القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (٢٩) ﴾
يقول تعالى ذكره مقرّعا كفار قريش بكفرهم بما آمنت به الجنّ ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ﴾ يا محمد ﴿نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ﴾ ذكر أنهم صرفوا إلى رسول الله ﷺ بالحادث الذي حدث من رَجْمِهم بالشهب. واذ صرفنا اليك نفرا من الجن. * ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن زياد، عن سعيد بن جُبير، قال: "كانت الجن تستمع، فلما رُجِموا قالوا: إن هذا الذي حدث في السماء لشيء حدث في الأرض، فذهبوا يطلبون حتى رأوا النبيّ ﷺ خارجا من سوق عكاظ يصلي بأصحابه الفجر، فذهبوا إلى قومهم". ⁕ حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن أيوب، عن سعيد بن جُبير، قال: "ولما بعث النبيّ ﷺ حُرِست السماء، فقال الشيطان: ما حُرِست إلا لأمر قد حدث في الأرض فبعث سراياه في الأرض، فوجدوا النبيّ ﷺ قائما يصلي صلاة الفجر بأصحابه بنَخْلة، وهو يقرأ. فاستمعوا حتى إذا فرغ ﴿وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ﴾... إلى قوله ﴿مُسْتَقِيمٍ﴾ ".
وإذْ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن ، تلاوه خاشعه القارئ : عبدالرحمن الحميداني👌💗 - Youtube
المسألة الثانية: اختلفوا في أن الجن هل لهم ثواب أم لا؟ فقيل: لا ثواب لهم إلا النجاة من النار ، ثم يقال لهم: كونوا ترابا مثل البهائم ، واحتجوا على صحة هذا المذهب بقوله تعالى: ( ويجركم من عذاب أليم) وهو قول أبي حنيفة ، والصحيح أنهم في حكم بني آدم فيستحقون الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية ، وهذا القول قول ابن أبي ليلى ومالك ، وجرت بينه وبين أبي حنيفة في هذا الباب مناظرة ، قال الضحاك: يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون ، والدليل على صحة هذا القول أن كل دليل دل على أن البشر يستحقون الثواب على الطاعة فهو بعينه قائم في حق الجن ، والفرق بين البابين بعيد جدا. واعلم أن ذلك الجني لما أمر قومه بإجابة الرسول والإيمان به حذرهم من تلك الإجابة فقال: ( ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض) أي لا ينجي منه مهرب ولا يسبق قضاءه سابق ، ونظيره قوله تعالى: ( وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا) [الجن: 12] ولا نجد له أيضا وليا ولا نصيرا ، ولا دافعا من دون الله ثم بين أنهم في ضلال مبين.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الأحقاف - قوله تعالى وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن - الجزء رقم12
قال الله تعالى { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} [سورة الأحقاف: 29]. سبب نزول الآية
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه، قالوا: أنصتوا، قال: صه، وكانوا تسعة، أحدهم زوبعة، فأنزل الله عزَّ وجلَّ: { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ – إلى – أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [سورة الأحقاف: 29-32]. وإذْ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن ، تلاوه خاشعه القارئ : عبدالرحمن الحميداني👌💗 - YouTube. تفسير الآية ابن كثير
رُوي عن الزبير { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ} قال: بنخلة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء الآخرة، {كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن:19] صلى الله عليه وسلم وكانوا سبعة من جن نصيبين [تفرد به الإمام أحمد]. وروى الحافظ البيهقي في كتابه دلائل النبوة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم، انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ.
فالإنس يمكنه عليه الصلاة والسلام دعوتهم وإنذارهم، وأما الجن فصرفهم الله إليه بقدرته وأرسل إليه { {نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا}} أي: وصى بعضهم بعضا بذلك، { {فَلَمَّا قُضِي}} وقد وعوه وأثر ذلك فيهم { {وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ}} نصحا منهم لهم وإقامة لحجة الله عليهم وقيضهم الله معونة لرسوله صلى الله عليه وسلم في نشر دعوته في الجن. { {قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى}} لأن كتاب موسى أصل للإنجيل وعمدة لبني إسرائيل في أحكام الشرع، وإنما الإنجيل متمم ومكمل ومغير لبعض الأحكام. { مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي} هذا الكتاب الذي سمعناه { { إِلَى الْحَقِّ}} وهو الصواب في كل مطلوب وخبر { وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} موصل إلى الله وإلى جنته من العلم بالله وبأحكامه الدينية وأحكام الجزاء. فلما مدحوا القرآن وبينوا محله ومرتبته دعوهم إلى الإيمان به، فقالوا: { {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ}} أي: الذي لا يدعو إلا إلى ربه لا يدعوكم إلى غرض من أغراضه ولا هوى وإنما يدعوكم إلى ربكم ليثيبكم ويزيل عنكم كل شر ومكروه، ولهذا قالوا: { {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}} وإذا أجارهم من العذاب الأليم فما ثم بعد ذلك إلا النعيم فهذا جزاء من أجاب داعي الله.
** لا تفوت هذه الفرصة.. في دعاء كميل.. تب إلى الله عز وجل من خلال هذا الدعاء - قيام الليل: قال الصادق (عليه السلام): إن العبد لينوي من نهاره أن يصلي بالليل، فتغلبه عينه فينام.. فيثبت الله له صلاته، ويكتب نفسه تسبيحا، ويجعل نومه عليه صدقة. اعمال يوم وليلة الجمعة - منتديات موقع الميزان. ** فلا تفوت ذلك ولو بمجرد النية.. طبعا النية الصادقة,.. روي عن الباقر (عليه السلام): إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ من عباده المؤمنين كلّ دعاء ، فعليكم بالدعاء في السّحر إلى طلوع الشمس ، فإنّها ساعةٌ تُفتح فيها أبواب السماء ، وتهبّ الرياح، وتُقسم فيها الأرزاق ، وتُقضى فيها الحوائج العظام قال الرضا (ع): حافظوا على صلاة اللّيل!.. فإنّها حرمة الربّ ، تدرّ الرزق وتحسّن الوجه ، وتضمن رزق النهار. وطوّلوا الوقوف في الوتر!.. فإنّه رُوي أنّ من طوّل الوقوف في الوتر ، قلّ وقوفه يوم القيامة.
اعمال يوم وليلة الجمعة - منتديات موقع الميزان
وَأَنْ تَفْعَلِ بِي كَذا وَكَذا ، وتذكر حاجتك عوض هذه الكلمة. اعمال ليله الجمعه العظيمه. ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتِي وَالقادِرُ عَلى طَلِبَتِي تَعْلَمُ حاجَتِي فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ لَمّا قَضَيْتَها لِي. وَتَسْأَل حاجتك ، فقد روي أَن مَن أتى بهذه الصلاة وسأل الله حاجته اعطاهُ الله ما سَأل (١). تعقيب صلاة العشاء ـ نقلا عن المتهجد ـ: اللّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لِي عِلْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقِي وَإِنَّما أَطْلُبُهُ بِخَطَراتٍ تَخْطُرُ عَلى قَلْبِي ، فَأَجُولُ فِي طَلَبِهِ البُلْدانَ ، فَأَنا فِيما أَنا طالِبٌ كَالحَيْرانِ ، لاأَدْرِي أَفِي سَهْلٍ هُوَ ، أَمْ فِي جَبَلٍ ، أَمْ فِي أَرْضٍ ، أَمْ فِي سَّماء ، أَمْ فِي بَرٍّ (٢) أَمْ فِي بَحرٍ؟ وَعَلى يَدَي مَنْ ، وَمِنْ قِبَلِ مَنْ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ عِلْمَهُ عِنْدَكَ وَأَسْبابَهِ بِيَدِكَ ، وَأَنْتَ الَّذِي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ ، وَتُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِكَ. اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقَكَ لِي وَاسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأْخَذَهُ قَرِيباً ، وَلا تُعَنِّني بِطَلَبِ ما لَمْ تُقَدِّرَ لِي فِيهِ رِزْقاً ، فَإِنَّكَ غَنِيُّ عَنْ عَذابِي (٣) وَأَنا فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَجُدْ عَلى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ ، إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (٤).
فما ثواب هاتين الركعتين ؟.. قال: والذي بعثني بالحقّ نبيّاً!.. إنّ جميع أُمّتي لو دعا لهم هذا المصلّي بهذه الصلاة وبهذا الاستغفار، لأخَذ لهم من الله الجنّة بشفاعته …. إلى آخر الخبر. ص323
خرج عن الناحية المقدّسة: مَن كانت له إلى الله تعالى حاجةٌ فليغتسل ليلة الجمعة بعد نصف الليل ، ويأتي مصلاّه ويصلّي ركعتين: يقرأ في الركعة الأولى الحمد فإذا بلغ { إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} يكرّرها مائة مرّة ، ويتمّم في المائة إلى آخر السورة ، ويقرأ سورة التوحيد مرّة واحدة ، ويسبّح فيهما سبعة سبعة ، ويصلّي الركعة الثانية على هيئة الأولى ، ويدعو بهذا الدعاء ، فإنّ الله تعالى يقضي حاجته البتّة كائناً ما كان إلاّ أن يكون في قطيعة رحم والدعاء:
" اللهمّ!.. إن أطعتك فالمحمدة لك ، وإن عصيتك فالحجّة لك ، منك الرَّوح ومنك الفرج ، سبحان مَن أنعم وشكر ، سبحان مَن قدّر وغفر. اللهمّ!.. إن كنتُ قد عصيتُك فإنّي قد أطعتُك في أحبّ الأشياء إليك وهو الإيمان بك ، لم أتخّذ لك ولداً ، ولم أدْع لك شريكاً ، منّاً منك به عليّ لا منّاً منّي به عليك ، وقد عصيتُك يا إلهي على غير وجه المكابرة ، ولا الخروج عن عبوديتك ، ولا الجحود لربوبيتك ، ولكن أطعت هواي وأزلنّي الشيطان ، فلك الحجّة عليَّ والبيان ، فإن تعذّبني فبذنوبي غير ظالم ، وإن تغفر لي وترحمني فإنّك جوادٌ كريم ، يا كريم يا كريم!..