق:
حيث أن موقف الوليد بن المغيرة من الإسلام كان واضحًا منذ البداية وكان يعرف بعدواته للإسلام وكان يحاول بكل جهده مقاومة دعوى الإسلام لذلك حرمه الله عزو وجل من الهداية والإيمان. في البداية كان الوليد بن المغيرة يلتقي بالرسول صلى الله عليه وسلم وسيدنا أبي بكر الصديق بصورة دائمة فيأكل معهما ويتسامرون ويستمع إلى القرآن الذي يقرأه عليه الرسول وقد وصل هذا الأمر إلى قريش فغضبت بسببه غضبًا كبيرًا وضاقت به ذرعًا وذلك بسبب قوة الوليد بن المغيرة وكثرة أمواله. قامت قريش بإرسال أبو جهل إلى الوليد بن المغيرة حتى يثنيه عن قراره بأن سأله إن كان يود الرسول وأبي بكر من أجل حاجته للمال فغضب الوليد غضبًا شديدًا إذ أن قريش جميعها تعلم مدى غناه فأخبره أبو جهل أن عليه أن يقوم بذم القرآن وكلام النبي محمد حتى يثبت في وسط قومه عدم وده له لاحتياجه للمال.
الوليد بن المغيره
والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وغن أعلاه لمثمر ، وغن أسفله لمغدق. وإنه ليعلو ولا يعلى عليه ، وما يقول هذا بشر)، كان رد أفراد بني قريش هو التالي (لقد صبأ الوليد إلى دين محمد ، وسوف تصبو قريش معه... فأرسلوا إليه ابن أخيه أبا جهل المخزومي وأمثاله ، لتأليبه عن قومه) ثم سألوه ( ماذا تقول في القرآن ؟ فاستمهلهم الوليد ليفكر ويعيد النظر في أمر محمد صلى الله عليه وسلم
فأجابهم قائلاً ( تزعمون ان محمداً مجنون ، فهل رأيتموه يخنق قط ؟ قالوا: اللهم لا!. قال: تزعمون أنه كذاب ، فهل جربتم عليه شيئاً من الكذب ؟ قالوا: اللهم لا!. فقال قريش للوليد: فما هو ؟ فتفكر الوليد في نفسه ثم قال: ما هو إلا سحر. أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله ، وولده ومواليه؟!.
فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ فقال لهن: ورائي أني والله قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة، يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها في، خَلّو بينَ هذا الرجل وبين ما هو فيه، واعتزِلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ
فإن تصبْه العرب فقد كُفِيتموه بغيركم، وإن يظهرْ في العرب فمُلكه مُلككم، وعِزّه عِزكم، وكنتم أسعدَ الناس به، قالوا له سَحَرَكَ والله يا أبا الوليدِ بلسانِه. فقال: هذا رأيي لكم، فاصنعوا ما بدا لكم.