وقوله تعالى: إن شانئك هو الأبتر رد على مقالة كان كثير من سفهاء قريش يقولها لما لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد، فكانوا يقولون: هو أبتر، يموت فنستريح منه، ويموت أمره بموته، فقال الله تعالى -وقوله الحق-: إن شانئك هو الأبتر ، أي المقطوع المبتور من رحمة الله تعالى، ولو كان له بنون فهم غير نافعيه. "والشانئ": المبغض، وقال قتادة الأبتر هنا يراد به الحقير الذليل، وقال عكرمة: مات ابن النبي صلى الله عليه وسلم فخرج أبو جهل يقول "بتر محمد"، فنزلت السورة، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: نزلت في العاص بن وائل، سمى النبي صلى الله عليه وسلم حين مات ابنه عبد الله: أبتر. كمل تفسير سورة [الكوثر] والحمد لله رب العالمين.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ويكيبيديا
وقال الحسن: الكوثر: القرآن، وقال أبو بكر بن عياش: هو كثرة الأصحاب والأشياع، وقال جعفر الصادق: نور في قلبه دله على الله تعالى وقطعه عما سواه، وقال أيضا: هو الشفاعة، وقال هلال بن يساف: هو التوحيد. وقوله تعالى: "فصل لربك" أمر بالصلاة على العموم، ففيه المكتوبات بشروطها، والنوافل على أثرها، والنحر نحر الهدي والنسك في الضحايا في قول جمهور الناس، فكأنه تعالى قال: ليكن شغلك هذين، ولم يكن في ذلك الوقت جهاد، وقال أنس بن مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينحر يوم الأضحى قبل الصلاة فأمر أن يصلي ثم ينحر، وقاله قتادة ، وقال القرطبي وغيره: في الآية طعن على كفار مكة، أي إنهم يصلون لغير الله تعالى مكاء وتصدية، وينحرون للأصنام، ونحوه، فافعل هذا أنت لربك تكن على صراط مستقيم. [ ص: 700] وقال ابن جبير: نزلت هذه الآية يوم الحديبية وقت صلح قريش، قيل لمحمد صلى الله عليه وسلم: صل وانحر الهدي، وعلى هذا تكون الآية من المدني، وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: معنى الآية: صل لربك، وضع يمينك على شمالك عند نحرك في الصلاة، فالنحر -على هذا- ليس بمصدر نحر، بل هو الصدر، وقال آخرون: المعنى: ارفع يدك في استفتاح صلاتك عند نحرك.
تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - المكتبة الشاملة
- وفوق كل ما تقدم فقد أوتي ابن عطية قدرة على التنظيم والتنسيق وحسن العرض، مالم يتوفر لغيره، مما جعل تفسيره يلقى ذلك القبول، ويُمدح بأفضل المقول. كانت تلك أهم معالم منهج ابن عطية في \"تفسيره\"º وقد تأثر كثير من العلماء الذين جاؤوا من بعده بمنهجه، واقتفوا أثرهº ومن بين أولئك العلماء الذين ساروا على دربه ونهجوا نهجه الإمام القرطبي رحمه الله. بقي أن نشير - ختامًا - إلى أن هذا التفسير بقي حبيساً في المخطوطات قرابة ألف عام إلا قليلاً، إلى أن قيَّض الله له ثلة من العلماء الأجلاء، الذين تولوا إخراجه إلى النور في ثوب قشيب من التحقيق والتدقيق والتعليق. تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - المكتبة الشاملة. فجزى الله الجميع خيراً، وجعل ذلك في صحائفهم، ونفع الله به المسلمين، وجعل مؤلفه في أعلى علِّيِّن آمين.
ابن عطية - المكتبة الشاملة
- و ابن عطية -على العموم- كان يميل إلى تفسير القرآن بالقرآن، أو على الأقل يختار من الأقوال ما يؤيده القرآن؛ ولأجل هذا عدَّ تفسيره من كتب التفسير بالمأثور. - وكان من أساس منهجه أن يعتمد كذلك على المأثور من أحاديث الرسول، أو أقوال الصحابة والتابعين، ويختار منها ما بدا له أنه الأسدُّ والأصح والأوفق لمقتضى الشرع ومقاصده. - وإذا تعرض ابن عطية لمسألة ما لم يتركها حتى يوفيها حقها من البحث والاستقصاء، بل لا يغادرها إلا بعد أن يُشعر قارئه أنه لا مزيد على ما بيَّنه وقرره. - واهتم بذكر القراءات القرآنية ما صح منها وما شذَّ، وكان ذكره لما شذَّ من القراءات من باب التنبيه عليه ليس إلا. - ومن معالم منهجه -وهو مما يحسب له- أنه تجنَّب في تفسيره ذكر القصص الإسرائيلي، بل أكثر من ذلك فقد انتقد من سبقه من المفسرين لذكرهم إياها؛ ومن عباراته في ذلك قوله: "وهناك قصص أخرى أعرضت عن ذكرها لضعفها". تفسير ابن عطية المكتبة الوقفية. وقوله كذلك: "لا أذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به"، وقد عرف العلماء ل ابن عطية هذا الصنيع، وقدَّروه حق التقدير، وأثنوا عليه في ذلك الثناء الجميل. - ومع أن ابن عطية رحمه الله كان مالكي المذهب، إلا أنه لم يكن متعصباً لمالكيته، بل كان يتحرى الحقيقة ويقف عندها، ولو خالفت ما هو عليه، ويقف مع الدليل، وإن كان لا يوافق ما يميل إليه.
تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية - کتابخانه مدرسه فقاهت
- وفوق كل ما تقدم فقد أوتي ابن عطية قدرة على التنظيم والتنسيق وحسن العرض، ما لم يتوفر لغيره، مما جعل تفسيره يلقى ذلك القبول، ويُمدح بأفضل المقول. تفسير ابن عطية pdf. كانت تلك أهم معالم منهج ابن عطية في "تفسيره"؛ وقد تأثر كثير من العلماء الذين جاؤوا من بعده بمنهجه، واقتفوا أثره؛ ومن بين أولئك العلماء الذين ساروا على دربه ونهجوا نهجه الإمام القرطبي رحمه الله. بقي أن نشير إلى أن هذا التفسير بقي حبيساً في المخطوطات قرابة ألف عام إلا قليلاً، إلى أن قيَّض الله له ثلة من العلماء الأجلاء، الذين تولوا إخراجه إلى النور في ثوب قشيب من التحقيق والتدقيق والتعليق. فجزى الله الجميع خيراً، وجعل ذلك في صحائفهم، ونفع الله به المسلمين، وجعل مؤلفه في أعلى علِّيِّن آمين.
و "المصباح": الفتيل بناره. وأمال الكسائي -فيما روى عنه أبو عمرو الداني - الألف من "مشكاة" فكسر الكاف التي قبلها، وقرأ نصر بن عاصم: "في زجاجة" بفتح الزاي و "الزجاجة" كذلك، وهي لغة. وقوله تعالى: كأنها كوكب دري أي في الإنارة والضوء، وذلك يحتمل معنين: إما أن يريد أنها بالمصباح كذلك، وإما أن يريد أنها في نفسها لصفائها وجودة جوهرها كذلك، وهذا التأويل أبلغ في التعاون على النور، قال الضحاك: الكوكب الدري هو الزهرة، وقرأ نافع ، وابن عامر ، وحفص: "دري" بضم الدال وشد الياء، ولهذه القراءة وجهان: إما أن ينسب الكوكب إلى الدر لبياضه وصفائه، وإما أن يكون أصله "دريء" مهموز من الدراء وهو الدفع، وخففت الهمزة. وقرأ حمزة ، وأبو بكر عن عاصم: "دريء" بالهمزة، وهو فعيل من الدراء، بمعنى أنها تدفع بعضها بعضا، أو بمعنى أن بها ما يدفع خفاءها، وفعيل بناء لا يوجد في الأسماء إلا في قولهم: مريق [ ص: 388] للعصفر وفي السرية إذا اشتقت من السر، ووجه هذه القراءة أبو علي وضعفها غيره. وقرأ أبو عمرو ، والكسائي: "دريء" على وزن فعيل بكسر الفاء، من الدرء، وهذه متوجهة. وقرأ قتادة: "دريء" بفتح الدال والهمزة، قال أبو الفتح: وهذا عزيز، وإنما حفظ منه "السكينة" بشد الكاف، وقرأ سعيد بن المسيب ، وأبو رجاء ، ونصر بن عاصم: "دري" بفتح الدال دون همز
وقرأ حمزة ، والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم ، وطلحة ، والأعمش ، والحسن ، وقتادة ، وابن وثاب ، وعيسى: "توقد" بضم التاء، أي الزجاجة.