التوبة واجبة على كل شخص ارتكب معصية، سواء كان كبير أو صغير، و رجل أو مرأة، فكل شخص يقع في المعصية عليه أن يلجأ إلى الله ويطلب المغفرة والتوبة. كيف أتوب إلى الله توبة صادقة | معرفة الله | علم وعَمل. فالإنسان بطبعه كثير الأخطاء والذنوب، ويرتكب المعصية أحيانا بقصد وأحيانا بدون قصد، والله سبحانه وتعالى أمرنا بالتوبة والعودة إلى الله لتكفير الذنوب، والله فتح باب التوبة للجميع ويقبلها إن كانت بنية صادقة. ما هي شروط التوبة الصادقة؟
التوبة هي تكفير الذنوب وإصلاح القلوب، وقد أمر الله سبحانه وتعالى الانسان بطلب المغفرة، ولكن لكي يتقبل الله توبة العبد لابد من توافر شروط معينة حتى يقبل الله توبته، وهذه الشروط ما يلي:-
1- إخلاص النية لله تعالى:
من أهم شروط التوبة هي النية الصادقة، ويجب أن يطمع الانسان برضا الله ونيل حبه، وأن يكون ذلك نابع من قلبه ولا تكون غايته دنيوية، ويجب أن تكون غاية التوبة هي التقرب إلى الله ونيل رضاه. 2- ترك الذنب نهائيا:-
يشترط لقبول توبة العبد أن يبتعد تماما عن الذنب وكل ما يقربه إليه، وذلك للتخلص من الذنب كليا، وأن يكون الندم على ارتكاب الذنب نابع من الشعور بالندم الحقيقي، وأن يكون الإنسان يرجو الحصول على المغفرة من الله، ويجزم ألا يعود لذلك الذنب مرة أخرى.
كيف أتوب إلى الله توبة صادقة | معرفة الله | علم وعَمل
فإن المُصرَّ على ارتكاب الذنب بعد أن تاب منه، والمقيم عليه إن لم تكن له توبة صادقةٌ صحيحةٌ فإنه يُخشى عليه أن يكون ممن جاءت فيهم الآية، فيُطبع على قلبه حتى تتعسر عليه التوبة، ويستمر في المعصية حتى تودي به إلى النار. صوت السلف | تحقيق التوبة الصادقة قبل رمضان (موعظة الأسبوع). العزم على ألا يعود للمعصية أبداً: ويُعلن ذلك ويُشهد الله عليه، ويدلُّ هذا على صدق التوبة عملياً وصحتها. أداء الحق إلى أصحابه: فإن كان الذنب الذي تاب منه تتعلق به مظلمةٌ أو حقٌ لآدمي فيجب عليه حتى تُقبل توبته وتصحَّ أن يؤدي ذلك الحق لأهله، أو يطلب منه المسامحة منه، فإنّ من كان ذنبه الذي يريد التوبة منه فيه اعتداءٌ على حقِّ أحدٍ من الناس فقد وجب عليه لكي تُقبل توبته أن يستحله من حقه إن كان معنوياً كالغيبة والنميمة، أو يُعيده إليه إن كان حقاً مادياً كالديون وغيرها. أن تكون توبته في الوقت الذي تُقبل فيه التوبة: فيجب على التائب حتى تُقبل توبته أن تقع في الوقت الذي تُقبل فيه، وهو كلُّ وقتٍ إلا ما جاء النصُّ في عدم قبول التوبة فيه، كأن يتوب بعد طلوع الشّمس من مغرِبها، أو يتوب هرباً من الحساب والعقاب بعد أن يجد ألا مفرَّ من الموت، كما حصل مع فرعون عندما أغرقه الله وجنوده. علامات قبول التوبة لا يمكن لتائبٍ أن يعلم حقيقة ما إذا كان الله سبحانه وتعالى قد غفر له ذنوبه بعد توبته أم لا، ولكن يمكن للمرء أن يجد شيئاً في عمله أو في قلبه يُشعره بذلك، كما أنه ربما يجد بعض الدّلائل التي تُشير إلى أنه مقَبول التّوبة، وأن الله قد غفر له ذنوبَه، ومن تلك العلامات والدلائل ما يلي:
أن يجد التائب حُرقةً في قلبه وألماً في نفسه على ما قام به من الذّنوب والمعاصي.
صوت السلف | تحقيق التوبة الصادقة قبل رمضان (موعظة الأسبوع)
تحقيق التوبة الصادقة قبل رمضان (موعظة الأسبوع)
كتبه/ سعيد محمود الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ مقدمة: - تذكير بأهمية حسن الاستعداد قبل حلول رمضان: قال معلى بن الفضل: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم". - حسن الاستعداد مقدمة للنتائج الحسنة والنجاح: (الطالب المتفوق - العَدَّاء الماهر - الجيش المنتصر -... )؛ فكيف بطلاب الآخرة؟! ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) (الرحمن: 60) ، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( إِنَّ اللهَ يُنَزِّلُ الْمَعُونَةَ عَلَى قَدْرِ الْمَئُونَةِ) (أخرجه البزار في مسنده، وصححه الألباني). إشارة إلى تسلسل الخطوات على طريق الاستعداد لرمضان: (وقد سبق الحديث حول استشعار فضل إدراك رمضان، واليوم نتحدث عن تحقيق التوبة الصادقة قبل رمضان). (1) أهمية التوبة الصادقة قبل رمضان: التوبة مدخل العمل الصالح، ومنزل الصالحين، ومنتهى أمرهم قبل لقاء رب العالمين: قال ابن القيم في المدارج: "والتوبة أول المنازل، وأوسطها، وآخرها... فالعبد لا يفارقها ولا ينفك عنها" ( وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات: 11).
عن ابن مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ عن رسولِ الله عليه الصَّلاةُ والسَّلام أنَّهُ قال: (لَلَّهُ أفْرَحُ بتوبةِ العبدِ من رجلٍ نزَلَ مَنزِلًا وبهِ مَهلَكُهُ ومعَهُ راحلَتُهُ عليْها طعامُهُ وشرابُهُ فوضَعَ رأسَهُ فنامَ نوْمةً، فاسْتيقظَ، وقدْ ذهبَتْ راحلتُهُ، فطلَبَها، حتى إذا اشْتَدَّ عليه الحرُّ والعَطَشُ، قال: أرجِعُ إلى مَكانِي الَّذي كنتُ فيه، فأنامُ حتى أموتَ، ثمَّ رفعَ رأسَهُ، فإذا راحلتُهُ عِندَهُ، عليْها زادُهُ: طعامُهُ وشرابُهُ فاللهُ أشدُّ فرَحًا بتوبةِ العبْدِ المؤمِنِ من هذا بِراحلَتِه وزادِهِ). [٧]
عَونُ الله للتَّائِب
والمُسلِمُ إذا أرادَ أن يَتوبَ فإنَّهُ يَصنَعُ رابطاً جديداً بينَهُ وبينَ ربِّهِ فيُسخِّرُ الله لهُ أسبابَ الهدايةِ ومَن يُعينُهُ عليها، وقد شَرَع الله التَّوبَةَ لِعبادِهِ، وحثَّهم عليها، ووعَدَ التَّائبينَ بكَرمِهِ أن يغفِر لهم ويَرحَمَهم. قال تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). [٨] والتَّوبَةُ حالٌ شَرعها الله ثمَّ أحبَّها من عِبادِهِ وأعظَمَ شأنَها فقالَ في كِتابِهِ العظيم: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) ، [٩] والتَّشديدُ في (التَّوابينَ) يدلُّ على التَّكثيرِ والاستِزادَةِ والدَّيمومَةِ، فمَن تابَ توبَةً على ذنبٍ ثمَّ ذَكَرهُ فتابَ، ثمَّ كلَّما ذكَرَهُ تابَ فكأنَّما صارَ ذنبُهُ عِبادَةً لهُ لِعِظَمِ توبَتِهِ وديمومَتِها، أمَّا إذا ذَكَرَ ذَنبَهُ فَسَعِدَ بِهِ واشتاقَ إليهِ فكأنَّما عادَ لِذنبِهِ وأصرَّ عليهِ وما هوَ بِتائب.