۞ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا (19) قول تعالى ذكره: ويطوف على هؤلاء الأبرار ولدان ، وهم الوصفاء ، مخلدون. اختلف أهل التأويل في معنى: ( مخلدون) فقال بعضهم: معنى ذلك: أنهم لا يموتون. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون) أي: لا يموتون. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، مثله. وقال آخرون: عني بذلك ( ولدان مخلدون) مسورون. وقال آخرون: بل عني به أنهم مقرطون. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الإنسان - قوله تعالى ويطوف عليهم ولدان مخلدون - الجزء رقم16. وقيل: عني به أنهم دائم شبابهم ، لا يتغيرون عن تلك السن. وذكر عن العرب أنها تقول للرجل إذا كبر وثبت سواد شعره: إنه لمخلد; كذلك إذا كبر وثبت أضراسه وأسنانه قيل: إنه لمخلد ، يراد به أنه ثابت الحال ، وهذا تصحيح لما قال قتادة من أن معناه: لا يموتون ، لأنهم إذا ثبتوا على حال واحدة فلم يتغيروا بهرم ولا شيب ولا موت ، فهم مخلدون. وقيل: إن معنى قوله: ( مخلدون) مسورون بلغة حمير; وينشد لبعض شعرائهم: ومخلدات باللجين كأنما أعجازهن أقاوز الكثبان [ ص: 111] وقوله: ( إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا) يقول تعالى ذكره: إذا رأيت يا محمد هؤلاء الولدان مجتمعين أو مفترقين ، تحسبهم في حسنهم ، ونقاء بياض وجوههم ، وكثرتهم ، لؤلؤا مبددا ، أو مجتمعا مصبوبا.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الإنسان - قوله تعالى ويطوف عليهم ولدان مخلدون - الجزء رقم16
ويقال: إن أدنى أهل الجنة منزلة ينظر في ملكه مسيرة ألف عام ، ويرى أقصاه كما يرى أدناه ، وقيل: لا زوال له ، وقيل: إذا أرادوا شيئا حصل ، ومنهم من حمله على التعظيم ، فقال الكلبي: هو أن يأتي الرسول من عند الله بكرامة من الكسوة والطعام والشراب والتحف إلى ولي الله وهو في منزله فيستأذن عليه ، ولا يدخل عليه رسول رب العزة من الملائكة المقربين المطهرين إلا بعد الاستئذان. المسألة الثالثة: قال بعضهم: قوله: ( وإذا رأيت) خطاب لمحمد خاصة ، والدليل عليه أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن دخلت الجنة أترى عيناي ما ترى عيناك ؟ فقال: نعم. فبكى حتى مات ، وقال آخرون: بل هو خطاب لكل أحد.
'وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ'، هل هذا يعني أن في الجنة سيكون هناك متاع الجنس مع الغلمان؟ - Quora
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( لؤلؤا منثورا) قال: من كثرتهم وحسنهم. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( إذا رأيتهم حسبتهم) من حسنهم وكثرتهم ( لؤلؤا منثورا) وقال قتادة: عن أبي أيوب ، عن عبد الله بن عمرو ، قال: ما من أهل الجنة من أحد إلا ويسعى عليه ألف غلام ، كل غلام على عمل ما عليه صاحبه. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، قال: ( حسبتهم لؤلؤا منثورا) قال: في كثرة اللؤلؤ وبياض اللؤلؤ.
'وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ'، هل هذا يعني أن في الجنة سيكون هناك متاع الجنس مع الغلمان؟ - Quora
حجر بن عدي
ابن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية [ ص: 463] الكندي ، وهو حجر الخير ، وأبوه عدي الأدبر. وكان قد طعن موليا ، فسمي الأدبر ، الكوفي ، أبو عبد الرحمن الشهيد. له صحبة ووفادة. قال غير واحد: وفد مع أخيه هانئ بن الأدبر ، ولا رواية له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع من علي وعمار. روى عنه: مولاه أبو ليلى ، وأبو البختري الطائي ، وغيرهما. وكان شريفا ، أميرا مطاعا ، أمارا بالمعروف ، مقدما على الإنكار ، من شيعة علي - رضي الله عنهما -. شهد صفين أميرا ، وكان ذا صلاح وتعبد. قيل: كذب زياد بن أبيه متولي العراق وهو يخطب ، وحصبه مرة أخرى ، فكتب فيه إلى معاوية. فعسكر حجر في ثلاثة آلاف بالسلاح ، وخرج عن الكوفة ، ثم بدا له ، وقعد ، فخاف زياد من ثورته ثانيا. فبعث به في جماعة إلى معاوية. قال ابن سعد: كان حجر جاهليا ، إسلاميا. شهد القادسية. وهو الذي افتتح مرج عذراء ، وكان عطاؤه في ألفين وخمسمائة. ولما قدم زياد واليا ، دعا به ، فقال: تعلم أني أعرفك ، وقد كنت أنا وأنت على ما علمت من حب علي ، وإنه قد جاء غير ذلك ، فأنشدك الله أن يقطر لي من دمك قطرة ، فأستفرغه كله ، أملك عليك لسانك ، وليسعك منزلك ، وهذا سريري فهو مجلسك ، وحوائجك مقضية لدي ، فاكفني نفسك ، فإني أعرف عجلتك ، فأنشدك الله يا أبا عبد الرحمن في نفسك ، وإياك وهذه السفلة أن [ ص: 464] يستزلوك عن رأيك ، فإنك لو هنت علي ، أو استخففت بحقك ، لم أخصك بهذا.
حجر بن عدي رضي الله عنه
طه الدليمي: يلعن ويسب الصحابي الجليل حجر بن عدي ومالك الاشتر - YouTube
حجر بن عدي الكندي
وكان حجر احد قادة الفتوحات الاسلامية في بلاد الشام حيث فتح عدرا التي قتل فيها فيما بعد وشارك في القادسية [3]. وكان حجر يلقب ب"حجر الخير" لشدة ورعه بينما كان له ابن عم اسمه حجر ايضا و إسمه حجر بن يزيد كان يلقب ب"حجر الشر" وكان من جنود معاوية في صفين. كان حجر من انصار علي بن ابي طالب وشيعته حيث اسرع الى مبايعته حينما تولى الخلافة وبقي ملازما له لايتركه. وحارب معه في معركة صفين وكان من قيادات الجيش حيث كان قائد مذحج و الأشعريّين. وكان من قيادات جيش امير المؤمنين علي في صفين ايضا، فكان قائدا على كندة و حضرموت و قضاعة و مهرة. وأوّل فارسين برزا والتقيا بصفّين في السابع من شهر صفر سنة 37 هـ هما حجر بن يزيد من معسكر معاوية بن أبى سفيان الذي طلب ابن عمّه حجر الخير حجر بن عدي الكندي للقتال. فتبارزا وكاد حجر بن عدي يقتل ابن عمه لولا تدخل خزيمة بن ثابت الأسدي من معسكر معاوية الذي ضرب حجر الخير ضربة كسر بها رمحه. وقتل حجر بعد ذلك الكثير من قيادات جيش معاوية بالمبارزة [4]. وحارب مع علي بن ابي طالب في النهروان فكان قائدا لميمنه الجيش. وكان معاوية قد ارسل الضحاك بن قيس بثلاثة آلاف مقاتل ليشن الغارات على المناطق الواقعة في طاعة علي سنة 39 هـ.
نبش قبر حجر بن عدي
و في مصادر أخرى ابن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية [1] أسلم وهو صغير السن، ووفد مع أخيه هاني بن عدي على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في المدينة في آخر حياته (صلى الله عليه وآله وسلم). وكان شريفا ، أميرا مطاعا ، أمارا بالمعروف ، مقدما على الإنكار ، من شيعة علي – رضي الله عنهما –. شهد صفين أميرا ، وكان ذا صلاح وتعبد. كان حجر بن عدي قائدا عسكريا ، وكان معروفا بالشجاعة والشهامة والورع والتقوى والزهد والأمانة والصدق وهو من أعظم قادة الفتوحات الإسلامية وصف في كتب التراجم عند المسلمين عادة بأنه كثير العبادة حتى وصفه الحاكم في المستدرك براهب صحابة خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله ص ، و جاء في تفسير ابن كثير أن حجرا كان شجاعا تقيا ظهرت له كرامات في حروبه و شهادته في ما وصفه الطبري و ابن الاعثم بأنه كان فارسا في فتح العراق و ايران و الشام حياته أسلم حجر في مقتبل شبابه حينما قدم الى المدينة مع اخيه هاني بن عدي الى الرسول محمد (عليه الصلاة و السلام) [2]. وكان حجر أحد المعدودين الذي شاركوا في دفن أبي ذر الغفاري بالربذة حينما أبعده الخليفة الثالث عثمان بن عفان اليها، وذلك بسبب إنتقادات وجهها أبي ذر الغفاري اليه حول سياسته وطريقة حكمه في النصف الثاني من خلافته.
ولما ولي زياد العراق، وأظهر من الغلظة، وسوء السيرة ما أظهر خلعه حجر، ولم يخلع معاوية، وتابعه جماعة من شيعة علي رضي اللَّه عنه، وحصبه يومًا في تأخير الصلاة هو وأصحابه، فكتب فيه زياد إِلَى معاوية، فأمره أن يبعث به وبأصحابه إليه، فبعث بهم مع وائل بْن حجر الحضرمي، ومعه جماعة. فلما أشرف عَلَى مرج عذراء، قال: إني لأول المسلمين كبر في نواحيها، فأنزل هو وأصحابه عذراء، وهي قرية عند دمشق، فأمر معاوية بقتلهم، فشفع أصحابه في بعضهم فشفعهم، ثم قُتل حجر، وستة معه، وأطلق ستة، ولما أرادوا قتله صلى ركعتين، ثم قال: لولا أن تظنوا بي غير الذي بي لأطلتهما، وقال: لا تنزعوا عني حديدًا، ولا تغسلوا عني دمًا، فإن لاق معاوية عَلَى الجادة. وسئل محمد بن سيرين عن الركعتين عند القتل، فقال: صلاهما خبيب وحجر، وهما فاضلان. وكان الحسن البصري يعظم قتل حجر وأصحابه. وكان قتله سنة إحدى وخمسين، وقبره مشهور بعذراء وكان مجاب الدعوة. انظر: ابن الأثير: أسد الغابة، تحقيق: علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة: الأولى، سنة النشر: 1415هـ - 1994م، 1/ 697. [1] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة، 1/ 313.