وقد جاء في حديث مرفوع عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في دعاء يونس المذكور: " لم يدع به مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له " رواه أحمد ، والترمذي ، وابن أبي حاتم ، وابن جرير ، وغيرهم. والآية الكريمة شاهدة لهذا الحديث شهادة قوية كما ترى ؛ لأنه لما ذكر أنه أنجى يونس شبه بذلك إنجاءه المؤمنين. وقوله ننجي المؤمنين صيغة عامة في كل مؤمن كما ترى. وقرأ عامة القراء السبعة غير ابن عامر وشعبة عن عاصم وكذلك ننجي المؤمنين بنونين أولاهما مضمومة ، والثانية ساكنة بعدها جيم مكسورة مخففة فياء ساكنة ، وهو مضارع " أنجى " الرباعي على صيغة أفعل ، والنون الأولى دالة على العظمة ، وقرأ ابن عامر وشعبة عن عاصم " وكذلك نجي المؤمنين " بنون واحدة مضمومة بعدها جيم مكسورة مشددة فياء ساكنة. وذا النُّون إِذْ ذهبَ مغاضبًا - روائع وديع اليمني - YouTube. وهو على هذه القراءة بصيغة فعل ماض مبني للمفعول من نجى المضعفة على وزن " فعل " بالتضعيف. وفي كلتا القراءتين إشكال معروف. أما قراءة الجمهور فهي من جهة القواعد العربية واضحة لا إشكال فيها ، ولكن فيها إشكال من جهة أخرى ، وهي: أن هذا الحرف إنما كتبه الصحابة في المصاحف العثمانية بنون واحدة ، فيقال: كيف تقرأ بنونين وهي في المصاحف بنون واحدة ؟ وأما على قراءة ابن عامر وشعبة بالإشكال من جهة القواعد العربية ؛ لأن نجى على قراءتهما بصيغة ماض مبني للمفعول ، فالقياس رفع المؤمنين بعده على أنه نائب الفاعل ، وكذلك القياس فتح ياء " نجى " لا إسكانها.
وذا النون اذ ذهب مغاضبا عبد الباسط
وقوله: فكان من المدحضين أي المغلوبين في القرعة ؛ لأنه خرج له السهم الذي يلقى صاحبه في البحر ، ومن ذلك قول الشاعر: قتلنا المدحضين بكل فج فقد قرت بقتلهم العيون وقوله: فنبذناه أي: طرحناه ، بأن أمرنا الحوت أن يلقيه بالساحل. والعراء: الصحراء. إعراب قوله تعالى: وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الآية 87 سورة الأنبياء. وقول من قال: العراء: الفضاء أو المتسع من الأرض ، أو المكان الخالي ، أو وجه الأرض - راجع إلى ذلك ، ومنه قول الشاعر وهو رجل من خزاعة: ورفعت رجلا لا أخاف عثارها ونبذت بالبلد العراء ثيابي وشجرة اليقطين: هي الدباء. وقوله: وهو سقيم أي: مريض لما أصابه من التقام الحوت إياه ، وقال تعالى في " القلم ": ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم فاجتباه ربه فجعله من الصالحين [ 68 \ 48 - 50] فقوله في آية " القلم " هذه: إذ نادى [ 68 \ 48] أي: نادى أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، وقوله: وهو مكظوم [ 6 \ 48] أي: مملوء غما ، كما قال تعالى: ونجيناه من الغم [ 21 \ 88] وهو قول ابن عباس ومجاهد. وعن عطاء وأبي مالك مكظوم: مملوء كربا ، قال الماوردي: والفرق بين الغم والكرب أن الغم في القلب ، والكرب في الأنفاس. وقيل مكظوم محبوس.
وذا النون اذ ذهب مغاضبا اسلام صبحي
وقال عروة بن الزبير وسعيد بن جبير وجماعة: ذهب عن قومه مغاضبًا لربه إذ كشف عن قومه العذاب بعد ما أوعدهم، وكره أن يكون بين قوم قد جربوا عليه الخلف فيما أوعدهم واستحيا منهم، ولم يعلم السبب الذي به رفع العذاب، وكان غضبه أنفةً من ظهور خلف وعده، وأنه يسمى كذابًا لا كراهيةً لحكم الله تعالى. وذا النون اذ ذهب مغاضبا في اي سوره. وفي بعض الأخبار أنه كان من عادة قومه أن يقتلوا من جربوا عليه الكذب فخشي أن يقتلوه لما لم يأتهم العذاب للميعاد، فغضب، والمغاضبة ها هنا كالمفاعلة التي تكون من واحد، كالمسافرة والمعاقبة، فمعنى قوله مغاضبًا أي غضبان. وقال الحسن: إنما غضب ربه عز وجل من أجل أنه أمره بالمسير إلى قومه لينذرهم بأسه ويدعوهم إليه فسأل ربه أن ينظره ليتأهب للشخوص إليهم، فقيل له: إن الأمر أسرع من ذلك حتى سأل أن ينظر إلى أن يأخذ نعلًا يلبسها فلم ينظره. وكان في خلقه ضيق فذهب مغاضبًا. وعن ابن عباس، قال: أتى جبريل يونس فقال: انطلق إلى أهل نينوى فأنذرهم، فقال: ألتمس دابةً قال: الأمر أعجل من ذلك فغضب فانطلق إلى السفينة.
وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه
وأجاب العلماء عن هذا بأجوبة ، منها ما ذكره بعض الأئمة ، وأشار إليه ابن هشام في باب الإدغام من توضيحه أن الأصل في قراءة ابن عامر وشعبة " ننجي " بفتح النون الثانية مضارع نجى مضعفا ، فحذفت النون الثانية تخفيفا. أو ننجي بسكونها مضارع " أنجى " وأدغمت النون في الجيم لاشتراكهما في الجهر ، والانفتاح ، والتوسط بين القوة والضعف ، كما أدغمت في " إجاصة وإجانة " بتشديد الجيم فيهما ، والأصل " إنجاصة وإنجانة " فأدغمت النون فيهما. والإجاصة: واحدة الإجاص ، قال في القاموس: الإجاص بالكسر مشددا: ثمر معروف ، دخيل لأن الجيم والصاد لا يجتمعان في كلمة ، الواحدة بهاء. ولا [ ص: 245] تقل إنجاص ، أو لغية. ا هـ. والإجانة واحدة الأجاجين. وذا النون اذ ذهب مغاضبا الطبلاوي. قال في التصريح: وهي بفتح الهمزة وكسرها. قال صاحب الفصيح: قصرية يعجن فيها ويغسل فيها. ويقال: إنجانة كما يقال إنجاصة ، وهي لغة يمانية فيهما أنكرها الأكثرون. فهذان وجهان في توجيه قراءة ابن عامر وشعبة ، وعليهما فلفظة " المؤمنين " مفعول به لـ " ننجي ". ومن أجوبة العلماء عن قراءة ابن عامر وشعبة: أن " نجي " على قراءتهما فعل ماض مبني للمفعول ، والنائب عن الفاعل ضمير المصدر ، أي: نجى هو ، أي الإنجاء ، وعلى هذا الوجه فالآية كقراءة من قرأ ليجزى قوما الآية [ 45 \ 14] ببناء " يجزى " للمفعول ، والنائب ضمير المصدر ، أي: ليجزي هو ، أي الجزاء ونيابة المصدر عن الفاعل في حال كون الفعل متعديا للمفعول ترد بقلة ، كما أشار له في الخلاصة بقوله: وقابل من ظروف أو من مصدر أو حرف جر بنيابة حري ولا ينوب بعض هذا إن وجد في اللفظ مفعول به وقد يرد ومحل الشاهد منه قوله: " وقد يرد " وممن قال بجواز ذلك الأخفش والكوفيون وأبو عبيد.
وذا النون اذ ذهب مغاضبا الطبلاوي
ومن أمثلة ذلك في كلام العرب قول جرير يهجو أم الفرزدق: ولو ولدت قفيرة جرو كلب لسب بذلك الجرو الكلابا 69 يعني لسب هو ، أي: السب. وقول الراجز: لم يعن بالعلياء إلا سيدا ولا شفى ذا الغي إلا ذو هدى وأما إسكان ياء " نجي " على هذا القول فهو على لغة من يقول من العرب: رضي ، وبقي بإسكان الياء تخفيفا. ومنه قراءة الحسن وذروا ما بقي من الربا [ 2 \ 278] بإسكان ياء " بقي " ومن شواهد تلك اللغة قول الشاعر: خمر الشيب لمتي تخميرا وحدا بي إلى القبور البعيرا ليت شعري إذ القيامة قامت ودعي بالحساب أين المصيرا وأما الجواب عن قراءة الجمهور فالظاهر فيه أن الصحابة حذفوا النون في المصاحف ؛ لتمكن موافقة قراءة ابن عامر وشعبة للمصاحف لخفائها ، أما قراءة الجمهور فوجهها ظاهر ولا إشكال فيها ، فغاية الأمر أنهم حذفوا حرفا من الكلمة لمصلحة مع تواتر الرواية لفظا بذكر الحرف المحذوف ، والعلم عند الله تعالى.
فاستجبنا له دعاءه، وخلصناه من غم هذه الشدة، وكذلك ننجي المصدقين العاملين بشرعنا. التفسير الميسر
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
2011-08-03, 02:51 PM #1 ما حكم قطرة الأنف والعين والأذن للصائم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله السؤال: ما حكم قطرة الأنف والعين والأذن للصائم؟ الجواب: قطرة الأنف إذا وصلت إلى المعدة فإنها تفطر لما جاء في حديث لقيط بن صبرة حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً))
فلا يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته، وأما ما لا يصل إلى ذلك من قطرة الأنف فإنها لا تفطر.
حكم التعامل بالعملات الألكترونية - إسلام ويب - مركز الفتوى
أما إذا أزيلت طبلة الأذن لمرض أو ما شابه فهنا تتصل الأذن بالبلعوم، وتكون كالأنف. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " أما قطرة العين ومثلها أيضاً الاكتحال وكذلك القطرة في الأذن فإنها لا تفطر الصائم، لأنها ليست منصوصاً عليها، ولا بمعنى المنصوص عليه، والعين ليست منفذاً للأكل والشرب، وكذلك الأذن فهي كغيرها من مسام الجسد ". وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: " وهكذا قطرة العين والأذن لا يفطر بهما الصائم في أصح قولي العلماء، فإن وجد طعم القطور في حلقه، فالقضاء أحوط ولا يجب؛ لأنهما ليسا منفذين للطعام والشراب". أقوال العلماء في حكم قطرة العين للصائم - إسلام ويب - مركز الفتوى. 3 – استعمال قطرة الأنف:
اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: استعمال القطرة في الأنف في نهار رمضان يفسد الصوم إذا وصل التقطير إلى الجوف، وهذا قول جمهور العلماء ورجحه الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث لقيط بن صبرة: " وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً" (رواه الترمذي وصححه الألباني)، فالحديث يدل على أنه لا يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته، فالأنف منفذ إلى الحلق ثم المعدة، كما أن نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن المبالغة في الاستنشاق يتضمن النهي عن إدخال أي شيء عن طريق الأنف.
حكم استعمال الصائم قطرة العين أو الأذن | الشيخ صالح الفوزان - Youtube
حكم الاكتحال وقطرة العين والأذن للصائم وما الحكم لو وجد طعمه في حلقه ؟ - YouTube
أقوال العلماء في حكم قطرة العين للصائم - إسلام ويب - مركز الفتوى
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: " أما القطرة في الأنف فلا تجوز؛ لأن الأنف منفذ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً). وعلى من فعل ذلك القضاء لهذا الحديث، وما جاء في معناه، إن وجد طعمها في حلقه ". حكم التعامل بالعملات الألكترونية - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " قطرة الأنف إذا وصلت إلى المعدة أو إلى الحلق فإنها تفطر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث لقيط بن صبرة: (بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) فلا يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته، أو إلى حلقه وأما ما لا يصل إلى ذلك من قطرة الأنف فإنها لا تفطر ". القول الثاني: استعمال القطرة في الأنف في نهار رمضان لا يفسد الصوم، وهذا قول الإمام ابن حزم، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وبعض أهل العلم المعاصرين ومنهم الشيخ هيثم الخياط، والشيخ عجيل النشمي، وأخذ بذلك مجمع الفقه الإسلامي؛ لأن ما يصل إلى المعدة من هذه القطرة قليل جداً، وهذا القليل الواصل أقل مما يصل من المتبقي من المضمضة، فيعفى عنه قياساً على المتبقي من المضمضة. ولأن الدواء الذي في هذه القطرة مع كونه قليلاً فهو لا يغذي، وعلة التفطير هي التقوية والتغذية، وقطرة الأنف ليست أكلاً ولا شرباً، لا في اللغة، ولا في العرف.
السؤال: هل قطرة العين مفطرة وأنا أجد طعمها في فمي؟
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالصحيح من أقوال أهل العلم أن القطرة في العين لا تفطر، سواء وجد طعمها في الحلق أو لا، لأن العين ليست منفذاً معتاداً، ولكن الاحتياط ترك ذلك. والله أعلم. 1
0
4, 676