ومن القضايا المهمة التي تضمنها كتاب (طبقات فحول الشعراء) قضية الانتحال، وقد سبق الإشارة إليها. أما منهج ابن سلام في المفاضلة بين الشعراء، فقد اعتمد في تقسيم طبقاتهم وتوزيع الشعراء على هذه الطبقات على أمرين:
الأول: آراء الأقدمين ووجهات نظرهم، وبخاصة في شعراء الطبقة الأولى، وهم: امرؤ القيس، وزهير، والأعشى، والنابغة، ومن أهم هؤلاء الأقدمين الذين اعتمد ابن سلام على آرائهم أستاذه الأصمعي، فقد أفاد كثيرًا من أحكامه على الشعراء. الأمر الثاني: هو نظرته وحكمه، وكثرة ما ورد للشعراء المفضلين عنده مع جودة هذه الكثرة. وأما الأساس الذي اعتمد عليه ليجمع كل جماعة من الشعراء في طبقة واحدة، فهو التشابه بين هؤلاء الشعراء في المنهج الشعري، والسمات التي تميزهم عن غيرهم، أو اشتراكهم في بيئة خاصة، أو الديانة التي جمعت بينهم، أو إجادتهم في غرض مخصوص؛ كما فعل في طبقة شعراء المراثي، وطبقة شعراء المدن أو القرى، وطبقة الشعراء اليهود. وقد رتَّب بين هذه الطبقات بناءً على المفاضلة بينها، فكل طبقة تفضُل التي تليها، وهي أدنى من التي سبقتها. وترجع قيمة هذا الكتاب إلى أنه كتاب رائد في مجال النقد الأدبي، وأنه تضمن أحكامًا مهمة، وهذه الأحكام فيها تفسير، وشرح، وتعليل.
طبقات فحول الشعراء تحميل
قرأته فيما سبق. لكن كلما قرأت في الشعر زاد فهمك لهذا الكتاب
من كتب التراث العربي لا غنية لأديب من قراءته ومطالعته
طبقات فحول الشعراء... من أول الكتب في نقد الشعر العربي. خصص ابن سلام كتابه لترجمة الشعراء والتعريف بهم؛ فالهدف من الكتاب نقد الشعر، كما قسم الشعراء إلى طبقات؛ للمفاضلة بين الشعراء وفق مقاييس معينة، تتمثل في معيار الكثرة أحيانًا، وأحيانًا أخرى تبعًا لمعيار الجودة، والمعيار الأخير هو معيار تعدد الأغراض. في مقدمة الكتاب تحدث عن أربع قضايا، وهم: 1. الشعر الموضوع (الشعر المكذوب) أو انتحال الشعر. وهو أن يكتب أحدهم قصيدة، ثم ينسبها إلى غيره، كما كان يفعل خلف الأحمر، وحماد الراوية. 2. ضياع الشعر؛ بسبب الحروب
طبقات فحول الشعراء... ضياع الشعر؛ بسبب الحروب والغارات بين القبائل والأحياء. 3. أثر البيئة في قريحة الشعر أي تأثير البيئة، فشعراء البادية يختلفون عن شعراء المدن والقرى. 4. تصنيف الشعراء وفقًا لكثرة الشعر، وجودة الشعر وإن لم يؤكد ذلك صراحة. وقد جعل الشعراء مجموعات بحسب العصر (الزمان)، والبيئة (المكان)، والدين. أما عن منهجه في كتابه: فقد اختار عدد من فحول الشعراء، وفاضل بينهم، ووضعهم في طبقات متمايزة، وصنّف الشعراء إلى طبقات: بدأ بطبقات فحول الجاهلية وعددهم 40 شاعرًا، جعلهم في 10 طبقات، في كل طبقة 4 شعراء.
وقد وضعَ ابن سلام كتاباً في طبقات فحول شعراء الجاهليين لا يُعرَفُ إلَّا اسمه، أفَتَحسَبُ راويةً مثلهُ يضعُ في القرنِ الثالث الهجري كتاباً في أسماء هؤلاء "الفُحُول"، وليسَ بين يديهِ من شعرِهِم الكثير الصحيح قد غُربِلَ ونُخِّلَ ونُقِّيَ منهُ الموضوع والمنحول، وما تقولتهُ الشُعراءُ بأهوائها، وما دسَّهُ الُّرواةُ بسببٍ من أسبابِهِم؟ مصطفى صادق الرافعي – تحت راية القرآن.