قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه-: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُنْصِفَ اللَّهُ -عز وجل- فِي نَفْسِهِ، فَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ ". أقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية:
الحمد لله...
أما بعد: اتقوا الله -تعالى- أيها الناس. وممن أُمِرْنا بالتغافل عنهم أحيانًا لا الغفلةِ عنهم: من جعلهم الله تحت أيدينا من الخدم والعمال، لا سيما من علمت أمانته وديانته؛ فقد روى الترمذي وحسنه عن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، كم أعفو عن الخادم؟ فصمت عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: يا رسول الله كم أعفو عن الخادم؟ فقال: " كل يوم سبعين مرة ". وليكن استشعارك لنعمة الله عليك بتسخيرهم لك دافعًا للتغاضي عنهم، ومسامحتهم، فإن ذلك من شرف نفسك، وكرم سجيتك. ثم اعلموا -يا عباد الله- أن التغافل لا يكون في حقوق الله وحدوده من الواجبات والمحرمات؛ فإن التغافل عما لا ينبغي التغافل عنه عجز وكسل، وتقصير وخلل. كما أن الحديث عن التغافل، والحث عليه لا يعني ترك النصيحة، والتنبيه على المخالفات الشرعية، فهذه لها بابها، وآدابها، وليست محلًا للتغافل، فقد ذم الله بني إسرائيل، ولعنهم وعاقبهم بتركهم التناهي عن المعاصي، فقال -جل وعلا-: ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)[المائدة: 78-79].
- منهاج النبوة | التغافل
- أمثال عالمية عن التغافل – e3arabi – إي عربي
- تفسير سورة الصافات للاطفال
منهاج النبوة | التغافل
عناصر الخطبة المقصود بالتغافل رسولنا صلى الله عليه وسلم أعظم المتغافلين مفاسد تتبع الهفوات بعض ثمرات التغاضي عن الهفوات التغافل عن الأقربين والمقربون أولى وأهم التغافل المذموم اقتباس التغافل عن الزلات، والتغاضي عن الهفوات، ذلكم الخلق الرفيع، والأدب الجم، الذي لا يتحلى به إلا أهل المروءات، ولا يتصف به إلا أولو الشرف والمكرمات؛ لأنه دليل على سمو النفس وشفافيتها، وصفائها وعافيتها، وهو مما يرفع المنزلة، ويعلي المكانة، إذا رزقه المرء فلا تسل عن راحة قلبه، وصفاء روحه، وهدوء باله، وانشراح صدره. التغافل -يا عباد الله-: هو إظهارك… الخطبة الأولى: الحمد لله.. إخوة الإيمان: حياتنا الدنيا هذه حياة مليئة بالمشغلات، مملوءة بالمشكلات، ليس يخلو المرء فيها من قوم يخالطهم، أو إخوان يجالسهم، أو عمال يؤاجرهم، أو زوجة يعاشرها، أو ذرية يربيها، فربما اطلع منهم على عورة، أو غفلة، أو هفوة، أو زلة؛ مما جرى به القدر: أن لا يسلم منه بشر. لذا كان من شيم الكرام، وآداب أهل الإسلام التغافل عن الزلات، والتغاضي عن الهفوات؛ ذلكم الخلق الرفيع، والأدب الجم، الذي لا يتحلى به إلا أهل المروءات، ولا يتصف به إلا أولو الشرف والمكرمات؛ لأنه دليل على سمو النفس وشفافيتها، وصفائها وعافيتها، وهو مما يرفع المنزلة، ويعلي المكانة.. إذا رزقه المرء فلا تسل عن راحة قلبه، وصفاء روحه، وهدوء باله، وانشراح صدره.
أمثال عالمية عن التغافل – E3Arabi – إي عربي
لَيسَ الغَبِيُّ بِسَيدٍ فِي قَوْمِهِ *** لِكِنَّ سَيِّدَ قَوْمِهِ المُتَغَابِي
أيها المسلمون: إذا شاع التغافل عن الزلات، وظهر التغاضي عن الهفوات في مجتمع قلّت –ولا بد- مشكلاته، وارتفعت أحقاده وحزازاته؛ فكم هي الشرور التي كان فتيلها التقصي والتتبع، والتجسس والتحسس؟
ولقد أرشدنا الله -جل في علاه- إلى أن ندع هذا المسلك المشين، فقال في كتابه: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) [المائدة:101]. قال ابن كثير -رحمه الله-: " وظاهر الآية النهي عن السؤال عن الأشياء التي إذا علم بها الشخص ساءته، فالأولى الإعراض عنها وتركها " ا. هـ. لنتغافل -أيها الإخوة- لتستقيم لنا الحياة وتصفو، قال بعض الحكماء: " وجدت أكثر أمور الدنيا لا تصلح إلا بالتغافل ". كم نحن بحاجة -يا عباد الله- إلى التغافل، وغض الطرف في حياتنا، في بيوتنا، مع أهلنا وأقاربنا، مع أصدقائنا وزملائنا؛ ففي ذلك العافية والراحة والطمأنينة. قال محمد بن عبد الله الخُزاعيّ: "سمعتُ عُثمان بن زائدة يقول: " العافية عشرة أجزاء: تسعة منها في التغافل ". قال: "فحدثت به أحمد بن حنبل، فقال: " العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل ".
فأوهمها أنه أصمّ فسرّت المرأة بذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت. فلقّب بحاتم الأصم. انتهى. [ مدارج السالكين: ج2ص344]. من كان يرجو أن يسود عشيرة *** فعليه بالتقوى ولين الجانب ويغض طرفًا عن إساءة من أساء *** ويحلم عند جهل الصاحب دخل رجل على الأمير المجاهد قتيبة بن مسلم الباهلي، فكلمه في حاجة له، ووضع نصل سيفه على الأرض فجاء على أُصبع رجلِ الأمير، وجعل يكلمه في حاجته وقد أدمى النصلُ أُصبعه، والرجل لا يشعر، والأمير لا يظهر ما أصابه وجلساء الأمير لا يتكلمون هيبة له، فلما فرغ الرجل من حاجته وانصرف دعا قتيبة بن مسلم بمنديل فمسح الدم من أُصبعه وغسله، فقيل له: ألا نحَّيت رجلك أصلحك الله، أو أمرت الرجل برفع سيفه عنها فقال: خشيت أن أقطع عنه حاجته. المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
6
1
41, 039
فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ} بأن قذفه الحوت من بطنه بالعراء، وهي الأرض الخالية العارية من كل أحد،
بل ربما كانت عارية من الأشجار والظلال. {
وَهُوَ سَقِيمٌ} أي: قد سقم ومرض، بسبب حبسه في بطن الحوت، حتى صار مثل الفرخ الممعوط
من البيضة. تفسير سورة الصافات للسعدي. وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} تظله بظلها الظليل، لأنها بادرة باردة الظلال، ولا يسقط عليها ذباب،
وهذا من لطفه به، وبره. ثم لطف به لطفا آخر، وامْتَنَّ عليه مِنّة عظمى، وهو أنه أرسله {
إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ} من الناس {
أَوْ يَزِيدُونَ} عنها، والمعنى أنهم إن ما زادوا لم ينقصوا، فدعاهم إلى اللّه تعالى. فَآمَنُوا} فصاروا في موازينه، لأنه الداعي لهم.
تفسير سورة الصافات للاطفال
وقوله: فَاسْتَفْتِهِمْ [الصافات:149] هذه قراءة الجمهور وقراءة رويس (فاستفتهُم)، على أصل الضمير في الضم. أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ هذا السؤال ليس سؤال استفهام؛ لأن الجواب: حاشا لله عز وجل أن يتخذ صاحبة وولداً، وهم كذابون فيما يقولون، وإنما الاستفهام للتقريع والتوبيخ فيما يقولون، على سبيل الإنكار عليهم. الحكمة من سرد قصص الأنبياء
هذا السؤال كان بعد أن قص الله سبحانه على النبي صلى الله عليه وسلم قصص مجموعة من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وهذه السورة كما ذكرنا سورة مكية، نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم يؤذى من قومه، وأصحابه يفتنون ويبتلون ويعذبون من الكفار، فالله يثبت نبيه صلى الله عليه وسلم ويثبت المؤمنين بذلك، فهذا نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام قال الله عنه: وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ [الصافات:75]، وذكر باختصار قصة نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام.
وهذا ثناء منه تعالى، على عبده ورسوله، يونس بن متى، كما أثنى على إخوانه
المرسلين، بالنبوة والرسالة، والدعوة إلى اللّه، وذكر تعالى عنه، أنه
عاقبه عقوبة دنيوية، أنجاه منها بسبب إيمانه وأعماله الصالحة، فقال: {
إِذْ أَبَقَ}
أي: من ربه مغاضبا له، ظانا أنه لا يقدر عليه، ويحبسه في بطن الحوت، ولم
يذكر اللّه ما غاضب عليه، ولا ذنبه الذي ارتكبه، لعدم فائدتنا بذكره،
وإنما فائدتنا بما ذُكِّرنا عنه أنه أذنب، وعاقبه اللّه مع كونه من الرسل
الكرام، وأنه نجاه بعد ذلك، وأزال عنه الملام، وقيض له ما هو سبب صلاحه. تفسير سورة الصافات - مكتبة نور. فلما أبق لجأ {
إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} بالركاب والأمتعة، فلما ركب مع غيره، والفلك شاحن، ثقلت السفينة،
فاحتاجوا إلى إلقاء بعض الركبان، وكأنهم لم يجدوا لأحد مزية في ذلك،
فاقترعوا على أن من قرع وغلب، ألقي في البحر عدلا من أهل السفينة، وإذا
أراد اللّه أمرا هيأ أسبابه. فلما [اقترعوا] أصابت القرعة يونس {
فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} أي: المغلوبين. فألقي في البحر {
فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ} وقت التقامه {
مُلِيمٌ} أي: فاعل ما يلام عليه، وهو مغاضبته لربه. فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} أي: في وقته السابق بكثرة عبادته لربه، وتسبيحه، وتحميده، وفي بطن
الحوت حيث قال: {
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} أي: لكانت مقبرته، ولكن بسبب تسبيحه وعبادته للّه، نجاه اللّه تعالى،
وكذلك ينجي اللّه المؤمنين، عند وقوعهم في الشدائد.