بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع مهم اعتقد الكثر منا لا يعرفه
لقيت الموضوع هذا
شرح حديث ابن عمر:
(من لبس ثوب شهرة في الدنيا…). لفضيلة الشيخ المحدث العلامة:
(محمد ناصر الدين الألباني) رحمه الله. ومعه تخريج الحديث وذكر شئ من فوائده. من كتاب (جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة). قام بتحضيره على ملف الوورد:
أبو هريرة السلفي الليبي. جزى الله خيرا كل من أعان على نشرها
وطبعها. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم يلقاه أما بعد:
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح:
(إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها). وقد سئل فضيلة الشيخ الفاضل عبد العزيز بن باز رحمه الله عن مجدد هذا العصر فقال: (ما أظنه إلا فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني). وقد ورث فضيلة الشيخ العلامة محمد ناصر الدين علما وفيرا فكان لزاما علينا أن نقوم بحفظ هذا العلم والأخذ منه ونشره لكي تعم الفائدة وقد كنت وقفت على تخريج الشيخ لحديث ابن عمر المذكور وشرحه له وتبيينه له فوددت لو أني كتبت هذا التخريج على الإنترنت راجيا من المولى أن يثيبني عليه خيرا.
قال رسول الله صلى الله عليه (من لبس ثوب شهره في الدنيا البسه الله ثوب مذله يوم القيامة) - الداعم الناجح
لباس الشهرة يدعو الإنسان إلى الكبر والترفع عن الناس، وفيه إسراف ومخيلة وتميز على غيره من الناس، وهو محرم وصاحبه معرض للوعيد والنار. أما اللباس رفيع الثمن فهو يختلف من شخص إلى آخر، كما ينظر في دواعيه وأسبابه وتفاصيل أحكامه مبينة في هذه المادة. ما جاء في لبس ثوب الشهرة
شرح حديث (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة مثله)
تراجم رجال إسناد حديث (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة مثله)
تراجم رجال إسناد طريق أخرى لحديث (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة)
شرح حديث (من تشبه بقوم فهو منهم)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبو النضر حدثنا عبد الرحمن بن ثابت حدثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تشبه بقوم فهو منهم)]. أورد أبو داود حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من تشبه بقوم فهو منهم) وهذا ذم لمن يتشبه بالكفار؛ لأن التشبه في الظاهر قد يؤدي إلى ميل في الداخل وفي الباطن. والمقصود من ذلك التشبه في الشيء الذي هو من خصائصهم، والشيء الذي هو من ميزاتهم، وأما الأشياء التي هي مطلوبة في الإسلام مثل: إعداد العدة، والعناية بالأمور النافعة، فهذا شيء مطلوب، ولكن الشيء المحظور والممنوع هو الذي يكون في أمور اللباس أو الهيئة أو ما إلى ذلك.
ما هو ثوب الشهرة
خالفه الليث بن أبي سليم!! فرواه عن مهاجر الشامي قال: قال ابن عمر: (من لبس رداء شهرة أو ثوب شهرة ألبسه الله نارًا يوم القيامة) هكذا رواه موقوفًا على ابن عمر قولَه!! أخرجه ابن أبي شيبة [رقم/25266] ، من طريق ابن علية عن ليث عن المهاجر به... وهذا إسناد صحيح إلى الليث، وقد تُوبع عليه ابن علية: تابعه: حماد بن سلمة عن ليث عن مهاجر عن ابن عمر قال: (من لبس ثوبًا مشهورا أذلَّه الله يوم القيامة). أخرجه ابن الجوزي في التلبيس [3/ 1156/طبعة الوطن] من طريق البخاري عن أبي سلمة التبوذكي عن حماد به... وهكذا رواه أبو معاوية الضرير عن مهاجر بن عمرو عن ابن عمر قال: (من لبس شهرة من الثياب ألبسه الله مذلة). أخرجه هناد في الزهد [2/رقم/840] ، ومن طريق ابنُ الجوزي في التلبيس [3/ 1160/طبعة دار الوطن] ، وابن أبي شيبة [رقم/25778/طبعة عوامة] ، وغيرهم. ووقع عند ابن أبي شيبة (عَن مُهَاجِرِ أَبِي الْحَسَنِ)! بدل (مهاجر بن عمرو) ومهاجر أبو الحسن هذا: ثقة مشهور من رجال الجماعة إلا ابن ماجه. وأنا أخشى أن يكون اسم أبيه جاء محرَّفًا في سند عبد الله بن محمد العبْسي؟! فإني أستبعد أن يكون قد اخْتُلِفَ على ابن خازم في سنده! ؟ ولعلَّ الليث كان ربما أخطأ في اسم شيخه!
فمن لبس ما فيه إسراف ظاهر – بالنسبة لمجتمعه - يوحي بالتكبر والخيلاء ، أو لبس
الرديء الرث – بالنسبة لمجتمعه – يشعر بالزهادة والعبادة ، فقد تجاوز القصد
والاعتدال وحاد عن السبيل. يقول السرخسي في "المبسوط" (30/268):
" والمراد أن لا يلبس نهاية ما يكون من الحسن والجودة في الثياب على وجه يشار إليه
بالأصابع ، أو يلبس نهاية ما يكون من الثياب الخَلِقِ – القديم البالي - على وجه
يشار إليه بالأصابع, فإن أحدهما يرجع إلى الإسراف والآخر يرجع إلى التقتير ، وخير
الأمور أوسطها " انتهى. وجاء في "الموسوعة الفقهية" (6/136):
" ويكره لبس زي مُزْرٍ بِهِ لأنه من الشهرة, فَإِن قَصَدَ به الاختيال أو إظهارَ
التواضع حَرُمَ لأنه رياء " انتهى. والمقياس والميزان هو عادة الناس والمجتمع الذي يعيش فيه الإنسان ، فما كان بالنسبة
لهم إسرافا ومخيلة أو كان رديئا رثا فهو مكروه مذموم ، وهو من الشهرة التي نهى عنها
بعض السلف من الصحابة والتابعين:
قال ابن عمر رضي الله عنهما:
" من لبس رداء شهرة أو ثوب شهرة ألبسه الله نارا يوم القيامة " رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/81). وقال سفيان الثوري:
( كانوا يكرهون الشهرتين: الثياب الجياد التي يشتهر فيها ويرفع الناس إليه فيها
أبصارهم ، والثياب الرديئة التي يحتقر فيها ويستذل دينه)
ثانيا:
ومن الشهرة أيضا لباس ما تنكره عادات المجتمع وتقاليده ، وما يخالف في هيئته أو
لونه ما يعرفونه ويألفونه ، مما يؤدي إلى حديث الناس عنه وغيبته والوقوع في نيته
وقصده ، والمسلم مأمور بكف الغيبة عن نفسه ، أما اللباس الذي لا يستنكرونه ولا
يستغربونه ، ويعتادون على رؤيته أو يأخذونه بالقبول ، فلا حرج من لبسه إذا كان
ساترا للعورة.