قال الحافظ ابن حجر بعد إيراد ما ذكر: وذكر موسى بن عقبة أن فداءهم كان أربعين أوقية ذهبا ، وعند أبي نعيم في الدلائل بإسناد حسن من حديث ابن عباس: كان فداء كل واحد أربعين أوقية فجعل على العباس مائة أوقية ، وعلى عقيل ثمانين ، فقال له [ ص: 91] العباس: أللقرابة صنعت هذا ؟ قال: فأنزل الله تعالى: يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم إلخ.. فقال العباس: وددت لو كنت أخذ مني أضعافها لقوله تعالى: يؤتكم خيرا مما أخذ منكم اهـ. صدقة جارية — ﴿إن يعلم اللَّه في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً﴾ على.... أي: قال ذلك بعد إسلامه وما أعطاه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من بعض الغنائم كما نص عليه في بعض الروايات. وذكر الحافظ في الإصابة أن العباس حضر بيعة العقبة مع الأنصار قبل أن يسلم وشهد بدرا مع المشركين مكرها ، فأسر فافتدى نفسه وافتدى ابن أخيه عقيل بن أبي طالب ورجع إلى مكة ، فيقال: إنه أسلم وكتم قومه ذلك ، وصار يكتب إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالأخبار ثم هاجر قبل الفتح بقليل وشهد الفتح وشهد يوم حنين اهـ. وفي تتمة خبر عائشة أن العباس اعتذر لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما أمره بالفداء له ولابن أخيه ولحليفه عتبة بن ربيعة بأنه لا يجد ، قال له ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " فأين الذي دفنت أنت وأم الفضل فقلت لها: إن أصبت فإن هذا المال لبني " فقال: والله يا رسول الله إن هذا لشيء ما علمه غيري وغيرها.
ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا تويتر سيعرض لك المزيد
وذكره الواحدي في أسباب النزول، عن الكلبي، مطولا: ١٨٠، ١٨١. وكان في المطبوعة والمخطوطة: " جابر بن عبد الله بن رباب "، وهو خطأ، صوابه ما أثبت. ]] ١٦٣٢٣- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: ﴿قل لمن في أيديكم من الأسرى﴾ الآية، قال: ذكر لنا أن نبيّ الله ﷺ لما قدم عليه مالُ البحرين ثمانون ألفًا، وقد توضأ لصلاة الظهر، فما أعطى يومئذ شاكيًا ولا حرم سائلا وما صلى يومئذ حتى فرّقه، وأمر العباس أن يأخذ منه ويحتثي، فأخذ. قال: وكان العباس يقول: هذا خير مما أخذ منا، وأرجو المغفرة. ١٦٣٢٤- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: ﴿يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى﴾ الآية، وكان العباس أسر يوم بدر، فافتدى نفسه بأربعين أوقية من ذهب، فقال العباس حين نزلت هذه الآية: لقد أعطاني الله خَصلتين، ما أحب أن لي بهما الدنيا: أني أسرت يوم بدر ففديت نفسي بأربعين أوقية، فآتاني أربعين عبدًا، وأنا أرجو المغفرة التي وعدنا الله. ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا تويتر. ١٦٣٢٥- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ﴿يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى﴾ إلى قوله: ﴿والله غفور رحيم﴾ ، يعني بذلك: من أسر يوم بدر.
ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا تويتر تنقذ عمالة من
وأما الثانية: فنحن في موعود الصادق ننتظر المغفرة من الله سبحانه.
ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا تويتر بحث
فهكذا عانى المؤمنون، ونحن اليوم نعيش في هذا النعيم وشكرنا قليل لا يذكر، وحمدنا نادر، فماذا لقيتم يا عباد الله في إسلامكم؟ لا قتل ولا تشريد ولا تعذيب ولا إهانة ولا حرب، ومع هذا قلَّ منا من يشكر الله في صدق ويحمده بقلبه ولسانه، والحمد لله رب العالمين.
ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا تويتر
الشيخ: يعني: ما أكره نزولها، الحمد لله، فيها وعدٌ عظيمٌ: يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ. س: كيف يستقيم هذا والعباس تأخّر إسلامه إلى الفتح؟
ج: هذا في وقت بدر، فدى نفسه، وفدى ابن أخيه وحليفه، أما إظهار إسلامه فتأخّر إلى يوم الفتح، خلف اللهُ عليه، ونيّته الإسلام نفعته، حتى أظهره يوم الفتح. س: يكون مسلمًا في يوم بدر..... ؟
ج: لا يمكن، نوى عند الهزيمة، ولكن ما بعد أسلم، ما أظهر إسلامه إلا يوم الفتح. ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا تويتر ترصد 30 مخالفة. لقد قال: يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ فقد أعطاني خيرًا مما أُخذ مني مئة ضعف، وقال: وَيَغْفِرْ لَكُمْ ، وأرجو أن يكون قد غفر لي. وقال علي ابن أبي طلحة: عن ابن عباسٍ في هذه الآية: كان العباسُ أسر يوم بدر، فافتدى نفسَه بأربعين أوقية من ذهبٍ، فقال العباسُ حين قُرئت هذه الآية: لقد أعطاني الله خصلتين ما أحبّ أنَّ لي بهما الدنيا: إني أُسرتُ يوم بدرٍ ففديتُ نفسي بأربعين أوقية، فآتاني أربعين عبدًا، وإني لأرجو المغفرة التي وعدنا الله . وقال قتادة في تفسير هذه الآية: ذكر لنا أنَّ رسول الله ﷺ لما قدم عليه مالُ البحرين ثمانون ألفًا، وقد توضّأ لصلاة الظهر، فما أعطى يومئذٍ شاكيًا، ولا حرم سائلًا.
ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا تويتر ترصد 30 مخالفة
ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه اليوم ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله؛ يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده). وها نحن مع سورة الأنفال المدنية المباركة الميمونة، ومع هاتين الآيتين الكريمتين، فهيا بنا نصغي مستمعين لتلاوتهما مجودة مرتلة، ثم بعد ذلك نتدارسهما، والله نسأل أن ينفعنا بما ندرس وما نتعلم ونسمع، فإلى تلاوة الآيتين الكريمتين بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الأنفال:70-71]. ﴿إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرَاً﴾. معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قبل الشروع في دراسة هاتين الآيتين أذكركم ونفسي بهداية الآيات الثلاث التي تدارسناها بالأمس، قال الشارح: [ من هداية الآيات: أولاً: إرشاد الله تعالى لقادة الأمة الإسلامية في الجهاد ألا يفادوا الأسرى، وألا يمنوا عليهم بإطلاقهم إلا بعد أن يثخنوا في أرض العدو قتلاً وتشريداً، فإذا خافهم العدو ورهبهم عندئذٍ يمكنهم أن يفادوا الأسرى أو يمنوا عليهم]، وأخذنا هذه الهداية من قوله تعالى: مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ [الأنفال:67].
لا شك ان العصمة مشتركة للمجموعة التي هي مع النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الآية. تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
الدكتور فاضل حسن شريف