قال تعالى: ( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ) الصافات/48. قال الإمام الطبري – رحمه الله -:
يقول تعالى ذِكْره: وعند هؤلاء المخلصين من عباد الله في الجنة: قاصرات الطرف ، وهنَّ النساء اللواتي قصرن أطرافهن على بعولتهن ، لا يُردن غيرهم ، ولا يمددن أبصارهن إلى غيرهم.
" تفسير الطبري " ( 21 / 41).
- هل يرى المسلمُ مَن يشاء مِن نساء الجنة ؟ - الإسلام سؤال وجواب
- هل في الجنه اختلاط!!!
- هل ثمت اختلاط بين الرجال والنساء في الجنة - إسلام ويب - مركز الفتوى
- الجمع والقصر قبل السفر | صحيفة الخليج
- هل يجوز لمرضى القلب السفر؟!
- المدة المبيحة للترخص برخص السفر - إسلام ويب - مركز الفتوى
- صلاة المسافر بالطائرة أو القطار - إسلام ويب - مركز الفتوى
هل يرى المسلمُ مَن يشاء مِن نساء الجنة ؟ - الإسلام سؤال وجواب
وهكذا رواه الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتابه "صفة الجنة"، من طريق الطبراني، عن أحمد بن عمرو بن مسلم الخلال، عن عبد الله بن عمران العابدي، به، ثم قال: لا أرى بإسناده بأساً. انتهى من "تفسير ابن كثير".. وقال القرطبي رحمه الله: "(فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم) أي هم معهم في دار واحدة، ونعيم واحد، يستمتعون برؤيتهم والحضور معهم، لا أنهم يساوونهم في الدرجة، فإنهم يتفاوتون، لكنهم يتزاورون، للاتباع في الدنيا والاقتداء. وكل من فيها قد رزق الرضا بحاله، وقد ذهب عنه اعتقاد أنه مفضول. قال الله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل). " انتهى من "تفسير القرطبي". وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن من رآه في المنام فإنه سيراه في اليقظة؛ أي: في الجنة، وهذا يشمل الرجال والنساء، ومن رافقه في الجنة، ومن كان دون ذلك في المنزلة. عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ، وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي) رواه البخاري (6592)، وقال: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِذَا رَآهُ فِي صُورَتِهِ. هل ثمت اختلاط بين الرجال والنساء في الجنة - إسلام ويب - مركز الفتوى. ورواه مسلم. قال النووي رحمه الله: " قوله صلى الله عليه وسلم (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو لكأنما رآني في اليقظة): قال العلماء: إن كان الواقع في نفس الأمر: (فكأنما رآني)، فهو كقوله صلى الله عليه وسلم: (فقد رآني)، أو: (فقد رأى الحق)، كما سبق تفسيره.
هل في الجنه اختلاط!!!
فالشاهد أن وقوع الاختلاط لا دليل على امتناعه هناك كونا. وإن كنا نستدرك ونؤول إلى الأصل الذي تقدم تقريره من أن أمر الجنة ليس كأمر الدنيا، فلو شاء الله - وتاملي في هذا جيدا - ألا يرى الواحد من أهل الجنة إلا من تطلب نفسه أن تتلذذ برؤيته لجعل له ذلك، من دون أن يرى أحدا غيره.. وما كان في ذلك حرمانٌ له من شيء من ملذات الجنة قط! ولو شاء سبحانه ألا يرى الرجال غير نسائهم في الجنة لكان ذلك بحوله وقدرته ولم يكن ثم ما يمنعه نقلا ولا عقلا! فهي دار غير الدار، لا تنضبط بقوانين الدنيا ولا بنظمها.. ولكن لأن النقل لم يدل على شيء من ذلك فإننا لا علم لنا بشيء مما هو كائن هناك إلا ما بغلنا به النص.. وحاصل القول في هذا أن النص كما لم يمنع وقوع الاختلاط في الجنة كونا، فهو أيضا لا يلزم منه وقوعه عقلا، والله أعلم. /// وأما من جهة الحل والحرمة، فإن قلنا بأن الاختلاط واقع كونا، فلا حل ولا حرمة في الجنة أصلا، فلا يوجد "اختلاط مباح واختلاط محرم"!! هل في الجنه اختلاط!!!. ومفهوم المحرمية بين الرجال والنساء ممتنع هناك، لأن الدار ليست دار تكليف، والخلق فيها ليسوا خلق ابتلاء ولكنهم خلق تنعيم خالص.. فالله نزع تلك الأشياء من الصدور هناك نزعا، فلا ينظر رجل فيها لامرأة غيره – إن قلنا بإمكان ذلك كونا - طمعا فيما ليس له منها، ولا يرتاب أحد منهم في أخيه!
هل ثمت اختلاط بين الرجال والنساء في الجنة - إسلام ويب - مركز الفتوى
وقال الله تعالى: {من عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} [غافر:40]. وأخيرًا إليكِ أيتها الأخت السائلة هذا الحديث الذي سيقضي تماماً بإذن الله على كلّ وسوسة في صدرك بشأن ذكر النساء:
عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ الأَنْصَارِيَّة ِ أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: "مَا أَرَى كُلَّ شَيْءٍ إِلاّ لِلرِّجَالِ وَمَا أَرَى النِّسَاءَ يُذْكَرْنَ بِشَيْءٍ" فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةَ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَات ِ وَالْمُؤْمِنِين َ وَالْمُؤْمِنَات ِ} الآيَةَ (رواه الترمذي [3211] وهو في صحيح الترمذي [2565]).
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا لا يصافح النساء من غير محارمه. وأما في الآخرة، فلم نقف على شيء في ذلك، وأمور الغيب لا تعلم إلا بالخبر من الله أو من رسوله صلى الله عليه وسلم. فنقول: الله أعلم بما يكون الحال عليه، وعلينا أن ننشغل بما يدخلنا الجنة، ويرفع درجاتنا فيها، ويجعلنا في رفقة النبي صلى الله عليه وسلم. والواجب الوقوف عند ما جاءت به النصوص من الكتاب والسنة، فيجب الإيمان بالجنة وما أخبر الله به من أصناف النعيم فيها، مع العلم بأن حقائقها لا يعلمها إلا الله. ولم يأت في النصوص أن الرجل يلقى نساء الآخرة. فلم يرد نفي ولا إثبات للرؤية المسؤول عنها، وليس لنا أن نقول: إن الإنسان يمكن أن يرى أمهات المؤمنين، أو نقول لا يمكن، بل يجب أن نمسك عن التفكير في هذا، والخوض فيه، فإنه من الفضول وليس مما يشرع الدعاء به، ولا مما يشرع تمنيه. لكن الذي دل عليه القرآن أن المؤمنين يلتقون ويجلسون على السرر متقابلين، كما قال تعالى: (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين) [الواقعة:12-16]، وفي الآية الأخرى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين). فلا ينبغي الخوض في أمور الغيب بلا علم، بل إذا طرح مثل هذا السؤال فينبغي أن يجيب الإنسان بقوله: الله أعلم، ويوجه السائل إلى عدم الخوض في ذلك لأنه لا فائدة فيه، (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً) [الإسراء:36] وقالت الملائكة: (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) [البقرة:32].
وينبغي أن تعلم أن المسافة التي تقصر فيها الصلاة إنما تحسب بعد مجاوزة بناء البلدة وليس من مسكن المسافر، فإذا كانت المسافة التي ذكرت أنك تقطعها في سفرك كذلك فإنها تعتبر مسافة قصر، ويشرع لك القصر والجمع إذا كان سفرك مباحا. وإذا صليت الظهر في وقتها تامة وأنت في مدينتك فلا يجوز لك أن تصلي بعدها العصر مقصورة داخل المدينة لأن مشروعية القصر والجمع لا تبدأ إلا بعد أن يتجاوز المسافر جميع بيوت قريته. قال ابن قدامة في المغني: وجملته أنه ليس لمن نوى السفر القصر حتى يخرج من بيوت قريته, ويجعلها وراء ظهره. وبهذا قال مالك, والشافعي, والأوزاعي, وإسحاق, وأبو ثور, وحكي ذلك عن جماعة من التابعين. وقال المواق المالكي في التاج والإكليل: من المدونة قال مالك: من أراد سفرا فليتم الصلاة حتى يبرز عن بيوت القرية حتى لا يحاذيه أو يواجهه منها شيء، وكذلك في البحر ثم يقصر. انتهى. ولك أثناء سفرك قصر صلاة العشاء وجمعهما مع المغرب جمع تقديم أوتأخير، وإذا وجدت في طريقك جماعة مقيمة تصلي المغرب أوالعشاء فاحرص على ثواب فضل الجماعة وصل معهم، فإن صليت وراء إمام يتم الصلاة وجب عليك أن تتم، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 32566. المدة المبيحة للترخص برخص السفر - إسلام ويب - مركز الفتوى. والمسافرإذا ترك القصر والجمع فصلاته صحيحة وليست بباطلة، فقصرالصلاة الرباعية سنة عند جمهورأهل العلم، والجمع بين الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء جائز، والأفضل تركه، ولم نقف على حديث يدل على بطلان الصلاة مع ترك القصرأو الجمع.
الجمع والقصر قبل السفر | صحيفة الخليج
وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى فيمن كان مسافرا بالطائرة ويعلم أنه سيصل إلى الأرض قبل خروج الوقت أنه لا يصلي في الطائرة، بل يصلي عند الوصول حتى يتمكن من القيام والركوع والسجود. قال رحمه الله تعالى كما في مجموع فتاواه:... أما إذا كان يمكن هبوط الطائرة قبل خروج الوقت للصلاة الحاضرة. أو التي تليها إن كانت تجمع إليها فإنه لا يصلي في الطائرة لأنه لا يمكنه الإتيان بما يجب, فعليه أن يؤخر الصلاة حتى يهبط ويصليها على الأرض ليتمكن من فعل الواجب. هل يجوز لمرضى القلب السفر؟!. اهـ. وأما إن كانت المسافة المذكورة ليست من مفارقة عمران بلد إقامتك فإنها لا تعتبر مسافة قصر, ويلزمك أن تصلي المغرب في وقتها ولا يجوز لك جمع المغرب مع العشاء عند الوصول, فإن استطعت أن تصليها قبل صعود القطار فذاك, وإلا فصلها في القطار, فإن تيسر لك أن تصلي في مكان من القطار تستطيع فيه القيام والركوع والسجود فذاك, وإلا فصل في كرسيك قائما وأومئ بالركوع والسجود، واجتهد في تحري القبلة، ولا تطالب بإعادة الصلاة عند وصولك، ولو أعدتها عملا بقول من أوجب ذلك فهو أحوط، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. قال ابن باز رحمه الله عن الصلاة في القطار:
يجب عليك وعلى كل ركاب القطار من المسلمين أن يصلوا الصلاة في وقتها, ولهم أن يجمعوا بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في وقت إحداهما إذا كانوا مسافرين, وعليهم أن يصلوا حسب طاقتهم, قائمين أو جالسين, وإذا لم يستطيعوا الركوع أو السجود أومؤوا بذلك, وجعلوا السجود أخفض من الركوع ؛ لقول الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}.
هل يجوز لمرضى القلب السفر؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي السائل أولا أن الأصل في الصلاة أنها تصلى لوقتها، ولا تجمع مع غيرها بدون عذر شرعي كسفر أو مرض أو مطر, فإن كانت المسافة التي ذكرتها هي من مفارقة عمران بلدة إقامتك إلى أول عمران بلدة عملك فهي مسافة سفر، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة:
المسافة التي يشرع فيها القصر في السفر هي التي تبلغ مسيرة يومين للراحلة, وتقدر بثمانين كيلا تقريبا, والمسافة تعتبر من مفارقة البنيان الذي سافر منه الشخص إلى أول عامر البلد الذي قصده الشخص... اهـ. صلاة المسافر بالطائرة أو القطار - إسلام ويب - مركز الفتوى. ولا حرج عليك حينئذ في تأخير صلاة المغرب إلى وصولك لمدينتك وتصليها مع صلاة العشاء ويكون هذا جمع تأخير لأنك مسافر يجوز لك الترخص برخص السفر ومنها الجمع بين الصلاتين. جاء في مجموع فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:
إذا سافر المسلم مسافة 80 كيلو مترا تقريبا أو أكثر, للنزهة أو للصيد أو لغير ذلك من الأسباب المباحة شرع له القصر, فيصلي الأربع اثنتين, ويجوز له الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء جمع تقديم أو جمع تأخير, على حسب ما يراه أرفق به.. اهـ,
ولا شك أن الأرفق بك أن تجمع المغرب مع العشاء عند وصولك وبهذا تعلم جواب سؤالك هل الأولى... إلخ.
المدة المبيحة للترخص برخص السفر - إسلام ويب - مركز الفتوى
هل انا معذور أمام الله في التخلف عن المسجد وهل دعائي بالشفاء سيكون مقبولا مع صلاتي في البيت. ؟؟افيدوني و ارحموني رحمكم الله
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
بداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل وأن يفرج عنك ما انت فيه من البلاء والكرب. مسألة الاستهزاء من قبل الناس بك عند رؤيتك، الأصل ألا تجعلها تفقدك ثقتك بنفسك، بل العكس هو الصحيح، ثق بالله أولاً وأكثر من الدعاء والاستغفار، واخرج للناس، في صلاة الجماعة وغيرها، بداية قد ينالك شيء مما ذكرت منهم، ولكن مع مرور الوقت يصبح الأمر مألوفاً بالنسبة لك ولهم، ويقل الازعاج هذا إن لم ينته تماما، وعليه فما سبق ذكره - رغم ألمه- ليس عذراً كافياً للتخلي عن صلاة الجماعة. والله سبحانه يكرمك ويعوضك خيرا. أوقات الصلاة
التوقيت المحلي GMT+3، وبالاعتماد على توقيت رابطة العالم الاسلامي.
صلاة المسافر بالطائرة أو القطار - إسلام ويب - مركز الفتوى
وكذلك رُوي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنه قال: جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة من غير خوف ولا سفر (١) ، وفي بعضها: من غير سفر ولا مطر (٢). قيل له: هذا لا يصح لوجوه: أحدها: أن هذا لا يسمى جمعًا؛ لأن الجمع هو: ضم الشيء إلى الشيء، والصلاة لا يمكن ضمها، وإنما يكون جمعًا إذا ضمت إحداهما إلى الأخرى في وقت إحداهما، فأما إذا انفردت كل واحدة منهما عن الأخرى بالفعل والوقت، فلا يكون جمعًا. = (٢/ ١٥٩): (رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو مالك النخعي، وهو ضعيف). (١) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب: صلاة المسافرين، باب: الجمع بين الصلاتين في الحضر، رقم (٧٠٥)، وفي لفظ له: "في غير خوف ولا مطر"، وقريب منه ما أخرجه البخاري في كتاب: مواقيت الصلاة، باب: تأخير الظهر إلى العصر، رقم (٥٤٣) عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، بلفظ: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بالمدينة سبعًا وثمانيًا: الظهر والعصر، والمغرب والعشاء". (٢) أخرج هذا اللفظ عبد الرزاق في مصنفه رقم (٤٤٣٤)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ١٦٠)، وفي إسناده صالح مولى التوءمة، قال ابن حجر: (صدوق اختلط) التقريب ص ٢٧٩، قال الألباني - رحمه الله -: (ولعل الصواب الرواية الأولى، فإن لفظ "المدينة" معناه: في "غير سفر"، فذكر هذه العبارة مرة أخرى لا فائدة منها، بل هو تحصيل حاصل؛ بخلاف قوله: "في غير خوف").
تاريخ النشر: الإثنين 19 محرم 1423 هـ - 1-4-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 14833
206547
0
578
السؤال
هل تجوز صلاة الفرض للمسافر في السيارة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح على الراحلة قِبَلَ أي وجه توجه، ويوتر عليها، غير أنه لا يُصلي عليها المكتوبة. قال النووي في شرح مسلم: وفيه دليل على أن المكتوبة لا تجوز إلى غير القبلة، ولا على الدابة وهذا مجمع عليه؛ إلا في شدة الخوف. ا. هـ. فصلاة الفريضة لا تجوز على الراحلة في الأصل، لكن قد يعرض لها من الأحوال ما يجوزها. منها ما ذكره النووي في المجموع وشرح مسلم قال: ولو حضرت الصلاة المكتوبة، وخاف لو نزل ليصليها على الأرض إلى القبلة انقطاعاً عن رفقته أو خاف على نفسه أو ماله لم يجز ترك الصلاة وإخراجها عن وقتها، بل يصليها على الدابة لحرمة الوقت، وتجب الإعادة لأنه عذر نادر. ونقل عن بعضهم أنه لا تجب الإعادة، لأن فعل الفرض يطلب مرة واحدة، وهو الراجح، وإن كانت الإعادة أحوط. ومنها: حالة الخوف. كما ذكرته آنفاً، ولا يعيدها لما سبق.
ففي الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية: ومن يسوي من العامة بين الجمع والقصر فهو جاهل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأقوال علماء المسلمين، فإن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقت بينهما، والعلماء اتفقوا على أن أحدهما سنة، واختلفوا في وجوبه، وتنازعوا في جواز الآخر فأين هذا من هذا. انتهى. وقال النووي في المجموع: قال الغزالي في البسيط والمتولي في التتمة وغيرهما: الأفضل ترك الجمع بين الصلاتين، ويصلي كل صلاة في وقتها، قال الغزالي: لا خلاف أن ترك الجمع أفضل بخلاف القصر ، قال: والمتبع في الفضيلة الخروج من الخلاف في المسألتين، يعني خلاف أبي حنيفة وغيره، ممن أوجب القصر وأبطل الجمع، وقال المتولي: ترك الجمع أفضل، لأن فيه إخلاء وقت العبادة من العبادة فأشبه الصوم والفطر. انتهى. وعليه؛ فلا داعي للحرج والضيق الذي تشعر به فكل ذلك من وسوسة الشيطان فجاهد نفسك في سبيل الابتعاد عنه. والله أعلم.