من مدارس الرسم ومذاهبه في العصر الحديث
التجريدية والمستقبلية
التجريدية:
بدأت التجريدية ( اللاموضوعية) بالتكعيبية. حيث بدأ الفنان يعرض عن الطبيعة، أو يعرض أشياءها في قالب جديد مستمد من إحساسه بعيدًا عن النقل عن الطبيعة. وجاءت " التشكيلية الجديدة " وهي نوع من التكعيبية. لتقرر الاتجاه الذهني الهندسي المستخلص من التكعيبية، وبتعبير آخر لتنتقل من الاتجاه التشخيصي إلى الاتجاه غير التشخيصي. وبذلك ابتعد الفنان عن الطبيعة نهائيًا. وكان الاستغناء عن الموضوع هو الخطوة الثانية في استكمال التجريدية لبنائها. وعلى هذا: فالفن التجريدي: فن لا موضوعي، إنه اتجاه إلى الشكل - لونًا وخطًا - واستغناء عن الطبيعة. وكذلك عن " الموضوع " ويمكن تلخيص مميزات هذه المدرسة بالآتي:
• الاستغناء عن الموضوع. • الأشكال فيها لا تمثل الطبيعة من قريب أو بعيد. • الأعمال فيها تقوم على العلاقات الفنية بين الخط واللون والمساحة. التجريديه في الرسمي. وعلى هذا: فاللوحة التجريدية، عبارة عن قطعة تصويرية فحسب، وما دامت لا تعبر عن موضوع ما، فإنها تصبح هي ذاتها موضوعًا، قيمته في بنائه الداخلي وفي تنظيم عناصره وتماسك أجزائه. وقد ذهبت المدرسة التجريدية في اتجاهين:
الأول: التعبيرية التجريدية ( التجريدية التحليلية، التجريدية اللونية) وتعنى بأبحاث اللون.
ما هي التجريدية في الرسم - تعلم
[٣]
الرؤية التجريدية التعبيرية
تضرب المدرسة التعبيرية بجذورها في الحركة الرومانسية التي كانت تنادي في جميع أصقاع أوروبا بالتعبيرعن العاطفة والمشاعر الفردية، وخاصة لدى الفلاسفة الألمان كجوته وشيلر ولدى فنانين كوالتر رالي ولدى منظرين اشتغلوا عليها فزادوها جلاء وزادوها غموضًا كبنديتو كروتشه وكاريت وهربرت ريد [٦] ، ذهب فان غوخ الهولندي بالتجريد إلى منطقة أخرى تقول: "إن المشاكل الإنسانية أكثر أهمية وإلحاحًا من المشاكل التشكيلية المحضة". [٦] نظرًا لأهمية ذلك في إبراز الانتماء من خلال التعبير رغم ما في يتكون من اضطرابات على المستوى الداخلي، وهذه المشكلات أدت إلى ربط التجريب المصحوب بالتعبير وتكوينه من خلال أدوات الفنان ألا وهي الألوان، حتى يصبحان لوحة مخثّرة تعكس ما هو ذاتي من جهة وباطني عميق من جهة أخرى، ليغدو جوهر المضمون جوهر الفصل بين الفن المجرد من جهة والتشكيل الفني من جهة أخرى. [٦] من سمات هذه المدرسة أنّها تربط الفن بالمشاعر والانفعالات الإنسانية المعاشة، حيث يصبح اللون والخط تعبيرين موصولين بأزمة الإنسان، ومن هذه الأزمة يستقيان حرارتهما وضوءهما وطاقتهما الفنية، فالصورالنفسية لا الخارجية هي الأمر المهم، ومن روادها: إدوار مونش ودومييه وجيمس إنسور وسواهم الكثير.
ولم تعمر هذه الحركة طويلًا فقد سادت لبضع سنوات، ولكن كان لها أثرها في "الدادية" و" السيريالية ". وقد تركز الاهتمام الرئيسي لهذه الحركة على عنصر السرعة المتزايدة والحيوية الكهربائية.