لكن هل هو منسوخ أم مرفوع؟
ليس منسوخًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات والإماء موجودون، عبيد وإماء ولا يوجد نسخ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ما هو الأصل في الناس هل هم عبيد أم أحرار؟
الأصل فيهم أنهم أحرار ، وليسوا عبيدًا. متى يكون الإنسان عبدًا؟
يكون الإنسان عبدًا في الرق، وفي الأسر، عندما يؤسر الإنسان. فإذا خاض المسلمون معركة فالمسبيات إماء، يوزعها أمير الجيش على الناس. والإماء كان الناس يستخدمونهم؛ ليس فقط للشهوة، وإنما يستخدمونهم لتكثير المال. معني وما ملكت ايمانكم مسلسل. أنا أتكلم كلاما موجزًا. أحكام الإماء أحكام في الفقه كثيرة، لكن أريد أن أقف وإياكم على رؤوس المسألة، يمكن لرجل عنده عدة إماء، بإمكانه أن يتمتع بها، فإن تمتع بها؛ يحرم عليه شرعًا أن يفرق بينها وبين ولدها. ولذا الأَمة متى أنجبت ؛ أصبحت أم ولد، وأم الولد في الشرع حكمها حكم الحرة، لا يجوز التفريق بينها وبين ولدها. يمكن لرجل عنده إماء ولكن الإماء التي عنده؛ هو لا يطؤها ولا يرغب فيها، يزوجها لعبيد آخرين. وهنا مسألة:
الإنسان ينسب إلى أمه أم إلى أبيه في موضوع الحرية والعبودية؟
الإنسان ينسب إلى أمه، فولد الأمة؛ هو عبد، ولو كان أبوه حرًا. ويحرم على الرجل أن ينكح الأَمة وهو يستطيع أن ينكح الحرة، ولا ينكح الأَمة إلا إذا كانت ملكا له.
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المؤمنون - الآية 6
- الدرر السنية
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المؤمنون - الآية 6
إنه عقد اجتماعي اتفق عليه المجتمع وأصبح شِرعة يسير عليها الناس. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المؤمنون - الآية 6. إذا كان هذا هو حال الدول الأخرى، فإن صورة الجار الذي كاد يُوَرِّثُهُ رسولنا عليه أزكى الصلاة والتسليم، تقتضي أن نكون أكثر تنظيما في محطات الميترو وأن يسود الإيثار بيننا بأن نجعل الطفل والمرأة والمريض والشيخ لهم الأسبقية في الركوب، وتكون صورة التنظيم في هذه المحطات أكثر حضارية من أوروبا وحتى كوريا الجنوبية. تراءت أمام عيناي صورة الجار الذي كاد رسول الله أن يُوَرِّثه، فرجعتُ إلى الوراء أتمعن في صورة الفوضى والازدحام الذي امتزجت فيه المرأة والطفل والرجل والقوي والضعيف في منظر فريد لا يعكس نظرة الإسلام وإنما يعكس واقع التخلف البعيد عن الدين. وأنا أنظر لهذا المشهد الغريب ولا أجد سبيلا للنزول، بدأتُ أفكر في مواصلة السير حتى المحطة القادمة لعلي أجد واقعا مغايرا يساعدني على الخروج من الميترو بسلام ووئام دون أن أرتكب جريمة في حق الجار، وما أنا إلا سائح لا أخبر دروب مدينة من حجم القاهرة… فجأة لمحتُ بجانبي رجلا قوي البنية من منظره يبدو أنه سلفي (لحية طويلة وجلباب قصير) وبجانبه زوجته حسب ظني ترتدي النقاب. وضع الرجل السلفي زوجته أمامه، وكان قوي البنية، فراح يتدافع مع الزحام في الاتجاه المعاكس ليجد للمرأة ولنفسه ممرا للهبوط من الميترو مع ما يتطلبه هذا الممر من التصاق مع الرجال والفتيات والأطفال والشيوخ.
الدرر السنية
تفسير و معنى الآية 6 من سورة المؤمنون عدة تفاسير - سورة المؤمنون: عدد الآيات 118 - - الصفحة 342 - الجزء 18. ﴿ التفسير الميسر ﴾
إلا على زوجاتهم أو ما ملكت أيمانهم من الإماء، فلا لوم عليهم ولا حرج في جماعهن والاستمتاع بهن؛ لأن الله تعالى أحلَّهن. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«إلا على أزواجهم» أي زوجاتهم «أو ما ملكت أيمانهم» أي السراري «فإنهم غير ملومين» في إتيانه. ﴿ تفسير السعدي ﴾
إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ من الإماء المملوكات فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ بقربهما، لأن الله تعالى أحلهما. ﴿ تفسير البغوي ﴾
( إلا على أزواجهم) أي: من أزواجهم ، و " على " بمعنى " من ". ( أو ما ملكت أيمانكم) ( ما) في محل الخفض ، يعني أو ما ملكت أيمانهم ، والآية في الرجال خاصة بدليل قوله: " أو ما ملكت أيمانهم " والمرأة لا يجوز أن تستمتع بفرج مملوكها. ( فإنهم غير ملومين) يعني يحفظ فرجه إلا من امرأته أو أمته فإنه لا يلام على ذلك ، وإنما لا يلام فيهما إذا كان على وجه أذن فيه الشرع دون الإتيان في غير المأتى ، وفي حال الحيض والنفاس ، فإنه محظور وهو على فعله ملوم. الدرر السنية. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم بين- سبحانه- الصفة الرابعة من صفاتهم فقال: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ، فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ.
ومن الجدير بالذكر ولختام هذا المقال أود أن أذكر القارئ أن القرآن حرم أي تعامل مع الأسرى إلا من خلال المن عليهم بالحرية أو بتبادل الأسرى وقت الحروب للدفاع عن النفس "فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا" (سورة محمد آية 4). ولذا فإن سبي النساء واستعبادهن في الحروب كما جاء في كتب التراث تحت مسمى "ماملكت أيمانكم"، مخالف لتعاليم القرآن في هذا الأمر وهو يعد جريمة بكل المقاييس. ولنا الآن أن نتصور ولو لوهلة واحدة لو فعلها أحد معنا -أي أخذ أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا كسبايا حرب للتسري بهن- بحجة نشر دين، ماذا كنا ياترى سنقول عن دينه وبماذا كنا سنصفه؟