ولكن ليس فيه ذكر البكاء، ولا الاشتياق! ولا يصح وصف النبي صلى الله عليه وسلم بما لم يثبت عنه. وكذلك لا يصح إثبات فضيلة لذكر معين إلا بتوقيف، ومن ذلك المقولة الثانية، فإنا لم نجدها إلا عند الصفوري في كتاب (نزهة المجالس ومنتخب النفائس) حيث قال: وعن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح ثلاثًا: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا، فيه صرف الله عنه سبعين نوعًا من البلاء أدناه الهم. وليس هذا الكتاب مما يعتمد عليه، ولم يذكر للحديث سندًا ولم يعزه لأحد. وأبعد من هذا وصف عبارة: حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ {التوبة:59}، بأنها دعاء المعجزات! فهذا أيضًا يحتاج إلى توقيف، شأنه كشأن كل الفضائل، لا تثبت إلا بدليل، ولم نجد لذلك ذكرًا فيما اطلعنا عليه، أو بحثنا فيه من مراجع! وللشيخ عبد المحسن العباد مقال بعنوان: (ليس من الدعاء: سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) قال فيه: ليس فيها دعاء، وإنما فيها الإخبار عن بعض المنافقين الذين همهم الدنيا، فيرضون إذا أُعطوا شيئًا منها، ويسخطون إذا لم يُعطوا، فأرشدوا إلى الرضا بما آتاهم الله، وجعل رسوله صلى الله عليه وسلم سبباً في ذلك، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا قاسم، والله يعطي» رواه البخاري ومسلم.
- الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه معظم الهضم
- الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه المخلوق الحي
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه معظم الهضم
(5) قال سعيد بن جبير: "التوبة النصوح: هي التوبة المقبولة؛ ولا تُقبَل ما لم يكُنْ فيها ثلاثة شروط: خوف ألَّا تُقبَل، ورجاء أن تُقبَل، وإدمان الطاعات"؛ (تفسير القرطبي، جـ 18، صـ 198). (6) قال سعيد بن المسيب: "التوبة النَّصُوح: توبة تنصحون بها أنفسَكم"؛ (تفسير القرطبي، جـ 18صـ 198). (7) قال قتادة: "التوبة النَّصُوح: هي التوبة الصادقة الناصحة"؛ (تفسير الطبري، جـ14، صـ 167). (8) قال محمد بن كعب القرظي: "التوبة النَّصُوح يجمعُها أربعةُ أشياء: الاستغفارُ باللِّسان، وإقلاعٌ بالأبدان، وإضمارُ تَرْكِ العَوْدِ بالجَنان، ومهاجرة سيِّئ الخِلَّان"؛ (تفسير القرطبي، جـ 18، صـ 198). (9) قال الفضيل بن عياض: "التوبة النَّصُوح: أن يكون الذَّنْبُ بين عينيه، فلا يزال كأنه ينظُر إليه"؛ (تفسير القرطبي، جـ 18، صـ 198). (10) قال أبو بكر الدَّقَّاق المصري: "التوبة النصوح: هي ردُّ المظالم، واستحلال الخُصُوم، وإدمان الطاعات"؛ (تفسير القرطبي؛ جـ 18، صـ 198). قال ابن السماك: "التوبة النَّصُوح: أن تنصب الذنب الذي أقللتَ فيه الحياء مِن الله أمامَ عينك، وتَستعد لمنتظرك"؛ (تفسير القرطبي؛ جـ 18، صـ 198). (11) قال شقيق البلخي: "التوبة النَّصُوح: أن يُكثِر صاحبُها لنفسِه الملامةَ، ولا ينفَكُّ من الندامة؛ لينجوَ من آفاتها بالسلامة"؛ (تفسير القرطبي؛ جـ 18، صـ 198).
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه المخلوق الحي
حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَاهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا إلَهَ سِوَاهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي اصْطَفَاهُ وَاجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إلَى يَوْمِ الدِّينِ. أما بعد:
فإنَّ من عقيدة أهل السُّنَّة أنه لا يشفع أحدٌ في خروج الكافرين من النار يوم القيامة، وقد ذَكَرَ الله تعالى في كتابه العزيز عدم قبوله للشفاعة في الكافرين يوم القيامة، فقال جَلَّ شأنه: ﴿ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 100 – 102]، وقال تعالى: ﴿ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18].
وإذا وصل الإنسان من خلالها ما لا يصح، فعليه أن ينصح لصاحبه؛ فإن الدين النصيحة، وهي متعينة إذا لم يقم بها أحد غيرك، وراجعي الفتويين: 180067 ، 52574
ومن جملة المنكرات التي يجب التحذير منها: نشر الأحاديث المكذوبة والواهية، وراجعي الفتوى رقم: 131198. والله أعلم.