تاريخ النشر: ٢٦ / شوّال / ١٤٣١
مرات
الإستماع: 1216
إذا سافرتم في الخصب
إذا كان في سفر فعرَّس بليل
إن الأرض تطوى بالليل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
كتاب آداب السفر:
باب: آداب السير، والنزول، والمبيت والنوم في السفر، واستحباب السرى، والرفق بالدواب، ومراعاة مصلحتها، وجواز الإرداف على الدابة، إذا كانت تطيق ذلك، وأمر من قصر في حقها بالقيام بحقها. وأورد المصنف:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في الجدب، فأسرعوا عليها السير، وبادروا بها نقيها، وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق، فإنها طرق الدواب، ومأوى الهوام بالليل [1] رواه مسلم. شرح حديث إذا سافرتم في الخِصْب. قوله ﷺ: إذا سافرتم في الخصب الخصب: وقت نبات الأرض، خلاف الجدب، فأعطوا الإبل حظها من الأرض أي -كما قال المصنف-: ارفقوا بها في السير؛ لترعى في حال سيرها، بأن يعطيها فرصة من أجل أن ترعى من هذا الخصب، فلا يفوت حظها منه، وهكذا إذا كان يجتاز بأرض معشبة، ولو لم يكن وقت الخصب، فإنه يعطيها حظها من ذلك أيضًا. قال: وإذا سافرتم في الجدب يعني: الوقت الذي لا ينزل فيه المطر، والأرض تكون ممحلة فأسرعوا عليها السير، وبادروا بها نقيها النقي: هو المخ، يعني: أسرعوا بها حتى تصلوا المقصد قبل أن يذهب مخها من طول السير، وطول المسافة، وكثرة التعب؛ لأنها لا ترعى، ولا تجد عوضًا عما يفوتها من قوتها، وما يذهب من بدنها.
حديث السفر في الليل والنهار
[ صحيح. ] - [متفق عليه. حديث السفر في الليل والنهار. ] الشرح
في هذا الحديث الشريف جملة من الأحكام والمعجزات التي ظهرت للصحابة رضوان الله عليهم؛ ذلك لأنهم كانوا في سفر وغلبهم النعاس وخرج وقت صلاة الفجر فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أوضح لهم ما يجب عليهم فعله في مثل هذه الحال ألا وهو المبادرة لقضاء الصلاة. والأمر الآخر أنه كان من بين الصحابة من أصابته جنابة ولم يكن معهم ماء فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالتيمم فظهر أنه في حال فقد الماء أجزأ التيمم عن الغسل. والأمر الثالث وهو إحدى معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس شكو إليه العطش وعدم الماء فأرسل من يبحث عن الماء فلم يجدوا ماء ووجدوا امرأة معها ماء في مزادتين لها فأخذوها للنبي صلى الله عليه وسلم فأخذ من مزادتيها ماءً ودعا الله تعالى حتى فاض الماء وجعل الصحابة يستقون ويسقون حتى من أصابته جنابة أخذ من الماء ما يغتسل به ثم أخذت المرأة مزادتيها وهي تقول وكأني بها أملأ من ذي قبل كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يجمع لها من الطعام مكافأة لها، مما كان سبباً بعد ذلك في إسلامها وإسلام قومها. الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
الإسبانية
التركية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
الروسية
البنغالية
الصينية
الفارسية
تجالوج
الهندية
الفيتنامية
الأيغورية
عرض الترجمات
حديث السفر في الليل المفضل
فوائد من
الحديث:
إعطاء الدواب حقها في الأكل والمرعى، وعدم منعها منه. اجتناب الأماكن التي يتوقع الإنسان فيها الأذى، وعدم النوم فيها. حض الإسلام على الرفق بالحيوان، ومراعاة مصالحه في السير. حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على مصالح المسلمين، وإرشادهم إليها. المراجع:
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428ه. بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى 1418ه. نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. حديث السفر في الليل المفضل. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ. مرقاة المفاتيح، علي بن سلطان محمد، أبو الحسن نور الدين الملا الهروي القاري، دار الفكر. صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب-الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ. كنوز رياض الصالحين، لحمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا- الطبعة الأولى 1430ه. شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ. ترجمة نص هذا
الحديث متوفرة باللغات التالية
العربية
- العربية
الإنجليزية
- English
الفرنسية
- Français
الإسبانية
- Español
التركية
- Türkçe
الأردية
- اردو
الأندونيسية
- Bahasa Indonesia
البوسنية
- Bosanski
الروسية
- Русский
البنغالية
- বাংলা
الصينية
- 中文
الفارسية
- فارسی
ذات صلة أحاديث عن قيام الليل حديث الرسول عن قيام الليل
قيام الليل في الأحاديث النبوية
ممّا ورد في فضل قيام الليل في السّنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ الصيامِ ، بعدَ رمضانَ، شهرُ اللهِ المحرمِ. حديث «من صلى العشاء في جماعة..» إلى «ليس صلاة أثقل على المنافقين من..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. وأفضلُ الصلاةِ، بعدَ الفريضَةِ، صلاةُ الليلِ) ، [١] وقوله: (ينزلُ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى إلى السَّماءِ الدُّنيا كلَّ ليلةٍ حينَ يمضي ثلثُ اللَّيلِ الأوَّلُ فيقولُ: أنا الملِكُ من ذا الَّذي يدعوني فأستجبَ لَهُ، من ذا الَّذي يسألُني فأعطيَهُ، من ذا الَّذي يستغفِرُني فأغفرَ لَهُ، فلا يزالُ كذلِكَ حتَّى يضيءَ الفجرُ). [٢]
فضل قيام الليل
نذكر منها: [٣]
مَدْحُ الله تعالى لأهل قيام الليل، لاجتهادهم بالعبادة، ولقيامهم بين يدي الله تعالى خوفاً، ورجاءً، ولمّا أخفوا هذه العبادة عن أعين الناس، وجعلوها بينهم وبين ربهم فقد أخفى لهم من نعيم الجنة، وملذاتها ما لا يخطر على بالهم. جعْلُ قيام الليل علامةً من علامات المتقيّن ، لما يبذلونه من جهاد النفس، للمواظبة على هذه العبادة، كونها من أشقّ العبادات على النفس، حيث تحتاج إلى بذل، وجهد، وتمرين، وتدريب. رفْعُ درجة قائمي الليل، وعدم مساواتهم بغيرهم من الغافلين النائمين.
ويضيف د. جواد: المشهور بين العلماء أن افتراض الصلاة كان في ليلة الإسراء، ففي هذه الليلة فرضت عليه الصلوات الخمس، وقد اختلفوا في وقت وقوع تلك الليلة، فذهب بعضهم إلى أنه كان قبل الهجرة بثلاث سنوات، وذهب بعض آخر إلى أنه كان قبل سنة واحدة، وقيل: وله من العمر إحدى وخمسون سنة وتسعة أشهر، وقيل: كان الإسراء بين بيعتي الأنصار في العقبة، وقيل: كان بعد المبعث بخمسة عشر شهرا إلى غير ذلك من الأقوال. ومعنى هذا أن نزول الأمر بافتراض الصلوات اليومية الخمس إنما كان في خلال هذه المدد المتنازع عليها. وقد ذهب لما تقدم من حديث الإسراء جمع إلى أنه لم يكن قبل الإسراء صلاة مفروضة، لا عليه ولا على أمته، إلا ما كان يفعله الرسول من التهجد أثناء الليل، وقد نسخ قيام الليل بالصلوات الخمس ليلة الإسراء، وقال ابن حجر الهيتمي: لم يكلف الناس إلا بالتوحيد فقط، ثم استمر مدة مديدة، ثم فرض عليهم من الصلاة ما ذكر في سورة المزمل، ثم نسخ كله بالصلوات الخمس، ثم لم تكثر الفرائض وتتابع إلا بالمدينة. ولما ظهر الإسلام وتمكن في القلوب وكان كلما زاد ظهورا وتمكن، ازدادت الفرائض وتتابعت. تاريخ الصلاة في الإسلام by جواد علي. أما القرآن الكريم فقد ورد فيه أمر بالصلاة وحث عليها وتقريع لمن لا يقوم بواجبه في أدائها، غير أننا لا نجد فيه للصلوات الخمس اليومية المفروضة ذكرا صريحا، ولهذا صعب علينا تعيين الزمن الذي فرضت فيه استنادا إلى أسباب النزول، كذلك لا نجد فيه كيفية الصلاة وعدد ركع كل واحدة منها، فصار كل اعتمادنا في دراسة هذا الموضوع على كتب الحديث وكتب أهل الأخبار.
تاريخ الصلاة في الإسلام By جواد علي
وأن في المدينة ظهرت صلوات لم يكن الأمر قد نزل بها في مكة، وذلك لتغير الظروف ولتبدل الأحوال ولانتشار الإسلام. فصار من الممكن تعبّد المسلمين علناً وجهاراً. محمد الحمامصي *الكتاب:تاريخ الصلاة في الإسلام *الناشر:دار الجمل ـ كولونيا - ألمانيا 2007 *الصفحات: 136 صفحة من القطع المتوسط
وإذا أخذنا موضوع زمن فرض الصلوات الخمس، وزمن فرض الوضوء، نجد أن الراوي يفيد بأنهما فرضتا بنزول الوحي على الرسول (صلى الله عليه وسلم)، أي في اليوم الأول من النبوة. ثم نرى أن الراوي يعود وكأنه نسي ما قال، فيذكر أن الصلوات الخمس والوضوء فرضا ليلة الإسراء. وينطبق هذا الأمر على صلاة الجمعة، أو صلاة الخوف، أو أي من المسائل الأخرى التي ينطوي عليها هذا البحث. سنجد، في هذا السياق أننا أمام روايات متعددة يناقض بعضها بعضاً. ومرد ذلك إلى وثوق الرواة بالرواية وثوقاً واعتمادهم على الراوي، لا على الخبر الذي يرويه. ثمة سبب آخر يدرجه المؤلف في حيثيات هذا المنهج التحليلي، هو أن ذاكرة الرواة الحفاظ وان تمكنت من المحافظة على مضمون الخبر وجوهره، إلا أنها لا تستطيع المحافظة على جزئياته، وتفاصيله، لاسيما تلك المتعلقة بالتأريخ، أي بالأيام، والشهور والسنين. لذلك يؤكد د. علي أن الروايات تتباين وتتصارع في ما بينها، فنجد راوية يروي تأريخاً، ثم نجد راوية آخر يروي تأريخاً آخر، وهكذا دواليك. وقد حصل ذلك لآفة طبيعية لدى الإنسان، هي النسيان. فالإنسان ينسى ويزداد نسيانه كلما ابتعد زمن الحادث عنه. ولأن التدوين لم يكن شائعاً في أيام الرسول، وجدت هذه الآفة مجالاً واسعاً للعبث في الأخبار.