عاشق للأكل في المطاعم، في هذا الموقع ستجد كل ما تحتاجه عن المطعم الذي تريده، لا تنس كتابة تجربتك وتقييمك للمطعم بعد قراءتك عنه لتفيد من يأتي بعدك.
المنيو حق البيك الرياض
ما يحيلنا إلى الطبقة التالية من السؤال وهي، إن كان فيلماً فلسطينياً، وهذا يعيدنا إلى البحث في معنى أن يكون الفيلم، أي فيلم، فلسطينياً. نبقى في كونه غير إسرائيلي. هو كذلك إدارياً وتقنياً ومالياً، لكنها ليست الاعتبارات التي تقنع كاتب هذه الأسطر في هوية أي فيلم (أو أي عمل فني) وإلا لما بقي إلا القليل من كل تلك الأفلام في مسيرة السينما التي يصنعها فلسطينيون، ما يمكن وسمه بالفلسطينية. أترك هذه الاعتبارات البيروقراطية للمقاربات الكسولة من ناحية، الميكانيكية من ناحية ثانية، الاستهلاكية التي تقدّم التمويل على أي اعتبار آخر في أي حديث في الفنون من ناحية ثالثة. نبقى في «فليكن صباحاً» وقد نزل إلى الصالات الفرنسية هذه الأيام، وحديثي متركّز على مضمون الفيلم بمعزل عن صانعه وتمويله. ليست مقوّمات تعريف الهوية، أيّ هوية، بالنسبة لكاتب هذه الأسطر، إدارية تعود إلى وثائق وموظفين حكوميين وبَلادة فكرية تحوم حول العمل الفني. الحديث عن الهوية المعنوية للفيلم، وليس أوراق اعتماده المقدّمة لهذا المهرجان أو ذاك. قضية لاتموت .. «فليكن صباحاً»: عودة إلى هوية السينما الفلسطينية | شبكة الأمة برس. هذا يحيلني إلى القول إن بعضاً من أهم الأفلام في السينما الفلسطينية نالت (لظروفها الخاصة) تمويلاً إسرائيلياً، أو تمويلات أوروبية وعربية متفاوتة قد تكون آخرها الفلسطينية، وهذه الأخيرة تكون لإتاحة إضافة كلمة «فلسطين» في تعريفات الفيلم في هذا الكاتالوغ أو ذاك.
من هنا أقول إن فيلم «باب الشمس» للمصري يسري نصرالله فلسطيني. كذلك أرفض تناول فيلم «رجال في الشمس» لتوفيق صالح، كفيلم مصري حسب مخرجه أو سوري حسب مموله، بل فلسطيني لا يقل في هويته هذه عن أي فيلم لمخرج فلسطيني، وكذلك حال «عائد إلى حيفا» للعراقي قاسم حول. المنيو حق البيك الدمام. تعريف أحدنا لمعنى الهوية الفلسطينية هو ما يحدد، لديه، معنى هوية الفيلم الفلسطيني، وهذا مثار جدل أساسه أولاً أن «الفلسطينية» أساساً وفي شكلها الأسمى، هي الثورة والقضية والفكرة، وهذه مقارباتٌ لغسان كنفاني وإدوارد سعيد ومحمود درويش وغيرهم مساهمات فيها، وهي تراث يساري فلسطيني، حيث المقاربة الأممية والإنسانية للقضية الفلسطينية، وقبلها للثورة الفلسطينية، مقابل الوطنية المحدودة والقاصرة، في منح فلسطين عالميّتها المتخطية لحدود متخيّلَة لدولة غير موجودة، ولنشيدين وطنيين غير متّفَق عليهما. هل يمكن القول من بعد كل ذلك، إنّ «فليكن صباحاً» فيلم فلسطيني؟ الفيلم كعمل فني مكتمل بذاته، من لحظة التلقي الأولى له حتى الأخيرة، فلسطيني، إنّما لا يمكن الإجابة بكلمة واحدة دون إرفاقها بهامش عريض يوضّح معنى أن يكون العمل فلسطينياً، ومعنى ألا يكون إسرائيلياً، ويتفاوت التعريف هذا من شخص لآخر حسب مقاربات آخرى وأولويات واعتبارات أحدنا تجاه معنى الهوية والسردية الفلسطينيتين.