وأمر بذكره بعد قضاء مناسك الحج، فقال سبحانه: ( فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا) [البقرة:200]. وذلك -والله أعلم- جبرٌ لما يحصُلُ في العبادة من النقص والوساوس، ولإِشعار الإِنسان أنَّهُ مطلوبٌ منه مواصلةُ الذكر والعبادة، لئلاَّ يَظُنَّ أنه إذا فَرَغَ من العبادة، فقد أدَّى ما عليه. والذكرُ المشروع بعد صلاة الفريضة: يجبُ أن يكونَ على الصفةِ الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لا على الصفة المحدثة المبتدعة التي يفعَلُها الصوفية المبتدعة. ففي صحيح مسلم عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: " كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انصرَفَ من صلاته، استغفرَ الله، ثلاثاً، وقال: " اللهُمَّ أنتَ السلامُ، ومنك السلامُ، تباركتَ يا ذا الجلالِ والإِكرام ". وفي الصحيحين عن المغيرةِ بن شُعبة -رضي الله عنه-: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كانَ إذا فَرَغَ من الصلاةِ، قال: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، اللهُمَّ لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا معطيَ لما مَنَعْتَ، ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ منكَ الجَدُّ ". فضل الذكر بعد الصلاة | المرسال. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كانَ يُهَلِّلُ دُبُرَ كل صلاةٍ حينَ يُسَلِّمُ بهؤلاء الكلمات: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمدُ وهو على كل شيء قدير، لا حولَ ولا قوة إلا بالله.
ص115 - كتاب سنن النسائي - باب الذي يحتلم ولا يرى الماء - المكتبة الشاملة
وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة. ص115 - كتاب سنن النسائي - باب الذي يحتلم ولا يرى الماء - المكتبة الشاملة. أخرجه الإمام مسلم. 5 – المعوذتين: ودليله ما صحّ عند النسائي في سننه عن عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أقرأ المعوذات دبر كل صلاة. 6 – دعاء علي: فقد أخرج أبو داود عَنْه أنه قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاَةِ قَالَ « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّى أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ». 7 – دعاء ابن عباس: ففي سنن أبي داود أنه قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- يَدْعُو « رَبِّ أَعِنِّى وَلاَ تُعِنْ عَلَىَّ وَانْصُرْنِى وَلاَ تَنْصُرْ عَلَىَّ وَامْكُرْ لِى وَلاَ تَمْكُرْ عَلَىَّ وَاهْدِنِى وَيَسِّرْ هُدَاىَ إِلَىَّ وَانْصُرْنِى عَلَى مَنْ بَغَى عَلَىَّ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِى لَكَ شَاكِرًا لَكَ ذَاكِرًا لَكَ رَاهِبًا لَكَ مِطْوَاعًا إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوْ مُنِيبًا رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِى وَاغْسِلْ حَوْبَتِى وَأَجِبْ دَعْوَتِى وَثَبِّتْ حُجَّتِى وَاهْدِ قَلْبِى وَسَدِّدْ لِسَانِى وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِى ».
فضل الذكر بعد الصلاة | المرسال
فتجد الكثير مِن المصلِّين حالَ ما يَنتهي من الصلاة المكتوبة يقوم على الفورِ؛ ليصليَ نافلة دون أن يفصل بينها وبيْن الصلاة المكتوبة بالذِّكْر المشروع، وهذا خلافُ المشروع، ومِن الحرمان وتفويت الفضائل. ففي الحديثِ عن أبي أُمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قرأ آية الكرسي دُبُرَ كلِّ صلاة لم يمنعْه من دخولِ الجنَّة إلاَّ أن يموت)) [1] ، رواه النسائيُّ والطبراني، وزاد في رواية: و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، وإسناد الروايتين على شرْط الصحيح. وعنِ الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قرأ آيةَ الكرسي في دُبُرِ الصلاة المكتوبة كان في ذِمَّة الله إلى الصلاة الأخرى)) [2]. وعن كعْب بن عُجْرةَ - رضي الله عنه - عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مُعقِّبات لا يخيب قائلُهنَّ أو فاعلهنَّ دُبرَ كلِّ صلاة مكتوبة: ثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة)) [3]. فيا عباد الله:
ويا مَن فوَّت على نفْسه الفضائلَ وأطاع هواه وشيطانَه، وقلَّد الجاهلَ في دِينه، اتَّقِ الله في نفسك وخذْ بهَدي نبيِّك، ودعْ عنك العاداتِ السيئةَ والتقليد الأعمى، حافظْ على قراءة الآيات والأذكار الواردة بعدَ الصلاة المكتوبة، ولا تتعجَّل إلى القيام بعدَ الصلاة للخروج أو لصلاةِ النافِلة، فإنَّك بذلك تُخالِف هدْي نبيِّك وتفوت عليكَ الفضل العظيم.
بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعَني وإيَّاكم بما فيه مِن الآيات والذِّكْر الحكيم، وتاب عليَّ وعليكم، إنَّه هو التوَّاب الرحيم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين مِن كل ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم. واعلموا أنَّ الشيطان حريصٌ وساعٍ في تثبيطِ المسلِم عن الأعمال الصالحة، والقليل مَن يقاومه ويجاهده؛ ولهذا نجد الكثيرَ لا يلتزمون بأداءِ الأذكار المشروعة بعدَ الصلوات المكتوبة لِما للشيطان عليهم مِن سيطرةِ وتأثير.
ثم أسهب الشيخ رحمه الله في شرحه للحديث قائلا:
نعم أمر النبي صلى الله عليه وسلم من رأى أويسا القرني أن يطلب منه الدعاء. لكن هذا خاص به؛ لأنه كان رجلا بارا بأمه، وأراد الله سبحانه وتعالى أن يرفع ذكره في هذه الدنيا قبل جزاء الآخرة. حكم طلب الدعاء من الغير. ولهذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يطلب أحد من أحد أن يدعو له، مع أن هناك من هو أفضل من أويس؛ فأبوبكر أفضل من أويس بلاشك، وغيره من الصحابة أفضل منه من حيث الصحبة، وما أمر النبي عليه الصلاة والسلام أحدا أن يطلب الدعاء من أحد. فالصواب أنه لا ينبغي أن يطلب أحد الدعاء من غيره ولو كان رجلا صالحا، وذلك لأن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي خلفائه الراشدين، أما إذا كان الدعاء عاما، يعني تريد أن تطلب من هذا الرجل الصالح أن يدعو بدعاء عام، كأن تطلب منه أن يدعو الله تعالى بالغيث أو برفع الفتن عن الناس أو ما أشبه ذلك، فلا بأس؛ لأن هذا لمصلحة غيرك، كما لو سألت المال للفقير، فإنك لا تلام على هذا ولا تذم. وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام فإن سؤال الصحابة له من خصوصياته، يسألونه أن يدعو الله لهم، كما قال الرجل حيث حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقام عكاشة بن محصن قال: ادع الله أن أكون منهم، قال " أنت منهم" ثم قام رجل آخر، فقال صلى الله عليه وسلم:" سبقك بها عكاشة".
حكم طلب الدعاء من الغير
وكِلا المفسدتين شرٌّ. والذي أنصح به إخواني:
أن يكونوا هم الذين يدعون اللهَ -عزَّ وجلَّ-؛ لأن الدعاء عبادة، والدعاء مُصلح للقلب؛ لما فيه من الالتجاء إلى الله والافتقار إليه، وشعور المرء بأن الله - - قادر على أن يمده بفضله. [كتاب الدعوة (5)، للشيخ ابن عثيمين - -، (2/145-146)، بواسطة "فتاوى علماء البلد الحرام"، (1699)]. 11-03-2011, 12:57 PM
حفيظ
تاريخ الانضمام: Oct 2009
التخصص: طلب العلم
النوع: ذكر
المشاركات: 2, 148
جزاك الله خيرًا. ها هنا كلام لابن تيمية- -، لعلي أنشط لنقله. 11-03-2011, 01:17 PM
وسئل الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-:
هل يجوز طلب الدعاء من شخص يُظن فيه الصلاح؟
فأجاب:
لا مانع؛ بشرط: أن لا يكون ذلك أمرًا مستمرًّا ودائمًا، وهذا ورد فيه النهي عن بعضِ السَّلف. أما أن يُجعلَ ذلك في بعض الأحيان القليلة أو النادرة؛ فلا نُحرِّم مثل هذه الصُّورة. والله - - أعلم. [اللقاء الثاني من لقاءات غرفة (علم وعمل)، (30:47)]. طلب الدعاء من الغير | موقع البطاقة الدعوي. 11-03-2011, 01:47 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل المجد المالكي
وفقك الله؛ لعل هذا ما أردت نقلَه من كلام شيخ الإسلام -أنقله من "تهذيب الآداب الشرعية"-:
قال الإمام ابن مفلح -رحمهُ الله-:
( قال الشَّيخ تقي الدِّين -رحمهُ الله-:
اللهُ هو الذي خلق السبب والمسبب، والدعاء من جملة الأسباب التي يُقدِّرها، فالالتِفات إلى الأسباب شِركٌ في التَّوحيد، ومحوُ الأسباب أن تكون أسبابًا نقصٌ في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكُليَّة قدحٌ في الشَّرع؛ بل العبد يجب أن يكون توكُّله ودُعاؤه وسؤاله ورغبتُه إلى الله -سبحانَه و -، والله يقدِّر له من الأسباب من دعاء الخلق وغير ذلك ما يشاء.
طلب الدعاء من الغير | موقع البطاقة الدعوي
فَكَرِهَ ذلك، واشتدَّ عليه. وقيلَ لعُمَرَ مرَّةً: ادعُ لنا! فقال: أأنبياء نَحْن؟! نقله ابنُ رَجَبٍ في بعضِ مُصنَّفاته. وفي مصنف عبد الرزاق: قال رجل لطاوس ادع لنا فقال ما أجد لقلبي الآن خشية فأدعو لك! وفي شعب الإيمان: عن عبيد الله بن أبي صالح قال: دخلت علي طاوس و أنا مريض فقلت: يا أبا عبد الرحمن ادع لنا فقال: ادع لنفسك فإنه يجيب المضطر إذا دعاه. وهذا من ورعه- -، كما قال أحد السلف: (ما أمن النفاق من أمن النفاق)، وكذلك ما ورد من نهي السلف عن ذلك، فمحمولٌ على الإكثار الذي قد يفضي إلى العُجْب أو الرياء. والله أعلم. 11-03-2011, 03:40 PM
على الإضافات النافعة. طلب الدعاء من الغير | الموقع الرسمي لمعالي الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير - حفظه الله تعالى -. قال الشيخ ابن عثيمين -رحمهُ اللهُ- في "شرح رياض الصالحين":
( وأما حديث عمر بن الخطاب -رضيَ اللهُ عنه- أنَّه أراد أن يعتمر، فقال له النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: " لا تَنسنا يا أخي من دُعائك -أو أشرِكنا- يا أخي في دعائك "؛ فهذا حديث ضعيفٌ -وإن صحَّحه المؤلِّف-؛ فإن المؤلِّف -رحمهُ اللهُ- له منهجه الذي منه: أنه إذا كان الحديث في فضائل الأعمال؛ فإنه يتساهل في الحُكم عليه، والعمل به. وهذا وإن صدر عن حُسن نيَّة؛ لكن الواجب اتِّباع الحق، فالصَّحيح صحيح، والضَّعيف ضعيف، وفضائل الأعمال تُدرك بغير تصحيح الأحاديث الضعيفة.
طلب الدعاء من الغير | الموقع الرسمي لمعالي الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير - حفظه الله تعالى -
ادع الله لنفسك؛ لأن دعاءك الله عبادة، سواء أجابك أو لم يجبك، ودعاؤك لربك صلة بينك وبينه، فألح على الله بالدعاء بدل أن تقول لشخص من الناس ادع الله لي، وحديث عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله له: ( لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك) حديث ضعيف. الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وفي صحيح مسلم عن صفوان بن عبد الله قال: قدمت الشام ، فأتيت أبا الدرداء في منـزله فلم أجده، ووجدت أم الدرداء ، فقالت: أتريد الحج العام؟ قلت: نعم، قالت: فادع الله لنا بخير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، على رأسه ملك موكل يقول: آمين، ولك بمثله)، وكذلك لقي أبا الدرداء بعد ذلك، فقال له مثل ما قالت أم الدرداء ، والظاهر أن هذا كان مأثوراً مشهوراً عند السلف، أما ما ورد من النصوص في النهي عن سؤال الناس، فالذي يظهر لي -والله تعالى أعلم بالصواب- أن المقصود: سؤال الناس ما يتعلق بالأمور الدنيوية.