يحوي هذا الكتاب بين ثناياه دراسةً مُوجَزة حول أحد أبرز المباحث الفلسفية؛ إنه «علم الأخلاق»، وهو يَعني في مُجمَله مجموعةَ القِيَم والمبادئ التي تُعِين الإنسان على رسم طريقه في الحياة. وقد سعى «محمد عبد الله دراز» في هذه الدراسة إلى مناقشةِ أهمِّ الاعتراضات والانتقادات التي وُجِّهت لعلم الأخلاق النظري من قِبل عددٍ من علماء الغرب وفلاسفته في القرن التاسع عشر، لا سيما «إميل دوركايم» أكبر دُعاة «المدرسة الاجتماعية»، فضلًا عن إيضاحِ أهمِّ أوجه الاختلاف التي رصدها فلاسفة العصر الحديث للتمييز بين قوانين علم الأخلاق الفلسفية والأخلاق الدينية، خاصةً من حيث الموضوع والسلطة القائمة على حماية هذه القوانين وتنفيذها، والأساس الذي تستند إليه، وكذلك الأهداف التي ترمي إليها. هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
كلمات عن الخلق ينظرون
• ومن أروع الكلام، وأفصح البيان، كلام الحكماء، فمن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا:
الحكمة
• إذا ازداد الغرور.. نقص السرور. • ونستمع الآن إلى كلمتنا لهذا اليوم:
مظاهر حسن الخلق
أخي الطالب:
هذه خمسة عشر مظهرًا من مظاهر حسن الخلق؛ احرص على تطبيقها:
1- إفشاء السلام: فذلك مما يزيل الحواجز النفسية ويقرب القلوب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم؟، قالوا: بلى يا رسول الله قال: أفشوا السلام بينكم". 2- البشاشة والابتسامة: فهي مما يعطي شعورًا بالرضا من كلا الطرفين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك المسلم صدقة". وقال جرير - رضي الله عنه - ما حجبني رسول الله منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي. 4- المصافحة بحرارة: فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صافح أحد الصحابة يظل ممسكًا بيده. كلمـة عن الأخــــلاق. 5- الكلمة الطيبة: فالكلام الطيب هو كرم ليس فيه نفاق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكلمة الطيبة صدقة". 6- عدم الحديث إلا بما فيه مصلحة وخير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت". 7- عدم التناجي: فذلك مما يزرع الكراهية في القلوب.
كلام في بيان فضل الأخلاق
وللأخلاق الحميدة الحَسَنة عددًا من الفضائل التي لا يمكننا إغفالها، ومن أهم هذه الفضائل:
ما أحوجنا اليوم إلى مكارم الأخلاق، فمن لَانَت كلمته وجَبَت محبته، ولنا في الرسول صلى الله عليه أسوة حسنة في تعامله مع كل من حوله بأخلاق حميدة ورفيعة، فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يضرب امرأة ولا خادمة، ولم يُخيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما وهذا إن دل ّ فإنه يدل على رفيع خُلُقه. وللأخلاق الكريمة فضلٌ كبير في سمو الشخص ورفعته، فالأخلاق الحميدة الكريمة تبدأ مع الإنسان منذ نعومة أظفاره، والطفل كالشجرة إن لم تهذبه تبقى أغصانه متفرقة مشتتة، فالأخلاق هي الأساس التي يتم البناء عليه لاحقًا، وقد قيل عن الأخلاق: "أن يصحبني فاجر حسن الخُلُق، أحبُّ إليّ من أن يصحبني عابدٌ سيء الخُلُق، لأن الفاجر إذا حسن خُلُقه خفّ على الناس وأحبوه، وأما العابد إذا ساء خُلقه مقتوه وكرهوه". الأخلاق هي عنوان الشعوب والأمم، وقد حثت جميع الأديان السماويّة على التحلّي بالأخلاق الحسنة، لما لهذه الأخلاق من تغيير الواقع الذي نعيشه إلى واقع جيّد، وحُسُن الخُلُق هو قانون ليس فوقه قانون، وهو السبيل إلى تحقيق الأهداف النبيلة منها سعادة النفس ورضا الضمير والبُعد عن الشرور والآثام، وهي طريق لنشر المحبة والألفة بين أفراد المجتمعات وهي طريق الفلاح والنجاح في الحياة الدنيا والآخرة.
بئس الخلق النفاق. 2- مضاف إلى ما فيه أل:
مثل: نعم خلق
ال مرء الوفاء. بئس
رفيق ال سوء الخائن. 3- ( من أو ما) الموصولتان:
مثل: نعم من تصاحبه الوفي. بئس
من تصادق الشرير. نعم ما تفعله مساعدة المحتاج. بئس
ما تفعله الغش. هام
جداً: لا تنسَ أنه بعد
(من أو ما) تأتي جملة تسمى
جملة الصلة تفصل بينها وبين
المخصوص. 4- ضمير مستتر وجوبا مميز بنكرة
(أي يفسره التمييز):
مثل: نعم
× عملاً الإخلاص. بئس
× خلقاً الغدر. تذكر
أن:
1 - أنّ
[نعم ، و بئس] فعلان
جامدان ليس لهما مضارع ولا أمر ، ولا يُشتق منهما. إعراب نعم: فعل ماضٍ جامد مبني على الفتح ؛ لإنشاء المدح. إعراب بئس: فعل ماضٍ جامد مبني على الفتح ؛ لإنشاء الذم. المخصوص بالمدح أو بالذم:
يعرب مبتدأ مؤخراً ، والجملة الفعلية قبله المكونة من الفعل الجامد قبله (نعم أو بئس) والفاعل عبارة عن (جملة فعلية) في محل رفع خبر مقدم ، أو يعرب المخصوص
خبراً مرفوعاً لمبتدأ
محذوف وجوباً. 3- يجوز في المخصوص بالمدح أو بالذم أن يتقدم على [نعم ، و بئس] فنقول:
- الصدق نعم الخلق. اذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه. أو نعم الخلق
الصدق. - الكذب بئس صفةً. أو بئس صفةً
الكذب. 4- إذا كان المخصوص بالمدح أو بالذم مفهوما من الكلام فإنه قد يحذف.
اذا ساء فعل المرء
بسم الله الرحمن الرحيم إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق ، فقال له: أسرقت ؟ قال: كلا والله الذي لا إله إلا هو! فقال عيسى: آمنت بالله ، وكذّبت عيني. لقد حسُن فعل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فحسُن ظنـّـه بالناس ، مما حَـدا به أن يُكذّب نفسه ، ويتأوّل ما رأته عينه طالما أن المقابِل حلف له بالله الذي لا إله إلا هو أنه لم يسرق! اذا ساء فعل المرء. " كان الله سبحانه وتعالى في قلب المسيح عليه السلام أجلّ وأعظم من أن يَحلف به أحد كاذبا ، فلما حَلَفَ له السارق دار الأمر بين تُهمتِه وتُهمة بَصَرِه فَـرَدّ التهمة إلى بصره لما اجْتَهَدَ له في اليمين ، كما ظنّ آدم عليه السلام صدق إبليس لما حلف له بالله عز وجل وقال: ما ظننت أحدا يحلف بالله تعالى كاذبا " قاله ابن القيم رحمه الله. فـ " المؤمن غِـرّ كريم ، والفاجر خب لئيم " كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. وكان بعض أهل العلم يقول: من خادعنا بالله خَدَعَـنا. فالمؤمن الصادق إذا حُلِف له بالله صدّق ؛ لأن الصدق له سجيّـه. فهو لا يَكذِب ولا يُكذِّب. بينما المخادِع المخاتِل الذي اعتاد أن يحلف على الكذب مِراراً وتِكراراً لا يُصدِّق مَن حَلَفَ له لأنه اعتاد الحلف كاذباً!
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه **** وصدق ما يعتاده من توهم
مما يحزن المرء كثيرا إن هذا الأمر قد تفشى بين المسلمين و انتشر فيهم انتشار النار في الهشيم إلا من رحم الله فصار سوء الظن مقدما على إحسان الظن بل ربما لم يعد للظن الحسن محل في بعض القلوب حتى شرع أصحابها يفسرون الأمور حسب أهوائهم و كيفما يشاءون. وينظرون لغيرهم نظرة اتهام وشك وريبة ينظرون نظرة مبينة على أسس واهية مختلقة وأوهام نسجت في الخيال وظنون سيئة ووساوس شيطانية و ربما غذيت هذه النظرة بخلافات شخصية ونمت في ظل حقد و حسد وترعرعت في غَيرة مذمومة وكراهية متنامية سواء لأمر ديني أو دنيوي. فنجاح البعض وقبولهم في أواسط الناس وإقبال الناس عليهم وحبهم لهم قد " يلهب " مشاعر الحسد والغيرة والكراهية في بعض النفوس فيجعل قلب الحاسد نارا تلظى يصلى بعذابها فيكون هو الأشقى. وقد يكون سوء الظن لغير ذلك من الأسباب فيأخذ الجهل منه نصيبا كبيرا ولعلنا نوجز القول بتغيير بعض كلمات بيت شعري مشهور فنقول:
تعددت الأسباب وسوء الظن واحد
وأيا كانت الأسباب يبقى سوء الظن صورة سيئة للغاية وفعل مذموم قبيح يشين صاحبه ما لم تكن هناك دلائل قوية تعضده وبراهين تؤكده ترقى به من الظن إلى اليقين.