وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (127) وقوله: ( واصبر وما صبرك إلا بالله) تأكيد للأمر بالصبر ، وإخبار بأن ذلك إنما ينال بمشيئة الله وإعانته ، وحوله وقوته. ثم قال تعالى: ( ولا تحزن عليهم) أي: على من خالفك ، لا تحزن عليهم; فإن الله قدر ذلك ، ( ولا تك في ضيق) أي: غم ( مما يمكرون) أي: مما يجهدون [ أنفسهم] في عداوتك وإيصال الشر إليك ، فإن الله كافيك وناصرك ، ومؤيدك ، ومظهرك ومظفرك بهم.
- واصبر وما صبرك إلا بالله - YouTube
- القران الكريم |وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النحل - الآية 127
- من سلك طريقا يلتمس
- من سلك طريقا يطلب فيه علما
واصبر وما صبرك إلا بالله - Youtube
واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون خص النبيء صلى الله عليه وسلم بالأمر بالصبر للإشارة إلى أن مقامه أعلى ، فهو بالتزام الصبر أولى; أخذا بالعزيمة بعد أن رخص لهم في المعاقبة. [ ص: 337] وجملة وما صبرك إلا بالله معترضة بين المتعاطفات ، أي وما يحصل صبرك إلا بتوفيق الله إياك ، وفي هذا إشارة إلى أن صبر النبيء صلى الله عليه وسلم عظيم; لأنه لقي من أذى المشركين أشد مما لقيه عموم المسلمين ، فصبره ليس كالمعتاد ، لذلك كان حصوله بإعانة من الله. وحذره من الحزن عليهم إن لم يؤمنوا كقوله لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين. ثم أعقبه بأن لا يضيق صدره من مكرهم. واصبر وما صبرك إلا بالله - YouTube. وهذه أحوال مختلفة تحصل في النفس باختلاف الحوادث المسببة لها ؛ فإنهم كانوا يعاملون النبيء مرة بالأذى علنا ، ومرة بالإعراض عن الاستماع إليه ، وإظهار أنهم يغيظونه بعدم متابعته ، وآونة بالكيد والمكر له ، وهو تدبير الأذى في خفاء. والضيق: بفتح الضاد ، وسكون الياء مصدر ( ضاق) ، مثل السير والقول ، وبها قرأ الجمهور. ويقال: الضيق بكسر الضاد مثل: القيل ، وبها قرأ ابن كثير. وتقدم عند قوله وضائق به صدرك ، والمراد ضيق النفس ، وهو مستعار للجزع والكدر ، كما استعير ضده ، وهو السعة والاتساع للاحتمال والصبر ، يقال: فلان ضيق الصدر ، قال تعالى في آخر الحجر ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون ، ويقال: سعة الصدر.
القران الكريم |وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ
والظرفية في ضيق مجازية ، أي لا يلابسك ضيق ملابسة الظرف للحال فيه. و ( ما) مصدرية ، أي من مكرهم ، واختير الفعل المنسبك إلى مصدر; لما يؤذن به الفعل المضارع من التجدد والتكرر.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النحل - الآية 127
قرأ ابن كثير هاهنا وفي النمل ( ضيق) بكسر الضاد وقرأ الآخرون بفتح الضاد ، قال أهل الكوفة: هما لغتان مثل رطل ورطل. وقال أبو عمرو: " الضيق " بالفتح: الغم ، وبالكسر: الشدة. وقال أبو عبيدة: " الضيق " بالكسر في قلة المعاش وفي المساكن ، فأما ما كان في القلب والصدر فإنه بالفتح. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النحل - الآية 127. وقال ابن قتيبة: الضيق تخفيف ضيق مثل هين وهين ، ولين ولين ، فعلى هذا هو صفة ، كأنه قال: ولا تكن في أمر ضيق من مكرهم. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم أمر- سبحانه- بالصبر أمرا صريحا، بعد أن بين حسن عاقبته فقال: وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ.... أى:: واصبر- أيها الرسول الكريم- على أذى قومك، وما صبرك في حال من الأحوال بمؤت ثماره المرجوة منه إلا بتوفيق الله- تعالى- لك، وبتثبيته إياك، وما دام الأمر كذلك فالجأ إليه وحده، واستعن به- سبحانه- في كل أمورك، فالاستثناء مفرغ من أعم الأحوال. ثم نهاه- سبحانه- عن الحزن بسبب كفر الكافرين، فإن الهداية والإضلال بقدرة الله وحده فقال- تعالى-: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ. أى ولا تحزن بسبب كفر الكافرين، وإصرارهم على ذلك، وإعراضهم عن دعوتك، ولا يضق صدرك بمكرهم، فإن الله- تعالى- ناصرك عليهم، ومنجيك من شرورهم.
الرّبُّ الذي أودعَ بينَ جوانحكَ هذه الغريزةَ هو الذي يملكُ أن يطفِئَ لهيبها حينَ يشاء. والسّبيلُ إلى ذلكَ أن تستنجدَ بربّك، وأن تلوذَ به، وأن تتضرّعَ إليه، ثمَّ أن تعزمَ بينَ يديهِ على الصّبر قائلاً: اللهمَّ إنّي لا أملكُ إلا أن أعزم، لا أملكُ إلا أن أقصد، ولكنّي أنتظرُ أن تخلقَ الصّبرَ بينَ جوانحي كما خلقتَ نيرانَ هذه الغرائز في نفسي وكياني. واللهُ عزَّ وجلَّ على كلِّ شيءٍ قدير. وذلكَ هو البرهان الذي أشارَ إليهِ البيانُ الإلهيُّ في الحديثِ عن سيّدنا يوسفَ إذ قال: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ). واصبر وما صبرك الا بالله فارس عباد. برهانٌ وضعهُ اللهُ بينَ أيدي النّاسِ جميعاً، كلُّ من شاءَ استطاعَ أن يجعلَ منهُ حصناً يقي بهِ نفسه. أسألُ اللهَ سبحانهُ وتعالى بالمسلمينَ جميعاً الثّباتَ على دينِ اللهِ في هذا العصر. وأسألُ اللهَ سبحانهُ وتعالى أن يبعدَ عنّا وعنهم شباكَ أولئكَ الذينَ يحاولونَ أن يصطادوا إسلامَ المسلمينَ بأسوأِ الوسائلِ القذرةِ في هذا العصر: ألا وهي نيرانُ الشّهواتِ والأهواء، وإنَّ اللهَ غالبٌ على أمرهِ ولكنَّ أكثرَ النّاسِ لا يعلمون.
عن الموسوعة
نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم
[من سلك طريقا يلتمس فيه علما] - YouTube
من سلك طريقا يلتمس
عدد الصفحات: 1 عدد المجلدات: 1
تاريخ الإضافة: 22/9/2013 ميلادي - 18/11/1434 هجري
الزيارات: 3816
تصميم بطاقة
( حديث من سلك طريقا)
أضف تعليقك:
إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني
(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق
رجاء، اكتب كلمة: تعليق في المربع التالي
مرحباً بالضيف
من سلك طريقا يطلب فيه علما
، وسافر جابر بن عبد الله إلى دمشق بطلب الحديث ، حتى ألف عالم: السفر لطلب العلم. الإخلاص مطلوب فيه ؛ لأن العلم باب من أبواب الجنة ، ولا تصلح الجنة إلا من يعرف حق الله تعالى. وفيه المكافأة هي نوع الفعل ، فكما سلك الإنسان طريق المعرفة ، فإن مكافأته هي أن الطريق إلى الجنة أسهل والمكافأة هي نوع العمل ، فيعمل. ar: أن تسلك طريقا يؤدي إلى العلم ، والثواب: تيسير وتسهيل طريق يؤدي إلى الجنة (انظر شرح الشيخ عبد المحسن العباد في سنن أبي داود). ما هو المقصود بعلم الطب الشرعي؟ قال سماحة الشيخ عبد المحسن العباد في شرحه لسنن أبي داود: والعلم الشرعي: معرفة كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما كان يفعل سلف هذه الأمة. من يسلك طريقًا بحثًا عن المعرفة ، ما الذي تفهمه المعرفة؟ والمراد هنا تعلم الشريعة الإسلامية ، فهنا ليس كل العلوم بل الشرعي هو الذي يقرب الله ، وأما بقية العلوم الدنيا ، إذا احتسب الأجر الذي يريد أن ينفع الأمة ومساعدة الناس وأشياء من هذا القبيل ، يؤجر على ذلك ، لكنه لا يدخل في الحديث.
الجملة الخامسة: (وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر) فشرف عظيم للعلماء أن يقال: إنهم ورثة الأنبياء، وأن يوصفوا بأنهم وارثو الأنبياء، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يورث عنهم المال، ولم يرسلوا لجمع المال، وتركه لأقاربهم الوارثين، بل المال لا يورث عنهم، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنا معاشر الأنبياء لا نورث؛ ما تركناه صدقة). إذاً: فميراثهم واسع ومبذول لكل أحد، وليس للأقارب دون غيرهم، ولا لأحد دون أحد، وإنما هو لكل أحد مبذول، ومن أراد أن يحصل العلم فالباب مفتوح، والطريق سالك، فما عليه إلا أن يقدم ويحرص على أن يحصل على نصيب من هذا الميراث الذي هو ميراث النبوة؛ ولهذا كان العلماء ورثة الأنبياء؛ لأن الأنبياء جاءوا بالعلم النافع، والعلماء هم الذين يرثونهم ويتلقون ذلك الميراث، ويحافظون عليه، ويعنون به، وينشرونه ويبذلونه ويعملون بما فيه، ويدعون الناس إلى العمل بما فيه، هذا هو شأن العلماء. إذاً: فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ليس ميراثهم لأقاربهم، وإنما هو عام لكل أحد؛ لأن المال لا يورث عنهم، وإنما يورث عنهم العلم، ويورث عنهم الحق والهدى، هذا هو ميراثهم، وهو مبذول لكل أحد، وبابه مفتوح لكل أحد، ولا يختص به أحد دون أحد، ولذا قال عليه الصلاة والسلام: (وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وانما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر).