الأمي والأميون في القرآن الكريم
النبي الأمي
ترجع نسبة من لا يعرف
القراءة والكتابة إلى والدته في دلالتها اللغوية، على أن النساء في بلاد العرب لم
يكن يعرفن أصلاً القراءة والكتابة، فشبّه من هذا حاله بأمه دون أبيه. وبمجيء
الإسلام وشيوع العلم والتعليم، تحوّلت النسبة إلى صفة ظلت تطلق على كل من بقي على
ولادة أمه له، أي على أصل الخلقة التي ولد عليها؛ لأن القراءة والكتابة شيء يكتسبه
المرء من محيطه الخارجي ويتلقاه عن غيره من المتعلمين، فكأنه بهذا قد نسب إلى ما
يولد عليه، أو على ما ولدته عليه أمه. وخصّ الله تعالى رسوله
محمد صلى الله عليه وسلم دون سائر إخوانه من
الأنبياء والرسل بصفة الأمية، فسماه النبي الأمي، وذلك في موضعين من القرآن:
الأول: حينما
بشر أهل الكتاب من اليهود والنصارى بمبعث رسول خاتم فوصفه لهم بصفة الأمية، فقال
تعالى: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ
الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَالإنجِيلِ} [ الأعراف: 157].
- ما معاني كلمة الاميين - منبع الحلول
- ويعلم مافي الأرحام - ووردز
ما معاني كلمة الاميين - منبع الحلول
فقد عاش العرب طوال تلك
الفترة في جهالة جهلاء وحيرة عن الهدى عمياء، لا يعرفون حقاً ولا يبطلون باطلاً،
فبعث الله في نهايتها رسولاً منهم برسالة ترفع عنهم النقائص وتعمل على ما فيه
إرشادهم، وزكاة أنفسهم، وفي الوقت نفسه تعمل على إنقاذهم من ضلال هو لمن تدبره
بعقله تبيّن له أنهم كانوا فيه على غير استقامة ولا هدى، فأخرجهم من أفحش ضلال إلى
أفضل هدى. إن عدم وجود كتاب موحى به
من عند الله، هو الذي أفرد العرب بصفة الأمية واسم الأميين، في حين أطلق على من
عرفوا الكتاب المرقوم المتضمن الشرائع والأحكام « أهل
الكتاب » ، فجاءت دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته
شاملة الجميع، يقول تعالى: { وَقُل لِّلَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ ءَأَسْلَمْتُمْ فَإنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ
اهْتَدَوْا وَّإن تَوَلَّوْا فَإنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ
بِالْعِبَادِ} [ آل عمران: 20]. والأمر كما هو واضح لمحمد صلى الله عليه وسلم أن
يدعو إلى دينه وشرعه الكتابيين من اليهود والنصارى، والأميين من مشركي العرب، ثم
أعقب ذلك بالاستفهام في صيغة الماضي بقوله « أأسلمتم » ،
دون أن يقول « أتسلمون » ،
على خلاف مقتضى الحال؛ تنبيهاً من أنه يرجو تحقق إسلامهم حتى يكون كالحاصل في
الماضي، فإن أسلموا فقد نفعوا أنفسهم، حيث خرجوا من الضلال إلى الهدى، وإن أعرضوا
فإنك رسول مأمور بإبلاغ رسالة ربك ومنبه إلى طريق الهدى.
آية (١٤٣): "... وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ... ": أي الدين الباطل الذي كنت عليه في السابق، دين الكُفْر والإشراك.
فاكتشاف جنس الجنين بواسطة الأشعّة ليس من علم الغيب؛ لأنه بواسطة، فهو كما لو شقّ البطن وعرف ماذا في الرحم، وهذا السؤال يدلُّ على غرور الإنسان بعلومه وقد قال الله تعالى: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) الإسراء/ 85 والعلماء الراسخون كلّما اكتشفوا شيئاً تيقَّنوا أنّ ما يجهلون أكثر بكثير مما يعلمون. "فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى تفسير القرآن/ فتوى رقم/14) 2013-12-10, 10:21 PM #2 رد: كيف نوفق بين قوله تعالى: (ويعلم ما في الأرحام) وبين معرفة نوع الجنين قبل الولادة؟
التوفيق بين استئثار الله بعلم ما في الأرحام وبين علم الأطباء الحديث يقول د. محمد الحمد حفظه الله " فهذا الإشكال يَرِدُ، ويلبس على كثير من الناس، وخلاصتة قولهم: إذا كان الله عز وجل يقول في سورة لقمان: [إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] سورة لقمان:34، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين، وغيرهما عن ابن عمر" في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله، ثم قرأ: [إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ].
ويعلم مافي الأرحام - ووردز
وجاء تفسير القرطبي للآية 8 الرعد يعضد المعنى حيث ذكر حديث مفاتيح الغيب ثم قال:. (واختلف العلماء في تأويل قوله: "وما تغيض الأرحام وما تزداد" فقال قتادة: المعنى ما تسقط قبل التسعة الأشهر، وما تزداد فوق التسعة؛ وكذلك قال ابن عباس. وقال مجاهد: إذا حاضت المرأة في حملها كان ذلك نقصانا في ولدها؛ فإن زادت على التسعة كان تماما لما نقص؛ وعنه: الغيض ما تنقصه الأرحام من الدم، والزيادة ما تزداد منه. ) والله أعلم..
لقد أوضح العديد من علماء الإسلام أن كلمة ما في قوله عز وجل ما في الأرحام تعني حياة المولود من لحظة ولادته إلى لحظة وفاته: هل هو شقي أم سعيد؟ طويل أم قصير؟ ما لونه؟ هل هو صحيح أم مريض؟ كم هو عمره؟ وماذا سيفعل؟ وما الأحداث التي ستقع له؟ والتي ستقع منه؟ ماذا سيعمل؟ وأي مهنة سيحترفها؟ وأي البلاد سيسافر إليها؟ ومن سيتزوج؟ وما هو رزقه؟ وهل سيرزق بأولاد أم لا؟