تثبت سورة يونس بعد ذلك الإلهية و أن الله هو الواحد الأحد الذي لا شريك له في الملك، وهو خالق السموات والأرض، كما أن الأوثان التي يعبدها المشركين لا تنفع ولا تضر. تناولت السورة جزء كبير من إنكار عبادة الخلوقات، وإثبات عبادة الخالق الذي بيده كل شيء. ذكرت السورة أن الحكمة في عدم السرعة في عذاب المشركين ليذوقوا بعد ذلك عذابا أليما بعدما كذبوا رسل الله عز وجل. أكدت سورة يونس على دوام الآخرة وفناء والدنيا وزوالها وإنها متقلبة الأحوال، فعلى المرء الانشغال بدينه وآخرته عن حياته. من موضوعات سورة يونس. كان بعض المشركين أن القرآن الكريم ما هو من عند الله، ولكن تناولت سورة يونس التوضيح والرد على هؤلاء السفهاء. سورة يونس فيها بشرى لعباد الله الصالحين المتقين، الذين أطاعوا الله ورسوله في الدنيا ولم ينحازوا لتيار المشركين، فلهم في الآخرة حظ عظيم. أقوال المشركين السفهاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعالهم المؤذية له لم تحزنه قط، لأنه يعلم أن الله قادرا على أن يجعلهم كلهم مؤمنين، لكن الله عز وجل يعلم فيما يكمن الخير. أسباب نزول سورة يونس
مما سبق عرضنا بعض الأغراض الهامة التي اشتملت عليها سورة يونس ومن أبرزها إثبات النبوة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هنا ننتقل إلى أسباب نزول سورة يونس:
السبب الأول والأهم في سورة يونس يتلخص في قول الله تعالى من الآية الرابعة: (أَكانَ لِلنّاسِ عَجَبًا أَن أَوحَينا إِلى رَجُلٍ مِنهُم أَن أَنذِرِ النّاسَ وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنوا أَنَّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبِّهِم قالَ الكافِرونَ إِنَّ هـذا لَساحِرٌ مُبينٌ).
- تدارس المصباح المنير..سورة يونس | بصائر
- ص231 - كتاب سنن النسائي - تأويل قول الله عز وجل ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون - المكتبة الشاملة
- المعنى الصحيح للآية: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} | موقع تفريغات العلامة رسلان
- تفسير قولة تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) )
تدارس المصباح المنير..سورة يونس | بصائر
سورة هود من السور الطوال في القرآن الكريم، وهي السورة الحادية عشر في ترتيب المصحف الشريف، ويبلغ عدد آياتها ثلاث وعشرون ومائة اَية، وتُعد من السورة الثلاثة الأولى في القرآن الكريم التي جاءت بأسماء الأنبياء على الترتيب وهي سورة يونس وسورة هود وسورة يوسف، وتتمحور موضوعات ومضامين سورة هود حول الاهتمام بأصول العقيدة الإسلامية، وقد عرضت قصص الأنبياء بالتفصيل ليتأسى بهم رسول الله بالصبر والثبات. نزلت سورة هود بعد وفاة السيدة خديجة زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعمه أبي طالب، وازياد حصار قريش للمسلمين في مكة المكرمة؛ ولذلك جاء موضوعات ومضامين سورة هود كالتالي:
أصول الدعوة الإسلامية
ابتدأت السورة الكريمة بتمجيد القرآن العظيم المحكم الآيات والدعوة إلى توحيد الله تعالى والرجوع إليه بالاستغفار مع الخضوع إليه والإيمان الكامل بأنه الرزاق الذي يُعطي كلاً من فضله وأن مرجع الجميع إليه يوم القيامة فهو القادر على البعث والجزاء. وذلك من قوله تعالى (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ {1}) إلى قوله تعالى: (إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {4}).
الجدل حول قضايا العقيدة. توجيه النظر إلى آيات الله الكونية. تدارس المصباح المنير..سورة يونس | بصائر. سنن الله في الأرض. الاعتبار بمصائر الأمم السابقة. لطائف سورة يونس
المتدبروالمتأمل لسورة يونس يجد الكثير من الفوائد واللطائف، ومنها ما يأتي: [٢]
قال -تعالى- عن القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ) ، [٥] وأخبر -جل وعلا- عن العسل أن فيه شفاءً ودواءً وعلاجاً للناس؛ فالقرآن شفاءُ الأفئدة والقلوب، والعسلُ شفاء الأبدان والأجساد، ولكن تأمل إعلام الله -جل وعلا- عن القرآن الكريم، أنه نفسه شفاء، وعن العسل أن فيه شفاء. قال -جل وعلا-: (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ) ، [٦] في الآية تنويه ودلالة على أن من انتابه شبهة في العقيدة والدين، أن يعود إلى العلماء والفقهاء. قال الله -جل وعلا-: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ، [٧] وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الحُسنى هي اسمٌ من أسماء الجنة، وأن الزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم -جل شأنه- ورؤيته.
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون - YouTube
ص231 - كتاب سنن النسائي - تأويل قول الله عز وجل ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون - المكتبة الشاملة
فأنزل الله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون [المائدة /44]. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون [المائدة /45]. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون [المائدة /47]. في الكفار كلها.
رواه مسلم وأبو داود وأحمد والبيهقي وغيرهم. وهو حديث صحيح جدا صححه مسلم والوادعي(الصحيح المسند ص95), وهو كما قالا. فتأمل –أخي القارئ- جيدا في الحديث, وما علقت أنا عليه. تأمل ما جاء في الحديث " فأنزل الله تعالى(( فكان إنزال الله لهذه الآيات مترتبا على ما فعلته اليهود, فدلالة السبب والسياق والقرائن التي وردت في سبب النزول قاطعة كل القطع في أن الآية وردت في من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً أو مستحلا أو ما شابه ذلك)) :ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ". المعنى الصحيح للآية: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} | موقع تفريغات العلامة رسلان.
هداني الله وإياك إلى ما فيه الصواب. والحمد لله أولا واخرا.
المعنى الصحيح للآية: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} | موقع تفريغات العلامة رسلان
أما الآية الثالثة فإن (من) فيها شرطية، وهي آية عامة تتعلق بكل من لم يحكم بما أنزل الله، فهو فاسق؛ فكانه قيل: من لم يحكم بما أنزل لله منا تقصيراً وتهاوناً، إنه لا يبلغ منزلة الكفر، وإنما يوصف بالفسق، فلذلك قال: فأولئك هم الفاسقون؛ لأنه تقدم قوله تعالى: {وليحكم} وهو أمر، فناسب ذكر الفسق؛ لأن من يخرج عن أمر الله تعالى يكون فاسقاً كما قال تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه} (الكهف:50) أي: خرج عن طاعة أمره تعالى. وقد وافق ابن الزبيرُ الإسكافيَّ في توجيه الآيتين الأوليين، بينما خالفه وانتقده في توجيه الآية الثالثة، حيث رأى أن الآيات الثلاثة خطابها عام كما تقدم. ثالثاً: جواب الكرماني: ذكر الكرماني أربعة أقوال في توجيه الاختلاف بين الآيات الثلاثة:
أولها: أن الآية الأولى خُتمت بقوله: {فأولئك هم الكافرون} لأنها نزلت في حكام المسلمين. وختمت الآية الثانية بقوله: {فأولئك هم الظالمون} لأنها نزلت في حكام اليهود. وخُتمت الآية الثالثة بقوله: {فأولئك هم الفاسقون} لأنها نزلت في حكام النصارى. تفسير قولة تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) ). ثانيها: أن (الكفر) و(الفسق) و(الظلم) كلها بمعنى واحد، وهو (الكفر) عبر عنه بألفاظ مختلفة؛ لزيادة الفائدة، واجتناب صورة التكرار.
تفسير قولة تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) )
فتأمل قولهم((نعم)), فقد جعلوه ديناً كباقي الشرائع المنصوص عليها في كتابهم ، وبهذا النص وغيره تفهم معنى التبديل الذي أراده العلماء ويظهر لك ضابط الحكم بالخروج من الملة لمن حكم بغير ما أنزل الله. فإن حكم إنسان بما عنده على أنه من عند الله فهو تبديل له يوجب الكفر ، وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين. قال الإمام الحافظ إسماعيل بن اسحاق القاضي المتوفى سنة (282هـ) في آيات الحكم بغير ما أنزل الله " فمن فعل مثل ما فعلوا ( أي اليهود) واقترح حكماً يخالف به حكم الله وجعله ديناً يعمل به فقد لزمه مثل ما لزمهم من الوعيد المذكور حاكماً كان أو غيره ". إليك -ثانية- نص الحديث من صحيح مسلم كاملا فاصلا قاطعا: جعلت تعليقاتي على متن الحديث بين أقواس هكذا (()):
(1700) قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما عن أبي معاوية. قال يحيى: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عبدالله بن مرة، عن البراء بن عازب. ص231 - كتاب سنن النسائي - تأويل قول الله عز وجل ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون - المكتبة الشاملة. قال:
مر على النبي بيهودي محمما (( أي مسود الوجه، من الحممة، الفحمة)) مجلودا. فدعاهم فقا "هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟" قالوا: نعم(( تنبه أخي القارئ إلى هذه الكلمة جيدا)).
السادس: ما يحكم به كثيرٌ من رؤساء العشائر، والقبائل من البوادي ونحوهم، من حكايات آبائهم وأجدادهم، وعاداتهم التي يسمّونها «سلومهم» يتوارثون ذلك منهم، ويحكمون به، ويحصلون على التحاكم إليه عند النزاع، بقاءً على أحكام الجاهلية، وإعراضاً ورغبةً عن حكم اللَّه ورسوله، فلا حول ولا قوة إلا باللَّه. وأما القسم الثاني من قسمي كفر لحاكم بغير ما أنزل اللَّه، وهو الذي لا يخرج من الملّة، فقد تقدّم أن تفسير ابن عباس، رضي اللَّه عنهما، لقول اللَّه عز وجل ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) فقد شمل ذلك القسم. وذلك في قوله، رضي اللَّه عنه، في الآية: (كفر دون كفر) وقوله أيضاً (ليس بالكفر الذي تذهبون إليه). وذلك أن تحمله شهوته وهواه، على الحكم في القضية، بغير ما أنزل اللَّه، مع اعتقاده أن حكم اللَّه ورسوله هو الحق، واعترافه على نفسه بالخطأ، ومجانبة الهدى. وهذا، وإن لم يخرجه كفره عن الملّة، فإنه معصيةٌ عظمى، أكبر من الكبائر، كالزنا وشرب الخمر، والسرقة، واليمين الغموس، وغيرها. فإن معصية سماها اللَّه في كتابه: كفراً، أعظم من معصيةٍ لم يسمّها كفراً. نسأل اللَّه أن يجمع المسلمين على التحاكم إلى كتابه، انقياداً ورضاءً، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
هؤلاء يقولون: إنَّ قَوْلَ ربِّنا – جلَّ
وعلا-: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44]، هذه تعني كُفرًا واحدًا، وليست بكُفرٍ
دون كُفر، بل لا يعترفون بذلك، يقولون: هذه تعني الكُفرَ الأكبر الذي يُخْرِجُ من
المِلَّة. فيقولون:
{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْكَافِرُونَ}. فيُقال لهم: أيها المُغَفَّلُون؛ ((مَنْ)) مِن ألفاظِ العموم، {وَمَنْ
لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ} ، ف ((مَنْ))
هاهنا: من ألفاظِ العموم، و ((مَا)): من ألفاظِ
العمومِ أيضًا. إذن؛ ((مَن)): تشملُ كلَّ إنسانٍ لا يحكمُ بشيءٍ ما
مما أنزل الله، فهذه للعموم وهذه للعموم، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ
بِمَا}: مَنْ للعموم، ومَا للعموم في الأحكام، {وَمَنْ
لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ}. من حُكمِ الله أن تدخلَ المسجدَ برجِلِكَ اليُمنى وأنْ
تخرجَ بشِمالك، فإنْ خالفْت -فعلى قَوْلِ هؤلاءِ المُغفلين-؛ فهذا كُفرٌ أكبر؛
لأنه حُكمٌ بغيرِ ما أنزل الله، وكذلك لو صنعَ ذلك عند الخلاءِ ودخولهِ فيكون
كافرًا. مَن أكلَ بشِمالهِ مع القدرةِ على الأكلِ بيمينهِ
يَصْدُقُ عليه الكُفرُ الأكبر عند هؤلاء المُغفلين؛ لأنه يحكمُ بغيرِ ما أنزل
الله؛ لأنَّ النبي – صلى
الله عليه وسلم- قال: ((كُل بيمينك))
للذي رآه يأكلُ بشمالهِ.