وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه، قالوا: أنصتوا، قال: صه، وكانوا تسعة، أحدهم زوبعة، فأنزل الله عزَّ وجلَّ: { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ – إلى – أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [سورة الأحقاف: 29-32]. فهذا مع رواية ابن عباس يقتضي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشعر بحضورهم في هذه المرة، وإنما استمعوا قراءته ثم رجعوا إلى قومهم، ثم بعد ذلك وفدوا إليه أرسالاً، قوماً بعد قوم، وفوجاً بعد فوج. قال الحافظ البيهقي: وهذا الذي حكاه ابن عباس رضي الله عنهما إنما هو أول ما سمعتِ الجن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمت حاله، وفي ذلك الوقت لم يقرأ عليهم ولم يرهم، ثم بعد ذلك أتاه داعي الجن فقرأ عليهم القرآن ودعاهم إلى الله عزَّ وجلَّ.
- وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- الباحث القرآني
- وأذ صرفنا إليك نفرا من الجن تلاوة خاشعة كاملة أجر لي ولَك ولوالدينا ارح مسامعك عبدالرحمن الحميداني - YouTube
- وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن
- المصحف الإلكتروني - ترجمة القران الكريم ومعاني الكلمات
- السؤال رقم (220) : حكم الصيام عن الكلام؟ أعني الصمت بنية العبادة أو تأديب النفس : 4 / 12 / 1429 - منار الإسلام
وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
واعلم أن قوله: ( أجيبوا داعي الله) فيه مسألتان:
المسألة الأولى: هذه الآية تدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان مبعوثا إلى الجن كما كان مبعوثا إلى الإنس ، قال مقاتل: ولم يبعث الله نبيا إلى الإنس والجن قبله.
الباحث القرآني
المسألة الثانية: اختلفوا في أن الجن هل لهم ثواب أم لا؟ فقيل: لا ثواب لهم إلا النجاة من النار ، ثم يقال لهم: كونوا ترابا مثل البهائم ، واحتجوا على صحة هذا المذهب بقوله تعالى: ( ويجركم من عذاب أليم) وهو قول أبي حنيفة ، والصحيح أنهم في حكم بني آدم فيستحقون الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية ، وهذا القول قول ابن أبي ليلى ومالك ، وجرت بينه وبين أبي حنيفة في هذا الباب مناظرة ، قال الضحاك: يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون ، والدليل على صحة هذا القول أن كل دليل دل على أن البشر يستحقون الثواب على الطاعة فهو بعينه قائم في حق الجن ، والفرق بين البابين بعيد جدا. واعلم أن ذلك الجني لما أمر قومه بإجابة الرسول والإيمان به حذرهم من تلك الإجابة فقال: ( ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض) أي لا ينجي منه مهرب ولا يسبق قضاءه سابق ، ونظيره قوله تعالى: ( وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا) [الجن: 12] ولا نجد له أيضا وليا ولا نصيرا ، ولا دافعا من دون الله ثم بين أنهم في ضلال مبين.
وأذ صرفنا إليك نفرا من الجن تلاوة خاشعة كاملة أجر لي ولَك ولوالدينا ارح مسامعك عبدالرحمن الحميداني - Youtube
فتوضأ وأقام الصلاة، فلما قضى الصلاة قام إليه رجلان من الجن فسألاه المتاع، فقال: «ألم آمر لكما ولقومكما بما يصلحكما؟» قالا: بلى، ولكن أحببنا أن يشهد بعضنا معك الصلاة، فقال: «ممن أنتما؟» قالا: من أهل نصيبين، فقال: «أفلح هذان، وأفلح قومهما»، وأمر لهما بالروث والعظم طعامًا ولحمًا، ونهى النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يُستنجى بعظمٍ أو روثة.
وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن
فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا
إن هذا القرآن مشعل هداية للإنس والجن كافة، وليس للإنس فحسب؛ لأن جميعهم مكلف بدين الله تعالى، والقرآن نذير وبشير لهم كلهم، يقول تعالى: ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴾ [الأنعام: 130]. وفي حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إسماع القرآن واستماعه لهم جميعًا أيضًا، فكما أسمع رسول الله الإنس واستمعوه منه وآمن به بعضهم لما سمعه، كذلك الشأن كان مع الجن.
المصحف الإلكتروني - ترجمة القران الكريم ومعاني الكلمات
وعن عبد الله بن مسعود قال: هبطوا على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة، فلما سمعوه أنصتوا قالوا: صه، وكانوا تسعة أحدهم: زوبعة، فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا ﴾ [الأحقاف: 29] الآية إلى ﴿.... ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الأحقاف: 32] [5]. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني وفد نصيبين [6] -ونعم الجن- فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم ألا يمروا بعظم ولا روثة إلا وجدوا عليها طعاماً) [7].
{ { وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ}} فإن الله على كل شيء قدير فلا يفوته هارب ولا يغالبه مغالب. { { وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}} وأي ضلال أبلغ من ضلال من نادته الرسل ووصلت إليه النذر بالآيات البينات، والحجج المتواترات فأعرض واستكبر؟" #أبو_الهيثم #مع_القرآن
11
2
22, 171
بينما يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بحلول شهر رمضان المبارك، هذا الشهر المبارك الذي أنزل فيه القرآن الكريم، وفرض على الرسول الكريم وعباده المؤمنين الصيام، كفريضة وركن هام من أركان الإسلام الخمسة، أصبح الجميع يتحدث عن أهمية الصيام ودوره في إصلاح النفوس وتهذيبها من الشهوات. وبينما قدر العلماء في الحضارات القديمة، والثقافات المختلفة في جميع أنحاء العالم، ومن بعدهم الأديان الإبراهيمية والشرقية، الصيام كوسيلة وأداء روحية لتهذيب النفس البشرية وتطهير الجسد من الخطايا البشرية، كانت هناك أنواع وأشكالا متعددة للصيام غير الانقطاع عن الطعام والشراب، مثلما ف الإسلام واليهودية وبعض الأديان الأخرى. السؤال رقم (220) : حكم الصيام عن الكلام؟ أعني الصمت بنية العبادة أو تأديب النفس : 4 / 12 / 1429 - منار الإسلام. الصيام عن الكلام
"قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ" هكذا خاطب الله تعالى نبيه وعبده زكريا بأن يصوم عن الكلام ثلاثة أيام، وكان كنت تلك الواقعة الأشهر في التاريخ الدينى عن صوم اللسان. وبشكل عام فإن الصيام عن الكلام، غرضه توقف اللسان عن التحدث بالكلام المؤذى أخلاقيا ونفسيا واجتماعا، واعتبره تقييدا للسان للنفس معا للابتعاد عن السلوكيات الخاطئة، وكانت بعض الشرائع والحضارات القديمة شاع لديهم الصيام عن الكلام، فعند السكان الأصليين لأستراليا كان على المرأة إذا مات زوجها أن تصوم عن الكلام لمدة قد تصل إلى العام.
السؤال رقم (220) : حكم الصيام عن الكلام؟ أعني الصمت بنية العبادة أو تأديب النفس : 4 / 12 / 1429 - منار الإسلام
حين يستعمل لفظ الصوم فإنّه يعني انقطاعا عن الأكل والشراب بين وقتين معلومين، ولا أحد يبدر إلى ذهنه، أن يكون الصوم صوما عن الكلام أيضا. أن تصوم عن الكلام هو أن تنقطع عنه حين تحتاجه مثلما احتاجته السيدة العذراء، كي تدافع عن نفسها أمام قومها، وقد اتهموها أنّها جاءت شيئا فريّا. حركة التأويل التي تحفر في النصّ طولا وعرضا، لم تسكت عمّا بدا مشكلا بين أن تقول مريم للناس إنّي «نذرت للرحمن صوما فلن أكلّم اليوم إنسيّا»، والكيفية التي ستقولها بها وهي صائمة عن الحديث. قال ابن كثير «المراد بهذا القول الإشارة بذلك، لا أنّ المراد به القول اللفظي». أدخلت عبارة الصوم المفسّرين في جدل آخر كان منطلقه الاستغراب من استخدام عبارة بدت حكرا على الانقطاع عن الأكل والشرب في سياق الانقطاع عن الكلام، حتى ذهب البعض إلى اعتبار أنّ الصوم في الحقيقة هو صوم عن الكلام، وصوم عن الطعام والشراب، فقد روي عن أنس بن مالك أنه ذهب إلى أنّ صوما تعني صوما وصمتا». و ذهب آخرون إلى أنّهم «كانوا إذا صاموا في شريعتهم يحرّم عليهم الطعام والكلام» ( تفسير كثير). يقال ذلك وينسى أنّ طالع الآية «فكلي واشربي وقرّي عينا». لسنا نريد أن نثير جدلا جديدا في علاقة الصيام بالكلام، لأنّ هذا لا يدخل في اهتمامنا، بل ما سنراه لاحقا فيه صلة بين الصوم والكلام من جهة ثانية.
صحيح الجامع: 351). • تُكفِّر اللسان: بمعنى تذِلُّ له وتخضع، أو هو كناية عن تنزيل الأعضاء منزلة الكافر بالنعم. وأخرج الإمام أحمد من حديث أنس - رضى الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجلٌ الجنة حتى يأمن جاره بوائقه" صحيح الألباني في "الأدب المفرد"). الحقيقة الثالثة: أن أكثر ما يدخل الناس النار حصائد اللسان. ودليل ذلك ما أخرجه الترمذي من حديث معاذ بن جبل - رضى الله عنه - قال:
"قلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يُدخِلني الجنة ويباعدني عن النار؟ قال: لقد سألت عن عظيم وإنه يسير على مَن يسرَّهُ الله تعالى عليه، تعبُدُ الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيتُّ، ثم قال: ألا أدُلُّك على أبواب الخير؟: الصوم جُنَّة، والصدقةُ تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل)، ثم تلا: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ حتى بلغ: ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 16-17]. ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه - رضى الله عنه - 2)، قلتُ: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله - رضى الله عنه - 3)، قلتُ: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه، وقال: كفُّ عليك هذا، فقلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك)، وهل يَكُبُّ الناس في النار على وجوههم أو مناخرهم إلا حصائدُ ألسنتهم؟".