الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن إساءة الظن بالمسلم أمر محرم لا يجوز، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثم {الحجرات:12}. وأعظم منه بهت المسلم باتهامه بما ليس فيه، قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}. قال ابن كثير: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِمَا اكْتَسَبُوا ـ أي: ينسبون إليهم ما هم بُرَآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه. اهـ. اتهام الشخص بما ليس فيه على. فلا يحل لأحد أن يبهت مسلما تحت أية ذريعة، وقد جاء الوعيد على هذا المنكر فيما أخرج أحمد عن ابن عمر أن سول الله صلى الله عليه وسلم قال: ومن قال في مؤمن ما ليس فيه، سقاه الله من ردغة الخبال حتى يخرج مما قال، وليس بخارج، وردغة الخبال عصارة أهل النار. والحديث صححه الألباني. فعلى من وقع في ذلك أن يبادر بالتوبة إلى الله عز وجل، وأن يتحلل ممن بهته، فالبهتان من الذنوب المتعلقة بحقوق الخلق والتي يشترط في التوبة منها التحلل منهم، وراجعي للفائدة الفتويين رقم: 116193 ، ورقم: 111563.
- اتهام الشخص بما ليس فيه معظم الهضم
- اتهام الشخص بما ليس فيه على
- اتهام الشخص بما ليس فيه القران
اتهام الشخص بما ليس فيه معظم الهضم
ضوابط الحكم على الناس
إنّ للحكم على الناس الغير محرّم عدّة ضوابطٍ؛ أهمّها:
لا يقوم بالحكم على الناس إلّا ممّن هو عالم وخبير بأحوال الناس، ويطّلع على أحوالهم، ويعلم حقائقهم؛ فالكلام من غير علمٍ عن الآخرين ظلمٌ عظيمٌ يؤدي إلى الوقوع بالمعصية، التي هي اتهام الناس بالباطل. لا ينبغي أن يقوم بالحكم على الآخرين إلّا من كان عالماً بطرائق النقد، التي يُقصد منها تصحيح الخلل وليس مجرّد الاتهام. محاكمة الناس بما جاء في كتاب الله، وسنة نبية المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، وليس بما يكون على أمزجة الناس وأهوائهم، وما يتوافق مع طوائفهم ومناهجهم فذلك ظلمٌ عليه إثم. وجوب التجرّد لله -تعالى- في الأقوال والأعمال. وجوب العدل والإنصاف بالقول والعمل، فلا يلجأ أحدٌ إلى اتهام الآخرين إلّا إن كان لديه بيّنةٌ تقطع الشكّ باليقين. كيف لي ان اثبت براءتي في اتهام كل الدلائل فيه ضدي ولكني بريء والله اعلي واعلم - إسألنا. لا يوجد عصمةٌ لأحدٍ بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. يجن أن يكون الحكم على الناس بالظاهر وليس بالظّن. لا يعدّ كلّ النقد مقبولاً. إنّ الأصل في الناس العدالة والصدق. وجوب التثبّت وعدم التسرّع في الحكم على الآخرين. التأكّد من وجود البرهان الثابت على صدق الكلام. نهى الإسلام عن التجسّس والتحسّس.
اتهام الشخص بما ليس فيه على
استخدمي الحيلة في ذلك واجتهدي في الحصول على عفوه ومسامحته، حاولي على قدر استطاعتك؛ لأن حقوق العباد لا تسقط إلا بعفو أصحابها أو رد حقهم إليه، ولذلك يلزمك – كما ذكرت – الاجتهاد في الحصول على عفوه ومسامحته، فإن لم تستطيعي ذلك فأكثري من الدعاء له بظهر الغيب أو اذكريه في نفس المجلس الذي اغتبته فيه وأمام من تكلمت عنه أمامهم، اذكريه بكل خير وأثني عليه واستغفري له، فإن عاتبك هؤلاء في ذلك مثلاً وقالوا لك: أنت إنسانة متناقضة، ألم تقولي عنه كذا وكذا من أيام؟ فقولي لهم: إني كنت مخطئة والشخص على غير ذلك. سامحوني، وبذلك تكونين قد أخذت بأسباب التوبة وصار عندك أمل أن يغفر الله لك؛ لأن الغيبة شأنها عظيم وخطرها جسيم، وقد تذهب بأفضل أعمالك الصالحة وتحول إلى صحيفة هذا الشخص يوم القيامة فتحرمين منها بسبب هذه الكلمة التافهة، وانتبهي لنفسك مستقبلاً وإياك أن يستدرجك الشيطان. والله الموفق. اتهام الشخص بما ليس فيه القران. مواد ذات الصله
لا يوجد صوتيات مرتبطة
تعليقات الزوار
أضف تعليقك
لا توجد تعليقات حتى الآن
اتهام الشخص بما ليس فيه القران
ثم إن من شروط المزاح المباح أن يكون صدقا، والمزاح المذكور في السؤال ظاهره الكذب، إلا أن يكون قصد المازح أن صاحبه كالعلماء والمشايخ في هيئتهم، فحينئذ لا يكون هذا كذبا، إلا أنا ننصح بتجنبه ـ لما سبق أن ذكرنا ـ وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 61644 ، وما أحيل عليه فيها، والفتويين رقم: 15399 ، ورقم: 177845. والله أعلم.
والله أعلم.