والمؤمن ليس من شأنه أن يقترح أجلاً لإهلاك الكفار، أو موعداً نصرة الإسلام، أو غيرِ ذلك من الوعود التي يقرأها في النصوص الشرعية، ولكن من شأنه أن يسعى في نصرة دينه بما يستطيع، وأن لا يظل ينتظر مضي السنن، فإن الله لم يتعبدنا بهذا، وعليه أن يفتش في مقدار تحققه بالشروط التي ربطت بها تلك الوعود، فإذا قرأ ـ مثلاً ـ قول اللخ عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد: 7] فعليه هنا أن يفتش عن أسباب النصر التي أمر الله بها هل تحققت فيه فرداً أو في الأمة على سبيل المجموع؛ ليدرك الجواب على هذا السؤال: لماذا لا تنتصر الأمة على أعدائها؟! ولو ذهب الإنسان إلى تعداد الآيات الموضحة لهذه القاعدة القرآنية المحكمة: {وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} لطال به المقام، ولكن حسبنا ما ذكر، ولعلنا نختم حلقتنا بهذه اللطيفة المتصلة بهذه القاعدة: ذلك أن هذه القاعدة تضمنت تمدّح الله بهذا، وثناءه على نفسه، ويتضح لك هذا المعنى إذا قرأت ما حكاه الله تعالى عن إبليس ـ وهو يخطب في حزبه وأوليائه في جهنم ـ حيث يقول: {إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ} فسبحان مَنْ تمدح بالكمال وهو أهلٌ له، وسبحان من وعد فأوفى، ومن أوفى بعهده من الله؟ وإلى لقاء قاعدة أخرى بإذن الله،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون
قال الشارح: المظالم، جمع مَظْلَمة، واسمٌ لما أُخذ بغير حقّ، والظُّلم وضع الشيء في غير موضعه الشرعي. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا خَلَصَ المؤمنونَ من النار حُبسوا بقنطرةٍ بين الجنة والنار، فيتقاصّون مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا نُقّوا وهُذِّبوا أُذن لهم بدخول الجنة... » يعني: خلصوا من الآثام بمقاصصة بعضها ببعض. وفي حديث جابر رضي الله عنه: « لا يحلّ لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحدٍ قبَلَهُ مظلمة »، أي: وفي عنقه حق لأحد. مستشهدا بآية قرآنية : راشد الغنوشي قيس سعيد دق اخر مسمار في نعش الديمقراطية و حكمه باطلا... وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: « المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسلْمه »، ولا يظلمه، خبرٌ بمعنى الأمر، فإن ظلم المسلم للمسلم حرام. بل هو حرامٌ لغير المسلم أيضاً. وفي وصية النبي عليه السلام لمعاذ بن جبل رضي الله عنه عندما بعثه إلى اليمن: « اتَّقِ دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ». وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من كانت له مظلمة لأخيه، (أي: من كانت عليه مظلمة أخيه)، من عرضه، أو شيء فلْيَتَحَلَّلْهُ منه اليوم قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهم، إن كان له عملٌ صالح أُخذ منه بقدْر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخِذَ من سيئات صاحبه فحُمِلَ عليه ».
لا تحسبن الله غافلا عما يفعل الظالمون
وفرنسا: ماذا فعلت في الجزائر؟ وإيطاليا: ماذا فعلت بليبيا وعمرَ المختار؟ وبريطانيا كيف امتصّت دماءَ الشعوب التي حكمتها؟ وروسيا كم وكم ظلمتْ؟ وأمريكا التي تفاخر بصَنَم الحريّة هي أمُّ العدل والرحمة والحرية، وعدم الكيل بألفِ ميزانٍ مختلفٍ في القضايا المتشابهة، لا تستعملُ حقَّ النقض (الفيتو)، أبداً من أجل أن ينال شعب فلسطين حقّه من اليهود الظالمين... ولو ذهبتُ أحصي وأعدّد صُوَر الظلم لعجزتُ، وعجزتْ معي فئة من المُحْصِين العالمين الأكفياء! كنتُ بالأمس أقرأ قوله تعالى في سورة إبراهيم عليه وعلى نبيّنا أفضل الصلاة والسلام: { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ. و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون. مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم:42-43]. فهالتني الآية وأرعبتني، وقلت في نفسي: سبحان الله ألا يوجد عند هؤلاء الظالمين ذرة من علمٍ أو عقل أو حكمة ليعرفوا ماذا ينتظرهم؟. يخاطب الله نبيَّه محمداً عليه الصلاة والسّلام، ويُعْلمُهُ أنّ هؤلاء الظالمين لهم عقابٌ يومَ القيامة ، { تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}، أي: لا تقرُّ في أماكنها من هَوْل ما ترى، وأجفانُهم ثابتة لا تطرُف.
كما قال سبحانه وتعالى-:
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً). حيث إن الظلم يمثل أذى شديد يلحق بالشخص المظلوم، وقد يضر به نفسيًا، وجسديًا. لا تحسبن الله غافلا عما يفعل الظالمون. كما قال -سبحانه وتعالى- في حديث قدسي عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: (يا عبادي إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا فلا تظَّالموا). كما حذرنا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من الظلم، ودعوة المظلوم في العديد من الأحاديث النبوية. حيث قال في حديث نبوي شريف له -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقوا دعوةَ المظلومِ، وإن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجابٌ). كما قال صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الإمامُ العادلُ، والصَّائمُ حينَ يُفطِرُ، ودعوةُ المظلومِ تُحمَلُ على الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّمواتِ، ويقولُ الرَّبُّ: وعِزَّتي لَأنصُرَنَّكِ ولو بعدَ حينٍ). اخترنا لك أيضا: إنشاء عن ضعف المظلومين للصف الثالث متوسط
أنواع الظلم
الطلاب شاهدوا أيضًا:
إن للظلم صورًا وأشكالًا عديدة، وهناك نوعان من الظلم، وتتمثل فيما يلي:
النوع الأول
يتمثل النوع الأول في ظلم الإنسان لنفسه، وهو أسوأ أنواع الظلم.
الرئيسية
أخبار
أخبار مصر
11:40 ص
الثلاثاء 25 سبتمبر 2012
كتب - محمد سليمان:
أثار لقاء سريع جري بين الفنان عادل إمام والمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع، موجة من التساؤلات والتعقيبات، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع اعتياد إمام على انتقاد جماعة الاخوان فى أعماله الفنية، وقيام عدد من المنتمين للجماعة برفع عاوي قضائية على الفنان الكبير بدعوي ازدراء الاديان. حديث الرسول عن النفاق. وأبدي عدد كبير من رواد شبكات التواصل الاجتماعي، دهشتهم من حفاوة اللقاء المزعومة، وتلقيب المرشد لعادل إمام بـ''الفنان الكبير''، رغم حملات الانتقاد الواسعة التى شنها منتمين لجماعة ضد الأخير. فقد علق أحد النشطاء على اللقاء الذى جمع المرشد بإمام قائلا: ''مرشد الاخوان وهو بيتكلم مع عادل امام وبيوصفه بالفنان الكبير ولو احنا قلنا على عادل امام فنان نبقى بتوع فجر وفسوق''. فيما قال آخر متساءلًا: '' ليه صفحات الاخوان مش منزلة صورة المرشد وهو بيسلم على عادل امام بإيديه الاتنين وبيشكره على فنه المحترم؟''، وانتقد ثالث اللقاء قائلًا: ''مرشد الاخوان بيصف عادل امام بالنجم والقامة الفنية، مش ده اللى كانوا بيشتموه وبيهاجموه وبيكفروه.. النفاق لا دين له!!
كمال الهلباوي: الرئيس مرسي ينطبق عليه حديث النفاق
سوف تظل العلاقة بين المثقفين والسلطة يشوبها الكثير من التعقيد والهمس واللمز, وتتأرجح ما بين النقد البناء لسياسات الحاكم لما فيه مصالح الوطن وما ينعكس أثره علي مستوي معيشة الشعب والمواطنين, وبين معارضته للسياسات التي ينتهجها تحسبا لمصائب قد تنال الوطن, وتحط من قدر معيشة المواطن كما يتصور البعض. ومن هنا قد يضيق الحاكم بهذه المعارضة, وقد يعطي أذنه لمن يمدحون سياساته ويؤيدون خطواته. لقد كان حاكم الكوفة شديد الاهتمام بنفسه, وملابسه الموشاة بالذهب, يقتني الجاريات, ويقيم الولائم, ويفتح خزانة المال للمقربين, والشعراء, والمغنين الذين ينافقونه, ونتيجة لهذا الإنفاق الهائل ألزم الحاكم التجار بدفع خمسة دنانير شهريا مقابل حماية متاجرهم من اللصوص, وأن يدفع الزراع عشر محصولهم في سبيل حماية الأعشار التسعة الباقية, وكان الشعب لا يمانع فرض هذه الضرائب مادام الإنفاق في سبيل تقديم خدمة مميزة للمواطن, أو تنمية مقدرات الدولة, وهم فقط يريدون أن يبدأ الحاكم بنفسه, ولذلك اختاروا مجموعة منهم النخبة أو بعض المثقفين لعرض هذه القضية علي الحاكم.
وحاصل الأمر أن النفاق الأصغر كله يرجع إلى اختلاف السريرة والعلانية. وقالت طائفة من السلف: خشوع النفاق أن ترى الجسد خاشعا، والقلب ليس بخاشع. وسئل حذيفة عن المنافق، فقال: الذي يصف الإيمان ولا يعمل به. وقال بلال بن سعد: المنافق يقول ما يُعرف، ويعمل ما يُنكر. ومن هنا كان الصحابة يخافون النفاق على أنفسهم. قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهم يخاف النفاق على نفسه. ويذكر عن الحسن قال: ما خافه إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق. ولما تقرر عند الصحابة رضي الله عنهم أن النفاق هو اختلاف السر والعلانية خشي بعضهم على نفسه أن يكون إذا تغير عليه حضور قلبه ورقته وخشوعه عند سماع الذكر برجوعه إلى الدنيا والاشتغال بالأهل والأولاد والأموال أن يكون ذلك منه نفاقا، كما حدث من حنظلة الأسيدي، فأخبره رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لو تدومون على الحال التي تقومون بها من عندي، لصافحتكم الملائكة في مجالسكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة".