عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «من قرأ سورة الأنبياء حبّا لها كان كمن رافق النبيين أجمعين في جنات النعيم ، وكان مهيبا في أعين الناس حياة الدنيا» «1». ومن خواص القرآن: روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «من قرأ هذه السورة حاسبه اللّه حسابا يسيرا ، وصافحه وسلم عليه كل نبي ذكر فيها ، ومن كتبها في رق ظبي وجعلها في وسطه ونام ، لم يستيقظ من رقاده إلا وقد رأى عجائب مما يسر بها قلبه بإذن اللّه تعالى» «2». وعن الصادق عليه السّلام: «من كتبها في رق ظبي وجعلها في وسطه ونام ، لم يستيقظ حتى يرفع الكتاب عن وسطه ، وهذا يصلح للمرضى ، ومن طال سهره من فكر ، أو خوف ، أو مرض ، فإنه يبرأ بإذن اللّه تعالى» «3».
فوائد سورة الانبياء مكتوبه
[٥] يقول الرازي في مفاتح الغيب: لمّا وصف الله ثواب المتقين وصف بعده عقاب الكافرين؛ ليكون الوعيد مقابلًا للوعد، والعقاب مقابلًا للثواب، أما مرجعهم فشرّ مرجع لأنهم إلى جهنم، فليذوقوا فيها الحميم شديد الحرارة والغساق صديد أهل النار، ثم ذكر تخاصم أهل النار وكيف يتبرأ الرئيس من التابع والمرؤوس ممن تبعه، وصوّر الله حالهم وهم يبحثون عن فقراء المسلمين واصفينهم بالأشرار لأنهم ضعفاء لا يأبه لهم أحد فهكذا كانوا يظنون. [٦]
قصة آدم وسجود الملائكة له
وردت قصة آدم -عليه السلام- في العديد من سور القرآن، وجاء في ختام هذه السورة تحذير للإنسان بأن هناك مَن يتربص به ليبعده عن طريق الجنة، وهو الشيطان، وبيّن في ختام الآيات أنّ الذي منع إبليس من السجود لم يكن سوى الكبر والغرور، وهو الذي منع الكافرين من التصديق بالنبي وأغراهم بأنهم أحق منه -صلى الله عليه وسلم- بأن يتنزل عليهم الذكر من الله. [١]
التعريف بسورة ص
لكل سورة من سور القرآن تعريف مجمل من حيث مكان النزول وعدد الآيات والقضايا والموضوعات التي تناولتها، وفيما يأتي تعريف موجز بسورة ص: [٧]
سورة ص سورة مكية، عدد آياتها 88، وسمّيت بهذا الحرف لابتدائها به. فوائد سورة الانبياء والرسل. شملت العديد من القضايا مثل: التوحيد، والوحي، والحساب في الآخرة.
فوائد سورة الانبياء والرسل
واكد على ذلك بخلق السماوات والأرض بالعدم. بالإضافة للموجودات المخلوقة من المياه. أراد الله تحذير خلقه من تكذيب القران الكريم أو تكذيب النبي محمد عليه الصلاة والسلام من خلال سورة الأنبياء. أراد أن يذكر الخلق بأن نبي الله كغيره من الأنبياء، ورسالته التي جاء بها مثلها كباقي رسائل الأنبياء الآخرين. التحدث عن أخبار الأنبياء وقصصهم لأخذ منها العبر. لتعريف الناس بالأمور التي حدثت لجميع الأمم السابقة كنتيجة لتكذيبهم للأنبياء. وأنه جزاء تكذيب الأنبياء سيقع على فاعليه مهما طال الزمن. أراد الله أن يحذر الناس من الوقوع في الغرور لتأخر عقاب الله لهم. حيث وقع فيه الأمم السابقين فجاءهم العقاب فجأة. ذكر علامة من علامات يوم القيامة هو ظهور يأجوج ومأجوج. فضل سورة الأنبياء لفك الكرب
ذكر الله سبحانه وتعالى بعض قصص الرسل السابقين. وذكر كيف كانوا يتخلصون من الكرب والشعور بالحزن والهم. فوائد سورة الانبياء للاطفال. فكان سلاح الأنبياء لإزالة الهموم هو الدعاء لله سبحانه وتعالى. فعندما ابتلع الحوت سيدنا يونس في بطنه ما فعل غير أنه قال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم في إحدى أحاديثه عن هذا الدعاء.
- { وقال موسى ربنا إنك ءاتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم. قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون} [يونس:88-89]. تدبر: (قد أجيبت دعوتكما)! فضل سورة الانبياء | المرسال. - { وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ}[الأنبياء:89-90]. تفكَّر: (فاستجبنا له)! والآن سيخطر في بالنا هذا السؤال المهم: لِمَ استجاب الله دعاء الأنبياء؟
فبعد أن أنهت الآيات ذكر أدعية الأنبياء بيَّن تعالى سبب استجابته؛ حيث قال عن أولئك الأنبياء: { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:90]. فسارع بالخيرات، وادع ربَّك في الرجاء والخوف، وما بين الرغبة والرهبة، وكن خاشعاً لله في دعاءك وفي جميع حالك، يستجيب الله لك الدعاء. 32
4
100, 263
التفكر في خلق الله تعالى من صفات المؤمنين، وكلما كان الإنسان أكثر تفكرًا وتأملًا في خلق الله وأكثر علمًا بالله تعالى وعظمته كان أعظم خشية لله تعالى. الخطبة الأولى: أما بعد: فقد خلق الله الإنسان وخلق له عقلًا يدرك به الأمور، فيميز به بين النافع والضار، والخير والشر، وقد أثنى الله على من يفكر بعقله في عظمة المخلوقات، ليكون هذا التفكير يزيدهم تعظيمًا لله خالق الخلق أجمعين: { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:191]. الفائدة من التفكر في خلق الله تكمن في أنه. فالتفكر في خلق الله تعالى من صفات المؤمنين، وكلما كان الإنسان أكثر تفكرًا وتأملًا في خلق الله وأكثر علمًا بالله تعالى وعظمته كان أعظم خشية لله تعالى، كما قال سبحانه: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28]، وإذا نظر العبد إلى ما خلق الله تعالى في هذا الكون من المخلوقات العظيمة، والآيات الكبيرة، فإن سيرى أن في كل شيء له آية تدل على أنه سبحانه إله واحد كامل العلم والقدرة والرحمة. عباد الله، من آيات الله العظيمة خلق السموات والأرض؛ ومن نظر إلى السماء في حسنها وكمالها وارتفاعها وعظمتها، عرف بذلك تمام قدرته سبحانه: { أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ} [ق:6] ومن آياته تعالى: خلق الأرض وما جعل فيها من الرواسي والأقوات والخلق الذي لا يحصيه إلا هو سبحانه.
الفائدة من التفكر في خلق الله تكمن في أنه
ننظر إلى الزروع البهيجة مختلفة الأشكال والألوان والروائح.. نستمتع بنخلة باسقة، أو شجرة وارفة.. أو جدول رقراق.. أو بعض قطرات الندى تسيل من فوق زهرة! ويا للروعة لو كان في عمق الصورة جبل شامخ، أو سهل منبسط، ثم نظرةٌ إلى الشمس المشرقة، أو إلى جبال السُّحُب! أو ما رأيكم في رحلة ليلية إلى مكان بلا أضواء، نستلقي على ظهورنا، ونغوص بعيوننا في أعماق الفضاء! نجوم كثيرة.. كثيرة.. وقمر منير.. سحر وخيال.. أشكال وهيئات ما تغيَّرت على مدار الأعوام والقرون حتى صارت دليلًا للناس في الصحارى والبحار.. نظامٌ بديعٌ لا اصطدامَ فيه ولا ارتطام.. ونسمة رقيقة تأتي من الشمال.. يا الله.. ما أجملها! أو رحلة ثالثة إلى ساحل البحر والشمس تسقط في منتهاه.. تُوَدِّع الدنيا إلى أجل قريب.. غدًا سأشرق في موعد تعرفونه.. لا يتبدَّل.. لا يتغيَّر.. وبحر عميق.. عميق.. فلنخترق البحر بعقولنا.. لننظر إلى لؤلؤ ومرجان.. وأسماك وحيتان.. وعلى الشاطئ رمل بلا عدد، وصدف بلا إحصاء.. وطفل يجري.. يقفز.. يضحك.. عبارات عن التأمل في خلق الله – عربي نت. وصياد على مركب صغير يرزقه ربُّه من فوق سبع سموات! أتظنون أن أمثال هذه الرحلات لعبٌ ولهو؟! أبدًا والله..
إنها عبادة! وأيُّ عبادة! كان الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه يفهم ذلك جيدًا؛ لذلك كان يُكثِر من أمثال هذه اللحظات التي يخلو فيها بنفسه، ويتفكَّر في خلق الله، حتى وصفت زوجته أم الدرداء لحياتَه فقالت: كان أكثر شأنه التفكُّر [1].
وقال يوسف بن أسباط: ( إن الدنيا لم تخلق لينظر إليها، بل لينظر بها إلى الآخرة). وقال أبو بكر الكتاني: ( روعة عند انتباهة من غفلة، وانقطاع في حظ نفساني، وارتعاد من خوف قطيعة، أفضل من عبادة الثقلين). بيان مجاري الفكر وثمراته
اعلم أن الفكر قد يجري في أمر يتعلق بالدين، وقد يجري في أمر يتعلق بغيره، وإنما غرضنا ما يتعلق بالدين، وشرح ذلك يطول. فلينظر الإنسان في أربعة أنواع: الطاعات، والمعاصي، والصفات المهلكات، والصفات المنجيات. التفكر - موقع مقالات إسلام ويب. فلا تغفل عن نفسك، ولا عن صفاتك المباعدة عن الله، والمقربة إليه. وينبغي لكل مريد أن تكون له جريدة يثبت فيها جملة الصفات المهلكات، وجملة الصفات المنجيات، وجملة المعاصي والطاعات، ويعرض ذلك على نفسه كل يوم. ويكفيه من المهلكات النظر في عشرة، فإنه إن سلم منها سلم من غيرها، وهي: البخل، والكبر، والعجب، والرياء، والحسد، وشدة الغضب، وشره الطعام، وشره الوقاع، وحب المال، وحب الجاه. ومن المنجيات عشرة: الندم على الذنوب، والصبر على البلاء، والرضا بالقضاء، والشكر على النعماء، واعتدال الخوف والرجاء، والزهد في الدنيا، والإخلاص في الأعمال، وحسن الخُلُق مع الخلق، وحب الله تعالى، والخشوع. فهذه عشرون خصلة: عشرة مذمومة، وعشرة محمودة، فمتى كفي من المذمومات واحدة خط عليها في جريدته، وترك الفكر فيها، وشكر الله تعالى على كفايته إياها.
عبادة التفكر في خلق الله
فانظر كيف مهَّدها الله وسلك لنا فيها سبلًا وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها ويسرها لعباده فجعلها لهم ذلولًا يمشون في مناكبها ويأكلون من رزقه فيها، وانظر كيف جعلها الله تعالى قرارًا للخلق لا تضطرب ولا تزلزل بهم إلا بإذنه: { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ} [الذاريات:20]، ولقد أخبرنا الله تعالى في كتابه أنه خلق هذه السماوات العظيمة وهذه الأرض وما بينهما في ستة أيام، وهو سبحانه لو شاء لخلق السماوات والأرض وما بينهما في لحظة: { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [يس:82].
مُلْكٌ فسيح.. وكون هائل.. وقدرة خارقة.. وعجائب لا تنتهي! لا تملك حينها إلَّا أن تقول: سبحان الله!
قصة عن التفكر في خلق الله
أقول ما سمعتم. التفكر في خلق الله. الخطبة الثانية: ومن آياته سبحانه: هذه الرياح اللطيفة التي يرسلها الله تعالى فتحمل السحبَ الثقيلةَ المحملةَ بالمياه الكثيرة: { اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ. وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ. فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم: 48:50] عباد الله: ثم ليتأمل الإنسان في خلق نفسه، كما قال عز وجل: { وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]. فإذا نظر الإنسان إلى نفسه؛ ومبدئه ومنتهاه؛ وأنه قد خُلِقَ من نطفة من ماء مهين كُوّن منها اللحم والعظام والعروق والأعصاب؛ وأحيطت هذه الأشياء بجلد متين، وجُعِلَ في هذا الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلًا، ما بين كبير وصغير، وثخين ورقيق، وجعل في جسمه أبواب متعددة: بابان للسمع، وبابان للبصر، وبابان للشم، وبابان للطعام والشراب والنفس، وبابان لخروج الفضلات المؤذية، وقد عجز الطب الحديث بآلاته الدقيقة وأجهزته المتطورة من الإحاطة بدقائق خلق هذا الإنسان، فسبحان الخلاق العظيم، وتبارك الله أحسن الخالقين.
وليعلم أن ذلك لم يتم إلا بتوفيق الله تعالى وعونه، ثم يقبل على التسعة الباقية، وهكذا يفعل حتى يخط على الجميع، وكذلك يطالب نفسه بالانصاف بالصفات المنجيات، فإذا اتصف بواحدة منها، كالتوبة والندم مثلاً، خط عليها واشتغل بالباقي، وهذا يحتاج إليه المريد المثمر. فأما أكثر الناس من المعدودين في الصالحين، فينبغي أن يثبتوا في جرائدهم المعاصي الظاهرة، كأكل الشبهات، وإطلاق اللسان بالغيبة والنميمة، والمراء، والثناء على النفس، والإفراط في موالاة الأولياء، ومعاداة الأعداء، والمداهنة في ترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فإن أكثر من يعد نفسه من وجوه الصالحين لا ينفك عن جملة من هذه المعاصي في جوارحه، وما لم تطهر الجوارح من الآثام، لا يمكن الاشتغال بعمارة القلب وتطهيره. وكل فريق من الناس يغلب عليهم نوع من هذه الأمور، فينبغي أن يكون تفقدهم لها وتفكرهم فيها. مثاله العالم الورع فإنه لا يخلو في غالب الأمور من إظهار نفسه بالعلم، وطلب الشهرة، وانتشار الصيت، إما بالتدريس، أو بالوعظ. ومن فعل ذلك، فقد تصدى لفتنة عظيمة لا ينجو منها إلا الصديقون. عبادة التفكر في خلق الله. وربما ينتهي العلم بأهل العلم إلى أن يتغايروا كما يتغاير النساء، وكل ذلك من رسوخ الصفات المهلكات في سر القلب التي يظن العالم النجاة منها، وهو مغرور فيها.