اللهمَّ ارزُقنا توبةً نصوحًا، وقلوبًا تخشعُ لِذكرِك، وإقبالًا على طاعتِك، وبُعدًا عن المعاصي وأماكنِها وقنواتِها ودعاتِها، اللهمَّ ارفعِ الضُّرَّ عن المتضرِّرينَ مِن المسلمينَ في كلِّ أرض، اللهمَّ تقبَّل صيامَنا وقيامَنا وزكاتَنا، اللهمَّ ارحم موتانا، وأكرمْهُم بالنَّعيم في قبورهم، ورِضوانِكَ والجنَّة، وأصلِح أهلينا، واجعلهُم مِن عبادكَ الصالحين، إنَّكَ يا ربَّنا لسميعُ الدعاء، وأقولُ قولِي هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولكُم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- وهلّ موسم الخير - خطب مختارة - ملتقى الخطباء
وهلّ موسم الخير - خطب مختارة - ملتقى الخطباء
أيها المؤمنون هل رأيتم غنياً رضي بغناه هل رأيتم صاحب منصب رضي بمنصبه، هل رأيتم فقيراً رضي بفقره كل يتمنى تغير حاله والزيادة على ما عنده وهذه طبيعة الحياة لكن السعيد من اتعظ بغيره وعمل للدار الآخرة وزاده مرور الأيام قرباً إلى الله وتمسكاً بالطاعة وعمل الصالحات. الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة حتى ينتهي سفرهم والعاقل من الناس من يقدم في كل مرحلة زاداً ينفعه في ثنيات الطريق قبل انقطاع السفر ومباغتة الأجل. قال عمر بن عبد العزيز في آخر خطبة له: (إنكم لم تخلقوا عبثاً ولن تتركوا سدى وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للفصل بين عباده فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحُرم جنةً عرضها السماوات والأرض). مضايف شمر خطب جاهزة. وصدق الله العظيم: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ َفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ *وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ](المنافقون الآيات9، 10، 11).
أقول قولي واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (وداعا رمضان) 1
أما بعد أيها المسلمون. ونستكمل الحديث عن وداع رمضان.. فيا من تعودت القرآن في هذا الشهر: داوم على تلاوته ولا تقطع صلتك به فإنه حبل الله المتين, وهو روح من الله, وهو شفيعك عند ربك وحجتك يوم القيامة فلا تعرض عنه بعد رمضان فإنه لا غنى عنه بحال من الأحوال.. ويا من كان يتصدق في هذا الشهر خصص من مالك شيئًا تتصدق به على الفقراء, وعلى الأيتام فإن الله سبحانه وتعالى يرضى من عباده الصدقة. خطب مضايف شمر. إن الله عز وجل قد شرع لنا في نهاية هذا الشهر المبارك عبادات تزيدنا من الله قربة, فشرع لنا صدقة الفطر وهي فريضة شرعها الله عز وجل على الكبير والصغير, والذكر والأنثى, والحر والعبد, وهي زكاة للبدن وطهرة للصائم من اللهو والإثم, وشكر لله على إتمام الصيام والأعمال الصالحة. وهذا الشهر هو شهر الإحسان إلى الفقراء ويجب أن يخرج المسلم زكاته عن نفسه وعمن تلزمه نفقته من زوجه وأولاده وسائر من ينفق عليهم, ووقت إخراجها من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد, ويجوز تعجيلها قبل العيد والمستحب إخراجها بعد صلاة الفجر يوم العيد وقبل صلاة العيد, ولا يجوز تأخيرها
إخوة الإيمان
لقد كان السلف الصالح رحمهم الله يجتهدون في إتقان العمل وإتمامه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كونوا لقبول العمل أشد اهتمامًا منكم بالعمل، ألم تسمعوا إلى قول الله عز وجل: ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).