أَتَـهزَأُ بالـدعاء وتَـزدَريه وما يُدريك ما صنعَ الدعاءُ
سهام الليل لا تُخطي ولكنْ لهـا أمدٌ وللأمد انـقضاءُ
وقال ابن القيم في كتابه الداء والدواء: "والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه، لا بحده فقط، فمتى كان السلاح سلاحاً تامًّا لا آفة به، والساعد ساعد قوي، والمانع مفقود، حصلت به النكاية في العدو، ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير". القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة غافر - الآية 60. وأعجز الناس من عجز وترك الدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أعجز الناس من عجز عن الدعاء) رواه الطبراني. فينبغي للمسلم أن يواظب على الدعاء ويكثر منه، و لا يتساهل فيه، أو يتغافل ويتكاسل عنه، فالله عز وجل يغضب على عبده الذي لا يدعوه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لم يسألِ اللهَ يغضب عليه) رواه الترمذي وحسنه الألباني. قال ابن القيم: "هذا يدل على أنَّ رضاه في مسألته وطاعته، وإذا رَضِيَ تعالى، فكل خير في رضاه، كما أنَّ كل بلاء ومصيبة في غضبه, والدعاء عبادة، وقد قال تعالى: { إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} (غافر:60)، فهو تعالى يغضب على من لم يسأله، كما أن ابن آدم يغضب على من سأله: الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يُسْأَل يغضب ".
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة غافر - الآية 60
- ...دعاء عظيم أوصيكم به...
- أدعية باسم الله الأعظم - موضوع
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة غافر - الآية 60
الدعاء استراحة المؤمن من الهموم، وساحة مفتوحة لمن يريد حقه ممن ظلمه، وهو طريق ممهد لمن يطمع في الدرجات العليا في الدنيا والآخرة، وإذا كانت الحاجات كثيرة، والعمل لا يُعين، فكان الدعاء والطلب ممن بيده تدبير الأمور، الذي يكشف الضر والسوء، ويجعل العسير يسيراً، والمستحيل ممكنًا، قال الله تعالى: { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون} (النمل:62).
الدعاء شأنه عند الله كبير، وأجره عظيم، ومعناه إظهار الافتقار لله تعالى، والتبرؤ من الحَوْل والقوة، كما أن فيه معنى الثناء على الله الغني القادر، بكل المحامد، ونسبة الجود والكرم المطلق إليه سبحانه، فإنه هو الرزاق الكريم، وقد جاءت النصوص الشرعية مبينة أمر الله ـ عز وجل ـ لعباده بالدعاء، وعِظم شأنه وفضله، فهو من أعظم العبادات بل هو العبادة نفسها، فعن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: { ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} (غافر:60)) رواه الترمذي. قال ابن كثير: "وقوله: { إن الذين يستكبرون عن عبادتي} أي: عن دعائي وتوحيدي، { سيدخلون جهنم داخرين} أي: صاغرين حقيرين". والدعاء من أعظم أسباب دفع البلاء قبل نزوله، ورفعه بعد نزوله، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( إِنَّ الدعاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نزلَ ومِمَّا لمْ يَنْزِلْ، فَعليكُمْ عِبادَ اللهِ بالدعاءِ) رواه الطبراني وحسنه الألباني ، كما أنه سبب لانشراح الصدر وتفريج الهم وزوال الغم، وهو مفزع المظلومين وملجأ المستضعفين، ففي حديث معاذ رضي الله عنه الذي رواه البخاري قال صلى الله عليه وسلم: ( واتقِ دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب).
انتهى من " تفسير السعدي " (ص 468). فانشغل بالدعاء ، وألح في
الطلب ، وتقرب إلى الله بالطاعة والذكر ، وخذ بأسباب إجابة الدعاء ، واحذر موانعها
، واسأل الله بأسمائه وصفاته: يستجب لك بإذن الله ، ويعطك سؤلك. والله أعلم.
...دعاء عظيم أوصيكم به...
اللهم إني أسألك ، أن لك الحمد ، لا إله إلا أنت الحنان المنان ، بديع السموات و الأرض ، ذو الجلال و الإكرام ، برحمتك يا أرحم الراحمين. بسم الله أصبحنا و أمسينا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله ، وأن الجنة حق ، والنار حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، و أن الله يبعث من في القبور. الحمد لله الذي لا يرجى إلا فضله ، ولا رازق غيره. الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض و لا في السماء وهو السميع البصير. اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي. أدعية باسم الله الأعظم - موضوع. بركة تطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي ، وتغفر بها ذنبي ، وتصلح بها أمري ، وتغني بها فقري ، وتذهب بها شري ، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي ، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني ، وتجمع بها شملي ، وتبيض بها وجهي. يا أرحم الراحمين
اللهم إليك مددت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي. فأقبل توبتي، وأرحم ضعف قوتي، وأغفر خطيئتي، وأقبل معذرتي، وأجعل لي من كل خير نصيبا ، والى كل خير سبيلا برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم لا هادى لمن أضللت ، ولا معطى لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت ، ولا باسط لما قبضت ، ولا مقدم لما أخرت ، ولا مؤخر لما قدمت. اللهم أنت الحليم فلا تعجل ، وأنت الجواد فلا تبخل ، وأنت العزيز فلا تذل ، وأنت المنيع فلا ترام ، وأنت المجير فلا تضام ، و أنت على كل شيء قدير.
أدعية باسم الله الأعظم - موضوع
سبحان الذى تقدس عن الأشباه ذاته ، و تنزه عن مشابهة الأمثال صفاته ، واحد لا من قلة ، و موجود لا من علة ، بالبر معروف ، بالإحسان موصوف ، معروف بلا غاية ، و موصوف بلا نهاية.
آمين يا رب العالمين. دعاء اسم الله الاعظم. اللهم أستر عورتي و أقبل عثرتي، و أحفظنى من بين يدي و من خلفي ، و عن يميني و عن شمالي ، ومن فوقي ومن تحتي ، ولا تجعلني من الغافلين. اللهم إني أسألك الصبر عند القضاء ، و منازل الشهداء ، و عيش السعداء ، و النصر على الأعداء ، و مرافقة الأنبياء، يا رب العالمين. اللهم إني أسألك ، يا رفيع الدرجات ، و يا منزل البركات يا فاطر الأرض و السموات ، أسألك يا الله ، يا من ضجت إليك الأصوات بأصناف اللغات ، و يسألونك الحاجات ، حاجتي عليك لا تبخل على في دار البلاء ، إذا نسيني أهل الدنيا و الأهل و الغرباء ، و أعف عني و لا تؤاخذني بذنوبي برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إني أسألك بمحمد نبيك ، و إبراهيم خليلك ، و موسى كليمك ، و عيسى نجيك و روحك ، و بتوراة موسى ، و إنجيل عيسى ، و زبور داوود ، وفرقان محمد صلى الله علية وسلم ، و بكل وحي أوحيته أو قضاء قضيته ، أو سائل أعطيته ، أو غني أغنيته ، أو ضال هديته ، أسألك باسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد الوتر القادر المقتدر ، أن ترزقني بحفظ القرآن والعلم النافع و تخلطه بلحمي ودمى و سمعي و بصري ، و تستعمل به جسدي ، و جوارحي و بدني ما أبقيتني بحولك وقوتك ، يا رب العالمين.