حرية الاختيار: وهذه يتوافق الإسلام والغرب عليها، ولكن حين تكون الخيارات غير منطقية أو تتسبب اللأذى فالإسلام يرفضها، ذلك لأنه لا يرى الاختيار حرية مطلقة. حرية العمل: وهي حرية الإنسان في أفعاله، طالما لا يؤذي أحدًا ولا يتعدى على القوانين الوضعية بناء عى انقطتين السابقتين، فهي تفيد تحرر الإنسان من السلطة الدينية. ويمكنك التعرّف على معنى المعتقد وما هي حرية المعتقد بالاطّلاع على هذا المقال: مفهوم حرية المعتقد
لذلك فالحرية بالمفهوم الغربي هي المساحة الكبيرة والحال التي يكون عندها الفرد مستجيبا لنزعاته وغرائزه، ورفض الأفكار المجتمعية والتحرر منها، وكأن الإنسان يعيش بمفرده وليس ضمن مجموعة تحمل قيم أخلاقية وشعورية تميز أهل المنطقة وتشجع على الشعور بالانتماء إليها، بل تركز على بناء الدولة الحديثة التي تبحث عن الإنجاز فقط وتشجع الإبداع وحده، بحيث تتحدد قيمة الإنسان بالمادية. حق الحرية في الاسلام. [٤]
تعريف الحرية من منظور فلسفي
طالما شغلت الحرية الفلاسفة على مر العصور وحتى وقتنا الحاضر، فهي تشتمل على عدة صور ولا يمكن احتواؤها في تعريف واحد شامل في الفلسفة، فهناك الحرية السياسية والدينية والأخلاقية، ولكل منها قواعد مختلفة حسب موضوعها، ولكن وبشكل عام فإن للحرية ارتباطًا وثيقًا بقدرة الإنسان وإرادته، ولكن الاعتراض المباشر بين الحرية في مختلف المفاهيم والحرية الإسلامية، هي خضوع الإسلام للقوة العليا والسلطة الإلهية، التي يفكر المفكر من خلال قواعد الإسلام فيها، ويعمل ويختار بناء على ذلك، أما في البقية فالإنسان هو المركز الذي يدور حوله كل شيء، ولا يخضع لأي سلطة.
- ضوابط الحرية في الاسلام
ضوابط الحرية في الاسلام
(آل عمران:195). [رواه الحاكم في المستدرك والطبري في التفسير].
وإذا كنا لا نجد في الإسلام مصطلح "الحرية"، فإننا نجد الإسلام مليئاً بمعاني الحرية وبالقواعد المؤسسة للحرية، وبالقيم والتوجيهات الداعمة للحرية. الحريه الدينيه في الاسلام. أولاً: في البدء كانت الحرية
مما يلفت الانتباه في قصة خلق آدم كما يحكيها القرآن الكريم، تلك العناية والحفاوة البالغة التي أحيطت بها هذه الواقعة وهذا المخلوق: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة: 30)، (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ. فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ. (الحجر: 28-29)، (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ) (الأعراف: 11)، (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا. ) (البقرة: 31)
ولم تقف الحفاوة عند هذا الإعلان الإلهي الجليل، ولا عند تسمية هذا المخلوق خليفة، ولا عند تصويره وتسويته بيد العناية الربانية، ولا عند النفخ فيه من روح الله تبارك وتعالى، ولا عند إسجاد الملائكة له وهم عباد بررة مكرمون، لم تقف الحفاوة الإلهية بالإنسان عند هذا، بل امتدت وسمت إلى حد إسكانه الجنة وإطلاق يده وحريته فيها، دون أن يكون قد فعل ما يستحق به شيئاً من هذا كله.