السؤال:
حدثوني عن وضع اليدين أثناء القيام أين أضعهما؟
الجواب:
السنة وضعهما على الصدر؛ لأنه ثبت عن النبي ﷺ من حديث وائل، ومن حديث قبيصة هلب الطائي عن أبيه "أنه كان يضعهما على صدره عليه الصلاة والسلام"، وثبت مرسلًا من طريق طاوس بن كيسان التابعي الجليل عن النبي ﷺ وهو يؤيد المرفوع. وبعض أهل العلم يرى وضعها على السرة، وبعض أهل العلم يرى وضعهما تحت السرة، والحديث في هذا ضعيف -تحت السرة- والأفضل فوق الصدر هذا هو الأفضل؛ لأن الأحاديث فيها أصح، الأحاديث في ذلك أصح، والأمر في هذا واسع، كله سنة، لو سدلهما صحت صلاته، لو أرسلهما كما قال بعض أهل العلم صحت صلاته، ولكن السنة أن يضمهما إلى صدره ولا يرسلهما، هذا هو السنة، ولا ينبغي في هذا النزاع والخلاف والجدل والفرقة، بل ينبغي في هذا التسامح والتيسير؛ لأن الاجتماع والتعاون على الخير أمر مطلوب. والذي يجعلها تحت السرة تأول قول بعض أهل العلم وبعض الأحاديث الضعيفة فلا ينبغي التشنيع والتشديد في هذا المقام، ينبغي الرفق والحكمة في هذا والنصيحة بدون فرقة ولا اختلاف ولا تشنيع، ولكن الأفضل للمؤمن أن يتحرى ما هو الأثبت وما هو الأقرب إلى الصواب في مسائل الخلاف. وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة. نعم.
- وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة
- وضع اليدين في الصلاة بين أهل السنة وغيرهم - الإسلام سؤال وجواب
- التفريغ النصي - شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 294-295 - للشيخ سلمان العودة
وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة
[١٣]
صفة وضع اليدين في الاعتدال من الرُّكوع
ذهب جُمهور الفقهاء من الشّافعيّة، والحنفيّة، والمالكيّة إلى عدم سُنّيَّة وضع اليد اليُمنى على اليُسرى في حال الاعتِدالِ من الرُّكوع؛ لِعدم ورود الدليل على ذلك في أحاديث الصَّلاة، وعدم نقل ذلك عن السَّلف، [١٤] فالأصل في حال اليدين أثناء الصلاة هو الإرسال، فلا يُعدلُ عنه إلا بدليل، [١٥] وأمّا في حال دُعاء القُنوت فيُسنُ رفع اليدين إلى السماء وهُما مكشوفتين. [١٦]
صفة وضع اليدين عند التَّشهُّد
اتَّفق الفُقهاء على وضع اليدين على الفخذين في حال الجُلوسِ لأجلِ التَّشهُّد، [١٧] ويكونُ بِبَسط اليد اليُسرى مع ضم الأصابعِ إلى بعضها، وجعلها موازيةً لِبداية الرُّكبة، مع قبض اليد اليُمنى باستثناء السبابة فتكون ممدودة في بداية التَّشهُّد ، ويرفعها عند قوله: إلّا الله، ويسنُّ أن يُبقيها مرفوعةً إلى آخر الصلاة من غير تحريكها. [١٨] [١٩]
المراجع
↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 740، صحيح. وضع اليدين في الصلاة بين أهل السنة وغيرهم - الإسلام سؤال وجواب. ↑ خالد بن عبد الله بن محمد الشايع (2001)، الإعلام بتخيير المصلي بمكان وضع اليدين بعد تكبيرة الإحرام (الطبعة الأولى)، السعودية: مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 13، 16.
وضع اليدين في الصلاة بين أهل السنة وغيرهم - الإسلام سؤال وجواب
وله شواهد أخرى، لكنها في الواقع ليست صريحة في هذا الباب. يعني: حديث وائل ومرسل طاوس بمجموعهما، يعني: يكون أصح ما ورد في المسألة عن النبي صلى الله عليه وسلم في وضع اليدين على الصدر. في الحديث مسألتان:
وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة
مكان وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة
المسألة الثانية من المسائل الفقهية هي مسألة: أين يضع يديه؟ عرفنا أن مذهب جماهير أهل العلم، هو أن يضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، لكن بقي أين يضعهما؟ هل يضع يديه على صدره، أو يضعهما فوق السرة، أو يضعهما تحت السرة؟ ثلاثة أقوال. القول الأول: أنه يضع يديه على صدره، يضع اليمنى على اليسرى على صدره في الصلاة، كما هو مقتضى حديث وائل بن حجر ومرسل طاوس.. وغيرهما من الأدلة. وهو مذهب إسحاق بن راهويه من فقهاء المحدثين، كما ذكر المروزي في مسائله، قال: كان إسحاق بن راهويه رحمه الله يوتر بنا ويضع يديه على ثدييه أو تحت ثدييه. وضع اليدين في الصلاة عند المذاهب الأربعة. فهذا يدل على مذهب إسحاق بن راهويه. وحجته: حديث وائل بن حجر وحديث طاوس ، وهما أصح ما ورد في الباب. القول الثاني في المسألة: هو أن يضع يديه تحت صدره وفوق سرته، يضعهما في أعلى بطنه، تكون اليدان تحت الصدر وفوق السرة، يعني: بين السرة والصدر.
التفريغ النصي - شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 294-295 - للشيخ سلمان العودة
أما الأمر الأول فقد ورد في حديث وائل بن حجر الذي سَبَق ذِكْره، وجاء فيه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَضَع يده اليمنى على ظهْر كفه اليسرى والرسغ والساعد. وصوَّر الفقهاء ذلك، كما في شرح المنهاج وغيره، فقالوا: بأن يَقبِض بيمينه كُوع يساره وبعْض ساعِدها والرسغ. رَوَى بعضه مسلم، وبعضه ابن خزيمة، والباقي أبو داود. وقيل: يُخَيَّر بين بسْط أصابع اليمنى في عرض المَفْصِل وبين نشْرها صوْب الساعد، والمُعتَمد الأول. ويُفرِّج بين أصابع يُسراه وسطًا. قال الإمام الشافعي: والقصد من القبْض المذكور تسكين اليدين، فإن أَرْسَلهما ولم يَعبَث بهما فلا بأس، كما نصَّ عليه في "الأم" والكُوع هو العَظْم الذي يَلي إبهام اليد، والرُّسغ هو المَفْصِل بين الكف والساعد، أما البُوع فهو العَظْم الذي يلي إبهام الرِّجْل. التفريغ النصي - شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 294-295 - للشيخ سلمان العودة. وأما الأمر الثاني فقد ورد فيه ما يأتي:
(أ) عن وائل بن حجر قال: صليتُ مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فوَضَع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره. أَخرَجه ابن خزيمة في صحيحه. (ب) عن أبي جرير الضبي عن أبيه قال: رأيتُ عليًّا يُمسِك شماله بيمينه على الرُّسغ فوق السُّرَّة. وفي إسناده أبو طالوت عبد السلام بن أبي حازم.
الوجه الثاني: وضع اليد اليمنى على الذراع اليسرى
ويدل على هذا: حديث سهل بن سعد قال: " كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة " رواه البخاري. الوجه الثالث: وضع اليد اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد. ويدل على هذا: حديث وائل بن حجر قال: " فكبر ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه، ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد " رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والألباني. وبعض الناس يقبض المرفق إذا وضع يده اليمنى على اليسرى؛ وهذا لا أصل له. وضع اليدين في الصلاة. فالسنة أن تُفعل هذه مرة وهذه مرة كما سبق في غيرها من السنن. مستلة من: الفقه الواضح في المذهب والقول الراجح على متن زاد المستقنع (كتاب الصلاة)
وحجتهم في ذلك ما يأتي:
(أ) عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: كان الناس يُؤمرون أن يَضَع الرجل يديه اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة. (ب) عن وائل بن حجر أنه وَصَف صلاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقال في وصفه: ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرُّسْغ والساعد. رواه مسلم وأحمد. وفي رواية لأحمد وأبي داود: ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد. (جـ) عن ابن مسعود أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مَرَّ به وهو واضع شماله على يمينه. فأَخَذ يمينه فوضَعها على شماله. رواه أبو داود. (د) عن غطيف قال: ما نسيت من الأشياء فلم أَنْسَ أني رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واضعًا يمينه على شماله في الصلاة: رواه أحمد في مسنده. (هـ) عن قبيصة بن هلب عن أبيه قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَؤمَّنا فيَأخُذ شماله بيمينه. رواه الترمذي وقال: حديث حسن. إلى غير ذلك من الأحاديث التي أوْصلها بعضهم إلى عشرين حديثًا مَرْوِيَّة عن ثمانية عشر من الصحابة والتابعين. وحَكَى الحافظ عن ابن عبد البر أنه قال: لم يأت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيه خلاف. وأصحاب هذا القول اختلفوا في أمرين: الأمر الأول في كيفية وضع اليد اليمنى على اليسرى، والأمر الثاني في مكان وضعهما على الصدر.