إن العالم اليوم بلغ من التقدم العلمي شأناً كبيراً، فقد صنع سفينة الفضاء، وتوصل إلى القمر، ومن قبل هذا الطائرات، وأجهزة الإذاعات من مسموعة ومرئية، إلى غير هذا من الآلات والمخترعات، ولكنه أمام صفة الخلق عاجز تمام العجز، فهؤلاء المخترعون والمكتشفون.
- ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ولا مستقبل له
- ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له عضلات
- ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له جهاز
- ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له مخرجا
- ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له لاحياة له ولا
ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ولا مستقبل له
وقال: الإنسان ابن عوائده -أي بيئته-، ولذلك وردت الأمثال على لسان من أوتي جوامعَ الكلم -صلى الله عليه وسلم- لتقريب الأمور والإمعان في الإفادة ولترسيخ الفكرة في الأذهان، وتسهيل استحضارها والتمثُّل بها، وقد قال الترمذي: الأمثال مرآةُ النفس. واستطرد: جمع لنا أبو الشيخ الأصبهاني جملة من للأمثال النبوية، منها قوله -صلى الله عليه وسلم-: الحرب خُدعة، زر غبًا تزدد حبًا، الخير عادة والشر لجاجة، كل معروف صدقة، العِدة عطية، لا ينتطح فيها عنزان، ليس الصيد لمن أثاره بل لمن حصّله، وغيرها الكثير. وتناقش سلسلة (أمثالنا) الصلة بين الأمثال الشعبية في العالم العربي وعلاقتها بأصولها في الفصحى، بجانب التأثيرات الاجتماعية والثقافية في توليد الأمثال، وتعبيرها عن آمال الشعوب وآلامها. ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له هيكل خارجي دعامي. 10/4/2022 - | آخر تحديث: 11/4/2022 12:31 AM (مكة المكرمة) المصدر: الجزيرة مباشر
ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له عضلات
وقوله: ﴿ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ حال أخرى أبلغ في الدلالة على عَجْز هذه الآلهة المعبودة مِن دون الله، فكما أنها تَعجِز عن خلق ذباب، فهي كذلك تَعجِز عن مقاومته ورد ما استلبه منهم. وقوله: ﴿ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ تقرير لعجز الأصنام وضعفها عن مقاومة أضعف المخلوقات، وهو كذلك إشارة إلى ضعف عقل العابدين لها. قال ابن عباس: ( الطالب) الصنم، و( المطلوب) الذباب. وقال بعض أهل العلم: ( الطالب) العابد، و( المطلوب) الصنم. وقوله تعالى: ﴿ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ تقريرٌ لعظمة الجبار وتوبيخ للوثنيين الكفار؛ يعني: ما عرَفوا قدر الله وعظمته حين عبدوا غيره مِن هذه التي لا تقاوم الذباب لضعفها وعجزها. كفى بالقرآن واعظا .. يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ شروع في بيان صفات الجبار تبارك وتعالى؛ أي: إن المستحق للعبادة هو القوي الذي بقدرته وقوته خلق كل شيء وقدره تقديرًا، وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، وهو الرزاق ذو القوة المتين، وهو (العزيز) أي: الغالب الذي لا يعجزه شيء، فلا يغلبه غالب ولا يهرب منه هارب. وقوله: ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ﴾ تقرير لشمول إرادته، وأنه الفعَّال لَمَّا يريد، وهو كذلك أرحم الراحمين، ولذلك يختار من الملائكة رسلًا كجبريل، فينزلهم بشرعه على مَن يشاء من الناس الذين يختارهم تبارك وتعالى لإرشاد عباده، وتبليغ رسالته؛ لئلا يكون للناس على الله حجةٌ بعد الرسل.
ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له جهاز
ونسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل خالصا لوجه تعالى وأن يبارك فيه إنه سميع مجيب. المجلة
السنة
العدد
التاريخ
الهدي النبوي
الأولى
الأول
ربيع الثاني سنة 1356 هـ
ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له مخرجا
ثم يوضح أن الذين أنكروا المثل لوجود لفظ الذباب لم يفهموا لماذا ضرب المثل.
ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له لاحياة له ولا
﴿يا أيُّها النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فاسْتَمِعُوا لَهُ إنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبابًا ولَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وإنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنهُ ضَعُفَ الطّالِبُ والمَطْلُوبُ﴾
أُعْقِبَتْ تَضاعِيفُ الحُجَجِ والمَواعِظِ والإنْذاراتِ الَّتِي اشْتَمَلَتْ عَلَيْها السُّورَةُ مِمّا فِيهِ مُقْنِعٌ لِلْعِلْمِ بِأنَّ إلَهَ النّاسِ واحِدٌ وأنَّ ما يُعْبَدُ مِن دُونِهِ باطِلٌ، أُعْقِبَتْ تِلْكَ كُلُّها بِمَثَلٍ جامِعٍ لِوَصْفِ حالِ تِلْكَ المَعْبُوداتِ وعابِدِيها. والخِطابُ بِـ (يا أيُّها النّاسُ) لِلْمُشْرِكِينَ لِأنَّهُمُ المَقْصُودُ بِالرَّدِّ والزَّجْرِ وبِقَرِينَةِ قَوْلِهِ ﴿إنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ﴾ عَلى قِراءَةِ الجُمْهُورِ (تَدْعُونَ) بِتاءِ الخِطابِ. (p-٣٣٨)فالمُرادُ بِـ (النّاسِ) هُنا المُشْرِكُونَ عَلى ما هو المُصْطَلَحُ الغالِبُ في القُرْآنِ. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الحج - قوله تعالى يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له- الجزء رقم9. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ المُرادُ بِـ (النّاسِ) جَمِيعَ النّاسِ مِن مُسْلِمِينَ ومُشْرِكِينَ. وفي افْتِتاحِ السُّورَةِ بِـ (يا أيُّها النّاسُ) وتَنْهِيَتِها بِمِثْلِ ذَلِكَ شِبْهٌ بِرَدِّ العَجُزِ عَلى الصَّدْرِ.
وقَدْ دَلَّ إسْنادُ نَفْيِ الخَلْقِ إلَيْهِمْ عَلى تَشْبِيهِهِمْ بِذَوِي الإرادَةِ لِأنَّ نَفْيَ الخَلْقِ بِمُقْتَضى مُحاوَلَةِ إيجادِهِ، وذَلِكَ كَقَوْلِهِ تَعالى ﴿أمْواتٌ غَيْرُ أحْياءٍ﴾ [النحل: ٢١] كَما تَقَدَّمَ في سُورَةِ النَّحْلِ. ولَوْ فُرِضَ أنَّ الذُّبابَ سَلَبَهم شَيْئًا لَمْ يَسْتَطِيعُوا أخْذَهُ مِنهُ، ودَلِيلُ ذَلِكَ مُشاهَدَةُ عَدَمِ تَحَرُّكِهِمْ، فَكَما عَجَزَتْ عَنْ إيجادِ أضْعَفِ الخَلْقِ وعَنْ دَفْعِ أضْعَفِ المَخْلُوقاتِ عَنْها فَكَيْفَ تُوسَمُ بِالإلَهِيَّةِ. ورُمِزَ إلى الهَيْئَةِ المُشَبَّهِ بِها بِذِكْرِ لَوازِمِ أرْكانِ التَّشْبِيهِ مِن قَوْلِهِ ﴿لَنْ يَخْلُقُوا﴾ وقَوْلِهِ ﴿وإنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئًا﴾ إلى آخِرِهِ. لا جَرَمَ حَصَلَ تَشْبِيهُ هَيْئَةِ الأصْنامِ في عَجْزِها بِما دُونَ هَيْئَةِ أضْعَفِ المَخْلُوقاتِ فَكانَتْ تَمْثِيلِيَّةً مَكْنِيَّةً. وفَسَّرَ صاحِبُ الكَشّافِ المَثَلَ هُنا بِالصِّفَةِ الغَرِيبَةِ تَشْبِيهًا لَها بِبَعْضِ الأمْثالِ السّائِرَةِ. ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له جهاز. وهو تَفْسِيرٌ بِما لا نَظِيرَ لَهُ ولا اسْتِعْمالَ يُعَضِّدُهُ اقْتِصادًا مِنهُ في الغَوْصِ عَنِ المَعْنى لا ضَعْفًا عَنِ اسْتِخْراجِ حَقِيقَةِ المَثَلِ فِيها وهو جُذَيْلُها المُحَكَّكُ.