وليس قوله: (إنّه كان ظَلومًا جَهولاً) نقضًا لهذا التكريم، فإن مجرّد استعداده لتلقِّي التكاليف دون غيره من المخلوقات هو مَناط التكريم، وكونه يَفِي بالعهد أو ينقض من مظاهر الاستعداد الذي ليس لغيره. فهو ظلوم إن تعدَّى حدود التكليف وهو يَعلَم بها، وجهول إن كان لا يعلمُها وعنده أمانة العقل الذي يَهديه إلى علمها، وليس هناك كائن غير الإنسان يوصَف بالظلم والجهل؛ لأنّه لا يعرف حَدًّا يقف عنده. وما وصف الإنسان بالظلم والجهل إلا لأنّه يصِحُّ أن يوصَف بضدهما من العدل والعلم كما قال المحقِّقون. هذا بعض ما قيل في تفسير الآية، ولعل فيه الكِفاية. وعن حذيفة بن اليمان قال: حدثنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر … حدثنا أن الأمانة نزلت في جِذْر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعَلِمُوا من القرآن وعَلِموا من السُّنة، ثم حدَّثنا عن رفع الأمانة " رواه البخاري ومسلم. تفسير قوله تعالى عن الأمانة : ( وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) .. وعرْض الله الأمانة على السموات والأرض والجبال: إن أدَّوْها أثابهم، وإن ضيَّعوها عذبهم، فكَرِهوا ذلك وأشْفَقوا من غير معصية، ولكن تعظيمًا لدين الله عز وجل ألا يقوموا به. ثم عَرَضَهَا على آدم فَقَبِلَها بما فيها، قال النحاس: وهذا القول هو الذي عليه أهل التفسير.
- هل عندكم تفسير جديد لقوله تعالى (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض)؟
- تفسير قوله تعالى عن الأمانة : ( وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) .
- قناة صدى البلد/ما هي الأمانة .. الدكتور على جمعة يفسر قوله تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال". #صدى_البلد #رمضان_نورنا
- هل يسمع الميت بعد غسله - إسألنا
هل عندكم تفسير جديد لقوله تعالى (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض)؟
ثم بين عاقبة تلك التكاليف فقال: (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ... ) أي وكان عاقبة حمل الإنسان لهذه الأمانة أن يعذب من خانها، وأبى الطاعة والانقياد لها، من المنافقين والمنافقات، والمشركين والمشركات، ويقبل توبة المؤمنين والمؤمنات إذا رجعوا إليه وأنابوا، لتلافيهم ما فرط منهم من الجهل وعدم التبصر في العواقب، وتداركهم ذلك بالتوبة. ثم علل قبوله لتوبتهم بقوله: (وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً). اهـ. فاللام لام العاقبة ، وليست لام التعليل. وقال ابن قتيبة في (تأويل مشكل القرآن): أي عرضنا ذلك عليه ليتقلّده، فإذا تقلّده ظهر نفاق المنافق، وشرك المشرك، فعذّبه الله به، وظهر إيمان المؤمن، فتاب الله عليه. اهـ. وقال الشيخ الشنقيطي في (أضواء البيان): الظاهر أن المراد بالإنسان آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وأن الضمير في قوله: (إنه كان ظلوما جهولا) راجع للفظ الإنسان مجردا عن إرادة المذكور منه، الذي هو آدم. والمعنى: إنه ـ أي الإنسان الذي لا يحفظ الأمانة ـ كان ظلوما جهولا، أي: كثير الظلم والجهل. اهـ. وعلى هذا الوجه المتقدم في تفسير الآية لا يبقى من أسئلة السائل إلا سؤالان:
ـ الأول: هل الإنسان لديه الاختيار داخل اختبار لم يختر دخوله من الأساس؟ وماذا لو أن الإنسان يريد أن يكون عدما.. قناة صدى البلد/ما هي الأمانة .. الدكتور على جمعة يفسر قوله تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال". #صدى_البلد #رمضان_نورنا. ؟
ـ والثاني: لماذا خلق الله الكافر وهو يعلم أنه سيكون كافرا... ؟
أما جواب الأول: فليس للإنسان خيار، لا في مجيئه إلى الدنيا، ولا في دخوله أو خروجه من هذا الاختبار.
"تفسير ابن كثير" (6 / 489). وقال الطبري رحمه الله:
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما قاله الذين قالوا: إنه عُنِي بالأمانة في هذا
الموضع: جميع معاني الأمانات في الدين وأمانات الناس وذلك أن الله لم يخص بقوله:
(عَرَضْنَا الأمَانَةَ) بعض معاني الأمانات لما وصفنا" انتهى. هل عندكم تفسير جديد لقوله تعالى (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض)؟. "تفسير الطبري" (20
/ 342). وقال القرطبي رحمه الله:
الأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال ، وهو قول الجمهور " انتهى. "الجامع لأحكام القرآن" (14 / 252)
وقال السعدي رحمه الله:
جميع ما أوجبه الله على عبده أمانة ، على العبد حفظها بالقيام التام بها ، وكذلك
يدخل في ذلك أمانات الآدميين ، كأمانات الأموال والأسرار ونحوهما ، فعلى العبد
مراعاة الأمرين ، وأداء الأمانتين ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)
" انتهى. "تفسير السعدي" (ص 547). وقال الشنقيطي رحمه الله:
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه عرض الأمانة ، وهي التكاليف مع ما يتبعها من
ثواب وعقاب على السماوات والأرض والجبال ، وأنهن أبين أن يحملنها وأشفقن منها ، أي: خفن من عواقب حملها أن ينشأ لهن من ذلك عذاب الله وسخطه ، وهذا العرض والإباء
والإشفاق كله حق ، وقد خلق الله للسماوات والأرض والجبال إدراكا يعلمه هو جل وعلا ،
ونحن لا بعلمه ، وبذلك الإدراك أدركت عرض الأمانة عليها ، وأبت وأشفقت ، أي: خافت
" انتهى.
تفسير قوله تعالى عن الأمانة : ( وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) .
قالت: لا. ثم عرضها على الأرضين السبع الشداد ، التي شدت بالأوتاد ، وذللت بالمهاد ، قال: فقيل لها: هل تحملين الأمانة وما فيها ؟ قالت: وما فيها ؟ قال: قيل لها: إن أحسنت جزيت ، وإن أسأت عوقبت. ثم عرضها على الجبال الشم الشوامخ الصعاب الصلاب ، قال: قيل لها: هل تحملين الأمانة وما فيها ؟ قالت: وما فيها ؟ قال: قيل لها: إن أحسنت جزيت ، وإن أسأت عوقبت. وقال مقاتل بن حيان: إن الله حين خلق خلقه ، جمع بين الإنس والجن ، والسماوات والأرض والجبال ، فبدأ بالسماوات فعرض عليهن الأمانة وهي الطاعة ، فقال لهن: أتحملن هذه الأمانة ، ولكن على الفضل والكرامة والثواب في الجنة... ؟ فقلن: يا رب ، إنا لا نستطيع هذا الأمر ، وليست بنا قوة ، ولكنا لك مطيعين. ثم عرض الأمانة على الأرضين ، فقال لهن: أتحملن هذه الأمانة وتقبلنها مني ، وأعطيكن الفضل والكرامة ؟ فقلن: لا صبر لنا على هذا يا رب ولا نطيق ، ولكنا لك سامعين مطيعين ، لا نعصيك في شيء تأمرنا به. ثم قرب آدم فقال له: أتحمل هذه الأمانة وترعاها حق رعايتها ؟ فقال عند ذلك آدم: ما لي عندك ؟ قال: يا آدم ، إن أحسنت وأطعت ورعيت الأمانة ، فلك عندي الكرامة والفضل وحسن الثواب في الجنة.
وقال بعض أهل العلم: ركب الله - عز وجل - فيهن العقل والفهم حين عرض الأمانة عليهن حتى عقلن الخطاب وأجبن بما أجبن. وقال بعضهم: المراد من العرض على السماوات والأرض هو العرض على أهل السماوات والأرض، عرضها على من فيها من الملائكة. وقيل: على أهلها كلها دون أعيانها، كقوله تعالى: " واسأل القرية " ( يوسف - 82)، أى: أهل القرية. والأول أصح وهو قول العلماء. ( فأبين أن يحملنها وأشفقن منها) أى: خفن من الأمانة أن لا يؤدينها فيلحقهن العقاب (وحملها الإنسان) يعنى: آدم عليه السلام، فقال الله لآدم: إنى عرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال فلم تطقها فهل أنت آخذها بما فيها؟ قال: يا رب وما فيها؟ قال إن أحسنت جوزيت، وإن أسأت عوقبت، فتحملها آدم، وقال: بين أذنى وعاتقى، قال الله تعالى: أما إذا تحملت فسأعينك، اجعل لبصرك حجابا فإذا خشيت أن تنظر إلى ما لا يحل لك فأرخ عليه حجابه، واجعل للسانك لحيين غلقا فإذا غشيت فأغلق، واجعل لفرجك لباسا فلا تكشفه على ما حرمت عليك. قال مجاهد: فما كان بين أن تحملها وبين أن خرج من الجنة إلا مقدار ما بين الظهر والعصر
تفسير ابن كثير
قال العوفى، عن ابن عباس: يعنى بالأمانة: الطاعة، وعرضها عليهم قبل أن يعرضها على آدم، فلم يطقنها، فقال لآدم: إنى قد عرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال فلم يطقنها، فهل أنت آخذ بما فيها؟ قال: يا رب، وما فيها؟ قال: إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت.
قناة صدى البلد/ما هي الأمانة .. الدكتور على جمعة يفسر قوله تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال". #صدى_البلد #رمضان_نورنا
وقال ابن جرير أيضا: حدثنا تميم بن المنتصر ، أخبرنا إسحاق ، عن شريك ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن السائب ، عن زاذان ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها - أو قال: يكفر كل شيء - إلا الأمانة ، يؤتى بصاحب الأمانة فيقال له: أد أمانتك. فيقول: أنى يا رب وقد ذهبت الدنيا ؟ فيقال له: أد أمانتك. فيقول: أنى يا رب ، وقد ذهبت الدنيا ؟ فيقال له: أد أمانتك. فيقول: أنى يا رب وقد ذهبت الدنيا ؟ فيقول: اذهبوا به إلى أمه الهاوية. فيذهب به إلى الهاوية ، فيهوي فيها حتى ينتهي إلى قعرها ، فيجدها هنالك كهيئتها ، فيحملها فيضعها على عاتقه ، فيصعد بها إلى شفير جهنم ، حتى إذا رأى أنه قد خرج زلت فهوى في أثرها أبد الآبدين ". وقال: والأمانة في الصوم ، والأمانة في الوضوء ، والأمانة في الحديث ، وأشد ذلك الودائع. فلقيت البراء فقلت: ألا تسمع إلى ما يقول أخوك عبد الله ؟ فقال: صدق. قال شريك: وحدثنا عياش العامري ، عن زاذان ، عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. ولم يذكر: " الأمانة في الصلاة وفي كل شيء ". إسناده جيد ، ولم يخرجوه.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا. فتاوى ذات صلة
هل يسمع الميت بعد غسله - إسألنا
فالواجب عليك ألا تزوريه في المقبرة ولكن تدعين له في بيتك وفي كل مكان بالمغفرة والرحمة، وتتصدقين عنه إذا تيسر لك صدقة وأنت على خير إن شاء الله، وأما الزيارة فلا. وعليك أيضًا أن تصلي، عليك أن تتقي الله وأن تصلي فإن الصلاة عمود الإسلام، يقول النبي ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر الصلاة عمود الإسلام وأمرها عظيم والله يقول فيها سبحانه في كتابه العظيم القرآن: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى (يعني: العصر) وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238] ويقول سبحانه في كتابه العظيم: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور:56]. فالواجب عليك أن تقيمي الصلاة في وقتها، الظهر أربعًا.. هل يسمع الميت بعد غسله - إسألنا. العصر أربعًا.. المغرب ثلاث.. العشاء أربعًا.. الفجر ثنتين، هذا الواجب عليك وعلى كل مسلم، ومن تركها كفر ولا حول ولا قوة إلا بالله. فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله مما سلف وأن تستقبلي زمانك بالصلاة والمحافظة على دين الله وأن تسألي عما أشكل عليك من دينك أهل العلم أو من طريق هذا البرنامج بالمكاتبة وسوف تجدين إن شاء الله في هذا البرنامج ما يكفي ويشفي.
[٢]
وما ذُكر عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- من إنكار ذلك؛ فلأنها لم تسمع وتحضر قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- لهم. [٣]
الدّليل الثّاني ما ورد في بعض الأحاديث من سماع الميّت لمن يُشيّعه، وكذلك سماعهُ لمن يُسلّم عليه، ووصيّة النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- للصّحابة بالسّلام على أهل القُبور، وردّ الله -تعالى- لروح النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- وردِّه السّلام على من يُسلّم عليه، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (ما من أحدٍ يُسلِّمُ عليَّ، إلا ردَّ اللهُ عليَّ رُوحي، حتى أَرُدَّ عليه السَّلامَ). [٤]
الدليل الثالث ما جرت به العادة من تلقين الميت، وما ورد في وصية عمرو بن العاص -رضي الله عنه- من البقاء على قبره بعد دفنه، لكي يستأنس بهم. وأمّا ما ورد من آيات في نفي السّماع، كقولهِ -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ) ؛ [٥]
وقد بوّب الإمامُ البُخاريُّ في صحيحه باباً اسمهُ: الميّت يسمع خفق النِّعال، وأورد فيه حديث النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (العَبْدُ إذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ، وتُوُلِّيَ وذَهَبَ أصْحَابُهُ حتَّى إنَّه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أتَاهُ مَلَكَانِ).