وقال الحسن: معناها حقا " ران على قلوبهم ". وقيل: في الترمذي: عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء, فإذا هو نزع واستغفر الله وتاب, صقل قلبه, فإن عاد زيد. فيها, حتى تعلو على قلبه), وهو ( الران) الذي ذكر الله في كتابه: " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ". قال: هذا حديث حسن صحيح. وكذا قال المفسرون: هو الذنب على الذنب حتى يسود القلب. قال مجاهد: هو الرجل يذنب الذنب, فيحيط الذنب بقلبه, ثم يذنب الذنب فيحيط الذنب بقلبه, حتى تغشي الذنوب قلبه. قال مجاهد: هي مثل الآية التي في سورة البقرة: " بلى من كسب سيئة " [ البقرة: 81] الآية. ونحوه عن الفراء; قال: يقول كثرت المعاصي منهم والذنوب, فأحاطت بقلوبهم, فذلك الرين عليها. وروي عن مجاهد أيضا قال: القلب مثل الكهف ورفع كفه, فإذا أذنب العبد الذنب انقبض, وضم إصبعه, فإذا أذنب الذنب انقبض, وضم أخرى, حتى ضم أصابعه كلها, حتى يطبع على قلبه. قال: وكانوا يرون أن ذلك هو الرين, ثم قرأ: " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ". ومثله عن حذيفة رضي الله عنه سواء. وقال بكر بن عبد الله: إن العبد إذا أذنب صار في قلبه كوخزة الإبرة, ثم صار إذا أذنب ثانيا صار كذلك, ثم إذا كثرت الذنوب صار القلب كالمنخل, أو كالغربال, لا يعي خيرا, ولا يثبت فيه صلاح.
- حديث عن قسوة القلب - موضوع
- كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون . [ المطففين: 14]
- حكم السكت في التلاوة
- كلا بل ران - هوامير البورصة السعودية
حديث عن قسوة القلب - موضوع
القول في تأويل قوله تعالى: ( وما يكذب به إلا كل معتد أثيم ( 12) إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ( 13) كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ( 14)). يقول تعالى ذكره: وما يكذب بيوم الدين ( إلا كل معتد) اعتدى على الله في قوله ، فخالف أمره ( أثيم) بربه. كما حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( ويل يومئذ للمكذبين) قال الله: ( وما يكذب به إلا كل معتد أثيم) أي بيوم الدين ، إلا كل معتد في قوله ، أثيم بربه ، ( إذا تتلى عليه آياتنا) يقول تعالى ذكره: إذا قرئ عليه حججنا وأدلتنا التي بيناها في كتابنا الذي أنزلناه إلى محمد صلى الله عليه وسلم [ ص: 286] ( قال أساطير الأولين) يقول: قال: هذا ما سطره الأولون فكتبوه ، من الأحاديث والأخبار. وقوله: ( كلا بل ران على قلوبهم) يقول تعالى ذكره مكذبا لهم في قيلهم ذلك: ( كلا) ، ما ذلك كذلك ، ولكنه ( ران على قلوبهم). يقول: غلب على قلوبهم وغمرها وأحاطت بها الذنوب فغطتها ، يقال منه: رانت الخمر على عقله ، فهي ترين عليه رينا ، وذلك إذا سكر ، فغلبت على عقله; ومنه قول أبي زبيد الطائي: ثم لما رآه رانت به الخم ر وأن لا ترينه باتقاء
يعني: ترينه بمخافة ، يقول: سكر فهو لا ينتبه; ومنه قول الراجز: لم نرو حتى هجرت ورين بي ورين بالساقي الذي أمسى معي
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ، وجاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون . [ المطففين: 14]
* - حدثني أبو صالح الضراري محمد بن إسماعيل, قال: أخبرني طارق بن عبد العزيز, عن ابن عجلان, عن القعقاع, عن أبي هريرة, قال: قال رسول إلله صلى الله عليه وسلم: " إن العبد إذا أخطأ كانت نكتة في قلبه, فإن تاب واستغفر ونزع صقلت قلبه, وذلك الران الذي ذكر الله { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال أبو صالح: كذا قال: صقلت, وقال غيره: سقلت. 28381 - حدثني علي بن سهل الرملي, قال: ثنا الوليد, عن خليد, عن الحسن, قال: وقرأ { بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال: الذنب على الذنب حتى يموت قلبه. * - حدثني يعقوب, قال: ثنا ابن علية, عن أبي رجاء, عن الحسن, في قوله: { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال: الذنب على الذنب حتى يعمى القلب فيموت. 28382 - حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي, قال: ثنا فضيل بن عياض, عن منصور, عن مجاهد { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال: العبد يعمل بالذنوب, فتحيط بالقلب, ثم ترتفع, حتى تغشى القلب. 28383 - حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي, قال: ثنا يحيى بن عيسى, عن الأعمش, قال: أرانا مجاهد بيده, قال, كانوا يرون القلب في مثل هذا, يعني الكف, فإذا أذنب العبد ذنبا ضم منه, وقال بأصبعه الخنصر هكذا, فإذا أذنب ضم أصبعا أخرى, فإذا أذنب ضم أصبعا أخرى, حتى ضم أصابعه كلها, ثم يطبع عليه بطابع, قال مجاهد: وكانوا يرون أن ذلك الرين.
حكم السكت في التلاوة
وقال أحمد حدثنا صفوان بن عيسى أخبرنا ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه فإن زاد زادت حتى تعلو قلبه وذاك الران الذي ذكر الله في القرآن " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " وقال الحسن البصري هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب فيموت وكذا قال مجاهد بن جبير وقتادة وابن زيد وغيرهم. تفسير الطبري: وقوله: { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} يقول تعالى ذكره مكذبا لهم في قيلهم ذلك: كلا, ما ذلك كذلك, ولكنه ران على قلوبهم يقول: غلب على قلوبهم وغمرها, وأحاطت بها الذنوب فغطتها; يقال منه: رانت الخمر على عقله, فهي ترين عليه رينا, وذلك إذا سكر, فغلبت على عقله, ومنه قول أبي زبيد الطائي: ثم لما رآه رانت به الخمر وأن لا ترينه باتقاء يعني ترينه بمخافة, يقول: سكر فهو لا ينتبه; ومنه قول الراجز: لم نرو حتى هجرت ورين بي ورين بالساقي الذي أمسى معي وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل, وجاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر من قال ذلك: 28380 - حدثنا أبو كريب, قال: ثنا أبو خالد, عن ابن عجلان, عن القعقاع بن حكيم, عن أبي صالح, عن أبي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء, فإن تاب صقل منها, فإن عاد عادت حتى تعظم في قلبه, فذلك الران الذي قال الله { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} ".
كلا بل ران - هوامير البورصة السعودية
حدثني علي بن سهيل الرملي ، قال: ثنا الوليد ، عن خليد ، عن الحسن ، قال: وقرأ ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) قال: الذنب على الذنب حتى يموت قلبه. حدثني يعقوب ، قال: ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله: ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) قال: الذنب على الذنب حتى يعمى القلب فيموت. حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي ، قال: ثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن مجاهد ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) قال: العبد يعمل بالذنوب فتحيط بالقلب ، ثم ترتفع ، حتى تغشى القلب. حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي ، قال: ثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، قال: أرانا مجاهد بيده ، قال: كانوا يرون القلب في مثل هذا يعني: الكف ، فإذا أذنب العبد ذنبا ضم منه ، وقال بأصبعه الخنصر هكذا فإذا أذنب ضم أصبعا أخرى ، فإذا أذنب ضم أصبعا أخرى ، حتى ضم أصابعه كلها ، ثم يطبع عليه بطابع ، قال مجاهد: وكانوا يرون أن ذلك الرين. حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، قال: القلب مثل الكف ، فإذا أذنب الذنب قبض أصبعا ، حتى يقبض أصابعه كلها ، وإن أصحابنا يرون أنه الران. حدثنا أبو كريب مرة أخرى بإسناده عن مجاهد قال: القلب [ ص: 288] مثل الكف ، وإذا أذنب انقبض وقبض أصبعه ، فإذا أذنب انقبض حتى ينقبض كله ، ثم يطبع عليه ، فكانوا يرون أن ذلك هو الران ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).
- و أما حكمة السكت على نون ( من راق) في سورة القيامة الاشعار بأنهما كلمتان ( من) كلمة وهي اسم استفهام ، و ( راق) كلمة ثانية وهي اسم فاعل من الرقية بمعنى اذا حضر الانسان الموت ووصلت الروح الى ترقوق رقبته يقال عندئذ هل من راق يرقيه بالرقى فيشفيه من الموت ( وهذا مستحيل). اذاً ( من راق) كلمتان فلو وصلتا ( من راق) حصل ادغام بلا غنة بين النون و الراء فتنطق ( مراق) بتشديد الراء فيظن أنها كلمة واحدة على صيغة فعال بتشديد العين مبالغة اسم فاعل من مرق لذلك و ردة بالسكت على النون حتى لا تدغم. وكذلك يقال على ( بل ران) في سورة المطففين فهما كلمتان ( بل ران)
و ليس كلمة واحدة ( بران) بتشديد الراء، حال الادغام لذلك سكت على النون هنا أيضاً..
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى في نشره: (( وهو ( أي السكت) مقيد بالسماع، فلا يجوز إلا فيما ثبت فيه النقل، وصحت به الرواية)). انتهى. أي أن هناك بعض من الطرق وصل إلينا السكت كالحرز والتيسير ومن كتاب تلخيص ابن بليمة والتذكرة لابن غلبون وغيرها وبعضها ورد الإدراج أي عدم السكت في الأربعة المواضع ككتاب الجامع لأبي الحسن الخياط والكامل للهذلي وبعضها وردت بالسكت في بعضها والإدراج في بعضها ككتاب التجريد والمبهج وغيرها
وقال الأموي: قد أران القوم فهم مرينون: إذا هلكت مواشيهم وهزلت. وهذا من الأمر الذي أتاهم مما يغلبهم, فلا يستطيعون احتماله. قال أبو زيد يقال: قد رين بالرجل رينا: إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه, ولا قبل له وقال أبو معاذ النحوي: الرين: أن يسود القلب من الذنوب, والطبع أن يطبع على القلب, وهذا أشد من الرين, والإقفال أشد من الطبع. الزجاج: الرين: هو كالصدأ يغشي القلب كالغيم الرقيق, ومثله الغين, يقال: غين على قلبه: غطي. والغين: شجر ملتف, الواحدة غيناء, أي خضراء, كثيرة الورق, ملتفة الأغصان. وقد تقدم قول الفراء: إنه إحاطة الذنب بالقلوب. وذكر الثعلبي عن ابن عباس: " ران على قلوبهم ": أي غطى عليها. وهذا هو الصحيح عنه إن شاء الله. وقرأ حمزة والكسائي والأعمش وأبو بكر والمفضل " ران " بالإمالة; لأن فاء الفعل الراء, وعينه الألف منقلبة من ياء, فحسنت الإمالة لذلك. ومن فتح فعلى الأصل; لأن باب فاء الفعل في ( فعل) الفتح, مثل كال وباع ونحوه. واختاره أبو عبيد وأبو حاتم ووقف حفص " بل " ثم يبتدئ " ران " وقفا يبين اللام, لا للسكت.