كما أنّ الطب النانوي قادرٌ عبر استخدام أجهزة نانوية معينة لزيادة دقة طرق التشخيص التي تستخدم عينات السوائل والأنسجة البشرية، والاستفادة من ذلك في إجراء العديد من التحليلات الهامة على المستوى الخلوي الفرعي. كما يهدف الطب النانوي إلى إنشاء أجهزةٍ قادرة على فحص جسم الإنسان للبحث المبكر عن الأمراض، وقياس كمية الجزيئات السامة والخلايا السرطانية داخله والتعامل معها. وتتمتع المواد النانوية بخصائصَ بصريةٍ ومغناطيسية وبنيوية مميزة، مما يجعلها مفيدةً للتصوير التشخيصي واكتشاف الأورام. وتتمتع الجسيمات النانوية بميزاتٍ ذات قدرةٍ أكبر على التكيف من باقي المواد الأكبر حجمًا نظرًا لميكانيك الكم المعدل في مقياس النانو. تتعدد تطبيقات تقنية النانو في الطب
1. توصيل الأدوية للخلايا
يتم حاليًا تطوير تطبيق يتضمن استخدام الجسيمات النانوية لتوصيل الأدوية أو الحرارة أو الضوء أو مواد أخرى لأنواع معينة من الخلايا (مثل الخلايا السرطانية). يتم تصميم الجسيمات بحيث تنجذب إلى الخلايا المريضة؛ ما يتيح العلاج المباشر لتلك الخلايا. تقلل هذه التقنية من تلف الخلايا السليمة في الجسم، وتتيح الكشف المبكر عن المرض. 2. الخلايا الجذعية
يطور باحثون بجامعة ولاية نورث كارولينا، طريقة لتوصيل الخلايا الجذعية القلبية لأنسجة القلب التالفة؛ لزيادة كمية الخلايا الجذعية التي يتم تسليمها إلى الأنسجة المصابة.
تكنولوجيا النانو في المجال الطبي - Youtube
كما أن هناك بعض المركبات التي استخدمت تقنية النانو هندسيًا، لتتماشى مع مستوى الجزيئات والذرات، والتي تعمل على التشخيص والعلاج للأمراض، مثل أمراض القلب والحروق والإصابات والإنجاب والمخ والأعصاب، ومستحضرات التجميل وغيرها. شاهد أيضًا: اضرار أشعة رسم المخ للأطفال
التصوير الطبي
يمكن التصوير من خلال النانو لتعقب أي حركة تحدث داخل النسيج الحي في جسم الإنسان، وهو ما يجعل الأطباء قادرين على التعرف بصورة دقيقة على حركة الدواء داخل نسيج المريض. وتعد دراسة بعض خلايا الجسم من الأمور الصعبة، وهذا ما يجعل العلماء يقوموا بتلوينها، كما أن هناك مشكلة أخرى وهي أن الخلايا تقوم بإصدار أمواجًا ضوئية مختلفة الطول، أي أنها لا تعمل بشكل واحد أو بكيفية واحدة بصفة مستمرة، وهو ما يجعل عمليات التصوير الطبي تواجه مشاكل في التشخيص الصحيح. ومن خلال استخدام جزيئات النانو، استطاع العلماء من حل هذه المشكلة، حيث أن تلك الجزيئات تعمل على ردود أفعال مختلفة، تجاه الترددات الموجية المختلفة، التي تنشأ بطبيعة الحال عن اختلاف طول الموجة. التشخيص
الهدف الأساسي من تقنية النانو هو سرعة اكتشاف المرض في بداية مراحله، بهدف القضاء عليه قبل أن يحدث بعض الأعراض أو المضاعفات، فمن خلال استخدام تقنية النانو تتم الاختبارات الحيوية، لقياس نشاط المواد المختبرة بصورة سريعة ودقيقة ومرنة.
4. النانو في علاج السرطان
يعتقد العلم بأنّ تقنية النانو سيكون لها فائدةٌ كبيرةٌ في علاج الأورام، وخاصةً فيما يتعلق بالتصوير، وذلك بسبب صغر حجم جزيئات النانو، حيث يمكن استخدامها إلى جانب التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صورٍ استثنائيةٍ لأماكن وجود الورم السرطاني. تكون جزيئات النانو مثل النقاط الكمومية أكثر إشراقًا من الأصباغ العضوية، وتحتاج مصدرًا ضوئيًّا واحدًا للتنبيه، ففي حال استخدام النقاط الكمومية الفلورية يمكن الحصول على صورٍ ذات تباين أعلى وبتكلفةٍ أقل فيما لو قارناها باستخدام الأصباغ العضوية التي تستخدم كوسائط تباين. ترتبط المجموعات الوظيفية المتعددة بجسيم النانو بسبب امتلاك جزيئات النانو نسبة عالية لمساحة السطح إلى الحجم، وبالتالي يمكنها الارتباط بخلايا سرطانية محددة، حيث تقوم جزيئات النانو بالتراكم في موقع الورم بشكلٍ تفاضليٍّ، حيث يجري العمل على إنشاء جزيئات نانو متعددة الوظائف لها القدرة على كشف الورم وتصويره ومن ثم علاجه. النانو في علاج مرض الزهايمر
يقدر عدد المصابين بمرض الزهايمر حول العالم بحوالي 35 مليون شخصٍ، ولكن مع تطور العلم أصبح من الممكن تشخيص الزهايمر وعلاجه بشكلٍ مبكرٍ عن طريق استخدام تقنية النانو، وذلك عبر تصميم عددٍ كبيرٍ من الجسيمات النانوية ذات خصوصيةٍ عاليةٍ للخلايا المبطنة الشعرية في الدماغ.