فقد روي عن الإمام أحمد قوله: "سمعت يحيى القطان يقول: لو أن رجلًا عمل بكل رخصة؛ بقول أهل المدينة في السماع - يعني: الغناء - وبقول أهل الكوفة في النبيذ، وبقول أهل مكة في المتعة - لكان فاسقًا" ا. هـ [3]. القول الثاني: جواز تتبُّع رخص المذاهب الاجتهادية:
وهو اختيار ابن أبي هريرة [4] ، وابن الهمام [5] ، وابن عبدالشكور [6] ، وأبي إسحاق المروزي [7]...
ولذا قال ابن الهمام: "ويتخرَّج منه (أي: من جواز اتباع غير مقلِّده الأول وعدم التضييق عليه) جوازُ اتِّباع رخص المذاهب؛ أي: أخذه من المذاهب ما هو الأهون عليه فيما يقع من المسائل، ولا يمنع منه مانعٌ شرعي؛ إذ للإنسان أن يسلك المسلك الأخفَّ عليه إذا كان له إليه سبيل" اهـ [8]. وأما تتبع زلَّات العلماء ونوادرهم:
والمراد بزلَّات العلماء ونوادرهم: هي الفتاوى التي خالفوا فيها النصوصَ الشرعيَّة، وخرقوا إجماعَ الأمة، وهذه يحرُم تتبعها والأخذُ بها. فلقد حذَّر العلماء من فعل ذلك:
فقال الأوزاعي: "مَن أخذ بنوادر العلماء، خرج عن الإسلام" اهـ [9]. تتبع الرخص (حكمه وصوره) / وليد بن على بن عبد الله الحسين | مجلة الدراسات الإسلامية. وقال سليمان التيمي: "لو أخذت برخصة كل عالم - أو قال: بزلَّة كل عالم - اجتمع فيك الشرُّ كلُّه، وفي المعنى آثارٌ عن علي، وابن مسعود، ومعاذ، وسلمان رضي الله عنهم، وفيه مرفوعًا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن عمر" اهـ [10].
- تتبع الرخص (حكمه وصوره) / وليد بن على بن عبد الله الحسين | مجلة الدراسات الإسلامية
- تتبع الرخص والتلفيق بين المذاهب.. رؤية شرعية - إسلام ويب - مركز الفتوى
- ص300 - كتاب مقالات موقع الدرر السنية - تتبع الرخص - المكتبة الشاملة
- ص299 - كتاب مقالات موقع الدرر السنية - تتبع الرخص - المكتبة الشاملة
- قسم الشريعة والقانون
تتبع الرخص (حكمه وصوره) / وليد بن على بن عبد الله الحسين | مجلة الدراسات الإسلامية
وهذا الاستعمال غير مراد في هذا البحث؛ لأنه لا إشكال في الأخذ بها، بل دلّت النصوص الشرعية على مشروعية الأخذ بها، كما في قوله: "عليكم برخصة الله الذي رخص لكم" (٤). الثاني: الرخصة الفقهية، وهو المراد هنا، وقد جاء هذا المعنى وفق الاستعمال اللغوي؛ فهو بمعنى التسهيل والتخفيف، وتتبع الرخص هو طلب التخفيف في الأحكام الشرعية. وقد ذكر جمع من أهل العلم تعريفات لتتبع الرخص، أذكر منها ما وقفت عليه: ١ - عرفه الزركشي بأنه: "اختيار المرء من كل مذهب ما هو الأهون عليه" (٥). ٢ - وعرّفه الجلال المحلي بقوله: "إن يأخذ من كل مذهب ما هو الأهون فيما يقع من المسائل" (٦). ٣ - وحكى الدسوقي وغيره من المالكية تعريفين: الأول: "رفع مشقة التكليف باتباع كل سهل". الثاني: "ما يُنقض به حكمُ الحاكم من مخالفِ النص وجلي القياس" (٧). ٤ - وعرّفه المجمع الفقهي بأنه: "ما جاء من الاجتهادات المذهبية مبيحاً لأمرٍ في مقابلة اجتهادات أخرى تحظره" (٨). تتبع الرخص والتلفيق بين المذاهب.. رؤية شرعية - إسلام ويب - مركز الفتوى. ٥ - وعرّفه بعض الباحثين بأنه: "تطلّب السهولة واليسر في الأحكام، فمتى ما رأى المتتبع للرخص الحكم سهلاً في مذهب سلكه وقلّده فيه، وإن كان مخالفاً لمذهبه هو الذي يلتزم تقليده" (٩). يمكن إيضاح الفروق بين الأمرين في الآتي (١٠): (١) انظر: جمع الجوامع بشرح المحلي وحاشية البناني (٢/ ٤٠٠)، البحر المحيط (٨/ ٣٧٥ - ٣٨١)، الموافقات (٥/ ٧٩)، شرح تنقيح الفصول (ص٤٣٢)، إرشاد الفحول (٢/ ٣٦٧)، التحبير (٨/ ٤٠٩٠)، تيسير التحرير (٤/ ٢٥٤)، فواتح الرحموت (٢/ ٤٠٦).
تتبع الرخص والتلفيق بين المذاهب.. رؤية شرعية - إسلام ويب - مركز الفتوى
د- إفضائه إلى القول بتلفيق المذاهب على وجه يخرق الإجماع ، وهو الإتيان بكيفية لا يقول بها مجتهد. ( انظر: الفقه الإسلامي وأدلته ، أد. الزحيلي، 1\ 106). ومعناه أن يترتب على العمل تتبع رخص المذاهب والأخذ بمسألة واحدة بقولين أو أكثر الوصول إلى حقيقة مركبة لا يقرها أحد. ص300 - كتاب مقالات موقع الدرر السنية - تتبع الرخص - المكتبة الشاملة. ولا أدلّ على ذلك ممّا نعايشه في مساجدنا من العبثية والتهاون في أمر الجمع بين الصلوات بسبب المطر، حيث يجمع بعض الأئمة بين الصلوات بدون تغطية لمذهب من المذاهب المعتبرة التي يجوز تقليدها والتعويل عليها. ومن ذلك مثلاً الجمع بين الظهر والعصر بسبب المطر المتوقع، حيث لم يقل بجواز الجمع بين الظهر والعصر بسبب المطر إلاّ المذهب الشافعي. واشترطوا نزول المطر عند تكبيرة الإحرام في الصلاة الأولى وعند التسليم منها واتصاله بأول الثانية. ولم يقل أحد بجواز الجمع بسبب المطر المتوقع إلاّ المذهب المالكي، إلاّ أنّهم خصّوا ذلك بين صلاتي المغرب والعشاء. فالأخذ بجزء من مذهب الشافعية وإغفال شروطهم المتبقية والأخذ بجزء آخر من مذهب المالكية وإغفال شروطهم المتبقية يخرج بصورة مركبة لا يقرها مذهب من المذاهب الأربعة، وهي الجمع بين الظهر والعصر بسبب مطر متوقع.
ص300 - كتاب مقالات موقع الدرر السنية - تتبع الرخص - المكتبة الشاملة
(٢) معجم مقاييس اللغة (ص٤٤٧)، وانظر مادة (رخص) في: المصباح المنير (ص٨٥)، القاموس المحيط (ص٨٠٠). (٣) انظر: الإحكام للآمدي (١/ ١٣٢)، شرح العضد (٢/ ٧)، شرح الكوكب المنير (١/ ٤٧٨)، أصول السرخسي (١/ ١١٧). (٤) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصيام (٢/ ٧٨٦). (٥) انظر: البحر المحيط (٨/ ٣٨١). (٦) شرح المحلي على جمع الجوامع بحاشية البناني (٢/ ٤٠٠). (٧) انظر: حاشية الدسوقي على الشرح الكبير (١/ ٢٠)، بلغة السالك (١/ ١٩). (٨) قرارات وتوصيات مجمع الفقه الإسلامي (ص١٥٩ - ١٦٠). (٩) التقليد في الشريعة الإسلامية، د. عبد الله الشنقيطي (ص١٤٧). (١٠) أومأ إلى شيء من ذلك العطار في حاشيته على شرح المحلي (٢/ ٤٤٢).
ص299 - كتاب مقالات موقع الدرر السنية - تتبع الرخص - المكتبة الشاملة
تاريخ النشر: الإثنين 1 رجب 1433 هـ - 21-5-2012 م
التقييم:
رقم الفتوى: 180063
13380
0
433
السؤال
ما حكم الأخذ باليسير من المذاهب المختلفة استنادا على حديث النبي (ص):" بأنه لم يخير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما". فمن العلماء من قال في تفسير اليسر: في أمور الدنيا والدين. ومثال ذلك في الوضوء: الأخذ بعدم الدلك لأن المالكية تفردوا بفرضيته, وأخذ بمسح جزء من الرأس استنادا على الشافعية, وترك البسملة في بداية الوضوء لتفرد الحنابلة بفرضيتها. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأخذ بالأسهل من أقوال أهل العلم عن تتبع وقصد للأخف منعه كثير من أهل العلم. جاء في فتح العلي المالك لمحمد عليش المالكي: والأصح أنه يمتنع تتبع الرخص في المذاهب بأن يأخذ منها ما هو الأهون فيما يقع من المسائل، وقيل: لا يمتنع، وصرح بعضهم بتفسيق متتبع الرخص. انتهى. وفي فتاوى اللجنة الدائمة في الإفتاء: أما إن كان المراد بالأخذ بالرخص في الدين هو الأخذ بالأسهل وما يوافق هوى الإنسان من فتاوى وأقوال العلماء - فإن ذلك غير جائز، والواجب على الإنسان أن يحتاط لدينه، وأن يحرص على إبراء ذمته، فلا يتبع إلا ما صح به الدليل من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإن كان جاهلا بالحكم فإنه يسأل أهل الذكر ممن يوثق بعلمه وفتواه، ولا يكثر من سؤال العلماء في المسألة الواحدة فيتبع الأسهل له وما يوافق هواه، فإن ذلك دليل على تفريطه وإهماله لأمور دينه، وقد أثر عن بعض السلف قوله: (من تتبع رخص العلماء فقد تزندق).
الثاني: وجودُ الدليل المرجِّح. الثالث: ألَّا يجمع رخص المذاهب كلها. الرابع: أن يكون الآخذُ قادرًا على تمييز الأدلة والترجيح بينها. ومما يشدُّ عضدي في ذلك:
قول الإمام الشاطبي: "فإن ذلك يفضي إلى تتبُّع رخص المذاهب من غير استنادٍ إلى دليل شرعي، وقد حكى ابن حزم الإجماعَ على أن ذلك فسقٌ لا يحل" اهـ [12]. وقول الزَّرْكشي: "والثاني: يجوزُ، وهو الأصحُّ في (الرافعي)؛ لأن الصحابة لم يُوجبوا على العوام تعيينَ المجتهدين؛ لأن السبب - وهو أهليَّة المقلَّد للتقليد - عام بالنسبة إلى أقواله، وعدم أهليَّة المقلِّد مقتضٍ لعموم هذا الجواب، ووجوبُ الاقتصار على مفتٍ واحد بخلاف سيرة الأولين" اهـ [13]. 3- أن تلفيقَ المذاهب - وهو الأخذُ بتيسيراتها - شرَط فيه البعض أن يكون على وجهٍ لا يَخرق إجماعَهم [14]. ومثَّل له الشيخ عبدالله دراز رحمه الله بما إذا قلَّد مالكًا في عدم نقض الوضوء بالقهقهةِ في الصلاة، وأبا حنيفة في عدم النقض بمسِّ الذكر، وصلَّى، فهذه صلاة مجمع منهما على فسادها، وكمن تزوَّج بلا صداقٍ ولا وليٍّ ولا شهود [15]. وإني لا أتَّفق مع الشيخ رحمه الله على فساد تلك الصلاة؛ لضعف دليل النقض بالقهقهةِ، وقوة دليل النقض بمس الذكر.
غير أن المرجع في التيسير هو قصد التدين وعدم تتبع الرخص، إذا اتقى الله ما استطاع واطمأن قلبه بذلك، فلا يجوز الأخذ بالأيسر من أقوال أهل العلم إذا كان مخالفًا لأحكام الشرع، أو كان الاختيار تابعًا لهوى النفس.
فأصل سد الذرائع نوع من أنواع المصالح ، وإفراده باصطلاح خاص؛ إنما كان لأجل التمييز بين
أنواعها فقط ، ومن شروط العمل بهذا الأصل ألا تترتب عليه مفاسد أعظم ، ومفهوم هذا الشرط هو
عدم العمل بها إن كانت المصلحة المترتبة على العمل به مرجوحة، والمفسدة المتحققة راجحة ، وهذا
الأصل يقوم مباشرة على المصالح والمقاصد، فالشارع لم يشرع أحكاما إلا لتحقيق مقاصدها ، المتمثلة في
جلب المصالح أو درء المفاسد، فإذا أصبحت هذه الأحكام تستعمل ذريعة في غير ما شرعت له ، فإن
الشارع لا يقر هذه التصرفات المنحرفة المناقضة لمقصوده في التشريع. فمبدأ سد الذريعة وجد لأنه يعتبر توثيقا لأصل المصلحة، حيث يمنع اتخاذ الذريعة المشروعة في
ظاهرها، لإسقاط واجب أو هضم حق أو تحليل محرم، أو بالأحرى للاحتيال على مقاصد الشريعة وهدمها بوسائل مشروعة في ظاهرها، فمبدأ سد الذرائع إذن توثيق لمبدأ العدل ذاته ما دام يوثق مبدأ المصلحة المعتبرة شرعا.
قسم الشريعة والقانون
الطاقم الإداري لقسم الشريعة والقانون:
رئيس قسم الشريعة والقانون: الدكتور مراد بلعباس
رئيس القسم المساعد: الدكتور عبد الوهاب مساعيد. الموظفون الإداريون:
الرقم
الإسم و اللقب
الرتبة
المهام المو كلة
1
بن جدي تقي الدين
ملحق إدارة رئيسي
شؤون الطلبة (الماستر)
2
بن جدو العيادي
شؤون الطلبة (السنة الثالثة ليسانس)
3
حفيظ عربوش
عون إدارة رئيسي
شؤون الطلبة (السنة الثانية ليسانس)
التواصل مع القسم:
رقم الهاتف الخارجي:
رقم الهاتف الداخلي: القسم: شؤون الطلبة:224/ مركز الحسابات: 223
مهام مسؤول التخصص:
تنشيط أعمال فريق الاختصاص. الـســـــــهـــــــر عــــــــلى إنجــــــــاز أهـــــــداف الـــــــتــــــــكـــــــويـن في الاختصاص الذي يكلف به. اقــــتـــراح كل تــــدبــــيـــر مـن شـــأنـه تحـــســـين بــــرنـــامج تكوين الاختصاص. تــــــرقــــــيـــــــة وتــــــنــــــشــــــيط آلـــــــيــــــات الإدمــــــاج المــــــهــــــني للمتخرجين. اقـــتـــراح تــدابـــيـــر بـــيـــداغـــوجـــيــة مـن أجل الـــســـيــر الحسن لاختصاصات التكوين العالي للتدرج. مسؤولوا التخصصات في الشريعة:
الليسانس:
تخصص الفقه والأصول: أ.
حول قسم الشريعة والقانون
مدة
الدراسة في هذا القسم أربع سنوات، يدرس خلالها الطالب (51) واحدا وخمسين مقررا، بمجموع
(120) مائة وعشرين وحدة دراسية. قسم الشريعة والقانون يخرج كوادر متخصصة
تجمع بين تخصص
الشريعة والقانون مما يمكنها
من العمل في المحاكم والهيئات
القضائية، ومكاتب تحرير العقود
والاستشارات القانونية. وسد الفجوة
الحاصلة بين المتخصصين في القانون والشريعة الاسلامية، وتفادي الأخطاء الناتجة عن
جهل القانونيين بالعلم الشرعي
حقائق حول قسم الشريعة والقانون
نفتخر بما نقدمه للمجتمع والعالم
المنشورات العلمية
يوجد بـقسم الشريعة والقانون أكثر من 11 عضو هيئة تدريس
أ.