قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « الَّذِى لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ » ، ثالثاً: ويتعبد المؤمن لله باسمه ( السلام): بالثناء على الله تعالى لأنه عز وجل هو السلام بكثرة ذكر آثار هذا الاسم العظيم في الكون. ويتعبد المؤمن لله باسمه تعالى السلام): بأن يفشي المسلم السلام بين العباد، ويلتزم بتحية الإسلام ،وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. اسم الله (السلام) - أسماء الله الحسنى - طريق الإسلام. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ » وفي صحيح الأدب للبخاري " إن السلام اسم من أسماء الله، وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم، إن الرجل إذا سلم على القوم فردّوا عليه كانت عليهم فضل درجة، لأنه ذكرهم السلام، وإن لم يرد عليه رد عليه من هو خير منه وأطيب". إخوة الإسلام ألا فأفشوا السلام بينكم ،فإن ديننا الإسلامي قد حثنا على إفشاء السلام بيننا، وأخبرنا أنه سبب في زيادة المحبة فيما بين المسلمين بعضهم بعضا ، قال الإمام النووي – رحمه الله -: " قوله: " أفشوا السلام بينكم "، قال: فيه الحث على إفشاء السلام وبذله للمسلمين كلهم، من عرفت ومن لم تعرف.
اسم الله السلام
وتشير الدراسات والإحصائيات إلى أنه في بعض الدول يقعُ أزيدُ مِن 50 جريمة قتل يوميًّا، وأن 50%من سكان بعض البلاد سُرِقت أموالُهم أو ممتلكات أحد أفراد أسرهم، وأن 36% لا يشعُرون بالأمان عند خروجهم ليلًا؛ مما يحيل الحياة حربًا لا سِلمًا، وعدوانًا لا إحسانًا. 4- دعوة الإسلام إلى السلام تجعلُ الحرب استثناءً، لا يُلجَأ إليها إلا عند الضرورة القصوى، وبآداب تحفَظُ البلدانَ من الدمار، وتحفظ الإنسان والحيوان والنبات من الهلاك، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 208]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنفال: 61]. والناس في منظورِ الإسلام مشارِبُ مختلفةٌ، ومعتقدات متبايِنة، وألوانٌ متعددة، لكنهم يرجِعون إلى أصل واحد، وينهَلون مِن مَشرَب واحد، فكان التفاضلُ بينهم على قَدْرِ الاعتراف بهذا الأصل، والتعبُّد بموجبِه، قال صلى الله عليه وسلم: ((ألَا إن ربَّكم واحد، وإن أباكم واحد، ألَا لا فضل لعربيٍّ على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمرَ على أسودَ، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى))؛ رواه أحمد، وهو في صحيح الترغيب.
وهذا القرآن الكريم -الذي نزل في ليلة السلام- هو دستورٌ للسلام؛ فلن يتحقق سلام حقيقي في الأرض أبدًا ما لم يُطَبَق هذا القرآن واقعًا حيًا ملموسًا، وستظل البشرية معذبة حائرة تتخبط في أودية التيه والضياع حتى تفيء إليه فتحيا به وعليه.
(لَهُ) متعلقان بخبر مقدم (عَذابٌ) مبتدأ مؤخر (عَظِيمٌ) صفة لعذاب والجملة خبر الذي. إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) استئناف ابتدائي فإن هذه الآيات العشر إلى قوله تعالى: { والله سميع عليم} [ النور: 21] نزلت في زمن بعيد عن زمن نزول الآيات التي من أول هذه السورة كما ستعرفه. والإفك: اسم يدل على كذب لا شبهة فيه فهو بهتان يفجأ الناس. وهو مشتق من الأفك بفتح الهمزة وهو قلب الشيء ، ومنه سمي أهل سدوم وعمورة وأدمة وصبوييم قرى قوم لوط أصحاب المؤتفكة لأن قراهم ائتفكت ، أي قُلبت وخسف بها فصار أعلاها أسفلها فكان الإخبار عن الشيء بخلاف حالته الواقعية قلباً له عن حقيقته فسمي إفكاً. لا تحسبوه شرا لكم - ملتقى الخطباء. وتقدم عند قوله تعالى: { فإذا هي تلقف ما يأفكون} في سورة الأعراف ( 117). و { جاءو بالإفك} معناه: قصدوا واهتموا. وأصله: أن الذي يخبر بخبر غريب يقال له: جاء بخبر كذا ، لأن شأن الأخبار الغريبة أن تكون مع الوافدين من أسفار أو المبتعدين عن الحي قال تعالى: { إن جاءكم فاسق بنبأ} [ الحجرات: 6] ؛ فشبه الخبر بقدوم المسافر أو الوافد على وجه المكنية وجعل المجيء ترشيحاً وعدي بباء المصاحبة تكميلاً للترشح.
لا تحسبوه شرا لكم - ملتقى الخطباء
ونقول لهذا السائل: نعم، بل ليست فائدة واحدة، بل فوائد عظيمة، نحن عنها غافلون، لذلك سريعاً ما يسيطر علينا اليأس والقنوط. فاسمع -أيها المسلم-: يا من يحزنك ما ترى وما تسمع من أحوال المسلمين:
أولاً: قد يكون الابتلاء سبب ليراجع الإنسان نفسه، ويحاسبها على ما اقترفت من الذنوب، يقول الله -عز وجل-: ( وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَـاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَـانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ)[الأنعام: 42- 43]. لا تحسبوه شرًّا لكم، بل هو خيرٌ لكم! - ناصر بن سليمان العمر - طريق الإسلام. لقد أخذهم الله بالبأساء والضراء ليرجعوا إلى أنفسهم، لعلهم تحت وطأة الشدة يتوبون ويرجعون إلى الله: ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[الروم: 41]. وكم من الناس -ممن نعرف- تاب إلى الله، ورجع إليه بعد حادث أصابه، أو بعد فقد عزيز عليه، فكان في ذلك البلاء الخير العظيم: ( فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً).
لا تحسبوه شرًّا لكم، بل هو خيرٌ لكم! - ناصر بن سليمان العمر - طريق الإسلام
ثم نامت السيدة عائشة في موضع هودجها تنتظر مَنْ يأتيها، وكان من عادة القوم أن يتأخر أحدهم بعد الرحيل ليتفقد المكان ويُعقب عليه، عَلَّه يجد شيئاً نسيه القوم أو شخصاً تخلَّف عن الرَّكْب. وكان هذا المعقِّب هو صفوان بن المعطل، فلما رأى شبحَ إنسان نائم فاقترب منه، فإذا هي عائشة رضي الله عنها، فأناخ ناقته بجوارها، وأدار وجهه حتى ركبتْ وسار بها دون أن ينظر إليها وعَفَّ نفسه، بدليل أن القرآن سمَّى ما قالوه إفْكاً يعني: مناقضاً للواقع، فصفوان لم يفعل إلا نقيض ما قالوا. ولما قَدِم صفوان يقود ناقته بعائشة رآه بعض أهل النفاق فاتهموهما، وقالوا في حقهما مَا لا يليق بأم المؤمنين ولما قَدِم صفوان يقود ناقته بعائشة رآه بعض أهل النفاق فاتهموهما، وقالوا في حقهما مَا لا يليق بأم المؤمنين ، وقد تولّى هذه الحملة رَأْسُ النفاق في المدينة عبد الله بن أُبيٍّ ومِسْطح بن أُثَاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش امرأة طلحة بن عبيد الله وأخت زينب بنت جحش، فروَّجوا هذا الاتهام وأذاعوه بين الناس. ثم يقول سبحانه: { لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ.. } [النور: 11] لكن ما الخير في هذا الكلام وفي إذاعته؟ قالوا: لأن القرآن حين تُتَّهم عائشة وتنزل براءتها من فوق سبع سموات في قرآن يُتْلَى ويُتعبَّد به إلى يوم القيامة، وحين يُفضَح قوم على لسان القرآن، لا بُدَّ أن يعتبر الآخرون، ويخافوا إنْ فعلوا مخالفة أنْ يفتضح أمرهم؛ لذلك جاء هذا الموقف درساً عملياً لمجتمع الإيمان.
فهذا الوباء جُندٌ من جنود الله - تعالى - سخَّره الله - سبحانه - ليقْضي الله به أمرًا كان مفعولاً مقدَّرًا مسطورًا، منِ اصطفاء بعض الأفراد لتُقبض أرواحُهم وهم صابرون على البلاء، فيكون ذلك رفعةً في الدَّرجات، وبلوغًا لمنزلة لَم يكونوا ليبلغوها لولا أن منَّ الله عليهم بهذا الابتِلاء.