واتفقَ كلامُ الأنبياء عليهم السلام على استحسان الحياء؛ فما مِنْ نَبِيٍّ إلاَّ نَدَبَ إليه، وحَثَّ عليه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ؛ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» رواه البخاري. أي: مِمَّا بلَغَ الناسَ من كلام الأنبياء المُتقدِّمين؛ أنَّ الحياء هو المانِعُ عن اقترافِ القبائح، ومَنْهِيَّاتِ الشرع، ومُسْتَهْجَناتِ العقل. وهذا أمرٌ، بمعنى التهديد والوعيد؛ كقوله تعالى: ﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [فصلت: 40]. والمراد: إذا لم يكن لكَ حياءٌ؛ فاعملْ ما شِئْتَ، فإنَّ الله يُجازيك عليه. خاليلوزيتش: عطية الله إضافة للمنتخب. وقولِه تعالى: ﴿ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ ﴾ [الزمر: 15]. وكثرةُ الذنوبِ تُضعِفُ الحياءَ، وربما انسلخ الإنسانُ من الحياء بالكلية، حتى لا يتأثر بِعِلم الناسِ بسوء حاله، ولا باطِّلاعهم عليه، بل كثير منهم يُخبِر عن حاله، وقُبحِ ما يفعل، والحامِلُ له على ذلك: انسلاخه من الحياء، وإذا وصل العبدُ إلى هذه الحالة، لم يبقَ في صلاحِه مَطْمَعٌ، فمَنْ لا يستحي صَنَعَ ما يشتهي. وقد جعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحياءَ من الإيمان؛ عندما مَرَّ رَجُلٍ، وَهْوَ يُعَاتَبُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، يَقُولُ: إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي، حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ أَضَرَّ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُ؛ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ» رواه البخاري.
شرح وترجمة حديث: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت - موسوعة الأحاديث النبوية
أي: لا تفعل ما تستحي منه. وفيه وجه ثالث: أن معناه الوعيد كـ: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: ٤٠] ولم يطلقهم تعالى على الكفر وفعل المعاصي، بل توعدهم بهذا اللفظ؛ لأنه تعالى قد بين لهم ما يأتون وما (يذرون) (٣). (١) من (ص ٢). (٢) "أعلام الحديث" ٣/ ٢١٩٨. (٣) في الأصل: (يذنبون).
إذا لم تستح فاصنع ما شئت . حديث شريف
دمتم بخير. جزى الله الجميع خير الجزاء
إضافة صغيرة:
اسْتَحْيا يَسْتَحْيي ، لغة حجازية وبها جاء التنزيل. واسْتَحَى يَسْتَحي ، لغة تميمية.
خاليلوزيتش: عطية الله إضافة للمنتخب
وقيلَ: هو انْقِباضُ النَّفْسِ عنِ القَبائِحِ، وتَرْكُها. والمُرادُ أنَّه إذا لم يكُنْ عندَكَ حَياءٌ يَمنَعُكَ مِن فِعلِ القَبيحِ؛ فافعَلِ ما شِئتَ، دونَ تَحديدِ ما يَفعَلُه؛ لأنَّ كلَّ فِعلٍ قَبيحٍ سيَكونُ مُباحًا عندَه، وعلى هذا المَعنى، فهو أمرٌ لِلتَّهديدِ، أيِ: افعَلْ ما بَدا لكَ؛ فإنَّكَ ستُعاقَبُ عليه، وقيلَ: المَعْنى: أنَّ مَن لم يَستَحِ صَنَع ما شاءَ؛ فإنَّ المانعَ مِن فِعلِ القَبائحِ هو الحَياءُ، فمَن لم يكُنْ له حَياءٌ انهَمَكَ في كُلِّ فَحشاءَ ومُنكَرٍ. وفي الحَديثِ: أنَّ صِفةَ الحَياءِ تَردَعُ الإنْسانَ عن كَثيرٍ منَ الشُّرورِ.
متن الحديث
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري. الشرح
الحياء زينة النفس البشرية ، وتاج الأخلاق بلا منازع ، وهو البرهان الساطع على عفّة صاحبه وطهارة روحه ، ولئن كان الحياء خلقا نبيلا يتباهى به المؤمنون ، فهو أيضا شعبة من شعب الإيمان التي تقود صاحبها إلى الجنة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة) رواه أحمد و الترمذي. إذا لم تستح فاصنع ما شئت . حديث شريف. والحق أن الحياء رافد من روافد التقوى ؛ لأنه يلزم صاحبه فعل كل ما هو جميل ، ويصونه عن مقارفة كل قبيح ، ومبعث هذا الحياء هو استشعار العبد لمراقبة الله له ، ومطالعة الناس إليه ، فيحمله ذلك على استقباح أن يصدر منه أي عمل يعلم منه أنه مكروه لخالقه ومولاه ، ويبعثه على تحمّل مشقة التكاليف ؛ ومن أجل ذلك جاء اقتران الحياء بالإيمان في غيرما موضع من النصوص الشرعية ، في إشارة واضحة إلى عظم هذا الخلق وأهميته. وقد عُرف النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخلق واشتُهر عنه ، حتى قال عنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ذلك: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها) ، وهكذا نشأ الأنبياء جميعا على هذه السجيّة ، فلا عجب إذا أن يصبح الحياء هو الوصية المتعارف عليها ، والبقية الباقية من كلام النبوة الأولى ، والتي يبلغها كل نبي لأمته.
مدة قراءة الإجابة:
5 دقائق
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحمر الوحشية يجوز أكل لحمها؛ بخلاف الإنسية فلا يجوز أكلها لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها، ففي الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية. اهـ. اكل الحمار الوحشي - الطير الأبابيل. وقال الإمام الشافعي في الأم: أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي, عن أبيهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عام خيبر عن نكاح المتعة, وعن لحوم الحمر الأهلية. قال الشافعي: في هذا الحديث دلالتان:
إحداهما: تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية، والأخرى إباحة لحوم حمر الوحش, لأنه لا صنف من الحمر إلا الأهلي والوحشي, فإذا قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتحريم قصد الأهلي, ثم وصفه, دل على أنه أخرج الوحشي من التحريم وهذا مثل نهيه عن كل ذي ناب من السباع. فقصد بالنهي قصد عين دون عين، فحرم ما نهى عنه وحل ما خرج من تلك الصفة سواه، مع أنه قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إباحة أكل حمر الوحش. أمر أبا بكر رضي الله عنه أن يقسم حمارا وحشيا قتله أبو قتادة بين الرفقة.
اكل الحمار الوحشي - الطير الأبابيل
صلى الله عليه وسلم: "حلال فاكلوا". قواعد تناول اللحوم الحمراء ويختلف حكم أكل الحمير المدنية عن القسوة، ومع أنه يجوز أكل الحمير الوحشية، فإنه يحرم أكل الحمير المنزلية، ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله ورسوله ينهيكما عن لحم الحمير المدنية، لأنها قبيحة من عمل الشيطان".
والقاعدة أكل الحمير ، وقد أباح الله خيرات كثيرة ونهى عن المنكرات. لم يمنع الله بعض الأشياء عبثًا ، بل على العكس منعها لما تسببه من ضرر لصحة الإنسان. يتعامل مع الحيوانات المحظورة ويصبح سلوكه مشابها لخصائصها ، واليوم نحن أمام نظام قانوني يجب أن نعرفه وهو أمر أكل الحمار الوحشي ، وهذه من الأمور القانونية التي تدخل في مسار فقه. لذلك في المملكة العربية السعودية ، يطلب من الطلاب تقديم الإجابة الصحيحة من خلال البحث في المواقع التعليمية ، ونحن بدورنا سنكون نشيطين ونقدم الإجابة الصحيحة للطلاب بين السطور. قانون أكل الحمار الوحشي
قانون أكل الحمير. عند سماع هذا السؤال ، يتساءل العديد من الطلاب. هل من الممكن أن لحم الحمار الوحشي مسموح به وتثور أسئلة في أذهان الطلاب ، لكن لا بد من الرجوع إلى كتب الفقه للوصول إلى الإجابة الصحيحة ، ولا بد من وجود أدلة قانونية لإيجاد حل قانوني. والدليل لأن هذا ما نقله البخاري ومسلم عن أبي قتاد رضي عنه أنه كان يصطاد في الصحراء. وأتى بهذا إلى النبي فأكل منه وقال لأصحابه صلى الله عليه وسلم. حكم اكل الحمار الوحشي. هذا كله حلال. قانون أكل اللحوم الحمراء
حكم أكل الحمير المدنية يختلف عن القسوة ، وعلى الرغم من أكل الحمار الوحشي للطعام فإنه يحرم أكل الحمير المنزلية ، ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: يمنعك الرسول من أكل لحوم الحمير المدنية ؛ لأنها قبيحة من عمل الشيطان.