وأهم الأعمال المنصوص عليها هو الجهاد في سبيل الله كما في الحديث السابق، وكذا الصلاة لما في حديث مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال لربيعة بن كعب الأسلمي: سل فقال أسألك مرافقتك، قال: فاعني على نفسك بكثرة السجود. ومثل المواظبة على تلاوة القرآن بالترتيل لما في حديث السنن: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها. والله أعلم.
الفردوس الاعلى من الجنة Toyota Spare Parts
فالفردوس أعلى درجات الجنة ، نسأل الله العظيم من فضله. انظر الجواب رقم:( 135085)، ( 27075). حجم منزلة المؤمن في الفردوس الأعلى - طريق الإسلام. ثالثًا:
أهل الجنة متفاوت في الدرجات والمراتب
ذكر الله تعالى في القرآن أقسام الناس في عدة مواضع ، وفصل نعيم أهل السبق في مواضع ، منها ما ورد في سورة الرحمن ، والواقعة ، وغيرها من سور القرآن الكريم الجليلة. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن تفاوت أهل الجنة في الدرجات والمراتب عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ فِي الأُفُقِ، مِنَ المَشْرِقِ أَوِ المَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لاَ يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ: «بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ رواه البخاري(3256)، ومسلم(2831).
لقد سموا بصلاتهم، واتصلوا بربهم، وكان الخشوع فيها دأبهم ومنهجهم، إنهم في صلاتهم يستحضرون أنهم يقفون أمام ملك الملوك -جل جلاله-، يكبرون للصلاة، فيعلمون أن: "الله أكبر" من كل شيء، فلا يلتفتون إلا للصلاة، يتدبرون الآيات التي تقرأ، والأذكار التي يقولون. إذا ركع أحدهم سبح الله وعظمه، وقال بلسانه وبقلبه: " اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري، ومخي وعظمي، وعصبي ". ومن صفات الخاشعين في صلاتهم: أنهم يستشعرون قربهم من الله في السجود؛ فلئن كان القيام والركوع والتشهد في الصلاة، من أسباب الخشوع والاستكانة، والتذلل لله، فإن السجود هو أعلى درجات الاستكانة، وأظهر حالات الخضوع لله العلي القدير. قال صلى الله عليه وسلم: " أقرب ما يكون العبد من ربه هو ساجد، فأكثروا الدعاء فيه "[رواه مسلم]. الفردوس الاعلى من الجنة وطيور بيبي. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في سجوده: " سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة "[رواه أبو داود والنسائي]. ويقول أيضاً: " اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره "[رواه مسلم]. أما ثاني صفات عباد الله المؤمنين المفلحين ورثة الفردوس الأعلى: ( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ).
تشويه القيم الاسلامية ومحو ذكر اهل البيت (عليهم السلام) اجتهد الحكم الاموي ان يغير الصورة الصحيحة للرسالة الاسلامية والتركيب الاجتماعي للمجتمع المسلم، فقد عمد المروانيون الى اشاعة الفرقة بين المسلمين والتمييز بين العرب وغيرهم وبث روح التناحر القبلي، والعمل على تقريب قبيلة دون اخرى من البلاط وفق المصالح الاموية في الحكم. ولما كان لأهل البيت (عليهم السلام) الاثر الكبير في تجذير العقيدة الاسلامية ورعاية هموم الرسالة الاسلامية، فقد عمد المروانيون ومنذ تفرد مروان بن الحكم بالحكم بأسلوب مبرمج الى محو ذكر اهل البيت (عليهم السلام). ولذلك تجمع المصادر التاريخية ان زيد بن علي سلك في البداية طرق سلمية للتغير، منها النصح المباشر للحاكم وللولاة ، حيث كان زيد يعي المسؤولية وعياً تاماً ولأجل ذلك قال:" فوالله لو علمت ان رضا الله عزوجل عني في ان اقدح نارا بيدي حتى اذا اضطرمت رميت بنفسي فيها لفعلت، ولكن ما اعلم شيئا ارضى لله عزوجل عني من جهاد بني امية" [3]. ثم لجأ زيد الى دعوة الناس للتصدي للظلم ومحاربة الجور، وفضح الاعمال التي يقوم بها الولاة المخالفة لما جاء به الاسلام، وباشر دعوة من يثق بهم الى الثورة فدخل المسجد النبوي فقال لهم:" يا قوم أأنتم اضعف من اهل الحرة" قالوا:لا.
انشوده عن زيد بن علي ابي طالب
أما أمه فهي جارية يقال لها حواء أهداها المختار بن أبي عبيدة الثقفي إلى الإمام زين العابدين (ع) وقد روي أن الإمام زين العابدين كان يصلي صلاة الفجر عندما بُشّرَ بزيد ففتح المصحف الشريف ونظر فيه فإذا في أول الصفحة: (فضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً), ثم أطبقه وفتحه ثانية فنظر فإذا في أول الورقة: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم). فقال (ع) هو والله زيد هو والله زيد. توفرت لزيد كثير من المؤهلات التي لم تتوفر لكثير من الناس فقد اقتدى بآبائه الطاهرين في أخلاقهم وشمائلهم فكان كثير العبادة حتى لقب بـ (حليف القرآن) لكثرة قراءته له, و(اسطوانة المسجد) لكثرة صلاته, ويحدثنا زيد عن نفسه فيقول: (والذي يعلم ما تحت وريد زيد بن علي أن زيد بن علي لم يهتك لله محرماً منذ عرف يمينه من شماله من أطاع الله أطاعه ما خَلق) ويقول أيضاً: (خلوت بالقرآن ثلاث عشرة سنة أقرأه وأتدبره), ويقول عنه ابنه يحيى بن زيد: (رحم الله أبي زيداً كان والله أحد المتعبدين قائم ليله صائم نهاره يجاهد في الله حق جهاده).
كلمه عن زيد بن علي
وظل يوسف يحيك المؤامرات تلو المؤامرات على زيد حتى أرسل هشام يطلب زيداً منه فلما دخل عليه قال هشام: (أنت المؤهل نفسك للخلافة الراجي لها وما أنت وما ذاك لا أم لك وإنما أنت ابن أمة). فقال له زيد: (إني لا أعلم أحداً أعظم منزلة عند الله من نبي بعثه وهو ابن أمة فلو كان ذلك يقصر عن منتهى غاية لم يبعث وهو إسماعيل بن إبراهيم الخليل, فالنبوة أعظم منزلة عند الله من الخلافة يا هشام, وبعد فما يقصر برجل أبوه رسول الله (ص) وهو ابن علي بن أبي طالب (ع). فوثب هشام من مجلسه وقال: (لا يبيتن هذا في عسكري فخرج زيد وهو يقول: (إنه لم يكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا) وسُمِعَ يقول: (فوالله لو لم يكن إلا أنا ويحيى ابني لخرجت عليه ــ أي هشام ــ وجاهدته حتى أفنى). الكوفة مرة أخرى
لقد اختار زيد الكوفة منطلقاً لثورته فهي المدينة الوحيدة التي زخر تاريخها السياسي بمواجهة النظام الأموي وهي قاعدة المعارضة الشيعية الدائمة للشام, وفي الواقع فإنها ظلت المركز الذي تأوي إليه قيادات المعارضة للحكم الأموي حتى نجحت أخيراً في إسقاطه, وفي ضوء هذا الموقع الذي أخذته الكوفة نرى أن زيداً كان موفّقاً في اختياره لإعلان الثورة, كما يعكس هذا الاختيار مقدار وعي زيد في دور الكوفة وقدرتها على إشعال الثورة.
فأدبرت، ثم قال لها: أقبلي. فأقبلت، ثم قال: ما أدري أحدا