سرايا - كانت الظروف الاقتصادية السيئة في بلاد الشام في فترة الحكم العثماني من أهم الأسباب التي أدّت بهؤلاء إلى الهجرة بالإضافة للاضطرابات السياسية والطائفية والحروب التي استنزفت البلاد و البشر في المناطق التي هاجروا منها. وكانت اقتصاديات الدول في القارتين الأمريكيتين تستوعب أعداداً كبيرة من العمال والمشاريع الجديدة مما جعل تلك البلاد وجهة للآلاف من المهاجرين من أرجاء سوريا ولبنان و فلسطين وأسسوا جاليات تعدّ الآن بعشرات الملايين في أميركا الشمالية (المهجر الشمالي) والجنوبية (المهجر الجنوبي).
شعر الحنين والغربة – – منصة قلم
:
أنـا وليدك يـا أمــــــــاه كـم مـلكت ** ذكراك نفسي وكم ناجاك وجدان!
الحنين إلى الوطن في الشعر الأندلسي
فيا لهم من رجال يُصوِّرون بخاطرهم ولبِّهم، ومشاعرهم، ملاعبَ صِباهم، فتهفو إليها أرواحهم، وتضطرم نيرانُ الحنين والأشواق إليها، وإلى الرفاق والأحباب؛ ولذا فإنهم كثيرًا ما يَطلبون مِن سُحب الربيع المبادرةَ بسقْي هذه الأطلال، ميادين الصِّبا، وملاعب الحسان، ومنبت السرور والأشجان، لِتُثمر وتُزهر، محدثة عن عهد الشباب الأزهر.
الجواهري والحنين إلى الوطن فی شعره - ديوان العرب
حماة في شغاف الروح (1)
سهادُ البين أرَّقني طويلا
ويسلبني الكَرى حتى المقيلا
وجمرُ البعد ألهبَ لي كياني
وأشعلَ بين أحشائي فتيلا
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
(1) – عندما كنت في مصر كان طيف مدينة حماة في مخيلتي, فكتبت بعد ذلك هذه القصيدة ، وقد أحسست في مصر أن اليوم شهر والشهر سنواتٌ, واشتد شوقي إلى حماة وروابيها, ونواعيرها وعاصيها وقلت في نفسي: ألا ما أصعب الفراق!! وما أجمل يوم التلاق!! فإلى كل بعيد عن مراتع الصبا, وملاعب الطفولة البريئة, وإلى كل من برَّح به الشوق إلى بلده, أهدي هذه القصيدة, عسى أن يجد فيها شيئا من السلوان.
وكما كان للعرب في المشرق نظما في الشعر خاضوا بحورها ، كان كذلك شعراء الأندلس في الشعر ، عالم تميزوا فيه وصاغوا أروع المعاني وأرق الأبيات ، وبثوا حنينهم وشوقهم إلى أوطانهم بكل الرقة والعذوبة التي تليق مع جلال وحب الوطن ، ومن الشعراء الذين بثوا أشواقهم وحنينهم إلى أوطانهم القاضي، أبو عبد الله محمد بن أبي عيسى ، أبو بكر محمد بن أزرق ، ابن دراج القسطلي.