وورد أيضاً أنّه كان يستغفر الله من عشر إلى خمس عشرة مرّة(10). 10- أن لا يكون المجلس في الطرقات: فقد ورد عن الإمام عليّ عليه السلام: "إيّاك والجلوس في الطرقات"(11)، فالطرقات هي أماكن عامّة من حقّ جميع الناس أن يستفيدوا منها، فليس من الأدب جعل المجالس في الشارع وتضييق الطرقات. هذا بعض من كثير لآداب المجالس التي ذكرتها الأخبار. •المجالس نعمة عظيمة
بما أنّ المجالس تتعدّد وتتنوّع، كان لا بدّ من أن يعتمد عليها المسلم، ويختار أيّها أفضل للوصول إلى الهدف الأسمى؛ وهي السعادة في الدنيا وحسن الخاتمة في الآخرة، والابتعاد عن كلّ ما يعكّر صفو مسيرة حياته في الدنيا من معاصٍ وآثام وعاهات أخلاقيّة واجتماعيّة تودي به إلى أسفل السافلين. ختاماً، المجالس كالمكتبة العامة المليئة بالكتب القيّمة تحتاج منّا حسن الاختيار، ففيها الكتاب الذي يرفعك ويسمو بك عالياً، وفيها الكتاب الذي يُسقطك ويهوي بك إلى الحضيض. 1. الكافي، الكليني، ج1، ص39. 2. مشكاة الأنوار، علي الطبرسي، ص359. 3. مكارم الأخلاق، الطبريّ، ص26. 4. (م. ن)، ص358. 5. تحف العقول، الحرّانيّ، ص27. 6. الأمالي، الطوسي، 53/ 71. 7. من أدب المجالس (1) - ملتقى الخطباء. كنز العمّال، المتّقي الهنديّ، ج9، ص 137.
المجلس الثامن من شرح كتاب رسالة في أدب العلم - Youtube
الحياة أفنان، والمتع ألوان، والملذات أصناف، والمسلِّيات آلاف؛ ولكن أمتع المتع، وأحسن الهبات، وأجمل اللذات -بعد الإيمان- هو المجالس الصالحة، والرفقة الناصحة. إن المناصب مهما علت، والأموال مهما طغت، والمتع مهما كثرت، فأكثرها تعب وشقاء، وهم وعناء، ونصب ووصب؛ أما المجالس الطيبة، واللقاءات الشيقة، والملاطفات الوارفة، والمداعبات الباسقة؛ فهي طب للأرواح، وغذاء للعقول، ونشوة للأبدان، وعون على الطاعة، ورفعة في الدرجة. لقد أجمع العقلاء أن مجالسة الإخوان، وملاطفة الأحبة، والفوز بذوي المروءة، هو من أعظم المكاسب، وأجل المراتب؛ يقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: لولا أن أسير في سبيل الله، أو أضع جبهتي في التراب لله، أو أجالس قوماً يلتقطون طيب القول كما يلتقط طيب الثمر، لأحببت أن أكون قد لحقت بالله. المجلس الثامن من شرح كتاب رسالة في أدب العلم - YouTube. ويقول -رضي الله عنه-: لا تصحب الفجار لتعلم من فجورهم, واعتزل عدوك, واحذر صديقك إلا الأمين, ولا أمين إلا من خشي الله؛ واستشر الذين يخشون الله. وقال الآخَر: ما آسى على شيء من مفارقة الأوطان إلا على ظمأ الهواجر، وتجاوب المؤذنين، وإخوان لي أجالسهم. والمتأمل قبل ذلك في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- يجد أن سلوته وراحة قلبه، بعد مناجاة الله تعالى والأنس بذكره، مجالسة من يحب، والحديث مع من يود، كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبي هريرة وغيرهم، رضي الله عنهم جميعا.
من أدب المجالس (1) - ملتقى الخطباء
إن التخول نهج نبوي، وترقب الفرص ذكاء دعوي، ومع ذلك فما جلس قوم مجلساً يقرؤون فيه القرآن، ويذكرون السنن، ويتعلمون العلم، ويتدارسونه بينهم، إلا حفتهم الملائكة، ونزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده. 5/ عدم المبالغة في الإطعام والإكرام: معلوم أن الكرم سمة عظيمة، ومنزلة رفيعة، ولكن بقدر؛ أما ما يحدث في بعض المجالس فهو تبذير ومفاخرة، ومبالغات ومكاثرة. 6/ احترام الأكبر والأعلم وتقديمه في الحديث: فإن كثيراً ممن يحضر المجالس لا يقدر من هو أولى منه بالحديث، وأجدر بالكلام، فتجده أخذ على لسانه عهدا أن لا تأخذه سنة ولا نوم! من آداب المجلس. وأكثره حديث ممل، أو كلام مخل، أو ممازحات ممجوجة. إن على صاحب العلم والحكمة والأدب والفضل أن يعمر المجالس ببعض من عبق علمه، وشيء من أريج أدبه، وذلك بقدر معلوم؛ وعلى الذي يحترم نفسه أن لا يكثر الكلام في غير فائدة، ولا أن يتعدى على صاحب المجلس إلا بإذنه، وأن لا يزري بنفسه، فإن السكوت في أحيان كثيرة هو الأفضل. وحتى السكوت فلا بد أن يكون له هيئة مخصوصة، وسمة مقبولة، ينصت المرء ولكن بوجه حسن، وابتسامة مشرقة، وإنصات للمتحدث، وبشاشة في المحيا؛ أما بعض الساكتين فإنك تقول: ليته ما جاء!
خطبة عن آداب المجلس وحديث: مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 30/7/2016 ميلادي - 25/10/1437 هجري
الزيارات: 46699
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. من آداب المجلس بيت العلم. وبعد...
فقد ذكر أهل العلم آدابًا للمجالس ينبغي تعلمها وتطبيقها لأنها مستمدة من الوحيين: الكتاب والسنة، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]. وهي كثيرة نقتصر على ذكر أهمها، فمن ذلك:
1- أن المؤمن إذا دُعي إلى طعام فينبغي ألا يثقل على صاحب الوليمة بالجلوس، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا ﴾ [الأحزاب: 53]. والمرجع إليه في تحديد ذلك وغيره مما سيأتي، ما تعارف عليه العرب من العادات الفاضلة والأخلاق الكريمة، قال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل عن معادن العرب: "خِيَارُهُمْ فِي الجَاهِليَةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا" [1].
آداب المجالس - الكلم الطيب
المجلس الثامن من شرح كتاب رسالة في أدب العلم - YouTube
نستدل هنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "ليس منّا من لم يوقّر الكبير ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. خطبة عن آداب المجلس وحديث: مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. " حفظ السمع والبصر واللسان
من أهم آداب المجلس التي حثّنا عليها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عدم التجسّس أو النظر على ما لا يحل لنا في المجالس، بالإضافة إلى فرض حسن الظن وعدم قول شيء سيء قد يغضب الله سبحانه وتعالى، فإن كان عليك الحديث، تحدث بما فيه فائدة للآخرين وما يرضي الله تعالى، ويشمل ذلك انتقاء أطيب الكلام ومراعاة آداب الحديث، كالتحدث بطريقة لائقة تعكس أخلاقك وتربيتك الحسنة. حسن الاستماع
يعد حسن الاستماع والإنصات من الآداب المهمة في المجالس، إذ يتوجب علينا عدم مقاطعة المتحدث حتى ينتهي من كلامه، مما يمنحه فرصة كاملة لإيصال فكرته لنا، ويشمل الإنصات إظهار رغبتك في الاستماع من خلال النظر باهتمام والتركيز فيما يقوله الآخر. كفارة المجلس
على من ترك مجلساً كثُر فيه اللغط والكلام كفارة المجلس، بقول الدعاء الذي ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حين قال: "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.