ومن أبرز أخبار المسعى قديما أن المسلمين اختاروا موضعا لصلب وشنق المجرمين والقتلة بجوار المروة، يبعد عنها 70م تقريبا، وأزيل الموضع في القرن التاسع للهجرة، كما يذكره الكردي، وبني مكانه سبيل للماء، التي هدمت بعد ذلك من أجل توسعة المسعى، فانتقل موضعه بجوار الصفا بذات المسافة عند قصر الأحمدية، حتى هدم وما بجواره من بيوت أيضا لأجل التوسعة. ويقول أبكر: «لقد أبدل الصلب بعد ذلك بالقصاص بالسيف في العهد السعودي، وأصبح مكان القصاص عند وقف الملك عبد العزيز، وأحيانا خارج هذا الموقع إذا ما كان هناك ازدحام في الحرم». الصفا والمروة قديما للنساء. وكان قد جعل موضع الصلب أو الشنق سابقا عند المسعى، لأجل أن يشاهد هذا العقاب الساعون فيه، فيعتبرون ويتعظون بذلك. لكن تبقى قلوب المسلمين في كل العصور ومن مختلف أصقاع الأرض معلقة بالبيت العتيق، والنسك إطاعة لأمر الرحمن، يطوفون بالبيت وأعينهم خاشعة، ثم لا تتردد أقدامهم في حملهم إلى الصفا والمروة يمشون سبعة أشواط، وبعضهم يهرولون اقتداء بسنة رسولهم الذي هرول فيما بين العلمين الأخضرين اللذين وضعا علامة لذلك منذ القرن الأول الهجري، أحدهما عند باب علي، والآخر عند باب العباس، كي لا يتناسى الناس مع مرّ العهود الموضع في المسعى.
- الصفا والمروة قديما وحديثاً
الصفا والمروة قديما وحديثاً
2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الصفا والمروة كيفية السعي بين الصفا والمروة إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
الصَّفا والمَرْوَةُ اسْمانِ مُقْتَرِنَانِ بالمَسْجِدِ الحَرامِ، وبالحَجِّ والعُمْرَةِ، حيث يقول الله عزل وجل (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) (البقرة 158). الصَّفا والمَرْوَةُ مُقْتَرِنَانِ أَيْضًا بذِكْرَى أَبي الأَنْبِياءِ سَيِّدِنا إبْراهيمَ، عليه السَّلامُ ، وابْنِه سَيِّدِنا إسماعيل، عليه السَّلامُ وأمِّه هاجَرَ. ومِنَ فَوْق الصَّفا صَدَعَ رَسولُ اللهِ، صلَّى الله عليه وسلّم، بِدَعْوَتِه عِنْدَما نَزَلَ عَلَيهِ قَوْلُ الحَقِّ تَبارَكَ وتعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء 214). لا يصح السعي بين الصفا والمروة في التوسعة الجديدة - شبكة نقاط الاسلامية. فما الصَّفا؟ وما المَرْوَةُ؟ وأَيْن مَوْضِعُهُما من المَسْجِدِ الحَرَامِ ؟ وما ارْتِباطُهُما بِعِبادَتَيْ الحَجِّ والعُمْرَةِ ؟
إذا قَصَدَتْ إلَى مَكَّةَ المُكَرَّمَةَ، ودَخَلَتْ المَسْجِدَ الحَرامَ، فَقِفْ تَحْتَ بابِ الكَعْبَةِ واجْعَلْها مِن خَلْفِكَ، ثُمَّ امْشِ يَمينًا (جَنوبَ شَرْقِيِّ الكَعْبَةِ) حَيْثُ تَجِدُ بابًا (اسْمُهُ: بابُ الصَّفا)؛ ادْخُلْ مِنْه، وتَقَدَّمْ قَليلاً.
ثم يأخذ ذات اليمين ويجعل البيت عن يساره فإذا بلغ الركن اليماني (وهو ثالث الأركان بعد الحجر الأسود) استلمه من غير تقبيل ولا تكبير، فإن لم يتيسر له استلامه انصرف، ولا يزاحم عليه. ويقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" (رواه أبو داوود وحسنه الألباني في صحيح أبي داوود:1666). وكلما مر بالحجر الأسود استقبله وكبر، ويقول في بقية طوافه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن فإنما جعل الطواف بالبيت لإقامة ذكر الله تعالى. وفي هذا الطواف ينبغي للرجل أن يفعل شيئين: أحدهما: الاضطباع من ابتداء الطواف إلى انتهائه، والاضطباع أن يكشف كتفه الأيمن بأن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر فإذا فرغ من الطواف أعاد رداءه إلى حالته قبل الطواف، لأن الاضطباع محله الطواف فقط. الصفا و المروة - مكة المكرمة: أوقات العمل، الأنشطة، وتعليقات الزوَّار، - Safarway 2022. والثاني: الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط، والرمل هو إسراع المشي مع مقاربة الخطوات، وأما الأشواط الأربعة الباقية فليس فيها رمل وإنما يمشي كعادته. فإذا أتم الطواف سبعة أشواط غطى كتفه الأيمن ثم يتقدم إلى مقام إبراهيم فيقرأ: { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، ثم يصلي ركعتين خلف المقام يقرأ في الأولى بعد الفاتحة (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد) بعد الفاتحة.