وما زالت حفريات قدماء المصريين لمناجم الذهب موجودةً حتى الآن في سلسلة جبال البحر الأحمر، ولقد برع المصريون لمناجم وصياغة الحُلى، والذهب أحياناً يكون موجوداً في أماكن كثيرة، ولكن استخراجه يتكلف مبالغ كبيرة، ولذلك لا يستخرج؛ لأن تكاليف استخراجه تزيد قيمته، ويعتبر استخراجه غير اقتصدادي. إذن فالله تعالى أعطى لهم الأموال والزينة، ولذلك ملئوا معابدهم بالنقوش المرسومة، بألوانٍ لم تفسد رغم هذه القرون الطويلة، وكلّ هذا زينةٌ وترف، ومعناها أن حركة الإنسان المترف أكثر من ضروريات حياتهِ، ولذلك يُنفق ماله في الكماليات والترف والزينة، وقول الحق تبارك وتعالى: "ربّنا ليضلوا عن سبيلك" يونس:88. أي معناها أنهم لم يكتفوا بالكفر لأنفسهم فيكونوا ضآلين، ولكنهم يضلون أيضاً ويدفعون الناس إلى الكفر، فكان عليهم وزرين وهما: الأول لأنهم أضلو وكفروا، والثاني ووزرٌ فيمن ضل غيرهم ودفعوهم إلى عبادتهم من دون الله، ولكن هل الحق سبحانه وتعالى أعطى فرعون المال والزينة ليُضلوا عن سبيله. دعاء موسي عليه السلام كامله hd. هل هذه علّة العطاء؟ ولكن هناك لامٌ إسمها لام العاقبة. ما هو دعاء موسى على فرعون؟ قال تعالى: " رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ " يونس:88.
- دعاء موسي عليه السلام و العصا
دعاء موسي عليه السلام و العصا
وإلى هنا نكون قد تعرفنا إلى دعاء سيدنا موسي عليه السلام كما وردت في كتاب الله، وسنة رسول الله، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا تيسير الأمر كله، كما يسر الأمر لموسى، وشق البحر له، وانقذه من بطش فرعون وجيشه، ونجاه من شرور البشر.. آمين.
وفي قوله "ربنا اطمس على أموالهم" ايّ امحها أو امسخها، فقد قال بعض العلماء: إنّ أموال فرعون مُسخت بعد هذا الدعاء؛ فما كان عنده من ذهب فقد أصبح حجارة والذي كان عنده من مال اصبح زجاجاً، وقوله "وأشددعلى قلوبهم" ،أي الأموال التي كانت عند فرعون كانت وسيلته للاضلال ونشر الكفر لذا قال موسى: يا رب أسالك أمرين: الأمر الأول: أن تطمس على أموالهم فتجعلها بلا قيمة. الأمر الثاني: أن تشدد على قلوبهم، أي: اطبع عليها وأشدد الرباط على القلوب ؛حتى لا يؤمنوا لأنهم افتروا باتباعهم فرعون ورفضهم الدعوة وصدهم عنها؛ لذلك فهم لا يستحقون رحمتك ولا يستحقون هدايتك. ولكن كيف يدعو موسى عليه السلام على فرعون وقومه بهذا على فرعون وقومه بهذا الدعاء ولا يطلب من الله أن يهديهم، كما فعل رسولنا عليه الصلاة والسلام ، حين قال: "اللهم إهد قومي فانهم لا يعلمون" ؟ نقول: أنه لا بد أن الله سبحانه وتعالى قد اطلعة على أن فرعون وقومه لن يهتدوا، وأنه لا فائده منهم،مثلما أطلع نوحاً عليه السلام في قوله تعالى: " أُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ "هود: 36.