فدل هذا على أن معناها راجع إلى أنه لا يُعبَد إلا الله، وأنه لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى. والقول بأن مجرد التلفظ بها كاف قول خطأ، مخالف للأدلة من جهة، ومن جهة أخرى تلزم عليه لوازم. أما وجه مخالفته للأدلة: فإن الأدلة جاءت بقيود أخرى، كما في حديث عتبان بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله دخل الجنة» ، أخرجه البخاري ومسلم. قال: «يبتغي بذلك وجه الله» ، ذكر هذا القيد، إذا لم يجعل مجرد التلفظ كافيًا. وفيما أخرج مسلم من حديث عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مات وهو يعلم لا إله إلا الله دخل الجنة» إذًا، ذكر قيد العلم. وهكذا جاءت قيود أخرى في بقية الأحاديث، فلا بد من العمل بهذه القيود، هذه جهة. وأما من جهة أخرى فإنه يلزم على ذلك لوازم خطيرة، من أهمها: أن القول بأن مجرد التلفظ بها كاف يلزم عليه أن يكون المنافقون مؤمنين، وأن ينفعهم التلفظ بهذه الكلمة، وذلك أن المنافقين كانوا يتلفظون بها، ومع ذلك هم في الدرك الأسفل من النار، قال سبحانه: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون:1].
- لا معبود بحق الا ه
- لا معبود بحق الا الله
- حديث يا معشر الشباب
لا معبود بحق الا ه
5 –المساجد لله وحده: فالمساجد بيوت الله رُفعت لذكر الله وعبادته، فكيف يُدْعَى فيها غيره أو يُرجى فيها سواه سبحانه. قال تعالى: [ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا][الجن: 18]. 6 –الصلاة والنحر لله وحده: فقد خلق الله الإنسان وخلق له الأنعام ولا بد لنعم الله من شكر، فمن شكر الإنسان لله أن تكون العبادة والصلاة لله وحده، وأما الشكر على الأنعام فبذبحها لله وحده وباسم الله وحده، وكما أمر الله وحده سبحانه. قال تعالى: [ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ][الكوثر: 2]. هكذا يفعل الأحناف فقد كان زيد بن عمرو بن نفيل من الأحناف على ملة إبراهيم عليه السلام فقال للمشركين: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذُكر اسم الله عليه، ويقول: «الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارًا لذلك وإعظامًا له»([4]). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن الله من ذبح لغير الله». رواه مسلم. 7 –الاستعاذة بالله وحده: قال الله تعالى:[ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَٰهِ النَّاسِ (3)][الناس: 1-3]. و من استعاذ بغير الله لم يزدد الا هما وغما وكربا قال تعالى: [ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا] [الجن: 6].
لا معبود بحق الا الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده و رسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
وفي رواية: فقال: «أنت منهم». وكذلك المرأة التي كانت تُصرع فتتكشَّف قالت: «ادع الله أن لا أتكشف »فدعا لها. متفق عليه مثال آخر: عن عمر - رضي الله عنه –أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن خير التابعين رجلٌ يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم». 11- الحُكم والقضاء لله وحده: فحُكم الله أعدل الأحكام، وقضاؤه أعظم القضاء، فقد سَلِم حكمه من الظلم وتنزه قضاؤه من الجور، قال تعالى: [ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ] [النساء: 40]، من أجل ذلك قال يوسف عليه السلام: [ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ][يوسف: 40]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله هو الحَكَمُ وإليه الحُكْم»([12]). فمن علم حكمة الله في حكمه ورحمة الله في قضائه وعدل الله في شرعه لا يسعه إلا أن يحتكم إليه وحده وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: [ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ] [الأحزاب: 36].
وعن أبي طلحة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ) (متفق عليه)، فمَن صاحب ولازم الكلب طيلة يومه وطيلة عمره، فمتى ستدخل الملائكة بيته؟ اللهم إلا عند وفاته وخروج الكلب، فإنهم يدخلون لقبض روحه، ولا حول ولا قوة إلا بالله. واللهَ نسأل أن يمسكنا بالكتاب والسُّنة، لا مبدلين ولا مغيرين حتى نلقاه، وصلى الله وسلم وبارك على رسولنا الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
حديث يا معشر الشباب
حنان. يا معشر الشباب من استطاع منكم الباء فليتزوج. عدد الرسائل: 89 العمر: 27 sms:
تاريخ التسجيل: 01/05/2009 السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه في معنى «الباءة» في حديث ابن مسعود رضي الله عنه للشيخ الفاضل أبي عبد المعز محمد علي فركوس السـؤال: ف ي حديث ابن مسعود في الصحيحين قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: « يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»(١) فما هي الباءة؟ وماذا قصد بها؟ أفيدونا بارك الله فيكم. الجـواب: ا لحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد: فمعنى الباءة في اللغة: الجِماع مشتقَّة من المباءة وهي المنزِل، وأصله الموضع الذي يتبوَّؤه ويأوي إليه، ومنه مباءة الإبل وهي مواطنها، ثمَّ استعير لعقد الزواج؛ لأنَّ من تزوَّج المرأة بوّأها منزلاً(٢). أمَّا الباءة في الحديث فقد اختلف العلماءُ في مرادها على قولين مشهورين يَصُبَّان في معنى واحد: - القول الأول: راعى الجانب اللغوي وهو الجماع، فجاء تقديره للحديث على الوجه التالي: « من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤن الزواج فليتزوج، ومن لم يستطع الجماع لعجزه عن مؤن الزواج فعليه بالصوم ليقطع شهوته، ويَحدَّ منيه، كما يقطعه رضّ الخصيتين وهو الوجاء ».
(انْظُر الحَدِيث 5091 وطرفه). مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (وَمن لم يسْتَطع) فَعَلَيهِ بِالصَّوْمِ وَهَذَا طَرِيق آخر فِي الحَدِيث الْمَذْكُور، أخرجه عَن عمر بن حَفْص عَن أَبِيه حَفْص بن غياث عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش عَن عمَارَة، بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْمِيم وبالراء: ابْن عُمَيْر التَّيْمِيّ الْكُوفِي عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن قيس النَّخعِيّ، وعلقمة عَمه وَالْأسود أَخُوهُ يَعْنِي: دخلت مَعَ أخي وَعمي على عبد الله بن مَسْعُود. حديث يا معشر الشباب. قَوْله: (أَغضّ) بِمَعْنى الْفَاعِل لَا الْمَفْعُول أَي: أَشد غضا. قَوْله: (وَأحْصن) أَي: أَشد إحصانا لَهُ ومنعا من الْوُقُوع فِي الْفَاحِشَة. قَوْله: (فَإِنَّهُ) أَي فَإِن الصَّوْم. قَوْله: (وَجَاء) جملَة فِي مَحل الرّفْع على الخبرية. وفال النَّوَوِيّ: اخْتلف الْعلمَاء فِي المُرَاد بِالْبَاءَةِ هُنَا على قَوْلَيْنِ: يرجعان إِلَى معنى وَاحِد، أصَحهمَا: أَن المُرَاد مَعْنَاهَا اللّغَوِيّ وَهُوَ الْجِمَاع، فتقدير من اسْتَطَاعَ مِنْكُم الْجِمَاع لقدرته على مؤونته وَهِي مُؤَن النِّكَاح فليتزوج، وَمن لم يسْتَطع الْجِمَاع لعَجزه عَن مؤنه فَعَلَيهِ بِالصَّوْمِ ليقطع شَهْوَته يقطع شَرّ منيه كَمَا يقطعهُ الوجاء، وعَلى هَذَا القَوْل وَقع الْخطاب مَعَ الشَّبابُُ الَّذين هم مَظَنَّة شَهْوَة النِّسَاء وَلَا ينفكون عَنْهَا غَالِبا.